إرهاب صهيوني

(بالتحويل من عنف سياسى صهيونى)

الإرهاب الصهيوني هو مصطلح يشير إلى الأعمال التي تقوم بها ميليشيات صهيونية والأفراد الذين يتبنون الفكر الصهيوني ضد الفلسطينيون وسلطات الانتداب البريطاني على فلسطين سابقاً.[1][2][3] وكان منفذي معظم هذه الأعمال ضد المدنيين، منظمات الهاغانا، الإرجون (أو «إيتسل») وليحي (أو «عصابة شتيرن» كما ورد اسمها في السجلات البريطانية). انفصلت منظمة الإرجون عن الهاغانا التي كانت الميليشيا الصهيونية الرئيسية والتي تعاونت مع السلطات البريطانية في فترات معينة. عند اندلاع الحرب العالمية الثانية أعلنت منظمة الإرجون عن وقف أعمالها ضد السلطات البريطانية مما أدى إلى انفصال منظمة شتيرن عنها.

فندق الملك داوود بعد تفجيره، 1946

وقد تراوحت أعمال العنف الصهيونية اللاحقة بين استخدام الحكومة للقوة لقمع الاضطرابات الفلسطينية (كما حدث أثناء الانتفاضتين في الفترة من 1987 إلى 1993 وفي الفترة من 2000 إلى 2005)، إلى الهجمات التي شنها المستوطنون الإسرائيليون والمتطرفون اليمينيون ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم والأماكن المقدسة. وفي عمل من أعمال العنف السياسي بين اليهود، اغتيل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين في عام 1995 على يد ييجال عامير الذي عارض مبادرات رابين للسلام والتنازلات الإقليمية للفلسطينيين. كما شن الجيش الإسرائيلي هجمات واسعة النطاق في الأراضي المحتلة والدول المجاورة بما في ذلك لبنان، مما أسفر عن دمار واسع النطاق وإصابات بين المدنيين. واتهمت منظمات حقوق الإنسان والفلسطينيين إسرائيل بالإرهاب وارتكاب جرائم حرب واستخدام القوة غير المتناسبة ضد الفلسطينيين. وتدافع إسرائيل عن أفعالها باعتبارها ضرورية للحفاظ على أمن الدولة اليهودية ومواطنيها في مواجهة العنف السياسي الفلسطيني والتهديدات الإقليمية. وقد قام أفراد وجماعات شبه عسكرية يهودية مثل الإرجون وليحي والهاجاناه والبالماخ بتنفيذ هذه الأعمال كجزء من الصراع بين اليهود والسلطات البريطانية والعرب الفلسطينيين فيما يتعلق بالأرض والهجرة والسيطرة على فلسطين.[4]

هجمات «الأرجون» و«ليحي»

عدل

في يونيو 1937 قررت قيادة الإرجون رفض سياسة القيادة الصهيونية الرئيسية، التي سعت بشكل عام إلى عدم مواجهة المنظمات الفلسطينية المسلحة والتعاون مع السلطات البريطانية في محاولتها لقمع الثورة. وإثر قرار الرفض شن «الإرجون» هجمات ضد مدنيين ومسلحين من بين الفلسطينيين، ويقدر عدد القتلى في هذه الهجمات بـ 250 نسمة تقريبا[بحاجة لمصدر] حتى نهاية الثورة في مايو 1939.

الفترة ما بين نهاية الحرب العالمية الثانية وتفكيك «ليحي»

عدل

بعد الثورة الفلسطينية زاد التوتر بين الحركة الصهيونية وسلطات الانتداب البريطاني بسبب السياسة التي تبنتها بريطانيا إثر الثورة والتي عرقلت تحقيق أهداف الحركة الصهيونية. ولكن اندلاع الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1939، حيث تواجدت بريطانيا والمنظمات اليهودية (بما في ذلك الحركة الصهيونية) في جانب واحد ضد ألمانيا النازية، أدى إلى استئناف التعاون البريطاني الصهيوني. أما المنظمتان المنشقتان عن القيادة الصهيونية الرئيسية، «الإرجون» و"ليحي"، فواصلت هجماتها ضد البريطانيين حتى منتصف 1940، ثم وقفتها لمدة 3 أعوام. في 1943، قبل نهاية الحرب ولكن بعد استقرار الوضع في الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، جددت منظمة ليحي هجماتها، وتابعتها منظمة «الإرجون» في بداية 1944.

  1. في شهر تشرين ثاني من عام 1944 قامت منظمة «ليحي» باغتيال الوزير البريطاني لورد موين في القاهرة.
  2. 1944-1945 تم قتل عدد من المشتبهين بأنهم يتعاونوا مع القوات البريطانية وقوات الهاجاناه التابعة للقيادة الصهيونية الرئيسية.

بعد اغتيال لورد موين جمعت «الهجاناه» معلومات عن أفراد المنظمتين المنشقتين ونقلتها للمخابرات البريطانية كي تعتقلهم، فيما كان يسمى ب«السيزون» («موسم الصيد»).

في أكتوبر 1945، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تركت الحركة الصهيونية سياسة التعاون مع بريطانيا، فاتفقت «الهاجاناه» مع «الإرجون» و«ليحي» على إقامة قيادة عسكرية مشتركة. واستمر هذا التعاون بين المنظمات حتى أغسطس 1946، حيث كان تفجير فندق الملك داوود في القدس من قبل «الإرجون» الدافع الرئيسي لتفكيك القيادة العسكرية المشتركة. ومن هجمات «الإرجون» و«ليحي» منذ تفجير فندق الملك داود (أي دون موافقة «الهاجاناه»):

  1. 26 يوليو (تموز) 1946 - تفجير فندق الملك داوود حيث تم قتل ما لا يقل عن 91 شخص. أدت هذه العملية إلى انقطاع العلاقات بين «الهاجاناه» و«الإرجون».
  2. تم تفجير السفارة البريطانية في روما في سنة 1946
  3. تم اختطاف رقيبين بريطانيين ثم تم قتلهما والتنكيل بجثتيهما بشكل انتقامي كردة فعل لإعدام البريطان اثنان من أعضاء الإرجون
  4. ديسمبر 1947 – مارس 1948 هجمات عديدة على العرب الفلسطينيين في سياق الحرب الأهلية بعد التصويت على خطة تقسيم فلسطين للأمم المتحدة.
  5. 1947 رسائل مفخخة أرسلتها ليحي إلى البيت الأبيض في عهد ترومان.[5]
  6. 5-6 يناير 1948 أسفر تفجير فندق سميراميس الذي نفذته الهاجاناه (أو وفقًا لبعض المصادر، إرجون) عن مقتل 24 إلى 26 شخصًا.
  7. أبريل 1948 أسفرت مذبحة دير ياسين التي نفذتها إرجون وليحي عن مقتل ما بين 107 و120 قرويًا فلسطينيًا،[6] وهو التقدير المقبول عمومًا من قبل العلماء.[7][8]

17 سبتمبر 1948 اغتيال ليحي للوسيط الأمم المتحدة فولك برنادوت،[9][10] الذي اتهمه ليحي باتخاذ موقف مؤيد للعرب أثناء مفاوضات وقف إطلاق النار.

خلال أعمال شغب النبي موسى عام 1920، وأعمال شغب يافا عام 1921 وأعمال شغب فلسطين عام 1929، أظهر العرب الفلسطينيون عداءً ضد الهجرة الصهيونية، مما أثار رد فعل الميليشيات اليهودية.[11] في عام 1935، انفصلت منظمة الإرجون، وهي منظمة عسكرية سرية صهيونية، عن الهاجاناه.[12] كانت منظمة الإرجون التعبير المسلح عن الإيديولوجية الناشئة للصهيونية التصحيحية التي أسسها زئيف جابوتنسكي. وقد عبر عن هذه الإيديولوجية على النحو التالي: "لكل يهودي الحق في دخول فلسطين؛ والانتقام النشط فقط هو الذي من شأنه أن يردع العرب والبريطانيين؛ والقوة المسلحة اليهودية فقط هي التي تضمن الدولة اليهودية".[13]

خلال الثورة العربية في فلسطين في الفترة 1936-1939، ناضل العرب الفلسطينيون من أجل إنهاء الانتداب وإنشاء دولة عربية على كامل فلسطين.[14] هاجموا البريطانيين واليهود وكذلك بعض العرب الفلسطينيين الذين دعموا القومية العربية. مارس الصهاينة الرئيسيون، ممثلين في فاد لئومي والهاجاناه، سياسة هافلجاه (ضبط النفس)؛ لم يتبع مسلحو الإرجون هذه السياسة وأطلقوا على أنفسهم اسم "محطمي هافلجاه".[15] بدأت الإرجون في قصف الأهداف المدنية العربية الفلسطينية في عام 1938.[12] بينما تم "نزع سلاح" العرب الفلسطينيين بعناية من قبل سلطات الانتداب البريطاني بحلول عام 1939، لم يكن الصهاينة كذلك.[12] كمصالحة مع العرب، تم تمرير الكتاب الأبيض لعام 1939، وفرض قيود كبيرة على الهجرة اليهودية في ظل الحرب العالمية الثانية.

حرب 1948

عدل
  1. سبتمبر (أيلول) 1948 قامت «ليحي» باغتيال وسيط الأمم المتحدة الكونت بيرنادوت، حيث اتهمته «ليحي» بأنه مؤيد للعرب خلال فترة وقف إطلاق النار. أدت هذه العملية إلى حملة اعتقالات من قبل حكومة دولة إسرائيل الجديدة آنذاك وإلى تفكيك «ليحي» بالفعل.
  2. تنفيذ مذبحة دير ياسين

انظر أيضاً

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ Irgun Bomb Kills 11 Arabs, 2 Britons. New York Times. December 30, 1947. نسخة محفوظة 12 مايو 2014 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ "Time Bomb Found in London after British hang Gruner as Terrorist in Holy Land". Google News. St. Petersburg Times. 17 أبريل 1947. مؤرشف من الأصل في 2016-05-02. اطلع عليه بتاريخ 2015-11-17.
  3. ^ "The Beleaguered Christians of the Palestinian-Controlled Areas, by David Raab". Jcpa.org. مؤرشف من الأصل في 2017-10-18. اطلع عليه بتاريخ 2010-02-21.
  4. ^ "The Beleaguered Christians of the Palestinian-Controlled Areas, by David Raab". Jcpa.org. مؤرشف من الأصل في 2024-06-21. اطلع عليه بتاريخ 2010-02-21.
  5. ^ Pace، Eric (2 ديسمبر 1972). "Letter-Bombs Mailed to Truman in 1947". New York Times. مؤرشف من الأصل في 2021-10-26. اطلع عليه بتاريخ 2019-02-05.
  6. ^ Kana'ana, Sharif and Zeitawi, Nihad (1987), "The Village of Deir Yassin," Bir Zeit, Bir Zeit University Press
  7. ^ Morris، Benny (2003). The Birth of the Palestinian Refugee Problem Revisited. Cambridge, UK; New York: مطبعة جامعة كامبريدج. ISBN:978-0-521-81120-0.: Chapter 4: The second wave: the mass exodus, April–June 1948, Section: Operation Nahshon, page 238
  8. ^ Milstein، Uri (1998) [1987]. Alan Sacks (المحرر). History of the War of Independence IV: Out of Crisis Came Decision (بالعبرية والإنجليزية). ترجمة: Alan Sacks. Lanhan, Maryland: University Press of America, Inc. ISBN:978-0-7618-1489-4.: Chapter 16: Deir Yassin, Section 12: The Massacre, page 377
  9. ^ Macintyre، Donald (18 سبتمبر 2008). "Israel's forgotten hero: The assassination of Count Bernadotte – and the death of peace". ذي إندبندنت. مؤرشف من الأصل في 2012-08-03. اطلع عليه بتاريخ 2008-12-11.
  10. ^ Sune Persson, Folke Bernadotte and the White Buses, Journal of Holocaust Education, Vol 9, Iss 2–3, 2000, 237–268. Also published in David Cesarani and Paul A. Levine (eds.), Bystanders to the Holocaust: A Re-evaluation (Routledge, 2002). The precise number is nowhere officially recorded. A count of the first 21,000 included 8,000 Danes and Norwegians, 5,911 Poles, 2,629 French, 1,615 stateless Jews and 1,124 Germans. The total number of Jews was 6,500 to 11,000 depending on definitions. Also see A. Ilan, Bernadotte in Palestine, 1948 (Macmillan, 1989), p37.
  11. ^ Hallaj، Muhammad (سبتمبر 1998). "Zionist violence against Palestinians". The Link. Americans for Middle East Understanding. ج. 21 ع. 3. مؤرشف من الأصل في 2024-06-16.
  12. ^ ا ب ج Welty، Gordon (1995). Palestinian Nationalism and the Struggle for National Self-Determination. Philadelphia: Temple University. ص. 21. ISBN:978-1-56639-342-3.
  13. ^ Howard Sachar: A History of the State of Israel, pp. 265–266
  14. ^ Mazin B. Qumsiyeh, Popular Resistance in Palestine: A History of Hope and Empowerment (New York, 2011), p. 85.
  15. ^ Tucker، Spencer C.؛ Roberts، Priscilla (2008). The Encyclopedia of the Arab-Israeli Conflict. ABC-CLIO. ص. 433. ISBN:978-1-85109-841-5.