علي الإحقاقي

الميرزا علي بن موسى بن محمد باقر الحائري بن محمد سليم الإسكوئي ودائماً ما يُعرف ويترجم له باسم علي الإحقاقي (1305 هـ - 1386 هـ). هو مرجع شيعي كويتي من أصول إيرانية (آذرية). قضى سنوات عديدة من حياته في العراق حيث ولد فيها وأتمّ دراسته الحوزوية فيها، وكذلك في الأحساء حيث لعب دوراً دينياً ومرجعياً مُهمّاً فيها، بالإضافة إلى دوره البارز في تاريخ شيعة الكويت الديني والسياسي.

علي الإحقاقي
 

معلومات شخصية
الميلاد 27 صفر 1305 هـ.[1]
النجف،  الدولة العثمانية.
الوفاة 27 رمضان 1386 هـ.
مدينة الكويت،  الكويت.[2]
سبب الوفاة نوبة قلبية  تعديل قيمة خاصية (P509) في ويكي بيانات
مواطنة الكويت  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الأب موسى الإحقاقي  تعديل قيمة خاصية (P22) في ويكي بيانات
إخوة وأخوات
أقرباء محمد باقر الأسكوئي (جد)  تعديل قيمة خاصية (P1038) في ويكي بيانات
الحياة العملية
المهنة المرجعية عند الشيعة  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات

كان زعيماً دينياً لشريحة كبيرة من المجتمع الشيعي في الكويت وهُم الشيعة ذوو الأصول الأحسائية والذين يُعرفون بالشيخية لانتسابهم لمدرسة الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي الفكرية. كان من أهم أدواره في تاريخ الكويت المشاركة في معركة الجهراء، وإفتائه حينها بوجوب الدفاع عن الوطن، وحثّهُ أتباعه على المشاركة في المعركة.[3]

أسرته عدل

ينتمي لأسرة الإحقاقي حيث أنّ والده هو موسى الإحقاقي الذي كان من مراجع التقليد وعُرف بالإحقاقي نسبةً إلى كتابه إحقاق الحقّ، وتُعرف أسرتهم كذلك بأسرة الإسكوئي نسبة إلى مدينة إسكو الواقعة بآذربيجان الإيرانية وهي موطنهم الأصلي،(1) وتُضاف إلى اسم العائلة لقب الحائري أحياناً كونهم سكنوا بالقرب من الحائر الحسيني في كربلاء.

وقد تولّت أسرته القيادة المرجعية لأتباع المدرسة الشيخية حيث رجعوا إليه في التقليد، ثُمّ رجعوا إلى أخيه حسن بعد وفاته، ثم إلى ابنه (أي ابن حسن) عبد الرسول، ومنه إلى ابنه عبدالله.

ولعلي الإحقاقي خمسة أبناء، وهم: جعفر (سياسي(2) وزين الدين، وعلاء الدين، وكمال الدين(رجل دين)، وبهاء الدين (سياسي). وفيما يلي مُخطّط يوضح شجرة أسرة الإسكوئي التي نشأت منها أسرة الإحقاقي:


ولادته ونشأته عدل

كانت ولادة الإحقاقي ليلة السابع والعشرين من شهر صفر 1305 هـ في مدينة النجف،[4] وبها ترعرع ونشأ تحت رعاية والده موسى الإحقاقي. وفي السنة الخامسة من عمره تعلم قراءة القرآن وفرغ منه بعد أشهر، ثم عيّن له والده أستاذاً لتدريسه وتعليمة وتدريبه ونظراً لنبوغه وذكاءه فقد فرغ في ربيعه العاشر من مقدمات العلوم في النحو والصرف والمنطق والبلاغة من المعاني والبيان والبديع وغيرها.

أتم الإحقاقي دراسته الحوزوية في النجف؛ فدرس في مرحلة السطوح العالية في الفقه والأصول عند كل من: والده موسى الإحقاقي، ومحمد كاظم الخراساني المعروف بلقب الآخوند الخراساني، وفتح الله الأصفهاني المعروف بلقب شيخ الشريعة، ومصطفى الكاشاني، ومحمد الخوانساري، وغيرهم. ونال منهم شهادات الاجتهاد وإجازات الرواية.

نشاطاته الدينية والمرجعية في الكويت عدل

قدم إلى الكويت عام 1916 لأول مرة،[5] ورجع إليه في التقليد أكثر مُقلّدي والده موسى الإحقاقي - بعد وفاته - من كربلاء والكويت والأحساء والبحرين وخراسان وأذربيجان وغيرها من البلدان التي يقطنها الشيعة وذلك بعد وفاة والده.[6]

وقد عمل علي الإحقاقي نشاطاً مرجعياً ودينياً واسعاً، فأسس العديد من المساجد والحسينيات والمآذن في الكويت والأحساء وكربلاء، وقد بُنيت بأمره أول منارة ومئذنة لمسجد الصحاف وسُمّيت بالمنارة العلوية وصادف الانتهاء من بناءها يوم الخامس عشر من شهر شعبان ولذلك فقد قال علي الإحقاقي لمؤذن مسجد الصحاف: ”اليوم يوم النص من شهر شعبان وهو ذكرى الولادة الميمونة لإمام العصر والزمان المهدي المنتظر، ومن المناسب واللائق أن تؤذن من اليوم وترفع صوتك فوق هذه المنارة بذكر الشهادة الثالثة أشهد أن أمير المؤمنين علياً ولي الله“.[7]

وقد كان ذكر الشهادة الثالثة آنذاك فوق المآذن وباستعمال المكبرات الصوتية ممنوعاً في الكويت ولذلك امتنع المؤذن خوفاً، ولكن الإحقاقي قام بنفسه وأذّن ورفع صوته بذكر الشهادة الثالثة أشهد أن أمير المؤمنين علياً ولي الله، ووصل صوته إلى آذان جميع الناس في الكويت فقام البعض من الرافضين لفعله بالتوجه لمقابلة أمير البلاد وطلبوا منه وقف ومنع هذا العمل ولكنه أجابهم قائلاً: ”الناس أحرار في إحياء مراسيمهم الدينية وشعائرهم الإسلامية وأنا شخصياً أسمع عن إذاعة إيران الأذان على هذه الكيفية وبذكر الشهادة الثالثة فلا مانع من ذلك“.

بعد ذلك أمر الإحقاقي ببناء مئذنة أخرى باسم المنارة الحيدرية لمسجد الحاكة والذي يُسمّى اليوم جامع الإمام الصادق وفي تلك المئذنة أيضاً ارتفع صوت الأذان بالشهادة الثالثة. من مشاريع علي الإحقاقي كذلك: تأسيس الحسينية الجعفرية في الكويت، والتي بُنيت باسم جعفر الصادق (الإمام السادس عند الشيعة)، ومنذ بنائها قبل أكثر من سبعين عاماً وإلى اليوم تُقام الشعائر الدينية والحسينية، وقد جُدّدت بناء الحسينية في وقت لاحق بأمر وإشراف حسن الإحقاقي، الأخ الأصغر لعلي الإحقاقي. ومن المؤسسات التي قام بتأسيسها علي الإحقاقي أيضاً هي الحسينية العباسية حيث بنيت باسم العباس بن علي بن أبي طالب، بالإضافة إلى بناء حسينيات أخرى في مناطق متفرّقة من الكويت.

ومن الجهود التي قام بها الإحقاقي في الكويت هي طباعة وإحياء العديد من المؤلفات والكتب؛ كمؤلفات أحمد بن زين الدين الأحسائي وابنه علي نقي، وكاظم الرشتي، وحسن گوهر الحائري، ومحمد باقر الإسكوئي، وكذا كتاب والده الموسوم باسم إحقاق الحق وإليه يرجع اسم العائلة (الإحقاقي).[3]

مشاركته في معركة الجهراء عدل

كان علي الإحقاقي يبلغ من العمر ستة وثلاثين عاماً حين اندلعت معركة الجهراء، وقد كان من رجال الدين الذين وصلوا إلى مرحلة الاجتهاد والتي تُعَرّف بأنّها رتبة علمية يصل إليها المتخصص بالعلوم الدينية الحوزوية تؤهله لتحديد الأحكام الشرعية وبيانها استناداً إلى الأدلة المستخرجة من القرآن والأحاديث.[8] وكانت الطائفة الشيعية في الكويت آنذاك تنقسم إلى قسمين؛ القسم الأول أتباع المدرسة الشيخية بقيادة علي الإحقاقي، والأصولية بقيادة محمد مهدي القزويني وعيسى كمال الدين العلوي وعبد الله العاليم. وقد أظهر الشيخية استعدادهم منذ البداية لمناصرة آل الصباح حيث أفتى الإحقاقي بذلك على مسؤوليته من حيث كونه مجتهداً بوجوب الدفاع عن الوطن.[9]

ردّ الإحقاقي على أحمد الجابر الصباح بقوله: ”أما الرجال فكلنا جنود وفداء للوطن وأما المال فليس جماعتي إلا الحداد والصفار والخياط والحياك والبناي وليس فيهم من الأغنياء والتجار إلا المحدود“. وقد تم إرسال ثلاث سفن من السيف باتجاه الجهراء وكانت رغبة الإحقاقي أن يكون على رأس واحدة من تلك السفن إلا أن الأسرة الحاكمة رفضت رغبته، ثم إن سلاح الجو البريطاني قام بإلقاء قصاصات ورق على الإخوان ففروا هرباً قبل تحرك السفن.[10]

نشاطاته في الأحساء عدل

قضى الإحقاقي سنوات في الكويت، لكن تخلل وجوده في الكويت فترةٌ رحل فيها إلى مدينة الأحساء، وقد بُنيت بأمره فيها أكبر مسجد وحسينية، كما أسّس فيها حوزة علمية وشكّل حلقة دراسية في الحكمة الإلهية والأصول والفقه والتفسير، وبجهوده وإشرافه خرّجت هذه المدرسة بعض رجال الدين إلى المجتمع الشيعي، ولم ينقطع عن التدريس بعد أن رجع إلى الكويت، ومن تلامذته: أحمد البو علي، ومحمد الهاجري، وإبراهيم الإسماعيل، وحسن الصحاف، وعلي الموسى النجادة، وعبد الله الفريري، وعلي بن شبيث، وحسين الفيلي، ومحمد البقشي، وعبد الله الوصيبعي، وكاظم الصحاف، وحسين بن علي بن شبيث، وغيرهم.

ثم هاجر الإحقاقي من الأحساء، وقام أخوه الأصغر حسن الإحقاقي بإدارة هذه الحوزة، والذي وسَّع من نشاطات الحوزة حيث أقام فيها دروس البحث الخارج في الأصول والفقه، وباشر شخصياً بالتدريس.

مؤلفاته عدل

 
 
 
محمد سليم الإسكوئي
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
محمد باقر
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
موسى
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
علي
 
حسن
 
محمد باقر
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
عبد الرسول
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
عبد الله
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
جعفرزين الدينعلاء الدينكمال الدين
 
بهاء الدين

  • عقيدة الشيعة. طُبع في المطبعة العلمية في مدينة النجف عام 1374 هـ، والطبعة الثانية من هذا الكتاب فقد طبعت في مطبعة أهل البيت في مدينة كربلاء عام 1384 هـ.
  • مناهج الشيعة. هذا الكتاب هو الرسالة العملية لعلي الإحقاقي والموجهة لعمل مقلديه، وقد طبعت هذه الرسالة ثلاث مرات بين سنوات 1367 - 1376 - 1382 في مطبعة رضائي بمدينة تبريز.

  • الكلمات المحكمات. طُبع في مطبعة أهل البيت بمدينة كربلاء عام 1378 هـ.
  • المقالة الناصحة الزاجرة. طُبع في مطبعة أهل البيت بمدينة كربلاء وذلك عام 1382 هـ.
  • خير المنهج إلى مناسك الحج. طُبع في تبريز.
  • الحجة الواضحة. ذكره الطهراني وقال: «في أصول الدين للميرزا علي بن موسى بن محمد باقر بن محمد سليم الأسكوئي المعاصر».[11]

وفاته عدل

توفي ميرزا علي الإحقاقي في آخر جمعة من شهر رمضان يوم 27 لعام 1386 وهو في الحسينية العباسية يستمع لما جرى على الحسين بن علي بن أبي طالب—في يوم العاشر من محرم وقد توفي إثر نوبة قلبية وقد نقل جثمانه من دولة الكويت إلى مدينة كربلاء لدفنه هناك بناءً على وصية منه.

الهوامش عدل

  • 1 - أول من استوطن مدينة إسكو هو جدُّهم الأعلى مُحمّد سليم الذي خرج على رأس قافلة من مدينة قره داغ (المعروفة الآن باسم أرسباران) متوجّهين إلى كربلاء، وكانت مدينة إسكو تقع في طريق القافلة، وقد قرر حينها العدول عن الذهاب إلى كربلاء، والبقاء في إسكو حيث أصرّ عليه بعض كبار أهلها بالبقاء وممارسة دوره الديني فيها حيث كانت تفتقر لرجال الدين والمُرشدين الدينيين.[12]
  • 2 - جعفر الذي يُعرف باسم جعفر رائد هو الابن الأكبر لعلي الإحقاقي، وقد وُلد بالكويت سنة 1918، وقد مارس في مستهل حياته الاجتماعية الزعامة الدينية والقضاء الشرعي واعتمر العمامة واعتلى المنبر وأمَّ الجماعة في الصلاة ثم ترك هذه المهمة، واتجه إلى الكتابة في الصحف والتدريس في المعاهد الخاصة والكليات الحكومية. وفي نهاية الأربعينيات انتقل إلى وزارة الخارجية الإيرانية وقضى في السلك السياسي نحو ثلاثة عقود خدم في السعودية والعراق وسوريا والأردن، وفي مستهل عام 1972 عُيّن سفيراً في السعودية وكان يقوم بهذه المهمة حتى بعد الثورة الإيرانية بشهرين أي حتى الأسبوع الأول من شهر أبريل 1979. وأثناء عمله سفيراً في السعودية انتدب ليكون سفيراً غير مقيم في الجمهورية العربية اليمنية نحو عام من الزمان.[13]

مصادر عدل

  1. ^ يعقوب، أحمد مصطفى. الميرزا علي الإحقاقي الحائري. ص. 9.
  2. ^ يعقوب، أحمد مصطفى. الميرزا علي الإحقاقي الحائري. ص. 22.
  3. ^ أ ب يعقوب، أحمد مصطفى. الميرزا علي الإحقاقي الحائري. ص. 10. وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "أحمد يعقوب/10" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  4. ^ الإحقاقي، عبد الرسول. قرنان من الاجتهاد والمرجعية. ص. 155.
  5. ^ يعقوب، أحمد مصطفى. الميرزا علي الإحقاقي الحائري. ص. 31.
  6. ^ الإحقاقي، عبد الرسول. قرنان من الاجتهاد والمرجعية. ص. 60.
  7. ^ يعقوب، أحمد مصطفى. الميرزا علي الإحقاقي الحائري. ص. 13.
  8. ^ الحسيني الروحاني، صادق. منهاج الصالحين - الجزء الأول. ص. 11.
  9. ^ يعقوب، أحمد مصطفى. الميرزا علي الإحقاقي الحائري. ص. 11.
  10. ^ يعقوب، أحمد مصطفى. الميرزا علي الإحقاقي الحائري. ص. 12.
  11. ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج6. ص. 263. مؤرشف من الأصل في 2020-01-10.
  12. ^ الآخوند ملاّ محمد سليم الأسكوئي[وصلة مكسورة] "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2008-01-02. اطلع عليه بتاريخ 2012-10-09.
  13. ^ الاثنينية :: المكتبة نسخة محفوظة 07 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.

مراجع عدل

  • Louër، Laurence (1988). Transnational Shia Politics: Religious and Political Networks in the Gulf. HURST Publishers Ltd. ISBN:978-1-85065-911-2. (بالإنجليزية)