قبة الألفية، أو كما يشار لها بالعامية باسم «القبة» فحسب، هو الاسم الأصلي لمبنى على هيئة قبة، واستخدم المبنى في الأصل للاحتفال بمعرض «تجربة الألفية»، وهو معرض ضخم للاحتفال ببداية الألفية الثالثة. يقع هذا المبنى في شبه جزيرة غرينيتش جنوب شرقي لندن، بريطانيا. ولقد أفتتح المعرض للجمهور من الأول من كانون الثاني (يناير) حتى 31 كانون الأول عام 2000. وكان المشروع والمعرض محل جدل سياسي كبير بعد أن فشل في جذب عدد الزوار المتوقع، إضافة إلى تعرضهِ للمشاكل المالية المتكررة. والمبنى معرض للهدم منذ ذلك الحين. ويقطع خط غرينتش الحافة الغربية للقبة.

قبة الألفية
معلومات عامة
نوع المبنى
أرض معارض
المكان
العنوان
Peninsula Square, London, SE10 0AX, England (بالإنجليزية) عدل القيمة على Wikidata
المنطقة الإدارية
البلد
أبرز الأحداث
الانتهاء
1999
الافتتاح
الأول من يناير عام 2000
الإقفال
الحادي والثلاثين من ديسمبر عام 2000
التفاصيل التقنية
النظام الهيكلي
الحديد الصلب والقماش المضغوط
التصميم والإنشاء
النمط المعماري
قبة
المهندس المعماري
المهندس الإنشائي
مهندس الخدمات
بورو هابولد
الجوائز
معلومات أخرى
الطاقة الاستيعابية
23٬000 عدل القيمة على Wikidata
الإحداثيات
51°30′10″N 0°00′11″E / 51.502816666667°N 0.0031166666666667°E / 51.502816666667; 0.0031166666666667 عدل القيمة على Wikidata
خريطة

البناء

عدل
 
السطح كما يبدو من الجو
 
القبة وقد تم تصويرها بواسطة طيران الإمارات

تعتبر قبة الألفية الأكبر من نوعها في العالم. وتبدو القبة من الخارج كخيمة بيضاء كبيرة ذات 12 برجاً داعماً صفراء اللون، ويرمز كل برج لشهر من أشهر السنة أو يرمز إلى ساعة من ساعات النهار، لتمثل بذلك الدور الذي يلعبه خط توقيت غرينيتش. من حيث الشكل، فهي دائرية ذات قطر قدره 365 متراً، يمثل كل متر يوماً من أيام السنة، وحوافها صدفية الشكل. لقد أصبحت هذه القبة إحدى أهم معالم المملكة المتحدة، ويمكن تمييزها بسهولة في الصور التي تلتقط لمدينة لندن من الجو. وهي تذكّر بقبة ديسكفري التي بنيت عام 1951 بمناسبة مهرجان بريطانيا. صمم القبة المعماري ريتشارد روجرز، أما المقاول فكان شركة ماك ألباين-لينج للمشاريع المشتركة.[1] صمم هيكل البناء من قبل بورو هابولد، أما وزن هيكل السطح بأكمله فأقل من وزن الهواء الذي يحتويه البناء. على الرغم من إطلاق تصنيف قبة عليها، إلا أنها ليست بقبة بالمعنى الدقيق، كما أنها غير مدعومة ذاتياً، بل هي شبكة كوابل على هيئة قبة تدعمها الصواري.[2] لذا سميت بخيمة الألفية استخفافاً.[3][4][5]

بنيت القبة من قماش مُصنّع من ألياف ضوئية مدعم بمادة البولي تيترافلوروإيثيلين (PTFE)، والبلاستيك المتين المقاوم للعوامل الجوية. ويبلغ ارتفاعها عند المنتصف 52 متراً بحيث يرمز كل متر لأسبوع من أسابيع السنة. أشار الناقد جوناثان ميديس إلى أن قبة الألفية هي عبارة عن "متحف للنفايات السامة[6]، لكن المشروع تضمن أيضاً استصلاحاً للأراضي في شبه جزيرة غرينيتش كاملة. فقد كانت تلك الأراضي سابقاً مهجورة وتتضمن تراكمات من الحمأة السامة الناتجة عن أشغال غاز غرينتش الشرقي في الفترة ما بين عامي 1889 و 1985. ورأى نائب رئيس الوزراء ميشيل هيسلتاين أن عملية التنظيف هي استثمار من شأنه إضافة مساحات شاسعة من الأراضي المفيدة إلى العاصمة المزدحمة. وقد كان ذلك جزء من خطة أكبر لإعادة تأهيل مساحة كبيرة منخفضة الكثافة السكانية من شرقي لندن جنوب نهر التايمز، وهي المنطقة التي سميت بممر التايمز، وعرفت لاحقاً ببوابة التايمز.

نبذة عن مشروع القبة

عدل

كان مشروع القبة قد صُمم على نطاق صغير في عهد حكومة رئيس الوزراء جون ميجر من (حزب المحافظين)، كموقع لإستضافة مهرجان بريطانيا أو معرض العالم، وذلك للاحتفال بالألفية الثالثة. ثم توسع المشروع في عهد حكومة رئيس الوزراء توني بلير المنتخبة عام 1997. وشمل التوسيع حجم الموقع ونطاق العمل والتمويل. كما زادت التوقعات حول ما يمكن أن يقدمه المشروع. فقد إدّعى توني بليز قبيل الافتتاح «أن القبة ستكون انتصاراً للثقة بدلاً من السخرية وللجرأة بدلاً من المداهنة والامتياز بدلاً من التردي».[7] صرّح مراسل قناة بي بي سي روبرت أورتشارد «كان يجب إبراز القبة كأحد إنجازات حزب العمال الجديد في بيان الانتخابات القادمة». كانت خطة ما بعد المعرض أن يتم تحويل القبة إلى ملعب لكرة القدم، وكان من المقرر أن يستمر في العمل لمدة 25 عاماً، وهمت إدارة نادي تشارلتون أثليتيك بأخذ هذه الخطوة، لكنها تراجعت واختارت بدلاً من ذلك إعادة تطوير الملعب الخاص بها. كما فكرت إدارة نادي فيشر أثليتيك المحلي بالانتقال إلى القبة، لكنها تعتبر صغيرة جداً من حيث استيعاب قاعدة جماهيرية. كما كان مخططاً أن تنتقل المهام التي كانت تؤديها أرينا لندن بعد إغلاقها، لكن تم النقل إلى ساحة O2.

قاعات القبة

عدل

قاعة العقل

عدل

منطقة أو قاعة العقل هي واحدة من أربعين قاعة من قاعات العرض الفردية في قبة الألفية، التي بُنيت في لندن بمناسبة دخول الألفية الثالثة عام 2000.[8] قامت حديد بتصميم كل العناصر الخاصة بهذه المنطقة، والتي تشرح بدورها عمل العقل البشري. ويُوحي التصميم بطريقة عمل العقل، حيث تتداخل القطاعات الإنشائية الثلاثية المستخدمة في تنفيذ المنطقة مع بعضها ثم تنفتح لكي تخلق سطحًا مستمرًا، يسمح برحلة إنسانية عبر الفراغ، ويعرض محتوى المعرض وإنشاء العرض كفكرة واحدة. وتُوضح عناصر الثلاثة الوظائف العقلية، حيث المدخلات وعملية التفكير والناتج، من خلال رؤية منظورية وبصرية ومعروضات توضيحية ونحت، وأجهزة حاسب آلي ووسائل سمعية بصرية وعناصر تفاعلية. فيتكامل المعرض مع محتواه باستخدام مواد مصنعة، حيث صُنعت الجدران والأرضية والسقف من الزجاج مع إنشاء مشهد مصنوع من مادة الألمنيوم يشبه قرص العسل.

ما بعد الحدث

عدل

كانت الصعوبات التي تواجهها الحكومة في بيع القبة، وما زالت، موضع اهتمام الصحافة[9] كما طالت الانتقادات أيضاً المبلغ الذي أنفق على صيانة المبنى المغلق. فبعد إغلاقه مباشرة، صرّح اللورد فالكونير بأن تكاليف القبة فاقت مليون جنيه استرليني.[10]

تبدّد المعارض

عدل

بعد إغلاق القبة، تم تفكيك بعض أجزائها من قبل التنظيمات الراعية، وبيعت بعض محتوياتها في مزادات، بما في ذلك عدد من الأعمال الفنية التي قدّمها عدد من الفنانين البريطانيين المعاصرين. فقد بيعت قطعة للفنان غافين تورك بأقل من سعرها بكثير، وقد أُخذت ساعة ضبط الوقت ووضعت في منتزه «عالم تشيسنغتون للمغامرات».

الافتتاحات المؤقتة

عدل

على الرغم من الجدل الدائر حول استغلال القبة مستقبلاً، إلا أن القبة أفتتحت مرة أخرى في شهر كانون الأول (ديسمبر) 2003، بمناسبة مهرجان «أرض العجائب الشتوية 2003»، حيث شهد هذا الحدث العديد من الفعاليات كالتزلج على الجليد، وغيره من الفعاليات الجاذبة سياحياً كاستعراضات الليزر والألعاب النارية في ليلية رأس السنة الجديدة. كما استخدمت كمكان لإقامة العديد من المهرجانات الموسيقية التي نظمها عمدة لندن ضمن شعار «إحترام».[11][12] في فترة عيد الميلاد عام 2004، استخدم جزء من القبة كملجأ للمشردين وغيرهم من المحتاجين بدلاً من أرينا لندن، وقد استضافت هذاالحدث جمعية خيرية، لكن عادت أرينا واستضافت الحدث عام 2005 بسبب أعمال إعادة الإعمار في القبة[13][14]

إعادة التطوير، وتغيير الاسم التجاري إلى O2

عدل
 
قاعة O2 من الداخل

بحلول أواخر عام 2000، تم تقديم اقتراح لإنشاء مجمع أعمال ذو تقنية عالية تحت سقف القبة، ما يصنع مدينة داخلية كاملة من شوارع وحدائق عامة ومبانٍ. ويعود اقتراح إنشاء مجمع الأعمال الأصلي إلى عام 1996، أي قبل إعداد خطط قبة الألفية.

في كانون الأول (ديسمبر) عام 2001، أعلن أن الحكومة اختارت شركة ميريديان دلتا المحدودة لتطوير القبة باعتبارها مجمعاً رياضياً ومركز ترفيه، بما في ذلك تطوير المساكن والمباني والمتاجر والمكاتب المحيطة بالأرض حتى مسافة 150 أكر (0.61 كـم2). أعلن عن تغيير اسم القبة رسمياً إلى O2 في 31 أيار (مايو) 2005 ضمن صفقة مع شركة O2 للاتصالات تبلغ 6 ملايين جنيه استرليني سنوياً وهي الآن شركة تابعة لشركة تليفونيكا أوروبا. وقد كان هذا الإعلان بمثابة إعلان عن إعادة تطوير كبيرة للموقع، كما هدف إلى تحويل القبة إلى منطقة ترفيهية بما في ذلك ساحة داخلية مغطاة وصالة ساونا وقاعة موسيقى وسينما ومساحة معارض ومطاعم وحانات. بلغت تكلفة إعادة التطوير التي قام بها المالك الجديد «مجموعة أنتشتز للترفيه» حوالي 600 مليون جنيه استرليني، وافتتح الموقع للجمهور في 34 حزيران (يونيو) 2007 بحفل موسيقي أحيته فرقة بون جوفي.[15]

في الألعاب الأولمبية الصيفية 2012، أقيمت فعاليات مسابقات الجمباز الفني وفعاليات توزيع ميداليات مسابقات كرة السلة في قاعة O2.

المراجع

عدل
  1. ^ Millennium Dome site in £44m work bonanza Construction News, 28 May 1998 نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ مشاريع بقيت بصورة هياكل لفترات زمنية طويلة ArchitectureWeek, 26 March 2003 نسخة محفوظة 02 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ Hellman، Louis (26 يونيو 1997). "رسالة: خيمة الألفية". رسائل لصحيفة الإندبندنت. مؤرشف من الأصل في 2012-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2009-06-29.
  4. ^ "مناظرات مجلس العموم البريطاني 13 November 2000". Commons Hansard Debates. 13 نوفمبر 2000. مؤرشف من الأصل في 2017-09-06. اطلع عليه بتاريخ 2009-06-29.
  5. ^ "ستيفن بايلي شاهداً على ولادة جديدة لقبة الألفية". The Observer. 24 يونيو 2007. مؤرشف من الأصل في 2013-04-09. اطلع عليه بتاريخ 2009-06-29.
  6. ^ "Four Documentaries – Abroad Again in Britain". BBC. مؤرشف من الأصل في 2011-09-06. اطلع عليه بتاريخ 2011-08-10.
  7. ^ "Dome woes haunt Blair". BBC News. 15 فبراير 2001. مؤرشف من الأصل في 2007-12-26. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-31.
  8. ^ Mind Zone, Millenium Dome نسخة محفوظة 06 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ "إرث يفقد حقوق عطاءات القبة الحصرية". guardian.co.uk. Guardian News and Media. 18 ديسمبر 2001. مؤرشف من الأصل في 2019-12-12. اطلع عليه بتاريخ 2008-05-03.
  10. ^ "إرث يفقد حقوق عطاءات القبة الحصرية". guardian.co.uk. Guardian News and Media. 15 فبراير 2001. مؤرشف من الأصل في 2019-12-12. اطلع عليه بتاريخ 2008-05-03.
  11. ^ مهرجان الاحترام 2003 الموقف نسخة محفوظة 07 فبراير 2009 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  12. ^ أكثر من 30 فعالية في مهرجان الاحترام قبة الكوميديا سلطة لندن العظمى، 17 July 2003 نسخة محفوظة 14 يوليو 2014 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ "Dome hosts homeless for Christmas". BBC News. 24 ديسمبر 2004. مؤرشف من الأصل في 2008-10-02. اطلع عليه بتاريخ 2010-05-12.
  14. ^ "Christmas services for homeless". BBC News. 14 نوفمبر 2005. مؤرشف من الأصل في 2019-12-12. اطلع عليه بتاريخ 2010-05-12.
  15. ^ Bon Jovi open new O2 venue inthenews.co.uk, 25 June 2007 نسخة محفوظة 09 فبراير 2014 على موقع واي باك مشين.

روابط خارجية

عدل