صك غفران

طريقة لتخفيف العقوبة المستحقة لشخص ما بسبب خطاياه
(بالتحويل من صك الغفران)

صك الغفران (باللاتينية: Indulgentia) بحسب المعتقدات الدينية الكاثوليكية هي الإعفاء الكامل أو الجزئي من العقاب الدنيوي على الخطايا التي تم الصفح عنها. يتم منح الإندولجنتيا من الكنيسة بعد أن يعترف الشخص الآثم بخطاياه ويتوب عنها.[1] وبحسب المعتقد الكاثوليكي فأن هذا الحل من العقاب الدنيوي يأتي من تضحية المسيح لنفسه على الصليب وشفاعة القديسين.[2] وكانت عادة ما تمنح مقابل أعمال خير أو صلوات.[2]

مثال ل "رسالة غفران" مؤرخة في 19 ديسمبر 1521م.

استبدل هذا المعتقد عقيدة الكفارة في أوائل المسيحية. فكان بإمكان الخاطيء غفران جزء من خطاياه مقابل شفاعة (توسط) المسجونين أو المحكومين بالإعدام من الشهداء المسيحيين.[3]

كانت مزاعم بيع كهنة ورهبان كاثوليك لوثائق تؤكد حصول الشخص على الغفران مقابل مبلغ مادي (صكوك الغفران) من أهم النقاط التي أثيرت ضد الكنيسة الكاثوليكية من قبل مارتن لوثر وغيره من المصلحين البروتستانت.[2]

كانت صكوك الغفران إحدى الاسباب المباشرة للإصلاح البروتستانتي. في عام 1517 م، قدم البابا ليو العاشر الغفران لأولئك الذين أعطوا المال لإعادة بناء كنيسة القديس بطرس في روما. ممارسات التسويق المتعددة التي قام بها يوهان تيتزل في الترويج لصكوك الغفران لبناء الكنيسة استفزت مارتن لوثر لكتابة أطروحاته الخمسة والتسعين، حيث أدان ما اعتبره عملية شراء وبيع للخلاص. في الأطروحة 28 حيث اعترض لوثر على قول منسوب ليوهان تيتزل: «بمجرد ان ترن عملة في الوعاء، فان روحا تبعث من المطهر». إن الأطروحات الخمسة والتسعين لم تشجب فقط مثل هذه المعاملات باعتبارها دنيوية ولكنها أنكرت حق البابا في منح العفو نيابة عن الله في المقام الأول: الشيء الوحيد الذي ضمنته صكوك الغفران هو زيادة الأرباح والجشع، لأن العفو ليس بيد الكنيسة انما بيد الله وحده

تؤمن الكنائس الأرثوذكسية الشرقية بأن الإنسان يمكن أن يعفي من الخطايا من خلال سر الاعتراف المقدس. بسبب الاختلافات في لاهوت الخلاص، لا توجد تساهلات عن مغفرة العقاب الزمني للخطيئة في الأرثوذكسية الشرقية، ولكن حتى القرن العشرين كانت هناك في بعض الأماكن ممارسة لشهادات الغفران (οχάρτια-synchorochartia)

كانت بعض هذه الشهادات مرتبطة بقرارات أي بطريرك ان يرفع بعض العقوبات الكنسية الخطيرة، بما في ذلك الحرمان الكنسي، للأحياء أو الموتى. ولكن بسبب نفقة الحفاظ على الأماكن المقدسة ودفع الضرائب الكثيرة المفروضة عليها، فإن بطريرك القدس الأرثوذكسي اليوناني، بموافقة بطريرك القسطنطينية كان له الحق الوحيد في توزيع هذه الوثائق بأعداد كبيرة على الحجاج أو إرسالها إلى مكان آخر، في بعض الأحيان بمساحة فارغة لاسم المستفيد، سواء أكان حياً أم ميتاً، فردًا أو عائلة بأكملها، للذين تُقرأ من أجلهم الصلوات.

كتب بطريرك القدس الأرثوذكسي اليوناني دوسيثوس نوتاراس (1641–1707): «من التقاليد العريقة والتقليدية المعروفة، والمعروفة للجميع، أن البطاركة الأقدس يمنحون شهادة الغفران (συγχωροχάρτιον - synchorochartion) للأشخاص المؤمنين... لهم من البداية وما زالوا يفعلون.»

في الواقع، ابتداءً من القرن السادس عشر، استخدم المسيحيون الأرثوذكس في الكنيسة اليونانية هذه الشهادات على نطاق واسع.

مصادر خارجية عدل

  1. ^ Code of Canon Law, (Cann. 992–997) Indulgences; Enchiridion Indulgentiarum, 4th ed., 1999. نسخة محفوظة 11 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ أ ب ت Wetterau, Bruce. World history. New York: Henry Holt and company. 1994.
  3. ^ Cross, F. L., ed. The Oxford Dictionary of the Christian Church. New York: Oxford University Press. 2005, article indulgences