دولة جبل الدروز

دولة أعلنها الانتداب الفرنسي على سوريا في الفترة من 1921 وحتى 1936

جبل العرب هي دولة أعلنها الانتداب الفرنسي على سوريا في الفترة من عام 1921 وحتى عام 1936، وكان يحكمها الموحدون الدروز تحت الرقابة الفرنسية. ضمت وقتها جبل العرب والقرى المحيطة به، وشملت أجزاء من إمارة شرق الأردن،[2] بين جبل العرب والأزرق إلى سنة 1930 حين تم ترسم الحدود بإشراف بريطانيا. وقبل ذلك، رغب الفرنسيين في إعادة إخضاع الثوار الدروز الذين انتقلوا إلى الأزرق (وهي ضمن وادي السرحان) حيث تسكن عائلات من بني معروف في وحول القصر الأموي في الأزرق.[3] بمعنى آخر، اعتبر الفرنسيون أي مكان في شرق الأردن مأهول بالسكان من بني معروف جزءاً من سوريا التي يسيطرون عليها فشملوا منطقة الأزرق بدولة جبل العرب، وتورد ماري ولسون[2] ذكراً لوجود بطاقات هوية صادرة عن دولة جبل الدروز تشمل الأزرق كمكان إقامة لبعض الأفراد.[4]

دولة جبل الدروز
→
1921 – 1936 ←
 
←
دولة جبل الدروز
دولة جبل الدروز
علم
خارطة

عاصمة السويداء
نظام الحكم غير محدّد
اللغة الرسمية العربية،  والفرنسية  تعديل قيمة خاصية (P37) في ويكي بيانات
اللغة العربية
التاريخ
الفترة التاريخية ما بين الحربين العالميتين
التأسيس 16 مارس 1921[1]  تعديل قيمة خاصية (P571) في ويكي بيانات
التأسيس 1921 1921
الزوال 1936 1936

التسمية عدل

 
الدروز يحتفلون باستقلالهم عام 1925.

في 4 مارس من عام 1922 أعلنت دولة السويداء، على اسم عاصمتها السويداء، ولكن في 1927 أعيد تسميتها باسم جبل الدروز أو دولة جبل . العرب وسميت على اسم جبل العرب .

تاريخ عدل

تشكلت الدولة العربية الدرزية في 1 مايو من عام 1921، في الأراضي العثمانية السابقة، في حين تم إنشاء دويلات صغيرة في أجزاء أخرى من الانتداب السوري (مثل الدولة العلوية في منطقة اللاذقية). كان جبل الدروز موطنا لحوالي 50,000 نسمة معظمهم من الموحدون الدروز إلى جانب أقلية مسيحية كبيرة. كان هذا هو الكيان الأول الذي لا يزال يتمتع بالحكم الذاتي والذي يسكنه ويحكمه الدروز. بدأت الثورة السورية عام 1925 في جبل العرب بقيادة سلطان الأطرش، وانتشرت بسرعة إلى دمشق وغيرها من المناطق غير الدرزية خارج منطقة جبل الدروز. كانت الاحتجاجات ضد تقسيم الأراضي السورية إلى مناطق صغيرة موضوعًا رئيسيًا للقومية السورية المناهضة للاستعمار، والتي فازت في النهاية بالنصر بإعادة توحيد كامل الأراضي التي فرضتها فرنسا، باستثناء لبنان (الذي أصبح مستقلًا) ولواء إسكندرون، الذي ضُم إلى تركيا كمحافظة هاتاي.

نتيجة للضغط القومي السوري بموجب المعاهدة الفرنسية السورية لعام 1936، توقف جبل الدروز عن الوجود ككيان مستقل وتم دمجه في سوريا.

ديموغرافيا عدل

التوزيع العام للسكان في ولاية جبل الدروز حسب الإحصاء الفرنسي في 1921-1922[5]
الديانة تعداد نسبة
موحدون دروز 43,000 84.8%
مسيحيون 7,000 13.8%
مسلمون سنَّة 700 1.4%
مجمل السكان 50,700 100%

خطة يغآل ألون لإقامة دولة جبل الدروز مجددًا عدل

بعد حرب الأيام الستة فكرت إسرائيل في مساعدة الدروز الذين مكثوا في الأراضي السورية على التمرد على حكم حافظ الأسد وإقامة دولة درزية عازلة بين إسرائيل وسوريا. كانت هذه خطة غير رسمية أسفرت عنها المراسلات بين وزير العمل يغال ألون ورئيس الوزراء ليفي إشكول بعد شهرين من الحرب، إذ كان مأرب ألون استغلال القرب الجغرافي للجولان المحتل حديثًا من جبل الدروز لمساندة الدروز في إقامة دولة مستقلة تفصل بين سوريا وإسرائيل وتعترف فعليًا بالوجود الإسرائيلي في الجولان. كُشفت هذه المراسلات لأول مرة في كتاب بعنوان "سدر النحاس: السياسة الإسرائيلية تجاه الطائفة الدرزية 1967-1948" للكاتب شمعون أفيفي.[6]

لقد تبلورت فكرة ألون في ظل التوتر الذي ساد علاقة الدروز بالجيش السوري عقب إعدام الضابط السوري الدرزي سليم حاطوم المتهم بمحاولة قلب نظام الحكم، والذي أعقبه إقصاء العديد من الضباط الدروز من وظائفهم العسكرية واستبدالهم بضباط علويّين. ابتغى ألون انتهاز الفرصة لإذكاء شرارة التمرد لدى الدروز.[7]

في مراسلاته كتب ألون: "من حيث تفرُّد الطائفة الدرزية، وكذلك من حيث أعدادهم والظروف الجغرافية لمنطقة سكنهم، من المحتمل، في رأيي، أن يتمردوا على دمشق من أجل إقامة دولة ذات سيادة لهم". في هذا السياق، اقترح (ألون) أن تزودهم إسرائيل بالإرشاد السياسي والمساعدة العسكرية، وافترض أن مثل هذه الدولة، إذا أُقيمت، ستعترف بالسيطرة الإسرائيلية الدائمة على مرتفعات الجولان. كما وكتب: "وجودنا في مرتفعات الجولان على بعد ليس بكبير من جبل الدروز يمنحنا فرصة لمساعدتهم على تحقيق طموحاتهم". ردّ إشكول على رسالة ألون بعد ثلاثة أيام بالإيجاب، مشيرًا إلى أن المسألة قيد الدراسة وأنها تُطرح في هذه الأثناء أمام بعض وجهاء القرى الدرزية التي بقيت في الجولان.[6]

يستعرض الكتاب فكرة ألون كخطوة احترازية ليست غير مسبوقة، إذ سعت إسرائيل منذ النكبة عام 1948 إلى إيجاد حلفاء في الدول العربية يساعدونها في إحداث تمردات وزعزعة الحكم فيها، وذلك على ضوء تخوفها من إمكانية عدم قدرتها على هزم الجيوش العربية. يقول ألون إن تمردًا كهذا سيكون بمثابة "طعن ظهر الوحدة العربية التي تحاربنا بسكين سام"، بيد أن زعماء الدروز وشيوخهم المؤمنين بواجبهم الوطني عزموا على إقناع الدروز بالبقاء في منازلهم وعدم مغادرتها، متنبّهين إلى خطورة الزيارات التي بادر إليها القادة الإسرائيليون، كزيارة ألون وموشيه ديان لمجدل شمس، حيث حملا رسالة "مشروع سياسي جديد لإقامة سلام دائم" متمثل بمشروع "الدولة الدرزية".[7]

المصادر عدل

  1. ^ (PDF) https://odyssee.univ-amu.fr/files/original/2/4/ANOM-50507_Vol-3-1922.pdf. {{استشهاد ويب}}: |url= بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
  2. ^ أ ب ولسن، ماري؛ الجراح (المترجم)، فضل (2000). عبدالله وشرق الأردن بين بريطانيا والحركة الصهيونية مترجم. بيروت: شركة قدمس للنشر والتوزيع (ش. م. م.). مؤرشف من الأصل في 2018-12-09.
  3. ^ مجلة الفيصل: العددان 483-484. مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية. 1 يناير 2017. مؤرشف من الأصل في 2018-12-09.
  4. ^ "ثورة جبل الدروز". موقع جرايد (المكتبة الوطنية الإسرائيلية). مرآة الشرق. 1925. مؤرشف من الأصل في 2019-01-27.
  5. ^ E.J. Brill's first encyclopaedia of Islam, 1913-1936, Volume 2, page 301
  6. ^ أ ب "يغآل ألون اقترح: دولة درزية بين سوريا وإسرائيل". هآرتس (بالعبرية). مؤرشف من الأصل في 2023-08-10. اطلع عليه بتاريخ 2023-08-10.
  7. ^ أ ب "دولة درزية عازلة بين سوريا وإسرائيل | عشتار نيوز للاعلام". مؤرشف من الأصل في 2021-12-03. اطلع عليه بتاريخ 2023-08-10.

انظر أيضاً عدل