عولمة الانتفاضة

عولمة الانتفاضة هو شعار تمّ استخدامه للدّعوة إلى النّشاط العالمي لدعم المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. مصطلح الانتفاضة مشتق من الكلمة العربية " نفض " التي تعني "التخلص من"، ويشير إلى الانتفاضات الفلسطينية أو المقاومة ضد السيطرة الإسرائيلية، والدّعوة إلى "العولمة" تشير إلى توسيع روح وأفعال هذه الانتفاضات خارج السّياق الإقليمي إلى حركة عالمية.[1] [2] [3]

وكانت الشّعارات والهتافات المرتبطة بها موضع جدل ونقاش حول تأثيرها وتداعياتها. وقد انتقدت بعض الجماعات اليهوديّة هذا الشّعار باعتباره تحريضا على العنف السياسي.[4][5][6]

الانتفاضة

عدل

الانتفاضة هي حركة شعبية واسعة لمقاومة الاحتلال أو الظلم، وقد اصطلح على تسمية الحركات الشعبية الفلسطينية المقاومة للاحتلال الإسرائيلي بالانتفاضة[7][8] في السياق الفلسطيني، تشير الكلمة إلى محاولات "التخلص" من الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة في الانتفاضتين الأولى والثانية، حيث تم اختيارها في الأصل للإشارة إلى "المقاومة اللاعنفية العدوانية".

خلفية

عدل

حمل المتظاهرون المناهضون للحرب في الولايات المتحدة خلال أبريل 2002 لافتات تحمل هذا الشعار في أعقاب الانتفاضة الثانية وحرب العراق، كشكل من أشكال العدالة العرقية واحتجاجًا على التّدخل الأمريكي في المنطقة.[9]

وينظر النّقاد إلى الدّعوة إلى "عولمة" الانتفاضة من خلال الاحتجاجات ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي على أنها تأييد للانتفاضات الماضية ودعوة لتوسيعها على نطاق عالمي.[2]

الاستخدام

عدل

تم استخدام شعار "عولمة الانتفاضة" كأنشودة في العديد من الاحتجاجات المناهضة للصهيونية، إلى جانب شعارات مثل "هناك حل واحد فقط، ثورة الانتفاضة" أو "الانتفاضة حتى النصر".[2][6] وقد تم استخدامه ضدّ الإجراءات الإسرائيلية خلال الحرب الفلسطينية الإسرائيلية عام 2023.[6] يجادل بعض كتّاب الرأي بأن المتظاهرين الذين يستخدمون الشعار كانوا مؤيدين لهجوم حماس عام 2023 على إسرائيل.[10]

وبحسب مستخدمي الشعار، فقد تمّ اختيار الانتفاضة الفلسطينية لتكون صرخة حاشدة للمقاومة ضدّ ما يعتبرونه "العنف والقمع الاستعماري".[11]

في أكتوبر 2023، هتف المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين "عولمة الانتفاضة" بالقرب من مبنى مكتبة لجأ إليه بعض الطلاب اليهود فيما وصفه النّقاد بأنّه حادث معاد للسامية. ورد عمدة مدينة نيويورك إريك آدامز على الحادث مؤكدا أن الكراهية لا مكان لها في مدينة نيويورك وشدّد على الحق في الاحتجاج السلمي.[12] أصدرت شرطة نيويورك في وقت لاحق بيانًا مفاده أنّ الطلاب لم يتحصنوا داخل المكتبة وأن الاحتجاج تم التخطيط له مسبقًا.[13] وكان المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين قد خطّطوا لمسيرة في جميع أنحاء الكلية بأكملها في وقت مبكر، وقالوا إن المكتبة بها طلّاب من خلفيات متعددة، والمسيرة نفسها ضمّت طلابًا يهودًا.[13]

في تشرين الثاني (نوفمبر) 2023، قامت المجموعة المؤيدة للفلسطينيين "في حياتنا"، والتي دعمت هجوم حماس على إسرائيل عام 2023، بنشر منشور بعنوان "عولمة الانتفاضة" مع خريطة للشركات الإسرائيلية والأمريكية ومراكز النّقل. وقد أدان المسؤولون المنتخبون في مدينة نيويورك والجماعات اليهوديّة هذا المنشور باعتباره "تحريضًا خطيرًا وبغيضًا على العنف ويشكّل تهديدًا مباشرًا للمجتمعات اليهودية في نيويورك".[14]

في ديسمبر 2023، أدّى استخدام اللّافتات التي تستخدم الشعار إلى اعتقال تسعة أشخاص في لندن بموجب قانون النّظام العام.[15] وفي مايو 2024، استخدم المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين في وسط لندن شعارًا مشابهًا، "الانتفاضة، الثورة!"، ممّا دفع شرطة العاصمة إلى إجراء تحقيق.[16]

خلال جلسة استماع في الكونجرس في ديسمبر 2023 مع رؤساء الجامعات الكبرى، قالت إليز ستيفانيك إن استخدام المصطلح كان بمثابة دعوة للإبادة الجماعية للشّعب اليهودي.[17]

اتهامات بمعاداة السامية

عدل

تفسر كلّ من رابطة مكافحة التشهير واللّجنة اليهودية الأمريكية هذا الشعار على أنه تأييد لأعمال الإرهاب والعنف العشوائي ضدّ الإسرائيليين واليهود في جميع أنحاء العالم.[5][18][19] بالنّسبة الى صنداي تلغراف، ارتبطت العبارة بالتحريض على العنف ضدّ الجاليات اليهودية. بعض الكتّاب اليهود بما في ذلك ديفيد هازوني فسّروا استخدام الشعار ليس فقط على أنه تحدّي لإسرائيل ولكن على أنّه إعلان أوسع للحرب ضد اليهود، وتعزيز معاداة السامية، والدعوة إلى العنف بدلاً من السلام.[20][21][22][23] بعد وفاة اليهودي الأمريكي بول كيسلر عام 2023 بعد مشاجرة قاتلة خلال احتجاجات مبارزة مؤيدة لفلسطين ومؤيدة لإسرائيل، انتقد يائير لبيد الشعار وقال إن الاحتجاجات كانت بطبيعتها بغيضة للشعوب اليهودية.[24]

ويرى آخرون أنّ الدّعوات للانتفاضة ليست عنيفة بطبيعتها، بحجّة أن مصطلح "الانتفاضة" لا يترجم إلى إبادة جماعية، ويمكن ترجمته بشكل صحيح إلى "الانتفاضة".[25][26][27][28] وفقًا لصحيفة فوروارد، على الرغم من أن العديد من اليهود يعتبرون هذا المصطلح عنيفًا، إلا أن الفلسطينيين يربطون "الانتفاضة" بالانتفاضة الأولى، التي كانت غير عنيفة إلى حد كبير.[29] ويرى البعض أن هدف الانتفاضة هو الاحتلال الإسرائيلي بهدف الاستقلال الفلسطيني.[27][28]

انظر أيضًا

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ Henry، Jacob (22 أبريل 2022). "Pro-Palestinian protesters call to 'globalize the intifada' in NY march". The Jerusalem Post.
  2. ^ ا ب ج Jerusalem Post Staff (22 أكتوبر 2022). "Mohamed Hadid shares 'Globalize Intifada' message on Instagram". The Jerusalem Post.
  3. ^ Mary K.Roberson, 'Birth, Transformation, and Death of Refugee Identity: Women and Girls of the Intifada,' in Ellen Cole,Esther D Rothblum,Oliva M Espin (eds.) Refugee Women and Their Mental Health: Shattered Societies, Shattered Lives, Routledge, 2013 p.42.
  4. ^ "Amid terror wave in Israel, New York BDS group calls to 'globalize intifada' at rally". JNS. 31 مارس 2022.
  5. ^ ا ب "Pro-Palestinian NYC Rally Features "Globalize the Intifada" Chants". Jewish Journal. 2 أغسطس 2021. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-12.
  6. ^ ا ب ج Luke Tress (25 أكتوبر 2023). "Antisemitic incidents have spiked in New York since Hamas attack on Israel, NYPD says". The Forward.
  7. ^ Refugee Women and Their Mental Health: Shattered Societies, Shattered Lives, Routledge, 2013 p.42. نسخة محفوظة 31 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ Le Hamas appelle à une troisième Intifada sur europe1.fr daté du 27 décembre 2008 [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 27 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ Gilbert, Ronnie (Sep 2004). "Globalize the Intifada". Wrestling with Zion: Progressive Jewish-American Responses to the Israeli-Palestinian Conflict, and: One Palestine, Complete: Jews and Arabs under the British Mandate (review) (بالإنجليزية). Vol. 6. pp. 145–147. DOI:10.1353/fge.2004.0034. ISSN:1544-1733. Archived from the original on 2024-06-03. Retrieved 2024-05-12. {{استشهاد بكتاب}}: |صحيفة= تُجوهل (help)صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  10. ^ Matthew Foldi (9 أكتوبر 2023). "Pro-Hamas protests sweep the US". ذا سبيكتاتور [الإنجليزية].
  11. ^ "Globalize Intifada: Pro-Palestine Protesters March in New York". Palestine Chronicle. 19 سبتمبر 2021. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-12.
  12. ^ Ben Clerkin (26 أكتوبر 2023). "Jewish students lock themselves in library as protestors march through campus". The Jewish Chronicle.
  13. ^ ا ب Rozner, Lisa (26 Oct 2023). "Pro-Palestinian rally at Cooper Union leads to tense moments at school library - CBS New York". www.cbsnews.com (بالإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2024-05-12.
  14. ^ Tress، Luke (17 نوفمبر 2023). "US pro-Palestinian group blasted for map of Jewish groups with 'blood on their hands'". New York Jewish Week. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-27.
  15. ^ Cooney, Christy (5 Dec 2023). "Nine arrested over pro-Palestinian banner in London". The Guardian (بالإنجليزية البريطانية). ISSN:0261-3077. Retrieved 2023-12-07.
  16. ^ "London pro-Palestine marchers call for 'Intifada, Revolution!', London Police investigating". The Jerusalem Post | JPost.com (بالإنجليزية). 18 May 2024. Retrieved 2024-05-18.
  17. ^ "How are Harvard, Penn presidents responding to campus anti-Semitism row?". Al Jazeera (بالإنجليزية). Retrieved 2024-05-12.
  18. ^ "Stop and Think: Anti-Israel Chants and What They Mean". ADL. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-12.
  19. ^ "Jewish Group Slams New York City Protest Calling to 'Globalize the Intifada'". Algemeiner. 1 أغسطس 2021.
  20. ^ David Hazony (أكتوبر–نوفمبر 2023). "The War Against the Jews". Sapir Journal.
  21. ^ Zev Eleff؛ Ayal Feinberg (13 أكتوبر 2023). "Endorsing Hamas violence isn't just anti-Israel, it's antisemitic". The Philadelphia Inquirer.
  22. ^ "NYC School Barricades Jewish Students While Activists Call for Blood". LNN News. 26 أكتوبر 2023.
  23. ^ Berman، Nora (1 أبريل 2022). "Activists are calling to 'globalize the intifada.' It's a call for death, not peace". Forward.
  24. ^ Phil Helsel؛ Todd Miyazawa (7 نوفمبر 2023). "Man dies after hitting head at Israel-Palestinian rallies in California, officials say". NBC News.
  25. ^ Cantey, Seth (14 Dec 2023). "What a congressional hearing got wrong: Calls for intifada are not calls for genocide". The Hill (بالإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2024-05-12.
  26. ^ Flakin, Nathaniel (14 Dec 2023). "No, Intifada Does Not Mean Genocide Against Jews". Left Voice (بالإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2024-05-12.
  27. ^ ا ب Kuttab, Daoud (12 Dec 2023). "Opinion: Reality check — intifada has nothing to do with genocide of Jews". Los Angeles Times (بالإنجليزية الأمريكية). Retrieved 2024-05-12.
  28. ^ ا ب "Palestine Remix". Palestine Remix (بالإنجليزية). Retrieved 2024-05-12.
  29. ^ Fox, Mira (15 Dec 2023). "So what does 'intifada' actually mean?". The Forward (بالإنجليزية). Retrieved 2024-05-12.