ريجينة باشا

مغنية عراقية

ريجينة خاتون (؟-1933م) وتسمى ريجينة باشا أيضاً.

ريجينة باشا
معلومات شخصية
مواطنة العراق  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الحياة العملية
المهنة مغنية  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات

السيرة عدل

ريجينة مراد باشا، أو ريجينة مردخاي شخصية نسائية عراقية، وهي ابنة تاجر يهودي هاجر إلى بغداد، من إسطنبول هرباً من جرم أدين به، [1] وهي من أصول إيرانية.[2] أشتهرت في مدينة بغداد وذاع صيتها كسمسارة في العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين، وكانت تكنى بأم ناجي، وعندها ابنة تدعى نجية.[3] ولها ثلاث شقيقات مارسن الفن والغناء وبرزن في الوسط اليهودي وهن: مسعودة وروزة والفنانة سليمة مراد باشا التي حكمت عليها إسرائيل بالإعدام بتهمة تحريض الشعب العراقي على الصهيونيين المسالمين،[4] وبرعت سليمة باشا في الغناء العراقي الحديث والتي تزوجت من قاريء المقام العراقي الفنان ناظم الغزالي. جاءت شهرة ريجينة من خلال مجلسها الخاص الذي كانت تقيمه في بيتها، حيث موائد القمار والخمر، وتسليف الخاسرين بالربا. كما استقطبت رجال الإدارة والمسؤولين في الدولة العراقية، بدعوتهم إلى جلسات الأدب والشعر والسياسة والغناء والرقص، التي شاركت فيها الراقصات والمطربات اليهوديات اللواتي كن واجهات المجتمع الفني. وايضا برز عدد من بنات الهوى، خاصة بنات توحة أو نومة وهن، ليلو وخزنة، اما الراقصات فأشهرهن، حنينة التي جلبت الأنظار حيث تهافت الرواد لحضور حفلاتها التي كانت تقام على مسرح أُوتيل متروبول في شارع الرشيد، وبهذا الشارع كانت تسكن ريجينة وأختها المطربة سليمة مراد والأخرى روزة، وفي بيتها تتم الكثير من الاجتماعات. ويقال ان وزارات شكلت في بيتها، كما يقال ان نوري السعيد استدان منها عند بناء بيته،[5] إضافة إلى اثنين أو ثلاث من السياسيين العراقيين كانوا يقترضون منها بفائدة، وكان البغداديون يعيروهم على ذلك، وغفلوا ان هؤلاء السياسيون لم يمدوا ايديهم إلى اموال الدولة أو ان يقبلوا الرشوة.[6] هذا وقد سلك مسلكها في جانب الكرخ ريمة أم عظام وريمة حكاك.[7] وكل هذه الأعمال والفعاليات جعلت من ريجينة باشا وفي وقت قصير من أصحاب الثروة الطائلة، ولها سيارة كانت طبق الاصل مع سيارة الملك غازي، بحيث إذا مرت إحدى السيارتين في شارع الرشيد لم يفرق الناس فيما إذا كانت تلك سيارة الملك غازي ام سيارة ريجينة.[8]

وفاتها عدل

بعد كل هذه الأعمال والفعاليات التي قامت بها ريجينة باشا والتي استطاعت من خلالها ان تصبح لديها ثروة طائلة من الاموال والعقارات، فقد شيدت لها قصراً فخماً في شارع العسكري ببغداد، على شاطيء دجلة قرب مستشفى المجيدية الذي لم يشيد مثله منذ العهد البويهي والسلجوقي، كما يذكر أمين المميز صاحب كتاب بغداد كما عرفتها، حيث أعتبره من أفخم القصور في تلك المنطقة ولكنها لم تسكنه، إذ قتلت في دارها التي في منطقة الكرادة خارج، من قبل زوجها الثاني المهندس عبد الكريم[9] سنة 1933م، قبل ان تنتقل اليه.[10] حيث أطلق النار عليها ثم على نفسه. ولا بد من الإشارة هنا إلى ان زوج ريجينة الأول كان إسمه محمد [11] البمبيلي نسبة إلى مدينة بومباي الهندية، ثم طلقها، مما جعل الشاعر الشعبي الملا عبود الكرخي ان يوثق حادثة الطلاق بقصيدة دالية من الشعر الصريح والمكشوف، مطلعها:

رزق الرجل مِن زاد، أعتقد يفسد
وبالنعمة مُحقق يكفر ويجحد
هذا مَثَل يُضرَب بالنمل، مَشهور
إذا يطغي، جناح إيصير له ومغرور
أول ما يطير ويصرطه العصفور
يصبح ضرك أصفر لاطش بمقعد

[12] وكانت قد أشهرت إسلامها عند زواجها منه.[13] وبعد وفاتها اشترى القصر اليهودي الثري الذي انتخب عام 1926 عضواً في غرفة تجارة بغداد بالدورة الأولى،[14] نوري فتاح.[15] ورغم انها قتلت رمياً بالرصاص، الا ان الاهزوجة التي ذكرها الشاعر الملا عبود الكرخي انها قتلت بطبر هي التي شاعت، حيث قال:

آه يا الدينار من جيبي طفر
صبحت ريجينة مضروبة بطبر

وفي عام 1984م قام المسرح العراقي بعرض مسرحية بعنوان (نديمكم هذا المساء)، تناولت في جزء منها بعض من حياة ريجينة خاتون، ولقائها مع الممثل الكوميدي الاخباري جعفر آغا لقلق زادة، اعد المسرحية الكاتب عادل كاظم، واخرجها على المسرح المخرج محسن العزاوي.[16]

انظر أيضاً عدل

المراجع عدل

  • غادة حمدي عبد السلام، اليهود في العراق
  • يعقوب سركيس كوريه، يهود العراق: تاريخهم احوالهم هجرتهم

المصادر عدل

  1. ^ صحيفة الصباح العراقية_سليمة باشا وغيرها تاريخ الاطلاع 2018/7/11.نسخة محفوظة 11 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.نسخة محفوظة 11 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ موقع سماعي_أول جوقة موسيقية في العراق..حكاية أول ملهى في بغداد تاريخ الاطلاع 2018/8/14. نسخة محفوظة 15 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ عبود الشالجي، الكنايات العامة البغدادية، ج2، ص.
  4. ^ دنيا الوطن_كواليس ليلة الحكم باعدام أم كلثوم بسبب الصهيونية نسخة محفوظة 05 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ باسم عبد الحميد حمودي، شارع الرشيد، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 2002م، ص23.
  6. ^ موقع الكلمة_القوادة وتاريخ البغاء العلني والسري في بغداد في اربعينيات القرن (العشرين) المنصرم نسخة محفوظة 12 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ صباح عبد الرحمن، النشاط الاقتصادي ليهود العراق من 1917-1952، ص123.
  8. ^ موقع الحوار المتمدن_بقلم:حسقيل قوجمان_الى الاخ كاظم حبيب_ملاحظات حول كتاب اليهود والمواطنة العراقية تاريخ الاطلاع 2018/7/2. نسخة محفوظة 06 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ غادة حمدي عبد السلام، اليهود في العراق، مطبعة مدبولي، القاهرة، ط1، 2008م، ص131.
  10. ^ يعقوب سركيس كوريه، يهود العراق: تاريخهم احوالهم هجرتهم، الأهلية للنشر والتوزيع، عمان-الأردن، ط1، 1988م، ص 72-73.
  11. ^ صحيفة ايلاف الالكترونية_الفن والطرب عند يهود العراق تاريخ الاطلاع 2018/7/3. نسخة محفوظة 03 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ حسين حاتم الكرخي، مجالس الأدب في بغداد، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط1، 2003م، ص413.
  13. ^ الشبكة الوطنية الكويتية_اثر اليهود في إفساد الشعوب تاريخ الاطلاع 2018/7/3. نسخة محفوظة 27 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ يعقوب سركيس كوريه، مصدر سابق، ص 39.
  15. ^ صحيفة التآخي_مغطس الجاموس ومسبح خيول السوارية قرب خستخانة المجيدية تاريخ الاطلاع 2018/7/3. نسخة محفوظة 03 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ موقع اليوتيوب_مسرحية نديمكم هذا المساء_اخراج محسن العزاوي نسخة محفوظة 13 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.