علم آخر الزمان في الإسلام

علم آخر الزمان في الإسلام

علم الأخرويات الإسلامية هي فرع من العقيدة الإسلامية تتعلق بنهاية التاريخ، ويسمى عند المسلمين بيوم القيامة، يوم الدين ويوم الحساب[1]، حيث انتهاء الحياة، متبوعة بالبعث والحساب عند الله عز وجل. وقت حدوث القيامة غير محدد، لكن حسب النبوءات، هناك علامات الساعة الصغرى وعلامات الساعة الكبرى التي تنبّئ بقرب حدوثها.[2][3] وتذكر عدة آيات من القرآن الكريم بعض تفاصيل يوم الحساب.[4][5]

إن الموضوع الرئيسي الذي تتناوله سورة القيامة هو البعث. تصف الأحاديث النبوية وتعاليق علماء المسلمين أمثال الغزالي، ابن كثير، ابن ماجة، البخاري وابن خزيمة أحداث الفتنة الكبرى.[6][7] وليوم الحساب عدة أسامي منها اليوم الآخر، الساعة، اليقين.[8][9][10][11]

تعتبر الأحاديث النبوية أكثر تحديدا من القرآن الكريم، وتصف 12 علامة كبرى للقيامة. وفي اليوم الآخر تحدث «فوضى» وخراب عظيم على الأرض كما السماء. تتمحور بعض الأحداث الكبرى حول شخصيتي عيسى بن مريم والمهدي المنتظر. يؤسس المهدي حكما في المدينة المنورة يدوم 7 سنوات يدومها العدل والطريق القويم، فيما ينزل عيسى بن مريم من الجنة ويحارب المسيح الدجال. وستحرر هاتان الشخصيتان الإسلام من التطرف والضعف. وسيلي الحدثان سنوات يعيش فيهما الناس حسب القيم الإسلامية.[12]

ومثل الديانات الإبراهيمية الأخرى، فإن الإسلام يحرص على تلقين وجود البعث بعد الموت، متبوعا بحساب نهائي وفصل أبدي بين المؤمن والفاسق.[13] أما الأدب الإسلامي الأخروي فيصف معركة هرمجدون المعروفة باسم الملحمة الكبرى. ويجازى المؤمنون بنعيم الجنة، ويعاقب الفاسقون بجحيم جهنم.

أركان الإيمان عدل

الإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان الستة في الإسلام السني، وواحد من الأركان السبعة في الإسلام الشيعي.[8][9][10][11][14][14][15]

المصادر عدل

المصدرين الأساسيين اللذين يناقشان اليوم الآخر والحساب وما يتعلق بهما هما القرآن الكريم الذي يعتبر معصوما من الأخطاء لأنه تنزيل إلٰـهي، والأحاديث النبوية الذي يختلف في صحة بعضها حيث أن الأقاويل جمعت على شكل كتب بعد 200 عام على وفاة الرسول محمد .[16] وناقش علماء المسلمين مثل أبو حامد الغزالي وابن كثير ومحمد بن إسماعيل البخاري في شكل تعليقات ما سيحدث في اليوم الآخر والحساب.[6][7]

اليوم الآخر في الإسلام عدل

ويتضمن القرآن الكريم خصائص حول يوم القيامة بينها:

  1. أن وقت حدوثها يعلمه الله  وحده فقط.[17]
  2. حتى محمد رسول الله لا يمكنه الإتيان بها.[18]
  3. سيظن الذين ماتوا عند بعثهم أن وقتا قليلا مرّ فقط بين وفاتهم والقيامة.[19]
  4. لا يبقى شيء سوى الله  الذي خلق الكون ثم أفناه.[20] ثم الله  سيحيي الجميع[21]
  5. الذين آمنوا بآلهة أخرى سيعانون في الحياة الآخرة.[22]

علامات نهاية الزمن عدل

في الإسلام، عدد من علامات الساعة الصغرى وعلامات الساعة الكبرى تسبق نهاية الزمان. هناك نقاش حول ما إذا كانت هذه العلامات ستحدث في وقت واحد، أو على فترات من الزمن، ويصنفها العلماء المسلمين عادة إلى ثلاثة فترات كبرى.[23]

  1. يظهر الشذوذ الجنسي بين الناس حتى يرتكبون الخطيئة بشكل عمومي، وستصيبهم الأمراض والأوبئة التي لم يكن آبائهم يعرفونها.
  2. يغش الناس في القسط والميزان (التجارة، الاقتصاد...) فيصابون بالمجاعة والمصائب والاضطهاد كنتيجة لعملهم.
  3. يوقفون العمل الخيري والصدقة ويتفاخرون بالثراء، فيتوقف المطر ولا تمطر السماء إلا للحيوانات.
  4. يخونون عهدهم مع الله  ورسوله فيسمح الله لأعدائهم ليصبحوا أقوياء ويسلبوهم بعض ممتلكاتهم.
  5. من لا يعيش وفق تعاليم كتاب الله يحارب نفسه بنفسه.[ملاحظة 1]

العلامات الصغرى عدل

علامات الساعة الصغرى هي العلامات المتقدمة ليوم القيامة، والفرق بينها وبين علامات الساعة الكبرى أن الكبرى يعقبها قريباً قيام الساعة، ويكون لها تأثيرٌ كبير، ويَشعر بها جميع الناس، أما الصغرى فقد تتقدم على الساعة بزمن، وتقع في مكان دون مكان، ويشعر بها قوم دون قوم.[24]

آخر العلامات الصغرى التي تؤذن بقدوم العلامات الكبرى عدل

  1. ظهور المهدي [14][25][26][27]

العلامات الكبرى عدل

وهي التي تعقبها الساعة إذا ظهرت وهي عشر علامات.

قال حذيفة رضي الله عنه: "اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال: ما تذكرون؟ قالوا نذكر الساعة، قال: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر:

علامات أخرى عدل

  1. تهاجم مكة المكرمة وتهدم الكعبة.[ملاحظة 2]
  2. ريح طيبة من الجنوب تميت المؤمنين بسلام.

الإسخاتولوجيا الإسلامية في الأدب عدل

كتب ابن النفيس عن الإسخاتولوجيا الإسلامية في كتابه الرسالة الكاملية في الرسالة النبوية (تقريبا 1270م) حيث استعمل المنطق، العلوم الإسلامية والفلسفة الإسلامية ليفسر كيف ستكون القيامة من منظور رواية أدب فلسفي.[29]

ألف الكاتب عمران نزار حسين عدة كتب حول الإسخاتولوجيا الإسلامية (علم آخر الزمان)، حيث أن لأشهرها هو القدس في القرآن. [30]

انظر أيضًا عدل

ملاحظات عدل

  1. ^ سنن ابن ماجه 4019
  2. ^ مسلم الكتاب 41، حديث 6953

مراجع عدل

  1. ^ "Islamic Eschatology". مؤرشف من الأصل في 2017-12-22. اطلع عليه بتاريخ 2015-08-29.
  2. ^ "العلامات الكبرى قبل قيام الساعة". الشيخ أحمد علي. مؤرشف من الأصل في 2018-04-24.
  3. ^ "علامات الساعة". مؤرشف من الأصل في 2018-01-04.
  4. ^ Hasson، Isaac. Last Judgment. موسوعة القرآن.
  5. ^ Gardet، L. Qiyama. موسوعة القرآن.
  6. ^ أ ب Gardet، L. (1981). القيامة. موسوعة القرآن.
  7. ^ أ ب ويرد في القرآن الكريم: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ۝٣٨ [المدثر:38]
  8. ^ أ ب ﴿ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ۝١٨ [نوح:18]
  9. ^ أ ب ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ۝٣٤ [لقمان:34]
  10. ^ أ ب ﴿حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ۝٤٧ [المدثر:47]
  11. ^ أ ب ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ۝٨ [البقرة:8]
  12. ^ يحيى، هارون (12 مايو 2010). أوصاف قدوم المهدي المنتظر. Global Publishing. Kindle Edition.
  13. ^ "Eschatology - Oxford Islamic Studies Online". Oxfordislamicstudies.com. 06 مايو 2008. مؤرشف من الأصل في 2018-07-19. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-03.
  14. ^ أ ب ت Richardson، Joel (7 أبريل 2006). Antichrist: Islam's Awaited Messiah. Pleasant Word-A Division of WinePress Publishing. ص. 284. مؤرشف من الأصل في 2013-10-22.
  15. ^ "Six Articles of Faith in Islam". مؤرشف من الأصل في 2016-04-21. اطلع عليه بتاريخ 2015-08-29.
  16. ^ Ben David، Mikhah (20 فبراير 2011). What does it mean that "the Mahdi will rule according to the Judgment of David and Solomon"?. New Dawn Publications. مؤرشف من الأصل في 2019-12-10.
  17. ^ يقول سبحانه وتعالى: ﴿يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ۝٦٣ [الأحزاب:63]
  18. ^ ويقول في محكم تنزيله: ﴿قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ۝٥٧ [الأنعام:57]
  19. ^ ﴿يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ۝٥٢ [الإسراء:52]
  20. ^ يقول عز وجل: ﴿وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ۝٨٨ [القصص:88]
  21. ^ ويقول عز وجل: ﴿وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا ۝٤٩ قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا ۝٥٠ أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا ۝٥١ [الإسراء:49–51]
  22. ^ يقول سبحانه وتعالى: ﴿أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ۝١٧ [هود:17]
  23. ^ Hooper، Rev. Richard (20 أبريل 2011). End of Days: Predictions of the End From Ancient Sources. Sedona, AZ. ص. 156.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)[وصلة مكسورة]
  24. ^ كتاب نهاية العالم، د.محمد بن عبد الرحمن العريفي. صفحة35
  25. ^ Jon R. Stone. Expecting Armageddon: Essential Readings in Failed Prophecy. مؤرشف من الأصل في 2020-01-25.
  26. ^ "Hadith – Book of Tribulations – Sunan Ibn Majah – Sunnah.com – Sayings and Teachings of Prophet Muhammad (صلى الله عليه و سلم)". sunnah.com. مؤرشف من الأصل في 2017-05-12. اطلع عليه بتاريخ 2017-03-03.
  27. ^ "Hadith – Book of Tribulations – Sunan Ibn Majah – Sunnah.com – Sayings and Teachings of Prophet Muhammad (صلى الله عليه و سلم)". sunnah.com. مؤرشف من الأصل في 2017-03-03. اطلع عليه بتاريخ 2017-03-03.
  28. ^ رواه مسلم، من حديث حذيفة بن أسيد.
  29. ^ Dr. Abu Shadi Al-Roubi (1982), "Ibn Al-Nafis as a philosopher", Symposium on Ibn al-Nafis, Second International Conference on Islamic Medicine: Islamic Medical Organization, Kuwait (cf. Ibn al-Nafis As a Philosopher, Encyclopedia of Islamic World) نسخة محفوظة 02 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
  30. ^ القدس في الإسلام تأليف عمران نزار حسين نسخة محفوظة 12 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]