سلطنة آتشيه دار السلام هي سلطنة إسلامية كانت تحكم في شمال جزيرة سومطرة في إندونيسيا (إقليم آتشيه حاليا)، وقد كانت قوة إقليمية كبرى في القرنين ال16 وال17 وقد بدأ حكمها في سنة 1496 وقد أسسها علي الدين محياة شاه، وعاصمتها مدينة باندا آتشيه.

سلطنة آتشيه
Keurajeuën Acèh Darussalam
كاورجاون اچيه دارالسلام
→
1496 – 1903 ←
سلطنة آتشيه
سلطنة آتشيه
Alam Peudeung Minah
سلطنة آتشيه
سلطنة آتشيه
شعار
توسع سلطنة اتشيه في عهد إسكندار مودا ، 1608-1637.
عاصمة باندا آتشيه دار السلام (حاليا باندا آتشيه)
نظام الحكم ملكية
اللغة الرسمية الآتشيهية، الملايوية، العربية
الديانة الإسلام
سلطان
علي الدين محياة شاه 1496–1528
محمد داوود شاه الثاني 1875–1903
التاريخ
تتويج أول سلطان 1496
حرب آتشيه 1903
المساحة
المساحة 235000 كيلومتر مربع  تعديل قيمة خاصية (P2046) في ويكي بيانات
بيانات أخرى
العملة النقود الذهبية والفضية المحلية
اليوم جزء من  إندونيسيا
 ماليزيا
خريطة سلطنة آتشيه وتوابعها في أقصى اتساعها في عهد السلطان اسكندر مودا

كانت هذه السلطنة في ذروتها العدو اللدود لسلطنة جوهر وسلطنة ملقا في ماليزيا التي يسيطر عليها الاحتلال البرتغالي آنذاك وقد كانت هذه السلطنة تتمتع بعلاقات صداقة وتجارية مع الدول الإسلامية في الشرق الأوسط، فبالإضافة إلى قوتها العسكرية الكبيرة، أصبحت آتشيه مركزا معروفا في الدراسات الإسلامية والتجارة.

قاومت هذه السلطنة محاولات الاحتلال الهولندي حتى سقطت في سنة 1903 بيد الهولنديين.[1]

التأسيس والنهوض

عدل

بداية تاريخ اتشيه غير واضح، ولكن في إحدي المخطوطات يذكر انها تأسست من التشام. اللغة الآتشيه هي واحدة من 10 لغات من مجموعة اللغات آتشيه-تشامية. وفقا لللسجلات التاريخية لملايو ملك تشامبا شاه بو كبا وكان له ابن هو شاه باو لينغ الذي هرب عندما سقطت العاصمة فيجايا بواسطة أسرة لي الفيتنامية في 1471، والذي أسس لاحقا مملكة آتشيه.

تأسّست سلطنة أتشيه على يد السلطان علي الدين محياة شاه عام 1496 م في الأراضي التي كانت لسلطنة لموري الراحلة. ثم بدأ علي محياة شاه بتوسعة مملكته بإخضاع الممالك المجاورة أمثال دَايَا وفِدِيْر ودِلِي وآرُوْ وبَاسَاي اللاتى تعرّضن للاحتلال البرتغالي.[2] فهو بذلك نجح في توحيدهنّ جميعاً تحت حكمه وطرد البرتغاليين من أراضى أتشيه. ثم خلفه بعد وفاته سنة 1530 م ابنه الأكبر صلاح الدين، لكنه كان ضعيفاً منشغلاً باللهو يسلّم الأمور الإدارية لمَنْكوْبوُمِي (رئيس الوزراء) يسمّى رَاجَا بُونغسُوْ الذي كان ظالماً فاسداً، فبذلك هُيّئت للبرتغاليين فرصة للنهوض. فقام أخو السلطان علاء الدين رعايت شاه بالانقلاب وتمكّن من قتلِ راجا بونغسو وحبسِ أخيه وتسمّى بالسلطان القهار عام 1537 م.[2] واصل القهار توسعة الدولة التي كانت أيام أبيه في أراضي سومطرة، لكنه لم ينجح في عبور مضيق مَلَقَا لعظم قوة جوهور وملقا البرتغالية.

أرسل القهار عام 1564 م سفارة إلى إسطنبول لبناء العلاقة مع السلطان سليمان القانوني العثماني وبالتالي طلب منه أن يساعده في مقاومة البرتغاليين وتثبيت أقدامه على شمال سومطرة. وفعلاً، استخدم القهار الدعم العثماني عندما أخضع مملكة آرُو عام 1564 م[3] وبموت سليمان عام 1566 م، أرسل ابنه سليم الثاني بعثة بحرية تحت قيادة كوردوغلو خضر ريس الذي كان قائداً عاماً للأسطول العثماني في المحيط الهندي ومقرّه بالسويس بمصر. فأبحر عام 1468 م مع قوة من 22 سفينة تحمل الجنود والمعدات العسكرية والإمدادات الأخرى ووصل أتشيه عام 1439 ه. فكانت بداية عملية للتوسع الإقليمي الشرقي للدولة العثمانية. ثم صارت أتشيه بعد ذلك محمية عثمانية إلى القرن التاسع عشر الهجري.[4]

الثقافة والاقتصاد

عدل

رأت آتشيه نفسها وريثة باساي، أول دولة إسلامية في جنوب شرق آسيا، ونجحت في العمل الدعوي الإسلامي في ملقا بعد أن غزاها الرومان الكاثوليك البرتغاليون. سُميت «رواق مكة» أو «بوابة مكة»، وأصبحت مركزًا للدراسات الإسلامية، حيث تُرجم القرآن والنصوص الإسلامية الأخرى إلى لغة الملايو.[4] ومن بين علمائها البارزين حمزة الفنصوري، شمس الدين الباساي، وعبد الرؤوف الفنصوري السنكيلي، ونور الدين الرانيري الهندي.[5]

اكتسبت آتشيه ثروة من صادراتها من الفلفل، وجوزة الطيب، والقرنفل، وجوز التنبول،[6] وبمجرد أن غزت فهغ في عام 1617، أصبحت مصدرة للقصدير. عززت أسعار الفائدة المنخفضة واستخدام العملة الذهبية اقتصادها.[7] كانت دائمًا هشة اقتصاديًا إلى حد ما، مع ذلك، بسبب صعوبة توفير فائض غذائي كافٍ لدعم المغامرات العسكرية والتجارية للدولة.[8] بعد أن فقدت أتشيه التماسك السياسي في القرن السابع عشر، شهدت أهميتها التجارية تسقط بيد شركة الهند الشرقية الهولندية، التي أصبحت القوة العسكرية والاقتصادية المهيمنة في المنطقة بعد حصار ملقا الناجح في عام 1641.[9]

السنوات اللاحقة والغزو من قبل الهولنديين

عدل

الحكام

عدل
 
السلطان محمد داود شاه، آخر سلطان لآتشيه مع حراسه.
 
مقبرة السلطان علي الدين محياة شاه في باندا آتشيه
 
مقابر ملكية من عصر ما قبل إسكندار مودا في باندا آتشيه
 
مقبرة السلطان إسكندار مودا'في باندا آتشيه
 
مقابر سلاطين آتشيه من سلالة بوغيس في باندا آتشيه
 
قبر سلطان آتشيه علاء الدين القهار
سلطان آتشيه سنوات الحكم
علي الدين محياة شاه c. 1514–1530
صلاح الدين بن علي 1530–c. 1537/39
علاء الدين القهار 1537/39–1571
حسين علي رعاية شاه الأول 1568/ 1571-1575 / 8 يونيو 1579
سلطان مودا 1575 / 1579 (طفل حكم بضعة أيام)
سري علم 1579
زين العابدين 1579
علاء الدين منصور شاه 1579–1585/86
علي رعاية شاه الثاني (بويونج) 1585/86–1589
علاء الدين رعاية شاه السيد المكمل 1589–1604
علي رعاية شاه الثالث 1604–1607
إسكندر مودا 1607–1636
إسكندر شاه الثاني 1636–1641
صافية الدين تاج العالم 1641–1675
نقية الدين نور العالم 1675–1678
زاكية الدين عناية شاه 1678–1688
زينة الدين كمالة شاه 1688–1699
بدر العالم شريف هاشم جمال الدين 1699–1702
بدر العالم شريف لمتوي 1702–1703
جمال العالم البدر المنير 1703–1726
جوهر العالم 1726
شمس العالم 1726–1727
علاء الدين أحمد شاه 1727–1735
علاء الدين شاه جهان 1735–1760
علاء الدين محمود شاه الأول 1760–1781
بدر الدين شاه 1764–1765
سليمان شاه 1773
علاء الدين محمد شاه 1781–1795
علاء الدين جوهر العالم شاه (فتره أولي) 1795–1815
شريف سيف العالم شاه 1815–1819
علاء الدين جوهر العالم شاه (فترة ثانية) 1819–1823
علاء الدين محمد داود شاه الأول 1823–1838
سليمان علي إسكندار شاه 1838–1857
علاء الدين منصور شاه 1857–1870
علاء الدين محمود شاه الثاني 1870–1874
علاء الدين محمد داود شاه الثاني 1874–1903

انظر أيضًا

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ J.M. Barwise and N.J. White. A Traveller’s History of Southeast Asia. New York: Interlink Books, 2002.
  2. ^ ا ب Said, Mohammad . Aceh Sepanjang Abad Jilid I. Medan: Harian Waspada. ص 153-154
  3. ^ Islam in the Indonesian world: an account of institutional formation Azyumardi Azra hal. 169
  4. ^ ا ب Barwise and White, 114
  5. ^ Ricklefs, 51
  6. ^ Barwise and White, 115–116
  7. ^ Barwise and White, 116
  8. ^ Ricklefs, 35
  9. ^ Barwise and White, 117