خطة المليون كانت خطة إستراتيجية من أجل هجرة واستيعاب مليون يهودي من أوروبا، و‌الشرق الأوسط و‌شمال أفريقيا إلى فلسطين خلال فترة زمنية قدرها 18 شهراً، من أجل تأسيس دولة في تلك المنطقة.[1] بعد التصويت عليها من قبل الوكالة اليهودي للإدارة التنفيذية لإسرائيل في عام 1944 أصبحت السياسة الرسمية للقيادة الصهيونية. تنفيذ جزء كبير من خطة المليون حدث بعد قيام إسرائيل في 1948.[2][3]

الخطة تضمنت اقتراحات مفصلة لمخيمات الهجرة والعبور. معسكرات المهاجرين التي تلت ذلك وُصفت بـ"منتج خطة المليون".

عندما انتشر خبر هلاك اليهود في الهولوكوست عام 1944، طموح مؤتمر بيلتمور المكون من مليوني مهاجر تمت مراجعته بتخفيضه، وتم تعديل الخطة لتتضمن، لأول مرة، يهود من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كفئة واحدة ضمن خطة هجرة. في عام 1944-45 وصف بن غوريون الخطة للمسؤولين الأجانب بأنها «الهدف الأساسي والأولوية القصوى للحركة الصهيونية».

القيود القائمة على الهجرة و‌الكتاب الأبيض البريطاني لعام 1939 عنت أن مثل هذه الخطة لم يكن بالإمكان تطبيقها على الفور. عند قيام إسرائيل، قدّمت حكومة بن غوريون للكنيست خطة جديدة، بمضاعفة تعداد سكانها من 600 ألف شخص خلال 4 سنوات. المؤرخة الإسرائيلية ديفورا هاكوهن تصف المعارضة ضد سياسة الهجرة الموجودة داخل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، مثل أولئك الذين جادلوا بأنه لا يوجد أي مبرر لتنظيم هجرة واسعة النطاق من بين اليهود والذين لم تكن حياتهم في خطر، لا سيما عندما لم تكن الرغبة والدافع من شأنهم، وكذلك أولئك الذين جادلوا بأن عملية الاستيعاب تلك تسبّب «مشقة لا داعي لها». ولكن قوة تأثير بن غوريون وإصراره ضمنت استمرار الهجرة غير المقيدة.

وُصفت الخطة على أنها «حدث محوري في تخيل الدولة اليهودية[1] واللحظة التي اختُرعت فيها فئة اليهود المزراحيين من الناحية الحالية لهذا المصطلح، بصفتها مجموعة عرقية متميزة عن اليهود المولودين في أوروبا. الهجرة على نطاق كبير بعد إعلان إسرائيل كان نتاج هذا التغيير الجماعي في صالح الهجرة الجماعية بالنسبة إلى اليهود من الدول العربية والمسلمة.[3]

خلفية

عدل

في مؤتمر بيلتمور عام 1942، روج بن غوريون لفكرة أن 2 مليون يهودي سيهاجرون إلى فلسطين من أجل بناء الأغلبية اليهودية المطلوبة لتأسيس الكومنولث اليهودي الذي دُعيت إليه في المؤتمر. كان يُفترض في ذلك الوقت أن معظم المهاجرين هم من اليهود الأشكناز وصف بن غوريون نواياه لاجتماع مع الخبراء والقادة اليهود:

«إن سياسة الصهيونية لدينا عليها الآن أن تولي اهتمامًا خاصًا للمجموعات الشعبية اليهودية في الدول العربية. إن كان هناك شتات يتوجب علينا التخلص منه بأكبر قدر ممكن بإحضار هؤلاء اليهود إلى الوطن، فهو الشتات العربي: اليمن والعراق وسوريا ومصر وشمال أفريقيا إضافة إلى يهود فارس وتركيا. ما يختبره اليهود الأوروبيون الآن يضغط علينا بشكل خاص كي نشعر بالقلق حيال مصير الشتات في الشرق الأوسط. هذه المجموعات اليهودية هم رهائن الصهيونية. أول خطوة لنا مع وجهة نظر بشأن الأحداث القادمة هي الهجرة. لكن طرق الهجرة من "أوروبا" مقفرة الآن. الأبواب مغلقة بشدة. وثمة دول قليلة جداً لها صلة بأرض إسرائيل. والدول المجاورة. كل هذه الاعتبارات هي سبب للقلق والنشاط الخاص الذي سينقل اليهود في البلدان العربية إلى أرض إسرائيل بسرعة. هذا يُعتبر فشلاً كبيراً بالنسبة إلى الصهيونية لأننا لم نقض بعد على الشتات المنفي من اليمن. إن لم نقض على النفي العراقي عن طريق الصهيونية، فهناك خطر من أن تقضي عليها الهتلرية.[4]»

مراجع

عدل
  1. ^ ا ب Barell & Ohana 2014، صفحة 1.
  2. ^ Ohana 2017، صفحة 31b
  3. ^ ا ب Picard 2018، صفحات 4–5
  4. ^ Shenhav 2006، صفحة 31.