قبلان أبو جاموس

زعيم قبيلة الدعجة

قبلان بن حمد العيسى ابو جاموس، هو شيخ قبلي زعيم قبيلة الدعجة ومن زعماء شرق الأردن، نشأ في البادية العربيّة وعاصر أحداثًا مهمّة وحضر بعضًا منها، وقد شارك في الكثير من المعارك والغزوات، وعندما نشبت الثورة العربية الكبرى التحق بها فوراً وشارك في معظم عملياتها، وكان أحد أبرز المقاومين الاحتلال العثماني، له إسهامات في تأسيس إمارة شرق الأردن.[1][2] وهو ابن شقيق الأمير فلاح العيسى أبو جاموس.[3]

قبلان أبو جاموس
قبلان بن حمد العيسى ابو جاموس
قبلان بن حمد العيسى ابو جاموس عام 1900م
معلومات شخصية
تاريخ الميلاد 1877م
تاريخ الوفاة 1924م
مكان الدفن قرب منطقة أم الحيران
أقرباء عمة الأمير فلاح العيسى أبو جاموس
الحياة العملية
سبب الشهرة شيخ، وفارس
القبيلة الدعجة

نسبة وسيرتة

عدل

هو قبلان بن حمد بن عيسى بن موسى بن ثمد ابو جاموس، ينتمي إلى أسرة شيوخ قبيلة الدعجة.[4]

 

شيخ قبيلة الدعجة، ويرجع نسبه إلى العيسى من الجواميس من الرشايدة من قبيلة الدعجة، اسرة شيوخ قبيلة الدعجة، تولى زعامة القبيلة عام 1890م تقريبا. قالت المستشرقة البريطانية جيرترود بيل: «تخيلت نفسي راكبة مع امرئ القيس، أو مع شاعر عظيم من عصر الجاهلية، الذين طارت قصائدهم الغنائية في لحن لا يتغير للصحراء سريعة الزوال».[5]

مناويخة ومعاركة

عدل
 
مخيم قبلان بن حمد العيسى ابو جاموس

قاد قبلان ابو جاموس معظم أحداث القبيلة في عصره كما حضر أحداثًا أخرى منها غارات الإخوان على شرق الأردن عام 1924 إلى جانب أهل البلقاء وبني صخر،[6] وشارك كذلك في إحدى المعارك بجانب قبيلة بني حسن ضد بني صخر والحويطات عام 1905م، قالت المستشرقة البريطانية جيرترود بيل: «قام 400 فارس من بني صخر والحويطات المتحالفين مع الشرارات بكتساح هذه السهول، وفاجأوا جماعه من بني حسن واقتلعو الخيام مع الفي رأس من الماشية، وقال قبلان بانة يضرط الانظمام إلى هاذا النزاع وذالك لأن الدعجة ملزمه بمساعدة بني حسن ضد بني صخر».[7] وله عدة معارك ومناويخ أخرى، كما قاد قبيلة الدعجة في مناويخ واحداث عدّة.

حادثة دخالة الشراري

عدل

ذكر في كتاب تراث البدو القضائي (283 ص) قصة دخالة في منطقة البلقاء، وصلت أخبارها اسطنبول عاصمة الامبراطورية العثمانية: في أواخر عهد الدولة العثمانية كانت تتردد على مناطق عمان عشائر من مناطق شمال الجزيرة العربية ومناطق الخليج من أصحاب الإبل والأغنام، وذلك بدء من فصل الربيع ويستمرون خلال فصل الصيف حيث يستفيدون من مراعي عمان وما حولها مثل أبو علندة والقويسمة وماركا. كما كانوا يحملون الملح على ظهور جمالهم ليبيعوه إلى العشائر المحيطة بعمان وإلى تجار عمان بالإضافة إلى أنهم كانوا يبيعون السمن والجميد والصوف والأغنام والإبل في سوق عمان القديم الواقع في شارع المهاجرينء، كما كانوا يقدمون للفلاحين حول عمان إبلهم لنقل المحاصيل الزراعية من الحقلات إلى البيادر وهم يستفيدون من المراعي لمواشيهم في تلك الحقلات.

كما كانوا يتزودون بالحنطة من الفلاحين ويشترون حاجياتهم من سوق عمان قبل أن يعودوا إلى أوطانهم؛ وكانت هذه العملية تتكرر سنوي حتى أنعم الله عليهم بثروة البترول عندها أوقفوا تلك الرحلات علما بأنهم كانوا يلاقون الترحيب والاحترام من قبل عشائر البلقاء الذين كانوا يعتبرونهم ضيوفا عليهم يتمتعون بحقوق الضيافة ما زالوا في ديرة البلقاء. وفي إحدى المرات مر رجل من قبيلة الشرارات ومعه عدد من الإبل يريد أن يسقيها من مياه ماركا ومن المعروف أن كثيراً من النزاعات تنشأ عند مصدر المياه اما على حق الشرب.

أو على الأولوية بالشرب وقد حدثت مشادة بين الشراري وبين أحد أفراد قبيلة الدعجة وتطورت إلى أن استل الشراري سلاحه وضرب الدعيجي مما أدى إلى وفاته فوراً والمشكلة هنا هي أن الشراري كان وحيداً مع إبله وهو واقع في مناطق قبيلة الدعجة البلقاوية والمنطقة كلها عشائر بلقاوية وكان يتوقع الموت المحققء لكنه وبسرعة البديهة والحذر المعروفة عن البدو وبمعرفته بحقوق الضيف والدخيل عند عشائر البلقاء، أسرع ودخل أول بيت يواجهه وكان بيت أحد زعماء الدعجة وهو الشيخ قبلان بن حمد أبو جاموس.

وقد أخبر صاحب البيت بما حصل معه وطلب الدخالة فرحب به صاحب البيت وهدأ من روعه ويعد أن شرب الماء والقهوة؛ قام صاحب البيت بتركه في البيت وأوصى عائلته بحمايته واتجه إلى موقع الحادث فأخبروه أن القتيل هو ابنه وبعد أن تأكد من ذلك رجع إلى البيت مسرعا ليطمئن على حياة دخيله. وحين دخخل البيت ورأى قاتل ابنه أمام عينيه وبكل نخوة الرجال الكبار في الملمات طلب من الشراري أن يجمع إبله ويتأكد من عددها وقال له أريد أن تغادر البيت بسرعة أنا وأنت وبعد أن زودوا الشراري بالزوادة (وهي تشبه الوجبات السريعة) غادرا المنطقة بسرعة وبعد أن أوصله إلى آخر حدود عشائر الدعجة وقف ليودعه؛ ولكن الشراري سقط على الأرض بعد أن علم أن القتيل هو ابن ذلك الزعيم الذي رافقه لحمايته وأخذ يبكي ويرجو ذلك الزعيم أن يقتله بدل ابنه عندها أخذ الزعيم المذكور يهدئ من روعه وأخبره بأن يسير بسرعة ويواصل النهار بالليل ني سيره لأن فرسان عشائر الدعجة سوف يتبعون أثره ويقتلوه حين يعم خبر قتله لابن ذلك الزعيم وقد وفف ينظر إلى الشراري حتى غاب عن ناظريه وأثناء عودته واجهته مجموعات من فرسان عشائر الدعجة وهم يطلبون الشأر من الشراري فأخيرهم أنه اتجه إلى جهة معينة لم تكن هي اللجهة الحقيقية لإبعادهم عن وجهة سير الشراريء وبعد التفتيش والبمعحث طوال ذلك اليوم عاد فرسان الدعجة دون العثور على الشراريء، علم بأن منطقة عشائر الدعجة في ذلك الوقت تقع خارج حدود سلطة الدولة العثمانية التي تقع شرقي سيل عمان.

وقد نشرت هذه القصة بتفاصيلها في الصحف العثمانية في مدينة إسطنبول، وبعد وقوع هذه الحادثة بأشهر حضر القاضي العثماني المعين إلى مدينة السلط من إسطنبول: وكما جرت العادة فقد سافر محضر محكمة مدينة السلط واسمه (ريحان) إلى محطة سكة الحديد في أطراف عمان وتقع قربها منطقة ماركا وهي موقع الجريمة. وحين نزل القاضي العثماني من القطار استقبله محضر المحكمة (ريحان) ليرافقه إلى مدينة السلط التي كانت مركز لواء البلقاء لكن القاضي بعد أن عرّفة المحضر على شخصه قال له بأنه يريد أن يتأكد من صحة واقعة قتل ودخالة حدثت في عشيرة الدعجة ووصف الواقعة للمحضر كما روتها الصحف العثمانية» وقال له أخبرني أولاً عما إذا كانت هناك عشيرة بهذا الاسم فأجابه المحضر بالإيجاب وأشار إلى ديرة تلك العشيرة ثم قال له ريحان بأن كل ما ذكرته الصحف العثمانية صحيح

وأن والد القتيل هو الذي حمى القاتل بعد أن دخل بيته وهو الذي رافقه وأخرجه سالما مع إبله خارج ديرة العشيرة، عندها قال القاضي بأخهم في تركيا كانوا يفكرون بأن هذه القصة من نسيج الخيال لا يمكن أن يتصور حدوثها في الواقع وشكر الله على أن في هذه الأمة من الناس الخيرين أمثال ذلك الزعيم الكبير في خلقه ومسلكه الذي قام بهذا العمل الجليل في مجتمع اللادولة حيث لا سلطان للدولة على تلك العشائر. ثم ركب القاضي الفرس التي أحضرها له المحضر (ريحان) وسارا معا إلى أن وصل القاضي مركز عمله في مدينة السلط حيث استقبل بحفاوة بالغة من قبل أهالي المدينة.[8]

وفاته

عدل

توفي قبلان بن حمد العيسى ابو جاموس عام 1924م في صد غارات الإخوان على شرق الأردن، ودفن في أطراف منطقة أم الحيران.[6]

المراجع

عدل
  1. ^ الصويركي، كردي، محمد علي (1999). عمان: تاريخ وحضارة وآثار "المدينة والمحافظة". دار عمار،.
  2. ^ الخريسات، محمد عبد القادر محمد (11 مايو 2019). القبائل العربية على الأرض الأردنية - منذ الفترة العثمانية حتى قيام الدولة الأردنية. دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع.
  3. ^ Bell, Gertrude Lowthian (4 Dec 2014). العامر والغامر.. رحلة من القدس إلى أنطاكية عام 1905م (بالإنجليزية). دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، مركز أبوظبي للغة العربية، إصدارات. ISBN:978-9948-17-164-5.
  4. ^ Bell, Gertrude Lowthian (4 Dec 2014). العامر والغامر.. رحلة من القدس إلى أنطاكية عام 1905م (بالإنجليزية). دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، مركز أبوظبي للغة العربية، إصدارات. ISBN:978-9948-17-164-5.
  5. ^ Bell, Gertrude Lowthian (4 Dec 2014). العامر والغامر.. رحلة من القدس إلى أنطاكية عام 1905م (بالإنجليزية). دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، مركز أبوظبي للغة العربية، إصدارات. ISBN:978-9948-17-164-5.
  6. ^ ا ب علي، محمد كرد (10 يونيو 2024). خطط الشام. Dar Alrafidain. ISBN:9786436435043.
  7. ^ Bell, Gertrude Lowthian (4 Dec 2014). العامر والغامر.. رحلة من القدس إلى أنطاكية عام 1905م (بالإنجليزية). دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، مركز أبوظبي للغة العربية، إصدارات. ISBN:978-9948-17-164-5.
  8. ^ "تراث البدو القضائي" (PDF).