شارلوت أميرة ويلز (1796-1817)

اميرة بريطانية
(بالتحويل من شارلوت، أميرة ويلز)

الأميرة شارلوت أوغستا أميرة ويلز (7 يناير 1796 - 6 نوفمبر 1817) كانت الطفلة الوحيدة لجورج، أمير ويلز (لاحقًا جورج الرابع)، وزوجته كارولين برونزويك. كان من المتوقع أن تتولى العرش البريطاني بعد وفاة جدها جورج الثالث ووالدها، إلا أنها توفيت بشكل مأساوي أثناء الولادة عن عمر يناهز 21 عامًا، أي قبل وفاتهما.

شارلوت أميرة ويلز (1796-1817)
(بالإنجليزية: Charlotte Augusta of Wales)‏  تعديل قيمة خاصية (P1559) في ويكي بيانات
 

معلومات شخصية
اسم الولادة (بالإنجليزية: Princess Charlotte Augusta of Wales)‏،  و(باليونانية: Καρλόττα Αυγούστα)‏  تعديل قيمة خاصية (P1477) في ويكي بيانات
الميلاد 7 يناير 1796 [1]  تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
الوفاة 6 نوفمبر 1817 (21 سنة) [1]  تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
سبب الوفاة اضطراب النفاس  تعديل قيمة خاصية (P509) في ويكي بيانات
مكان الدفن كنيسة القديس جورج  تعديل قيمة خاصية (P119) في ويكي بيانات
مواطنة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا
مملكة بريطانيا العظمى  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الزوج ليوبولد الأول ملك بلجيكا (2 مايو 1816–6 نوفمبر 1817)  تعديل قيمة خاصية (P26) في ويكي بيانات
الأب جورج الرابع ملك المملكة المتحدة  تعديل قيمة خاصية (P22) في ويكي بيانات
الأم كارولين من برونزويك  تعديل قيمة خاصية (P25) في ويكي بيانات
عائلة بيت هانوفر  تعديل قيمة خاصية (P53) في ويكي بيانات
الحياة العملية
المهنة أرستقراطية  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
الحزب حزب الأحرار البريطاني  تعديل قيمة خاصية (P102) في ويكي بيانات
اللغة الأم الإنجليزية  تعديل قيمة خاصية (P103) في ويكي بيانات
اللغات الإنجليزية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
التوقيع
 

كان والدا شارلوت يكرهان بعضهما البعض قبل زواجهما المرتب وسرعان ما انفصلا. ترك أمير ويلز معظم أمر رعاية شارلوت للمربيات والخدم، ولم يسمح لها إلا باتصال محدود مع كارولين التي غادرت البلاد في النهاية. عندما وصلت شارلوت إلى سن البلوغ، ضغط عليها والدها للزواج من ويليام أمير أورانج (ملك هولندا فيما بعد). على الرغم من موافقتها في البداية إلا أن شارلوت أنهت خطوبتها لاحقًا، مما أدى إلى دخولها صراعا طويلا على السلطة مع والدها. في النهاية سمح لها والدها أخيرًا بالزواج من ليوبولد الأول (ملك بلجيكا لاحقًا). وبعد عام ونصف من الزواج السعيد، توفيت شارلوت بعد أن أنجبت ابنًا ميتًا.

أثارت وفاة شارلوت حدادًا واسع النطاق بين البريطانيين، الذين اعتبروها رمزًا للأمل على النقيض من والدها الذي لم يكن يحظى بشعبية وجدها المريض عقليًا. وباعتبارها الحفيد الشرعي الوحيد لجورج الثالث، فقد أدى وفاتها إلى أزمة خلافة، مما زاد من احتمال انتقال العرش إلى قريب بعيد. رداً على ذلك، بدأ أبناء الملك المسنين وغير المتزوجين في البحث عن زوجات مناسبات. فتزوج الأمير إدوارد (دوق كينت وستراثيرن) الابن الرابع لجورج الثالث من الأميرة فيكتوريا ماري وأصبح في نهاية المطاف والد الوريثة فيكتوريا التي أصبحت لاحقاً الوريثة الشرعيه لعمها ويليام الرابع ومن ثم ملكة بريطانيا العظمى وإيرلندا والهند عام 1837 وأصبح زوجها الأمير ليوبولد (الذي هو خال فيكتوريا) ملكاً على بلجيكا بعد أن رفض أن يكون ملكاً على اليونان وأصبح أبناءه وذريته ملوكًا على بلجيكا حتى اليوم واعتلى أبناء فيكتوريا وذريتها عرش المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية.

حياتها عدل

في عام 1794، سعى جورج أمير ويلز للزواج والبحث عن عروس مناسبة. ولم يفعل ذلك رغبة منه في تأمين وريث لعرشه، بل لأنه تلقى وعدًا بزيادة دخله إذا تزوج. وقع اختيارجورج على ابنة عمه الألمانية كارولين برونزويك بالرغم من أنه لم يلتق بها قط. وعند لقائهما الأول، نشأ تنافر متبادل لكنهما تزوجها في النهاية في 8 أبريل 1795. انتهى الأمر بالزوجين إلى الانفصال في غضون أسابيع، لكنهما استمرا في العيش في نفس السكن.

في 7 يناير 1796، بعد يوم واحد من تسعة أشهر من الزفاف، أنجبت كارولين ابنة في منزلهما (كارلتون هاوس) في لندن. كان جورج غير سعيد إلى حد ما لأن كارولين لم تنجب صبيًا، إلا أن الملك جورج الثالث (الذي كان يفضل الأطفال الإناث) شعر بسعادة غامرة عند ولادة حفيدته الشرعية الأولى وأعرب عن أمله في أن تؤدي ولادة الأميرة إلى التوفيق بين جورج وكارولين لكن هذا لم يحدث.

بعد ثلاثة أيام من الولادة، كتب جورج وصية تنص على أن زوجته ليس لها أي دور في تربية طفلهما، وأورث كل ممتلكاته الدنيوية لعشيقته ماريا فيتزهربرت تاركًا لكارولين ميراثًا رمزيًا قدره شلن واحد. كان العديد من أفراد العائلة المالكة لا يحظون بشعبية كبيرة، ومع ذلك احتفلت الأمة بميلاد الأميرة. في 11 فبراير 1796، تم تعميد الأميرة باسم شارلوت أوغستا (على اسم جدتيها الملكة شارلوت وأوغستا دوقة برونزويك-لونيبورغ) في غرفة الرسم الكبرى في كارلتون هاوس من قبل جون مور، رئيس أساقفة كانتربري. كان عرابوها هم الملك والملكة وأوغستا.

فترة المراهقة عدل

استغرقت المفاوضات حول عقد زواج شارلوت عدة أشهر مع إصرارها على أنه ليست هناك حاجة لمغادرة بريطانيا. فلم يكن لدى الدبلوماسيين الرغبة في وحدة العرشين ومن ثم نصت الاتفاقية على أن يتولى عرش بريطانيا الابن الأكبر للزوجين، بينما يرث الابن الثاني عرش هولندا؛ وفي حالة وجود وريث واحد، ينتقل عرش هولندا إلى الفرع الألماني من عائلة أوراني.[2] وفي العاشر من شهر يونيوعام 1814, وقّعتْ شارلوت على عقد الزواج.[3]

 
انطباع الفنان عن اللقاء الأول بين الأميرة شارلوت ( على اليسار) والأمير ليوبولد (أمام النافذة، مع الدوقة الكبرى كاثرين بافلوفنا دوقة روسيا والأمير الروسي نيكولاي غاغارين)

وقد أصبحت شارلوت ولهانةً بحُبْ أميراً بروسياً غير مؤكد الهويّة؛ ووفقاً لما ذكرهُ تشارلز جريفيل فإن هذا الشخص هو الأمير أوغسطس،[4] بينما رفض المؤرخ آرثر أسبينال ذلك، محتجاً بأنها كانت تقع في حب الأمير الأصغر فريدريك.[5] و أثناء حفل أُقيم في فندق بالتيني بلندن، تقابلت الأميرة شارلوت بالفريق في سلاح الفرسان الروسي، الأمير ليوبولد أمير دوقية ساكس كوبورغ – زالفلد.[6] ودعتهُ لزيارتها، فتقبلها بالموافقة، وبعد انقضاء ثلاثة أرباع الساعة كتبت خطاباً للأمير لتعتذر إليه من أي تصرف طائش. وعلى الرغم من أنّ الملك جورج لم يرى في ليوبولد الفقير هذا الشريك المناسب لابنته إلا أنّ هذا الخطاب قد نال إعجابهُ كثيراً.[7]

عارضت أميرة ويلز زواج ابنتها من أمير أوراني وأيٌدها في ذلك كثيرون من العامة: فعندما كانت تخرج شارلوت للعامّة، كانت تحثها الحشود على عدم التخلي عن والدتها بالزواج من أمير أوراني. ومن ثمّ أخبَرتْ شارلوت أمير أوراني بأنةُ إذا تم زواجهم فسوف تنتقل والدتُها للعيش معهم- وهو الشرط الذي كانت متأكدة من أنه لن يقبله الأمير. وحينما لم يوافق أمير أوراني على هذا الاقتراح، فسخت شارلوت خِطبتها منه.[8] وما كان من والدها إلا أنْ أمَرَ بأن تبقى شارلوت في سكنِها بمنزل وَاريك أو وَرِك (بفتح الواو وكسر الراء) (المُتاخم لكارلتون هاوس) حتى يمكن أن تُنْقَل للعَيْش في مسكنْ كرانبورن في وِندسور، حيث لن يُسمح لها برؤية أي شخص سوى الملكة.

عندما وصلها هذا النبأ، هرعتْ شارلوت إلى الشارع. وعند رؤية أحد الرجال لها من نافذة بيته تستغيث، أسرع لمساعدة الأميرة قليلة الخبرة للعثور على عربة أجرة لتنقلها إلى منزل والدتها، في هذه الأثناء كانت كارولين في زيارة بعض الأصدقاء، ومن ثم أسرعت للعودة إلى المنزل بمجرد سماعها للخبر، في حين استدعتْ شارلوت عدداً من السياسيين اليمينيين لتقديم المشورة لها، تجمْهر عدداً من أفراد الأسرة أيضاً، بما في ذلك عمها فريدريك، دوق يورك، مع أمْر في جيبه لتأمين عودتها بالقوة إذا لزم الأمر، وبعد نقاشات استمرت طويلاً، انتهى اليمينيون إلى نُصحها بالرجوع إلى منزل والدُها، وهو ما فعَلتهُ في اليوم التالي.[9]

العزلة والتودد عدل

وما لبث أن أصبحت قصة فرار شارلوت وعودتها إلى بيت والدها مرة أخرى حديث المدينة في ذلك الوقت؛ ذكر هنري بروغهام، النائب السابق ووزير العدل (السيد المستشار) اليميني المُستقبلي، في أحد الصحف قائلا «الكل ضد الأمير»، وخاضت الصحف المعارضة كثيراً في حكاية الأميرة الهاربة[10] وبالرغم من الوِفاق العاطفي الذي نالتهُ من والدها، أصدر الأمير الوصي أمراً بنقلها إلى مسكنْ كرانبورن، مع إعطاء الأوامر للخَدم بألا تغيب الأميرة الصغيرة عن أعينهم. تمكنتْ الفتاة من إرسال خطاب خِلسة إلى عمها المفضل أوغسطس دوق ساسكس.

فما كان من الدوق إلا أن ردّ على خطابها بتقديم استجواب لرئيس الوزراء وزعيم حزب المحافظين لورد ليفربول، في مجلس الأعيان؛ فتساءل عمّا إذا كانت شارلوت حرة في الذهاب والإياب، وعمّا إذا كان يُسمَح لها بالذهاب إلى شاطئ البحر كمأ أوْصى لها الأطباء من قبل، والآن وبعد أن تمّت الثمانية عشر من عمرها، ما إذا كانت الحكومة تخطط لمنحها كياناً مستقلاً. وما كان من لورد ليفربول إلا أن راوغ في الرد على الأسئلة،[10] ومن ثَمْ تم استدعاء الدوق لكارلتون هاوس وأوقعتْ عليه العقوبة من قِبَل الأمير الوصي، الذي لم يتحدث إلى أخيه مرة أخرى.[11]

وبالرغم من عُزلتها، تفاجأت شارلوت بأن الحياه في مسكن كرانبورن مقبولة بالنسبة إليها وهو ما حملها على الإذعان والقبول بوضعها الحالي شيئاً فشيئا.[12] وفي نهاية شهر يوليو 1814 قام الأمير الوصي بزيارة شارلوت في معزلها وأخبرها بأن والدتها كانت على وشك مغادرة إنجلترا والذهاب إلى أوروبا من أجل إقامة مطولة؛ وهو الأمر الذي أحزن شارلوت كثيراً، ولكنها لم تكن تشعر أن محاولاتها مع والدتها قد تغًير شيئاً من قرارها أو تجعلها تعدل عن رأيها، ومن ثم لحقها حيْف عدم اهتمام والدتها في مغادرتها تلك. «و ليعلم الله متى أو ما قد]يحدث قبل أن نجتمع سوياً مرة أخرى».[13] فقد لا ترى شارلوت والدتها مرة أخرى.[14]

وفي أواخر أغسطس، تم السماح لشارلوت للذهاب إلى شاطئ البحر. كانت قد طلبت الذهاب إلى شاطئ مدينة برايتون العصري، ولكن رفضالوصي طلبها وأرسلها بدلاً من ذلك إلى شاطئ ويماوث.[15] بمجرد أن توقفت عربة الأميرة تجمهرت حولها حشودٌ كبيرة مُحبة لرؤيتها؛ وكما ذكرت ثيا هولم (كاتبة وممثلة) «أبْدى هذا الترحيب الحار والودود أن الشعب كان يعتبرها بالفعل ملكتهم المستقبلية».[16] لدى وصولها إلى ويماوث، كانت قد عُلقت أنوار الزينة مخطوط في وسطها «مرحباً بالأميرة شارلوت، أمل أوروبا و مجد بريطانيا»[17]

كانت شارلوت تقضي وقتها في استكشاف المعالم السياحية القريبة والتسوق لشراء الحرائر الفرنسية المهرًبة، ومنذ أواخر سبتمبر وهي تستمتع بأخذ حمامات مياه البحر الساخنة.[17] كانت شارلوت لا تزال مولعة بحب أميرها البروسي، وكان أملُها في أن يُبدي هذا البروسي اهتماماً بها ويعلنه للأمير الوصي معلقاً بلا طائل ولا فائدة.فكتبتْ إلى إحدى صديقاتها أنه إذا لم يفعل ذلك فسوف «تبدي الموافقة على خيارهُا الثاني، ألا و هو طيٍب الخُلق وصاحب الفطرة السليمة وحسن الرأيّ...وهو أ.س.ك» (أمير دوقية ساكس كوبورغ), أو بمعنى آخر، ليوبولد.[18]

وفي منتصف شهر ديسمبر، قبل وقت قصير من مغادرتها لويماوث، «أُصيبتْ شارلوت بصدمة ومفاجأة كبيرة» عندما تَلقتْ أنباء أن الأمير البروسيّ قد ارتبطً بإمرأة أخرى.[19] وفي حديثٍ مُطول بعد عشاء عشية عيد الميلاد المجيد، تعالت أصوات الاختلافات بين الأب والابنة.[12] وفي الأشهر الأولى لعام 1815, وقع اختيار شارلوت على ليوبولد (أو كمأ دعته «ذا ليو») ليكون زوجاً لها.[20] رفض والدها بالتخلي عن أمله في أن شارلوت ستوافق على الزواج من أمير أوراني؛ ومع ذلك كتبتْ شارلوت «لا حُجج ولا تهديدات أياً كانت يمكن أن تجبرني على الزواج من هذا الهولندي البغيض».[21]

وفي مواجهه لقى فيها معارضة موحدة من العائلة المالكة، استسلم جورج أخيراً وأسقط فكرة زواج ابنته من أمير أوراني، الذي تقدم بالفعل لخِطبة الدوقه الكبرى آنا بافلوفنا الروسية، ذاك الصيف.[22] كانت شارلوت تراسل ليوبولد من خلال بعض الوسطاء، ووجدته متقبلاّ إلى حد كبير، ولكن بسبب الأحداث التي كان يفتعلها نابليون لتجديد الصراع في القارة، كان ليوبولد مع كتيبته في القتال لمواجهه الأعداء.[23] في يوليو، وقبل وقت قصير من عودته إلى ويماوث، طلبت شارلوت رسمياً إذن والدها للزواج من ليوبولد. ولكن ما كان من الأمير الوصي إلا الرفض والرد بأنه لا يمكن النظر في مثل هذا الطلب نظراً لعدم استقرار الوضع السياسي داخل القارة.[24] ولإحباط شارلوت، لم يعود ليوبولد إلى بريطانيا بعد استعادة السلام مباشرة، على الرغم من أنه كان متمركزاً في باريس، والتي كانت تخالُها شارلوت مجرد رحلة قصيرة من ويماوث أو لندن.[25]

إِبّان شهر يناير 1816, دعا الأمير الوصي ابنته إلى الجناح الملكي في برايتون، حيث ناشدتهُ للسماح لها بإتمام الزواج. وفي رحلة عودتها إلى وندسور، كتبت لوالدها " لم أعُد أتردد في الإفصاح عن تحيٌزي لأمير كوبورغ — مؤكدةً لك أنه لن يكون هناك احداً أكثر مني استقراراً وانسجاماً بهذا الارتباط.[26] استكان الأمير الوصي وخضع لطلب ابنته واستدعى ليوبولد إلى بريطانيا، الذي كان في برلين آنذاك في طريقه إلى روسيا.[27] وصل ليوبولد إلى بريطانيا في أواخر فبراير 1816, وذهب إلى برايتون لإجراء مقابله مع الأمير الوصي. وبعد أن تم دعوة شارلوت هي الأخرى لحضور العشاء مع ليوبولد ووالدها، كتبت: وجدته ساحراً جذابا ً وذهبتُ إلى فراشي أكثر سعادة من أيّ وقتٍ مضى عليّ في حياتي... أنا حقاً إنسانة محظوظة جداً، & ويجب أن أحمد الله على ذلك. فلم تحظى أميرة مطلقاً، على ما أعتقد، بفرصة مثيلة في أن تبدأ رحلة حياتها أو زواجها بهذا القدر من السعادة والمكانة الاجتماعية المرموقة والمختلفة عن غيرها من الناس.[28]

 
نقْش حفل زواج شارلوت وليوبولد 1818

وقد أُعجب الأمير الوصي بليوبولد كثيراً، وأخبر ابنته بأن ليوبولد «لديه كل المؤهلات التي تجعل أي امرأة سعيدة».[29] أرسلتْ شارلوت فيما بعد إلى كرانبورن مرة أخرى في الثاني من شهر مارس، بينما ظل ليوبولد مع الأمير الوصي. وفي الرابع عشر من شهر مارس، أصدر مجلس العموم اعلاناً رسمياً لَقى تأييداً كبيراً، بحيث اجتمعوا على خلق نهاية للمأساة التي تعيشها الأميرة في قصة حبها.[30] ومن ثم، صوّت البرلمان على أن يخصص لليوبولد مبلغ £50,000 في السنة، كمأ صوّت على شراء منزل كليرمونت للزوجين والسماح لهم بصرف دفعة من النقود لتجهيز المنزل.[31] وخوفاً من تكرار تجربة الفشل التي لآقتها شارلوت في علاقتها مع أمير أوراني، جعل جورج حداً لاتصال شارلوت مع ليوبولد؛ فعندما عادت شارلوت إلى برايتون، سمح لها جورج بمقابلة ليوبولد على العشاء فقط، ولم يسمح لهم مطلقاً بالاختلاء سويا.[32]

تم تحديد موعد الزواج ليكون في الثاني من شهر مايو لسنة 1816. وفي اليوم المحدد ملأت الحشود لندن؛ ولقت ضيوف العُرس صعوبات جمة في السفر. وفي التاسعة مساء اليوم الموعود في صالة الاستقبال القرمزية في كارلتون هاوس، وليوبولد مرتدياً ولأول مرة زىّ الجنرال البريطاني (والأمير الوصي في بزته العسكرية الرسمية)، تم عقد الزواج. تخطت تكلفة فستان زفاف شارلوت ال ₤10,000. وكان الحادث الوحيد خلال الحفل هو أن سُمعت قهقهه شارلوت عندما وعدها ليوبولد الفقير بأن يهبها كل ما يملك من مدخرات.[33]

الزواج والوفاة عدل

 
شارلوت أوغستا وزوجها الأمير ليوبولد، أمير دوقية ساكس كوبورغ- زالفلد, رسمها جورج دوو.

قضى الزوجين شهر العسل في قصر أوتلاندز، وهو منزل للدوق يورك في مقاطعة سري. لم يكن في هذا البيت شئٌ جيد يُذكر؛ كان المنزل يعُج بكلاب اليورك ورائحة الحيوانات كانت تملأ المكان. ورغم كل ذلك، كتبت الأميرة «كان ليوبولد حبيباً بكل ما للكلمة من معانٍ».[34] وبعد يومين من زواجهما، قام الأمير الوصي بعمل زياره لهم في قصر أوتلاندز؛و ظل يصف تفاصيل الزي العسكري لليوبولد قرابة الساعتين، وهو ما اعتبرته شارلوت «سمة مميزة من سمات روح الدعابة الأكثر مثالية».[35] عاد الأمير ليوبولد وزوجته إلى لندن لحضور الموسم الاجتماعي، وعندما حضروا المسرح، استقبلهم الجمهور بتصفيقٍ حار و استقبلتهم الفرقة الفنية بأُنشُودة «حفظ الله الملك». شعرت شارلوت ببعض التعب خلال وجودها في دار الأوبرا، وكان هناك قلق شعبي كبير حيال حالتها. بعد ذلك انتشر الخبر بأنها كانت تعاني من الإجهاض.[36] وفي الرابع والعشرين من أغسطس 1816 , ذهبوا للمرة الأولى للإقامة في منزل كليرمونت.[37] كتب الطبيب كريستيان ستوك مار- بطبيعة عملة كطبيب شخصي للأمير ليوبولد،[38] (ولاحقا كبارون ستوك مار، مستشار الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت[39] كتب أنه في الأشهر الست الأولى من الزواج، لم يرى قط زيّ شارلوت يخلو من البساطة والذوق الرفيع. كمأ ذكر بأنها كانت أكثر هدوءا وتحكماً في نفسها من ذي قبل، وعزا ذلك إلى تأثير ليوبولد عليها.[38]

كتب ليوبولد في وقت لاحق، «كنا دوماً سوياً إلا حينما كنت أخرج للصيّد، وعندما كنا نجلس سوياً لم نكن نشعر أبداً بالتعب أو الإجهاد» [40] وحينما تكون شارلوت مفرطة في التعبير عن مشاعرها، كان يردها ليوبولد قائلا «دوسيموو، شيري» («رويدا رويدا، حبيبتي»)؛ وكانت شارلوت تقبل هذا التعقيب و اعتادت من بعدها مناداته بـ «دوسيموو».[41]كان الكوبورغز (الزوجين ليوبولد و شارلوت),كمأ بات يطلق عليهم، يقضون عطلات عيد الميلاد في الجناح الملكي في برايتون مع غيرهم من مختلف أفراد العائلة المالكة. و في السابع من شهر يناير، نظّم الأمير الوصي حفل راقص كبير هناك من أجل الاحتفال بالذكرى الواحدة والعشرون لميلاد شارلوت، إلا أن الكوبورغز لم يحضروا الحفل، وذلك لعودتهم إلى كليرمونت وترجيح البقاء هناك في هدوء. و في أواخر ابريل1817, أخبَر ليوبولد الأمير الوصي بأن شارلوت حُبلى للمرة الثانية، و أن جميع الاحتمالات تُشير إلى أن الأميرة ستحتفظ بجنينها حتى انقضاء المدة.[42]

 
نقْش للَوحة السير توماس لورنس والتي رسم فيها شارلوت وهي جالسة خلال أيام حملها الأخيرة.

كان حمل شارلوت من أهم أحاديث العامة في ذلك الوقت؛ و سرعان ما تراهن الناس في صالات القمار على جنس المولود، و تنبأ الاقتصاديون بإرتفاع الأسهم التجارية في الأسواق بنسبة 2.5% إذا كان المولود أنثى، وارتفاعها بنسبة 6% إذا كان المولود ذكر. قضت شارلوت مدة حملها في هدوء، وكثيراً ما كانت تجلس حتى يرسمها السير توماس لورنس.[43] كمأ كانت كثيرة الأكل قليلة الحركة في هذه الأثناء؛ وعندما بدأ الفريق الطبي العناية بها فترة ما قبل الولادة في أغسطس 1817, وضعوا لها نظام حمية غذائية صارم، على أمل تقليل حجم المولود عند ولادته. و بالتالي، سبًب نظام الحمية الغذائية ونزيف الحمل العرضيّ الضعف لشارلوت.

كان ستوك مار مندهشاً من الطريقة التي اتبعها الفريق الطبي في معالجة شارلوت و التي عفا عليها الزمن، ومن ثم رفض الانضمام للفريق الطبيّ، مؤمناً بأن كونه أجنبياً قد يلقي عليه اللوم إذا حدث لحالتها خطأ ما.[44] تولى السير ريتشارد كروفت مسؤولية الرعاية اليومية لشارلوت؛ لم يكن كروفت طبيباً معالجاً، بل كان متخصصاً في مجال النساء والتوليد، أو مُوَلِّد، وكان هذا النوع من الأطباء شائعاً بين أفراد الطبقات المالكة في المجتمع.[45] كان من المُفْتَرَض أن تَلِد شارلوت في التاسع عشر من أكتوبر، و لكن حتى إنقضاء شهر أكتوبر لم يكن يظهر عليها أياً من علامات الإنْجاب، وخرجتْ كعادتها مع ليوبولد في الثاني من نوفمبر يوم الأحد.[46] وفي مساء يوم 3 نوفمبر بدأتْ التَّقَلُّصات الرَّحْمِيَّة؛ ساعدها السير ريتشارد على القيام بتمارين الولادة، ولم يسمح لها مطلقاً بالأكل: وفي ساعة متأخرة من هذا المساء، أرسل ريتشارد في طلب المسؤليين الذين كانوا ليشهدوا الولادة الملكية. وعندما انتهى الرابع من نوفمبر ليحل الخامس منه، اِتّضَحَ أن شارلوت قد لا تستطيع أن تُطلِق وليدها بشكلٍ طبيعيّ، ومن ثم قرر كروفت وطبيب شارلوت الشخصيّ، ماثيو بايلي، استدعاء إخصائي الولادة جون سيمز.[47] ومع ذلك، لم يسمح كروفت لسيمز برؤية المريضة ولا باستخدام المِلْقَط في توليدها. ووفقاً لما ذكرته أليسون بلودن في كتابها، كان من الممكن أن يتمكن الأطباء من إنقاذ شارلوت وطفلها بالرغم من وجود نسبة كبيرة جداً من الوفيات حينها عندما كانت تُستخدم الأدوات الطبية في بادئ الأمر في عصر ما قبل المُطهِرات.[48]

في التاسعة من مساء يوم الخامس من نوفمبر، أنجبت شارلوت أخيراً صبياً ولكنه كان ميّت بالولادة؛ وللأسف كانت كل الجهود التي بُذلت لترُد للمولود الحياة بلا طائل ولا فائدة.و قد أكد كل من رأوه من نبلاء الطبقة الحاكمة أنه كان حقا فتى لطيف الملامح يُشبه العائلة الحاكمة. وبعد أن اطمئنوا على صحة الأم و أن حالتها على ما يرام، شق كل نبيل منهم طريقه في الرحيل. استقبلت شارلوت منهكة القوى نبأ وفاة الطفل بهدوء، مستفهمةً إياهُ بأنها إرادة الله. بعد ذلك، تناولت شارلوت بعضاً من الطعام بعد صيام دام طويلا، وبدا وكأنها تعافت؛[49] و تناول ليوبولد هو الآخر، الذي ظل ملازما لزوجته طوال الوقت، دواءً منوماً ثم تهاوى على الفراش.[50]

بُعَيْد منتصف الليل بقليل، اندفعت شارلوت في التَقَيّؤ بعنف والشكوى من آلام في بطنها. و في إثره، تم استدعاء السير ريتشارد فورا والذي بات مذعوراً لرؤية مريضه التي كانت تعاني من درجة حرارة منخفضة جدا وصعوبة شديدة في التنفس ونزيف حاد. ومن ثم قام بعمل كمادات ساخنة لها، و هي الطريقة التي كانت تستخدم عادةً في ذلك الوقت لمعالجة آثار نزيف ما بعد الولادة؛ و مع ذلك، لم يتوقف النزيف. فاستدعى ريتشارد ستوك مار وحثّه على إحضار ليوبولد؛ ولما ذهب ستوك مار، وجد أنه من الصعب جدا إيقاظ ليوبولد الذي كان مستغرقاً في النوم، فتركه وذهب إلى الأميرة، التي أمسكت بيده و قالت له «لقد جعلوني ثملة». غادر ستوك مار الغرفة، مُخططاً للمحاولة مرة أخرى في إيقاظ الأمير، ولكن استرجعه صوت شارلوت وكأنها تستغيث، «ستوكي! ستوكي!» فعاد أدراجه مسرعاً إلى الغرفة ليجدها قد تلفظت أنفاسها الأخيرة.[51]

الآثار المترتبة على الحدث عدل

 
جنازة الأميرة شارلوت

عبًر هنري بروم عن رد فعل العامة عقب وفاة شارلوت فكتب،«بات الأمر وكأن كل منزل في بريطانيا العظمى فقد غالياً وعزيزا».[52] فأمْست المملكة بأكملها في حزنٍ عميق؛ واستبدل تجار الأقمشة البيضاء صناعتهم بصناعة الأقمشة السوداء؛ حتى الفقراء والمُشرّدين ربطوا شرائط سوداء على ملابسهم؛ و أُغلقت المحلات التجارية لمدة أسبوعين وكذلك بورصة المبادلات و قصر العدل و أحواض السفن. كمأ أغلقت صالات القمار أبوابها يوم الجنازة كدليل على الاحترام.[53] و كتبت صحيفة * ذي تايمز* البريطانية، «بالطبع ليس منّا منْ تَذَمّر بشأن قضاء الله وقدَره... ولكنّ الحزن من أجل فاجعة كهذه ليس فيه ما ينافي التقوى و الورع.» [54]

كانت فترة الحداد قد أشرفت على الانتهاء حينما قدّم صُناع الأَوْشِحَةٌ و سلع الزيّ الحديث الأخرى (التي لا يمكن ارتداؤها خلال فترة الحداد) مذكرة إلتماس مطالبين الحكومة فيها بتقصير مدة الحداد، وذلك خوفاً من أن يتسبب هذا الركود في إفلاسهم.[52] وأشارت مذكرة المعارضة التي أطلقها الشاعر بيرسي بيش شيلي في مقالته «كَلِمَة لِلشَعْب حَوْلَ وَفَاة الأميْرَة شَارلوت» إلى أنً إعدام ثلاثة رجال في اليوم الذي أعقب وفاة الأميرة بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم يعتبر مأساة حقيقية أدْهي.[55]

احترق صدر الأمير الوصي بمرارة الحُزن على وفاة ابنته ولم يكن قادراً على حضور جنازتها. وحينما سمعت الأميرة كارولين الخبر من الرسول الخاص أصابها الإغماء إثر الصدمة؛ وبعد أن استردت وعيها قالت «لقد فقدت انجلترا، هذا البلد العظيم، كل شئ بوفاة ابنتى الحبيبة».[56] حتى وقد أثر هذا الخبر على أمير أوراني الذي انهمرت دموعه عند سماعه لخبر الوفاة، وأمرت زوجته بأن يرتدينَ سيداتُ القصر الأسود من أجل الحِداد.[56] بينما كان الحُزن الأكبر من نصيب الأمير ليوبولد. كتب ستوك مار بعد سنواتٍ عدة مرت على هذا الحداد «شَهِد نوفمبر هذا العام النهاية الأبدية لهذا البيت السعيد، والضربة القاضية لآمال وسعادة الأمير ليوبولد. ولم ينسى ليوبولد مطلقاً لذة السعادة التي زيّنت حياته الزوجية القصيرة».[57] وكمأ أشارت ثيا هولم، «أصبح ليوبولد بعد رحيل شارلوت غير مكتمل الوجود؛ بل كان وكأنه قد فقد قلبه».[57]

«وهكذا فنَى جيلين؛ ذهبوا في لمحة بصر! تألمتُ بالحزن لنفسي، كمأ تألمت به من أجل الأمير الوصي. تركتْ محبوبتى شارلوت الوطن بأكمله — لقد فقدها حقاً. صِدْقاً كانت شارلوت امرأة رائعة كريمة الطباع. لم يستطع أحد أن يفهمها مثلما كنت أنا! فقد كان محَل دراستي وواجبي أن أستكشف شخصيتها، و كان لي في ذلك من البهجة واللذة ما لا يوصف.»

دُفِنتْ الأميرة، وابنها على قدميها، في كنيسة القديس جورج داخل قلعة وندسور في التاسع عشر من نوفمبر 1817. وتم تشييد نصب تذكاري، عن طريق الاكْتِتَاب الوَطَنِيُّ، بالقرب من مقبرتها.[58] و سرعان ما بدأت العامة في إلقاء اللوم من أجل تلك المأساة. وفي إثره، تم انتقاد الملكة والأمير الوصي لعدم حضورهما الولادة، على الرغم من أن شارلوت كانت قد طلبت عدم حضورهم على وجه الخصوص.[58] وبالرغم من أن تشريح الجثة كان أمراً غير محسوم، إلا أن الكثيرون ألقوا اللوم على الطبيب كروفت لأنة كان المسؤول عن رعاية الأميرة. ومع أن الأمير الوصي رفض توجية اللوم لكروفت؛ بعد ثلاثة أشهر من وفاة شارلوت وفي حضور امرأة شابة أخرى، انتزع كروفت سلاحاً و أطلق النار على نفسه في مشهد مُفجِع.[55] «مأساة الولادة الثُلاثية» — أدتْ وفاة الطفل و الأم و الطبيب إلى تَغَيُّرات جذرية في مجال التوليد؛ فأصبح أطباء التوليد الذين حبذوا الوِلاَدَةٌ المَديدَة الطبيعية في نظر النساء، وخاصة أُولَئِكَ الأقل استخداماً للمِلْقَطُ، أفضل من غيرهم.[59]

خَلَفتْ وفاة شارلوت الملك بدون أي حَفَدة شرعيين؛ و كان قد ناهز آخر ابن له على قيد الحياة عمر الأربعين. فكتبت الصحف العديد من المقالات تَحُث فيها أبناء الملك غير المتزوجين على الزواج. و بالفعل، وصلت إحدى تلك المقالات البارزة للابن الرابع للملك، الأمير إدوارد دوق مقاطعة كنت و وادي استراذرن، في مسكنه في إقليم بروكسل العاصمة، حيث كان مُقيماً مع خدينته، جولي دو سانت لورانت. وسرعان ما تركها إدوارد وتَقًدم لطلب يد شقيقة ليوبولد فيكتوريا، أميرة لاينينجن (ألمانيا) الأرمله.[60] و سوف يؤول المطاف في النهاية بابنتهما الأميرة ألكسندرا فيكتوريا أميرة كنت (في 1837) لأن تصبح فيكتوريا ملكة المملكة المتحدة. وفي هذة الأثناء، أصبح ليوبولد هو الآخر ملك بلجيكا حيث كان مُستشاراً لابنة أخته عبر البحار، و استطاع تدبير أمور زواجها من ابن أخيه ألبرت (الأمير الزوج)، أمير ساكس كوبورغ و غوتا.[57]

معرض صور عدل

روابط خارجية عدل

  • لا بيانات لهذه المقالة على ويكي بيانات تخص الفن

مراجع عدل

  1. ^ أ ب FemBio-Datenbank | Charlotte Auguste (بالألمانية والإنجليزية), QID:Q61356138
  2. ^ Chambers, pp. 82–83.
  3. ^ Chambers, p. 91
  4. ^ Greville's Diary, 18 September 1832, quoted in Aspinall, p. xvii.
  5. ^ Aspinall, p. xvii.
  6. ^ Williams, pp. 88–89.
  7. ^ Holme, pp. 196–197.
  8. ^ Plowden, pp. 149–150.
  9. ^ Plowden, pp. 156–160.
  10. ^ أ ب Plowden, pp. 161–163.
  11. ^ Chambers, p. 120.
  12. ^ أ ب Smith, p. 163.
  13. ^ Plowden, pp. 164–165.
  14. ^ Holme, p. 177.
  15. ^ Williams, p. 102.
  16. ^ Holme, p. 183.
  17. ^ أ ب Holme, p. 186.
  18. ^ Aspinall, p. 165; Williams, p. 107.
  19. ^ Aspinall, p. 169; Williams, p. 107.
  20. ^ Chambers, p. 138.
  21. ^ Williams, p. 111.
  22. ^ Plowden, p. 176.
  23. ^ Plowden, p. 178.
  24. ^ Plowden, p. 181.
  25. ^ Holme, pp. 206–207.
  26. ^ Holme, p. 210.
  27. ^ Holme, p. 211.
  28. ^ Holme, p. 213.
  29. ^ Plowden, p. 187, "and the P.R. should have been an authority on the subject".
  30. ^ Plowden, pp. 188–189.
  31. ^ Chambers, p. 164
  32. ^ Holme, p. 215
  33. ^ Chambers, pp. 164–167.
  34. ^ Holme, p. 223.
  35. ^ Smith, p. 164.
  36. ^ Holme, pp. 224–225.
  37. ^ Chambers, p. 174.
  38. ^ أ ب Holme, p. 227.
  39. ^ Pakula, p. 33.
  40. ^ Chambers, p. 177.
  41. ^ Holme, p. 228.
  42. ^ Plowden, p. 201.
  43. ^ Williams, p. 133.
  44. ^ Chambers, pp. 188–189.
  45. ^ Chambers, p. 1.
  46. ^ Holme, pp. 237–238.
  47. ^ Williams, pp. 134–135.
  48. ^ Plowden, p. 206.
  49. ^ Plowden, pp. 206–207.
  50. ^ Williams, p. 136.
  51. ^ Chambers, pp. 193–194.
  52. ^ أ ب Williams, p. 137.
  53. ^ Holme, pp. 240–241.
  54. ^ Plowden, pp. 208–209.
  55. ^ أ ب Williams, p. 240.
  56. ^ أ ب Williams, pp. 138–139.
  57. ^ أ ب ت Holme, p. 241.
  58. ^ أ ب Chambers, p. 201.
  59. ^ Gibbs et al. 2008, p. 471.
  60. ^ Chambers, pp. 202–204.