فلسفة القرن العشرين

ويكيبديا

شهدت فلسفة القرن العشرين تطور عدد من المدارس الفلسفية الجديدة من بينها الوضعانية المنطقية، والفلسفة التحليلية، وعلم الظواهر، والوجودية، وما بعد البنيوية. من ناحية تقسيم عصور الفلسفة، يُطلق على تلك الفترة اسم الفلسفة المعاصرة (تلت الفلسفة الحديثة، التي تمتد منذ عصر رينيه ديكارت حتى أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين).

مثل العديد من المجالات الأكاديمية الأخرى، أخذت الفلسفة منحى المهنة بشكل متزايد في القرن العشرين، وظهر شرخ بين الفلاسفة المنتمين إلى تياري الفلسفة التحليلية والفلسفة القارية. على أي حال، حصلت نزاعات في ما يتعلق بمصطلحات هذا الانقسام وأسبابه، بالإضافة إلى نزاعات بين الفلاسفة ممن يعتبرون أنفسهم صلة وصل بين القسمين،[1] مثل مؤيدي فلسفة الصيرورة والبراغماتية المحدثة.[2] بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الفلسفة في القرن العشرين اصطلاحية بشكل كبير ويصعب على العامة قراءتها.

يُعتبر نشر كتاب أبحاث منطقية (1900-1) لمؤلفه إدموند هوسرل وكتاب مبادئ الرياضيات (1903) لبيرتراند راسل نقطة انطلاق فلسفة القرن العشرين.[3]

الفلسفة التحليلية

عدل

الفلسفة التحليلية هي مصطلح عام يصف نمط الفلسفة الذي كان سائدًا في البلاد الناطقة باللغة الإنجليزية في القرن العشرين. في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، واسكندنافيا، وأستراليا، ونيوزيلندا، تُعرِّف الغالبية العظمى من أقسام الفلسفة في الجامعات بنفسها على أنها أقسام «تحليلية».[4]

نظرية المعرفة (الإبستيمولوجيا)

عدل

زعزع نشر مقالة إدموند غيتير عام 1963 التي تحمل عنوان «هل الاعتقاد الحقيقي المبرر معرفة؟» استقرار نظرية المعرفة في التقاليد الأنجلو أمريكية بشكل كبير. قدمت هذه المقالة أمثلة معارضة للشكل التقليدي للمعرفة الذي يرجع أصله إلى أفلاطون. تشكل عدد كبير من الردود الخاصة بمعضلة غيتير، وحصل معظمها في المخيمات الداخليانية والخارجيانية، وتضمن المخيم الخارجياني أعمال فلاسفة مثل آلفين غولدمان، وفريد دريستك، وديفيد أرمسترونغ، وألفين بلانتينغا.

الوضعانية المنطقية

عدل

الوضعانية المنطقية (وتُعرف أيضًا باسم التجريبية المنطقية، والفلسفة العلمية، والوضعانية الحديثة) هي فلسفة تجمع بين التجريبية -فكرة أن الأدلة القائمة على الملاحظة أساسية للمعرفة- مع صيغة من صيغ العقلانية تتضمن بنى رياضية ولغوية منطقية واستنباطات من نظرية المعرفة. روجت مجموعة تجريبيو فيينا لهذه الفلسفة.[5]

البراغماتية المحدثة

عدل

البراغماتية المحدثة، وتُسمى أحيانًا البراغماتية اللغوية، هي مصطلح فلسفي حديث يشير إلى الفلسفة التي تعيد تقديم العديد من المفاهيم البراغماتية. يُعرف قاموس الفلسفة الغربية بلاكويل (2004) «البراغماتية الحديثة» كالتالي: «هي نسخة لاحقة للحداثة من البراغماتية التي طورها الفيلسوف الأمريكي ريتشارد رورتي وتستوحي أفكارها من مؤلفين مثل جون ديوي، ومارتن هايدغر، وولفريد سيلارز، وويلارد فان أورمان كواين، وجاك دريدا. إنها تنكر فكرة الحقيقة العالمية، والتأسيسية القائمة على نظرية المعرفة، والتجريدية، وفكرة الموضوعية المعرفية. وهي منهج اسمي ينكر أن للأنواع الطبيعية والبنى اللغوية نتائج وجودية حقيقية».

الفلسفة القارية

عدل

الوجودية

عدل

تُعتبر الوجودية عمومًا حركة فلسفية وثقافية تعتبر أنه يجب أن يبدأ التفكير الفلسفي من الفرد وتجارب الفرد نفسه. بالنسبة إلى المفكرين الوجوديين، من الممكن ألا تُرضي الضرورات الدينية والأخلاقية الرغبة بوجود هوية فردية، ويميل الوجوديون المؤمنون والملحدون إلى مقاومة الحركات الدينية السائدة. عرض أب الوجودية، سورين كيركغور، مخاوف الوجوديين من وجهة نظر وجودية مؤمنة بصفته فيلسوفًا مسيحيًا معنيًا بالفهم الفردي للإله والتبعات الناتجة عن الحالة الإنسانية. تستمد حياة الفرد أهميتها من ارتباطها بعشق الإله فقط. من المواضيع المشتركة: الارتياع، والعبثية، والأصالة.[6][7]

المراجع

عدل
  1. ^ فلسفة القرن العشرين على موسوعة ستانفورد للفلسفة
  2. ^ William Egginton/Mike Sandbothe (eds.). The Pragmatic Turn in Philosophy. Contemporary Engagement between Analytic and Continental Thought. SUNY Press. 2004. Back cover.
  3. ^ Spindel Conference 2002 – 100 Years of Metaethics. The Legacy of G. E. Moore, University of Memphis, 2003, p. 165.
  4. ^ "Without exception, the best philosophy departments in the United States are dominated by analytic philosophy, and among the leading philosophers in the United States, all but a tiny handful would be classified as analytic philosophers. Practitioners of types of philosophizing that are not in the analytic tradition—such as phenomenology, classical pragmatism, existentialism, or Marxism—feel it necessary to define their position in relation to analytic philosophy." جون سورل (2003) Contemporary Philosophy in the United States in N. Bunnin and E. P. Tsui-James (eds.), The Blackwell Companion to Philosophy, 2nd ed., (Blackwell, 2003), p. 1.
  5. ^ Uebel، Thomas (17 فبراير 2016) [First published 28 June 2006]. "Vienna Circle". في Zalta، Edward N. (المحرر). موسوعة ستانفورد للفلسفة (ط. Spring 2016). Stanford University: The Metaphysics Research Lab. Introduction. ISSN:1095-5054. مؤرشف من الأصل في 2019-03-18. اطلع عليه بتاريخ 2018-05-31. While the Vienna Circle's early form of logical empiricism (or logical positivism or neopositivism: these labels will be used interchangeably here) no longer represents an active research program, recent history of philosophy of science has unearthed much previously neglected variety and depth in the doctrines of the Circle's protagonists, some of whose positions retain relevance for contemporary analytical philosophy.
  6. ^ Leiter 2007، صفحة 2: "As a first approximation, we might say that philosophy in Continental Europe in the nineteenth and twentieth centuries is best understood as a connected weave of traditions, some of which overlap, but no one of which dominates all the others."
  7. ^ Critchley، Simon (1998)، "Introduction: what is continental philosophy?"، في Critchley، Simon؛ Schroder، William (المحررون)، A Companion to Continental Philosophy، Blackwell Companions to Philosophy، Malden, MA: Blackwell Publishing Ltd، ص. 4.