عمورية

موقع أثري في أميرطاغ، تركيا

عمورية (باليونانية: Ἀμόριον)‏ كانت مدينة تقع في فريجيا بآسيا الصغرى تأسسّت في الفترة الهلينية وازدهرّت في عهد الإمبراطورية البيزنطية.[1][2][3][4] وهُجرّت بعد هجوم الخليفة العباسي المعتصم عليها في 838 م. كانت عمورية تقع على الطريق العسكري البيزنطي من القسطنطينية إلى قلقيلية.[5] وتقع أطلالها وتلتها حالياً بالقرب من قرية حصار كوي على بعد 13 كم شرق مركز مقاطعة أميرطاغ في محافظة أفيون قرة حصار بتركيا.[6][7]

عمورية
أطلال عمورية
أطلال عمورية
أطلال عمورية
اسم بديل أموريوم، هرجن قلعة
الموقع أميرطاغ، محافظة أفيون قره حصار، تركيا
المنطقة فريجيا
إحداثيات 39°01′21″N 31°17′42″E / 39.0225°N 31.295°E / 39.0225; 31.295  تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
الفترات التاريخية العصر الهلنستي إلى العصور الوسطى العليا
مقترن بـ إيسوب (الأسطوري)، ميخائيل الثاني
الأحداث معركة عمورية
خريطة

عمورية مشتقة من الاسم اللاتيني «أموريوم» (باللاتينية: Amorium) المشتق بدوره من الاسم اليوناني الأصلي «أموريون» (باليونانية: Ἀμόριον). في ظل الحكم العثماني، كان الموقع، الذي فقد أهميته تماماً، يُسمى هرجن قلعة.[4]

رسم يبين حصار عمورية عام 838.

تاريخها عدل

العصور القديمة عدل

صكّت المدينة عملاتها المعدنية بداية من 133 ق.م إلى 27 ق.م وحتى القرن الثالث الميلادي، مما يشير إلى إكتمالها كمستوطنة وإلى أهميتها العسكرية خلال الفترة التي سبقت العهد البيزنطي.[8] مما لاشك فيه أن عمورية كانت مرموقة ومزدهرة. لكن السجلات التاريخية المبكرة التي تشير إلى المدينة تقتصر بصرامة على إشارة سترابو، على الرغم من أنه من المتوقع أن تلقي الاكتشافات الجديدة الضوء على الفترة الرومانية للمدينة وما قبلها.

العهد البيزنطي عدل

 
عملة صوليدوس ذهبية للإمبراطور ميخائيل الثاني العموري وابنه ثيوفيلوس.

حَصَنّ الإمبراطور زينون المدينة في القرن الخامس، على أن أهميتها لم تبرُز إلا بحلول القرن السابع.[9] مَكَنّ موقع المدينة الاستراتيجي في وسط آسيا الصغرى لتصبح معقلاً حيوياً ضد جيوش الخلافة الأموية بعد الفتح الإسلامي لبلاد الشام. تعرضّت المدينة لأول مرة للهجوم من قبل معاوية بن أبي سفيان في 646. واستسلمت لعبد الرحمن بن خالد في 666 و سيطر عليه يزيد الأول في 669، ثم استعادها أندرياس أحد قادة قسطنطين الثاني.[5] على مدى القرنين التاليين، ظلت هدفاً متكرراً للغزوات الإسلامية على آسيا الصغرى، خاصة أثناء عمليات الحصار الكبيرة في عامي 716 و796. ثم أصبحت عاصمة ثيمة أنتالوك بعد فترة وجيزة. وفي 742-743، كانت القاعدة الرئيسية للإمبراطور قسطنطين الخامس ضد المغتصب أرتاباسدوس وفي 820، ارتقى العموري، ميخائيل الثاني، عرش بيزنطة، مؤسساً السلالة العمورية. مثل ذلك بداية فترة ازدهارها الأعظم، عندما أصبحت أكبر مدينة في آسيا الصغرى. ومع ذلك، فإن مكانتها باعتبارها المدينة الأصلية للسلالة الحاكمة تسببت أيضاً في دمارها؛ في 838، وجهّ الخليفة المعتصم حملة ضد المدينة تحديداً، التي سَقَطّت وهُدمّت وهو حدث ذكره أبو تمام في قصيدة له.[5]

أُعيدّ بناء المدينة، لكن ثمل الدلفي حرقها في 931. ومع ذلك، فقد ظلت كمدينة بيزنطية نشطة على الأقل حتى القرن الحادي عشر.[10] عقب معركة ملاذكرد دمرها السلاجقة وهلكّ كثير من سكانها.[11] هزم الإمبراطور ألكسيوس الأول كومنينوس السلاجقة في عمورية في 1116، لكن المنطقة لم تستعيد عافيتها أبداً.

وفقاً للإدريسي وحمد الله مستوفى، ظلّت مكاناً في القرنين الثاني عشر والرابع عشر.[5]

كأسقفية عدل

أصبحّت عمورية أسقفية بحلول عام 431 على الأقل،[4] عندما كان أسقفها، إبراهام أو أبلابيوس، في مجمع أفسس. وقعّ أعمال مجمع القسطنطينية الأول (381)، الكاهن تيرانوس العموري. من ضمن الأساقفة الآخرون؛ ميستريوس، الذي شارك في مجمع خلقيدونية عام 451 وثيودوروس، في مجمع ترولو عام 692، وثيودوسيوس، في مجمع نيقية الثاني عام 787 وبيساريون في مجمع القسطنطينية (879). بينما كان ثيوفيلوس جزءاً من البعثة التي أرسلها فوتيوس إلى روما قبل ذلك بحوالي 20 عاماً.

في وثائق وعي الأساقفة لبسودو أبيفانيوس (حوالي 640)، تظهر عمورية باعتبارها أسقفية لبسينوس، عاصمة غلاطية سالوتاريس. كما تظهر بنفس المرتبة في وثيقة أخرى بنهاية القرن الثامن. بعد ذلك بفترة وجيزة، كنتيجة مفترضة لتولي مواطنو عمورية العرش الإمبراطوري، أصبحت المدينة بمثابة مطرانية أسقفية، كما هو مبين في وثائق أوائل القرن العاشر «وعي الأساقفة» لليو السادس الحكيم، تتبعها خمس أسقفيات: فيلومليوم، كلانيوس، دوكيميون، بوليبوتوس. وبيسيا.[12] وفي القرن الرابع عشر لم يعد هناك أي ذكر للأسقفية في وعي الأساقفة.[13][14][15]

وبالرغم من أنها لم تعد أسقفية سكنية، فإن الكنيسة الكاثوليكية تدرج عمورية كمدينة ذات كرسي لقبي.[16]

الشهداء الاثنان والأربعون عدل

بعد غزو عمورية في 838، أُخذّ 42 من قادة ووجهاء عمورية كأسرى في سامراء (حالياً في العراق). ولما رفضوا اعتناق الإسلام (حسب المصادر الغربية)، أُعدموا هناك في 845، وطوبوا قديسين باسم «شهداء عمورية الاثنان والأربعون».[17]

الحفريات عدل

لم يكن موقع عمورية معروفاً لفترة طويلة، على الرغم من أن اسمها يظهر في العديد من خرائط القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. أعاد ريتشارد بوكوك اكتشافها في 1739، لكن أول زيارة أجراها عالم غربي كانت من قبل الجيولوجي الإنجليزي ويليام جون هاملتون في 1836؛ بعد ذلك، وضعتها الخرائط بدقة أكبر.[18]

في 1987، أجرى آر. إم. هاريسون من جامعة أكسفورد مسحاً أولياً للموقع وبدأت أعمال التنقيب في 1988. منذ بدايته، اهتم مشروع حفائر عمورية أساساً باستكشاف فترات ما بعد الكلاسيكية وعمورية البيزنطية.[19] خلال عامي 1989 و1990، جرى مسح سطحي مكثف لتلة من صنع الإنسان في المدينة العليا. في 2001، أجرى علي كايا مسحاً جيوفيزيائياً للكنيسة الموجودة في المدينة العليا، على الرغم من أنه لم تجر أي حفريات كاملة بعد. يرعى المشروع المعهد البريطاني للآثار في أنقرة وممول من خلال منح من مؤسسات مختلفة في الولايات المتحدة بما في ذلك صندوق أديلايد وميلتون دي غروت في متحف المتروبوليتان للفنون وأصدقاء عمورية.[20]

بعد أكثر من 20 عاماً من التنقيب بقيادة بريطانية في عمورية، استؤنف العمل الميداني في عام 2014 مع فريق تركي جديد تحت إشراف الأستاذ المساعد زليها ديمريل جوكالب من جامعة الأناضول ومقره في إسكي شهر.[21] يحتفظ مشروع تنقيب عمورية بطابع التعاون الدولي مع المؤسسات الأجنبية، مثل معهد دراسات البحر الأبيض المتوسط التابع لمؤسسة الأبحاث والتكنولوجيا - هيلاس.[22]

أعلام عدل

المراجع عدل

  1. ^ "معلومات عن عمورية على موقع viaf.org". viaf.org. مؤرشف من الأصل في 2018-07-07.
  2. ^ "معلومات عن عمورية على موقع ne.se". ne.se. مؤرشف من الأصل في 2020-01-09.
  3. ^ "معلومات عن عمورية على موقع pleiades.stoa.org". pleiades.stoa.org. مؤرشف من الأصل في 2018-08-20.
  4. ^ أ ب ت   "Amorios". الموسوعة الكاثوليكية. نيويورك: شركة روبرت أبيلتون. 1913.
  5. ^ أ ب ت ث M. Canard, "ʿAmmūriya"", Encyclopedia of Islam, Second Edition online 2012 نسخة محفوظة 2020-07-27 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ Drew Bear, T.؛ DARMC؛ R. Talbert؛ S. Gillies؛ J. Åhlfeldt؛ T. Elliott (7 يونيو 2018). "Places: 609302 (Amorion)". Pleiades. مؤرشف من الأصل في 2020-11-01. اطلع عليه بتاريخ 2015-02-19.
  7. ^ Ivison, p. 27 نسخة محفوظة 2020-07-25 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ Constantina Katsari؛ Christopher S Lightfoot؛ Adil Özme (30 يناير 2013). The Amorium Mint and the Coin Finds: Amorium Reports 4. Walter de Gruyter. ISBN:978-3-05-005828-3. مؤرشف من الأصل في 2020-07-25.
  9. ^ Chris S. Lightfoot؛ Mücahide Lightfoot (31 ديسمبر 2006). Amorium: A Byzantine City in Anatolia. Homer Kitabevi. ISBN:978-975-8293-80-3. مؤرشف من الأصل في 2020-07-25.
  10. ^ Timothy E. Gregory, A History of Byzantium, p. 228 نسخة محفوظة 2020-07-25 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ Speros Vryonis, The Decline of Medieval Hellenism in Asia Minor and the Process of Islamization from the Eleventh through the Fifteenth Century (University of California Press, 1971), pp. 21 نسخة محفوظة 2021-02-16 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ Heinrich Gelzer, Ungedruckte und ungenügend veröffentlichte Texte der Notitiae episcopatuum, in: Abhandlungen der philosophisch-historische classe der الأكاديمية البافارية للعلوم والعلوم الإنسانية, 1901, p. 539, nº 246. نسخة محفوظة 14 أغسطس 2020 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ Siméon Vailhé, v. Amorium, in Dictionnaire d'Histoire et de Géographie ecclésiastiques, vol. II, Paris 1914, coll. 1329–1331 نسخة محفوظة 2020-10-07 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ Gaetano Moroni, Dizionario di erudizione storico-ecclesiastica, Vol. 2, p. 23 نسخة محفوظة 2020-07-26 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ Michel Lequien, Oriens christianus in quatuor Patriarchatus digestus, Paris 1740, Vol. I, coll. 853-856 نسخة محفوظة 2020-08-07 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ Annuario Pontificio 2013 (Libreria Editrice Vaticana 2013 (ردمك 978-88-209-9070-1)), p. 831
  17. ^ باللغة الفرنسية René Grousset, Les Croisades, ماذا أعلم, 1947
  18. ^ C.S. Lightfoot, "Coins at Amorium" in Constantina Katsari et al., The Amorium Mint and the Coin Finds, Amorium Reports 4, p. 5 نسخة محفوظة 2020-07-25 على موقع واي باك مشين.
  19. ^ Chris S. Lightfoot (2003). Amorium reports II: research papers and technical reports. Archaeopress. ISBN:978-1-84171-538-4. مؤرشف من الأصل في 2020-10-09.
  20. ^ http://www.amoriumexcavations.org accessed 02/08/08. نسخة محفوظة 2021-01-25 على موقع واي باك مشين.
  21. ^ "Bizans'ın Karanlık Dönemi Aydınlanıyor". 4 نوفمبر 2013. مؤرشف من الأصل في 2020-10-07.
  22. ^ "Amorium Urban Archaeology" (بالإنجليزية). Archived from the original on 2018-03-24. Retrieved 2021-02-18.
  23. ^ Life of Aesop (10th century manuscript of 1st century text), cited in Tomas Hägg, The Art of Biography in Antiquity, p. 101

المصادر عدل

وصلات خارجية عدل