تسمح لك هذه الصفحة بفحص المتغيرات التي تم إنشاؤها بواسطة عامل تصفية إساءة الاستخدام لإجراء تغيير فردي.

المتغيرات المولدة لهذا التغيير

متغيرقيمة
عدد التعديلات للمستخدم (user_editcount)
null
اسم حساب المستخدم (user_name)
'105.235.128.120'
عمر حساب المستخدم (user_age)
0
المجموعات (متضمنة غير المباشرة) التي المستخدم فيها (user_groups)
[ 0 => '*' ]
ما إذا كان المستخدم يعدل من تطبيق المحمول (user_app)
false
ما إذا كان المستخدم يعدل عبر واجهة المحمول (user_mobile)
false
المجموعات العامة التي ينتمي إليها الحساب (global_user_groups)
[]
هوية الصفحة (page_id)
24134
نطاق الصفحة (page_namespace)
0
عنوان الصفحة (بدون نطاق) (page_title)
'غزوة بدر'
عنوان الصفحة الكامل (page_prefixedtitle)
'غزوة بدر'
آخر عشرة مساهمين في الصفحة (page_recent_contributors)
[ 0 => 'باسم', 1 => 'FlantasyFlan', 2 => 'I MohamedEG', 3 => '105.67.3.81', 4 => 'أبو حمزة', 5 => '156.213.88.137', 6 => 'شيماء', 7 => '46.114.144.92', 8 => 'إسلام', 9 => 'القلموني' ]
عمر الصفحة (بالثواني) (page_age)
505459769
فعل (action)
'edit'
ملخص التعديل/السبب (summary)
'لقد ح\فت بعض الأكا\يب'
نموذج المحتوى القديم (old_content_model)
'wikitext'
نموذج المحتوى الجديد (new_content_model)
'wikitext'
نص الويكي القديم للصفحة، قبل التعديل (old_wikitext)
'{{معلومات نزاع عسكري | اسم_النزاع = غزوة بدر الكبرى | جزء_من = [[غزوات الرسول محمد]] | تاريخ = [[17 رمضان]] [[2هـ]] / [[13 مارس]] [[624]]م | مكان = آبار بدر، 130 كم جنوب غرب [[المدينة المنورة]] | صورة = Siyer-i Nebi - Gabriel -dschabrail- und weitere Engel unterstützen die Muslime während der Schlacht von Badr (cropped).jpg | تعليق = مُنمنمة [[الدولة العثمانية|عثمانية]] تصور هجوم فرسان المسلمين في غزوة بدر | إحداثيات = {{Coord|23|44|N|38|46|E|region:SA_type:event|display=title}} | خط_عرض = 23.733333 | خط_طول = 38.766667 | حجم_الخريطة = 270 | نتيجة = انتصار [[المسلمين]] | خصم1 = {{المسلمون}} | خصم2 = {{قريش}} | قائد1 = [[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[النبي محمد]]</small> [[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[حمزة بن عبد المطلب]]</small><br /> [[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[أبو بكر الصديق]]</small><br /> [[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[عمر بن الخطاب]]</small><br /> [[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[علي بن أبي طالب]]</small> | قائد2 = [[ملف:Bani-Ummaiya flag.png|23px]] <small>[[أبو جهل]]</small> {{قفم}} [[ملف:Bani-Ummaiya flag.png|23px]] <small>[[عتبة بن ربيعة]]</small> {{قفم}}<br /> [[ملف:Bani-Ummaiya flag.png|23px]] <small>[[أمية بن خلف]]</small> {{قفم}} | قوة1 = 313 - 340 مقاتل<br /> فارسان اثنان | قوة2 = 1,000 مقاتل<br />200 - 100 فارس | خسائر1 = 14 شهيداً<br /> 6 من [[المهاجرين]]<br /> 8 من [[الأنصار]] | خسائر2 = 70 قتيلاً<br />70 أسيراً }} {{غزوة بدر}} {{شريط جانبي غزوات الرسول}} {{شريط جانبي سرايا الرسول}} '''غزوة بدر''' (وتُسمى أيضاً بـ '''غزوة بدر الكبرى''' و'''بدر القتال''' و'''يوم الفرقان''') هي غزوة وقعت في [[17 رمضان|السابع عشر من رمضان]] في [[2 هـ|العام الثاني من الهجرة]] (الموافق [[13 مارس]] [[624]]م) بين [[المسلمين]] بقيادة [[محمد|الرسول محمد]] {{صلى الله عليه وسلم}}، و[[قبيلة قريش]] ومن حالفها من [[العرب]] بقيادة [[عمرو بن هشام المخزومي|عمرو بن هشام المخزومي القرشي]]. وتُعد غزوةُ بدر أولَ معركةٍ من معارك الإسلام الفاصلة،<ref name="الرحيق المختوم">[[الرحيق المختوم]]، [[صفي الرحمن المباركفوري]]، الناشر: دار الهلال - بيروت، الطبعة الأولى</ref> وقد سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى [[محافظة بدر|منطقة بدر]] التي وقعت المعركة فيها، وبدر بئرٌ مشهورةٌ تقع بين [[مكة]] و[[المدينة المنورة]].<ref>معجم اللغة العربية المعاصرة، أحمد مختار عبد الحميد عمر بمساعدة فريق عمل، عالم الكتب، الطبعة الأولى، 1429هـ-2008م</ref> بدأت المعركة بمحاولة [[المسلمين]] اعتراضَ عيرٍ [[قريش|لقريشٍ]] متوجهةٍ من [[الشام]] إلى [[مكة]] يقودها [[أبو سفيان بن حرب]]، ولكن [[أبا سفيان]] تمكن من الفرار بالقافلة، وأرسل رسولاً إلى [[قريش]] يطلب عونهم ونجدتهم، فاستجابت [[قريش|قريشٌ]] وخرجت لقتال [[المسلمين]]. كان عددُ [[المسلمين]] في غزوة بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، معهم فَرَسان وسبعون جملاً، وكان تعدادُ جيش [[قريش]] ألفَ رجلٍ معهم مئتا فرس، أي كانوا يشكِّلون ثلاثة أضعاف جيش [[المسلمين]] من حيث العدد تقريباً. وانتهت غزوة بدر بانتصار [[المسلمين]] على [[قريش]] وقتل قائدهم [[عمرو بن هشام المخزومي|عمرو بن هشام]]، وكان عدد من قُتل من [[قريش]] في غزوة بدر سبعين رجلاً وأُسر منهم سبعون آخرون، أما [[المسلمون]] فلم يُقتل منهم سوى أربعة عشر رجلاً، ستة منهم من [[المهاجرين]] وثمانية من [[الأنصار]]. تمخَّضت عن غزوة بدر عدة نتائج نافعةٍ بالنسبة [[المسلمين|للمسلمين]]، منها أنهم أصبحوا مهابين في [[المدينة المنورة|المدينة]] وما جاورها، وأصبح لدولتهم مصدرٌ جديدٌ للدخل وهو [[غنيمة|غنائم المعارك]]، وبذلك تحسّن حالُ [[المسلمين]] الماديّ و[[اقتصاد|الاقتصاديّ]] والمعنويّ. == قبل المعركة == === سبب المعركة === خرج الرسول [[محمد]] في شهري [[جمادى الأولى (شهر)|جمادى الأولى]] و[[جمادى الآخرة (شهر)|جمادى الآخرة]] سنة [[2 هـ]] في مئة وخمسين أو مئتين من [[المهاجرين]] لاعتراض عير [[قريش|لقريش]] ذاهبة من [[مكة]] إلى [[الشام]]، فلما وصل مكاناً يُسمى "ذا العشيرة" وجد العير قد فاتته بأيام.<ref name="الرحيق المختوم"/> فلما اقترب رجوع العير من [[الشام]] إلى [[مكة]]، بعث [[الرسول محمد|الرسول محمدٌ]] [[طلحة بن عبيد الله]] و[[سعيد بن زيد]] إلى الشَّمال ليقوما باكتشاف خبرها، فوصلا إلى منطقة تسمى [[الحوراء]]، ومكثا حتى مر بهما [[أبو سفيان بن حرب]] بالعير، فأسرعا إلى [[المدينة المنورة|المدينة]] وأخبرا الرسول محمداً بالخبر.<ref name="الرحيق المختوم"/> وقد كانت هذه العير قافلةً تجاريةً كبيرةً قادمةً من [[الشام]] تحمل أموالاً عظيمةً [[قريش|لقريش]]، وكان يقودها [[أبو سفيان بن حرب|أبو سفيان]]، ويقوم على حراستها بين ثلاثين وأربعين رجلاً.<ref>جوامع السيرة، [[علي بن حزم الأندلسي]]، تحقيق الدكتور إحسان عباس والدكتور ناصر الدين الأسد، دار إحياء السنة، طبعة سنة [[1368 هـ]]، باكستان، ص107</ref> لقد أرسل [[الرسول محمد|الرسول محمدٌ]] [[بسبس بن عمرو الجهني|بَسْبَس بن عمرو]] ليقوم بجمع المعلومات عن القافلة، فلما عاد [[بسبس بن عمرو الجهني|بسبس]] بالخبر اليقين، ندب [[الرسول محمد|الرسول محمدٌ]] أصحابه للخروج وقال لهم: {{اقتباس مضمن|هذه عير [[قريش]] فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل [[الله]] ينفلكموها}}،<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام|أبو محمد عبد الملك بن هشام]]، دار الفكر، بدون تاريخ، ج2 ص61، بسند صحيح إلى [[ابن عباس]]</ref> ولكن [[الرسول محمد|الرسول محمداً]] لم يعزم على أحد بالخروج، لأنه لم يكن يتوقع عند هذا الخروج أنه خارج للقتال في معركة مع [[قريش]]، ولذلك تخلَّف كثير من [[الصحابة]] في [[المدينة المنورة|المدينة]]، ولم يُنكِر على أحد تخلفه في هذه الغزوة،<ref name="الرحيق المختوم"/> ومن المؤكد أنه حين خرج [[الرسول محمد]] من [[المدينة المنورة|المدينة]] لم يكن في نيته قتال، وإنما كان قصده عيرَ [[قريش|قريشٍ]] التي كانت فيها أموالٌ كان جزءٌ منها [[المهاجرين|للمهاجرين]] [[المسلمين]] من أهل [[مكة]]، وقد استولت عليها [[قريش]] ظلمًا وعدوانًا.<ref name="علي الصلابي"/> === خروج المسلمين من المدينة المنورة === خرج [[الرسول محمد|الرسول محمدٌ]] [[المسلمون|والمسلمون]] من [[المدينة المنورة]] في [[12 رمضان|اليوم الثاني عشر من شهر رمضان]] في [[2هـ|السنة الثانية للهجرة]]،<ref name="علي الصلابي">السيرة النبوية - عرض وقائع وتحليل أحداث، [[علي محمد الصلابي]]، الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان، الطبعة السابعة، [[1429هـ]]-[[2008]]م</ref> وعندما خرج [[المسلمون]] إلى [[بئر بدر|بدر]] كلّف الرسولُ [[عبد الله بن أم مكتوم|عبدَ الله بنَ أم مكتوم]] بالصلاة بالناس في [[المدينة المنورة]]، ثم أعاد [[بشير بن عبد المنذر|أبا لبابة الأنصاري]] من منطقة تسمى الروحاء إلى [[المدينة المنورة|المدينة]] وعيَّنه أميرًا عليها.<ref name="البداية والنهاية 3/ 260">[[البداية والنهاية]]، [[إسماعيل بن عمر بن كثير|أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي]]، دار الريان للتراث، ج3 ص260</ref><ref>[[المستدرك على الصحيحين (كتاب)|المستدرك على الصحيحين]]، [[محمد الحاكم النيسابوري]]، ج3 ص632</ref> وأرسل الرسول اثنين من أصحابه إلى [[بئر بدر|بدر]]، وهما عدي بن الزغباء الجهني و[[بسبس بن عمرو الجهني]]<ref>الطبقات لابن سعد (2/ 24)</ref> طليعةً للتعرف على أخبار القافلة، فرجعا إليه بخبرها.<ref>[[كتاب الطبقات الكبير]]، [[محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري]]، ج2 ص42، بإسناد صحيح</ref> وقد كان عددُ [[الصحابة]] الذين رافقوا الرسول محمداً في غزوته هذه إلى [[بئر بدر|بدر]] بضعةَ عشر وثلاثمئة رجل،<ref>هذه رواية [[الإمام البخاري]]، [[فتح الباري شرح صحيح البخاري]]، [[ابن حجر العسقلاني]]، ج7 ص290-292</ref> وقيل بأنهم ثلاثمئة وتسعة عشرة رجلاً،<ref>هذه رواية [[مسلم بن الحجاج|الإمام مسلم]]، شرح [[يحيى بن شرف النووي|النووي]]، ج12 ص84</ref> وقيل أن عدد الصحابة البدريين ثلاثمئة وأربعون صحابياً،<ref>[[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير]]، ج3 ص314</ref> وقيل هم ثلاثمئة وثلاثة عشر أو أربعة عشر أو سبعة عشر، واحد وستون منهم من [[الأوس]]، ومئة وسبعون من [[الخزرج]]، والباقي من [[المهاجرين]].<ref name="الرحيق المختوم"/> وكانت قوات [[المسلمين]] في غزوة بدر لا تمثل القدرة العسكرية القصوى للدولة الإسلامية، ذلك أنهم إنما خرجوا لاعتراض قافلة واحتوائها، ولم يكونوا يعلمون أنهم سوف يواجهون قوات [[قريش]] وأحلافها مجتمعة للحرب.<ref name="علي الصلابي"/> فلم يكن معهم إلا فَرَسان، فرس [[الزبير بن العوام|للزبير بن العوام]]، وفرس [[المقداد بن الأسود|للمقداد بن الأسود الكندي]]، وكان معهم سبعون بعيراً،<ref name="الرحيق المختوم"/> ونظراً لقلة عدد البعير مقارنة بعدد [[المسلمين]]، فإن [[المسلمين]] كانوا يتناوبون ركوب البعير، قال [[ابن مسعود]]: كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلَي رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}، وكانت عقبة رسول الله، فقالا: «نحن نمشي عنك»، فقال: {{اقتباس مضمن|ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما}}.<ref>[[مسند أحمد]]، ج1 ص411، رقم: 3901، وصحّح إسناده أحمد شاكر</ref> وقد كتم النبي خبر الجهة التي يقصدها عندما أراد الخروج إلى [[بئر بدر|بدر]]، حيث قال: {{اقتباس مضمن|إن لنا طلبةً فمن كان ظهره حاضرًا فليركب معنا}}.<ref>[[صحيح مسلم]]، [[مسلم بن الحجاج]]، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية، 1972م، كتاب الإمارة ج3 ص1510، رقم: 1901</ref> وبعد خروج [[المسلمين]] من [[المدينة المنورة|المدينة]] في طريقهم إلى ملاقاة عير [[أبو سفيان بن حرب|أبي سفيان]]، وصلوا إلى منطقة تُسمى "بيوت السقيا" خارج [[المدينة المنورة|المدينة]]، فعسكر فيها [[المسلمون]]، واستعرض [[الرسول محمد|الرسول محمدٌ]] من خرج معه فَرَدَّ من ليس له قدرة على المضي والقتال من جيش [[المسلمين]]، ومنهم [[البراء بن عازب]]، و[[عبد الله بن عمر]] لصغرهما، وكانا قد خرجا مع جيش [[المسلمين]] راغبين وعازمين على الاشتراك في [[الجهاد]].<ref>السيرة النبوية، أبو شهبة، ج2 ص124</ref> ودفع [[الرسول محمد|الرسولُ محمدٌ]] لواءَ القيادة العامة إلى [[مصعب بن عمير|مصعب بن عمير العبدري القرشي]]، وكان هذا اللواء أبيض اللون، وقسم جيشه إلى كتيبتين: كتيبة [[المهاجرين]]، وأعطى علمها [[علي بن أبي طالب]]، وكتيبة [[الأنصار]]، وأعطى علمها [[سعد بن معاذ|سعداً بن معاذ]]، وجعل على قيادة الميمنة [[الزبير بن العوام]]، وعلى الميسرة [[المقداد بن عمرو]] -وكانا هما الفارسين الوحيدين في الجيش- وجعل على الساقة [[قيس بن أبي صعصعة]]، وظلت القيادة العامة في يده هو.<ref name="الرحيق المختوم"/> وفي أثناء سير [[الرسول محمد|الرسول محمدٍ]] وصحبه، التحق أحد المشركين راغبًا بالقتال مع قومه، فردّه الرسول وقال: {{اقتباس مضمن|ارجع فلن أستعين بمشرك}}، وكرّر الرجل المحاولة فرفض الرسولُ حتى أسلم الرجل والتحق بالمسلمين.<ref>السيرة النبوية الصحيحة، أكرم ضياء العمري، ج2 ص355</ref> === خروج قريش من مكة === {{إسلام}} بلغ [[أبو سفيان بن حرب|أبا سفيانَ]] خبرُ مسير [[الرسول محمد|الرسول محمدٍ]] بأصحابه من [[المدينة المنورة]] بقصد اعتراض قافلته واحتوائها، فبادر إلى تحويل مسارها إلى طريق الساحل، كما أرسل [[ضمضم بن عمرو الغفاري]] الكناني إلى [[قريش]] ليستنفرهم لإنقاذ أموالهم وليخبرهم أن [[النبي محمد|النبي محمداً]] عرض لها في أصحابه،<ref name="موسوعة نضرة النعيم 1/ 287">موسوعة نضرة النعيم في أخلاق الرسول الكريم {{صلى الله عليه وسلم}}، فريق كبير من المتخصصين بإشراف: صالح بن حميد وعبد الرحمن بن ملوح، ج1 ص287</ref> فقد كان [[أبو سفيان بن حرب|أبو سفيان]] يتلقط أخبار [[المسلمين]] ويسأل عن تحركاتهم، بل يتحسس أخبارهم بنفسه، فقد تقدم إلى [[بئر بدر|بدر]] بنفسه، وسأل من كان هناك: «هل رأيتم من أحد؟»، قالوا: «لا، إلا رجلين»، قال: «أروني مناخ ركابهما»، فأروه، فأخذ البعر ففته فإذا هو فيه النوى، فقال: «هذا والله علائف [[يثرب]]»،<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص230</ref> فقد استطاع أن يعرف تحركات عدوه، حتى خبر السرية الاستطلاعية عن طريق غذاء دوابها، بفحصه البعر الذي خلفته الإبل، إذ عرف أن الرجلين من [[المدينة المنورة|المدينة]] أي من [[المسلمين]]، وبالتالي فقافلته في خطر، فأرسل [[ضمضم بن عمرو الغفاري]] الكناني إلى [[قريش]] وغيَّر طريق القافلة، واتجه نحو ساحل [[بحر القلزم]] ([[البحر الأحمر]] حالياً).<ref>غزوة بدر الكبرى لأبي فارس، ص33-34</ref> وصل [[ضمضم بن عمرو الغفاري]] إلى [[مكة]]، وقد حول رحله وجدع أنف بعيره، وشق قميصه من قُبُل ومن دُبُر، ودخل [[مكة]] وهو ينادي بأعلى صوته: «يا معشر [[قريش]]، اللطيمةَ، اللطيمةَ، أموالكم مع [[أبي سفيان]] قد عرض لها [[محمد]] في أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوثَ، الغوثَ».<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص221</ref> فتحفز الناس سراعاً، وقالوا: «أيظن [[محمد]] وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي؟ كلا، والله ليعلمن غير ذلك»، فكانوا بين رجلين: إما خارج، وإما باعث مكانه رجلاً، وأوعبوا في الخروج، فلم يتخلف من أشرافهم أحد سوى [[أبو لهب|أبي لهب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي]]، فإنه عوض عنه رجلاً كان له عليه دَين، ولم يتخلف عنهم أحد من بطون [[قريش]] إلا [[بني عدي]]، فلم يخرج منهم أحد.<ref name="الرحيق المختوم"/> ولما فرغوا من جهازهم وأجمعوا على المسير تذكرت [[قريش]] ما كان بينهم وبين بني بكر بن عبد مناة بن [[كنانة]] من الحرب، وكاد ذلك أن يثنيهم عن الخروج وقالوا: «إنا نخشى أن يأتونا من خلفنا»، وكانت الحرب بين قريش وبني بكر بن عبد مناة لدماء بينهم، ويعتقد [[المسلمون]] أن [[إبليس]] تمثل لهم على صورة [[سراقة بن مالك المدلجي]] الكناني، وكان سراقة أحد أشراف [[كنانة]]، وقال لهم: «لا غالب لكم اليوم من الناس وأنا جار لكم من أن تأتيكم [[كنانة]] بشيء تكرهونه»، فخرجوا سراعاً.<ref>[[تاريخ الطبري]]، [[محمد بن جرير الطبري]]، ج2 ص138</ref><ref>الجماع لأحكام القرآن، ص385</ref> وقد نزل قول [[الله (إسلام)|الله تعالى]] في [[القرآن]] يصف هذه الحادثة: {{قرآن مصور|الأنفال|48}}.<ref>سورة الأنفال، الآية: 48</ref> وكان قوام جيش [[قريش]] نحو ألف وثلاثمئة مقاتل في بداية سيره، وكان معه مئة فرس وستمئة درع، وجِمال كثيرة لا يُعرف عددُها بالضبط، وكان قائده العام [[أبا جهل]] وهو [[عمرو بن هشام]] المخزومي القرشي، وكان القائمون بتموينه تسعة رجال من أشراف [[قريش]]، فكانوا ينحرون يوماً تسعاً ويوماً عشراً من الإبل.<ref name="الرحيق المختوم"/> وقيل أن عدد جيش [[قريش]] كان ألفاً،<ref>شرح [[يحيى بن شرف النووي|النووي]] على [[صحيح مسلم]]، ج12 ص84</ref> وكان معهم مئتا فرس يقودونها إلى جانب جمالهم، ومعهم القيان يضربون بالدفوف، ويغنين بهجاء [[المسلمين]].<ref name="البداية والنهاية 3/ 260"/> وعندما تأكد [[أبو سفيان بن حرب|أبو سفيان]] من سلامة القافلة أرسل إلى زعماء [[قريش]] وهو بالجحفة برسالة أخبرهم فيها بنجاته والقافلة، وطلب منهم العودة إلى [[مكة]]، إلا أن [[أبا جهل]] قام فقال: «والله لا نرجع حتى نرد بدراً، فنقيم بها ثلاثاً فننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا [[العرب]] وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبداً»،<ref name="الرحيق المختوم"/> ولكنَّ [[بني زهرة]] عصوه وانشقوا عن الجيش وعادوا إلى [[مكة]]،<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص231</ref> وكانت [[بنو عدي]] قبلهم قد تخلفت عن الخروج، أما غالبية قوات [[قريش]] وأحلافهم فقد تقدمت حتى وصلت [[بئر بدر|بدرًا]].<ref name="موسوعة نضرة النعيم 1/ 287"/> === وصول خبر خروج قريش للمسلمين === لما بلغ [[الرسول محمد|الرسولَ محمداً]] خبرُ نجاة القافلة وإصرار زعماء [[مكة]] على قتال [[المسلمين]] استشار أصحابَه في الأمر،<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، دار الفكر، الطبعة الأولى، [[1411هـ]]-[[1991]]م، رقم: 3952</ref> وحينئذ تزعزعت قلوب فريق من الناس، وخافوا اللقاء الدامي، فنزلت فيهم آيات من [[سورة الأنفال]] تصف أمرهم: {{قرآن مصور|الأنفال|5|6|7|8}}.<ref name="الرحيق المختوم"/><ref>سورة الأنفال، الآيات: 5-8</ref> وقد أجمع قادة [[المهاجرين]] على تأييد فكرة التقدم لملاقاة العدو،<ref>موسوعة نضرة النعيم، ج1 ص288</ref> ومنهم [[أبو بكر]] و[[عمر بن الخطاب]] و[[المقداد بن الأسود]]، فقد قال [[المقداد بن الأسود]] (وهو من [[الصحابة]] [[المهاجرين]]) للرسول [[محمد]]: «يا رسول الله، لا نقول لك كما قالت [[بنو إسرائيل]] [[موسى|لموسى]]: {{قرآن مصور|المائدة|24}}<ref>سورة المائدة، الآية: 24</ref> ولكن امضِ ونحن معك».<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب التفسير، ج8 ص273</ref>، وفي رواية أخرى عن [[عبد الله بن مسعود]] قال: {{اقتباس|شهدت من [[المقداد بن الأسود]] مشهدًا لأن أكون صاحبه أحب إليَّ مما عُدلَ به: أتى النبي {{صلى الله عليه وسلم}} وهو يدعو على أعدائه فقال: "لا نقول كما قال قوم [[موسى]]: {{قرآن مصور|المائدة|24}}، ولكن نقاتل عن يمينك وعن شمالك، وبين يديك وخلفك"، فرأيت الرسول {{صلى الله عليه وسلم}} أشرق وجهه وسرَّه.<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي ج7 ص287</ref>}} إلا أن هؤلاء القادة الثلاثة الذين تكلموا كانوا من [[المهاجرين]]، وهم أقلية في الجيش، فأحب الرسول محمد أن يعرف رأي قادة [[الأنصار]]، لأنهم كانوا يمثلون أغلبية الجيش، ولأن [[بيعة العقبة|بيعة العقبة الثانية]] لم تكن في ظاهرها مُلزمةً لهم بحماية الرسول محمد خارج [[المدينة المنورة|المدينة]]، فقال: {{اقتباس مضمن|أشيروا عليَّ أيها الناس}}،<ref name="علي الصلابي"/> وقد أدرك الصحابي الأنصاري [[سعد بن معاذ]] (وهو حاملُ لواء [[الأنصار]]) مقصد الرسول من ذلك، فنهض قائلاً: «والله لكأنك تريدنا يا رسول الله»، فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|أجل}}، قال: {{اقتباس خاص|لقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصَبْر في الحرب، صِدْق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر على بركة الله".<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص63-64، رواه عن ابن إسحاق بدون إسناد</ref>}} وقام [[سعد بن عبادة]]، فقال: «إيانا تريد يا رسول الله، والذي نفسي بيده، لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا»،<ref>[[صحيح مسلم]]، [[مسلم بن الحجاج]]، رقم: 1779، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة بدر</ref> فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|سيروا وأبشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم}}.<ref>[[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير]]، ج3 ص262، بإسناد صحيح</ref><ref>[[مسند أحمد]]، ج5 ص259، رقم: 3698</ref> == المعركة == === مسير المسلمين إلى بدر === {{صندوق اقتباس|اقتباس=«اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله،<br /> اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثّلوا ولا تقتلوا وليدًا.»<ref>[[صحيح مسلم]]، [[مسلم بن الحجاج]]، رواه مسلم عن [[بريدة بن الحصيب]]، رقم: 1731</ref>|المصدر= ''[[محمد بن عبد الله|الرسول محمد بن عبد الله]]''}} [[ملف:Badr campaign-ar.png|تصغير|يمين|خارطة تُظهر مسير الجمعين إلى بدر]] ارتحل [[الرسول محمد|الرسول محمدٌ]] من "ذفران" فسلك على ثناياً يقال لها الأصافر، ثم انحط إلى بلد يقال لها الدبة وترك الحنان بيمين وهو كثيب كالجبل العظيم، ثم نزل قريباً من بدر، فركب هو و[[أبو بكر الصديق]] حتى وقفا على شيخ من [[العرب]] يقال له سفيان الضمري الكناني، فسأله عن [[قريش]]، وعن [[محمد]] وأصحابه، وما بلغه عنهم، فقال الشيخ: «لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما؟»، فقال له [[الرسول محمد]]: {{اقتباس مضمن|إذا أخبرتنا أخبرناك}}، قال: «أذاك بذاك؟»، قال: {{اقتباس مضمن|نعم}}، قال الشيخ: «فإنه بلغني أن [[محمد|محمداً]] وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذي أخبرني، فهم اليوم بمكان كذا وكذا (للمكان الذي فيه الرسول [[محمد]])، وبلغني أن [[قريش|قريشاً]] خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان الذي أخبرني صدقني فهم اليوم بمكان كذا وكذا (للمكان الذي فيه [[قريش]])»، فلما فرغ من خبره قال: «ممن أنتما؟»، فقال له [[الرسول محمد]]: {{اقتباس مضمن| نحن من ماء}}، ثم انصرف عنه والشيخ يقول: «ما من ماء، أمن ماء العراق؟».<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ص616</ref> ونظم [[الرسول محمد|الرسولُ محمدٌ]] جنده بعد أن رأى طاعة [[الصحابة]] وشجاعتهم واجتماعهم على القتال،<ref name="علي الصلابي" /> وعقد اللواء الأبيض وسلَّمه إلى [[مصعب بن عمير]]، وأعطى رايتين سوداوين إلى [[سعد بن معاذ]] و[[علي بن أبي طالب]]، وجعل على الساقة [[قيس بن أبي صعصعة|قيساً بن أبي صعصعة]]،<ref>[[زاد المعاد في هدي خير العباد]]، [[ابن قيم الجوزية]]، ج3 ص172</ref> وأرسل [[علي بن أبي طالب|عليًّا بن أبي طالب]] و[[الزبير بن العوام|الزّبيرَ بن العوام]] و[[سعد بن أبي وقاص|سعداً بن أبي وقاص]] في نفر من أصحابه إلى ماء [[بئر بدر|بدر]]، ليأتوا له بالأخبار عن جيش [[قريش]]، فوجدوا غلامين [[قريش|لقريش]] يستقيان للجيش، فأتوا بهما إلى الرسول محمد وهو يصلي، فسألوهما، فقالا: «نحن سقاة [[قريش]]؛ بعثونا لنسقيهم من الماء»، فكره القوم خبرهما، ورجوا أن يكونا [[أبي سفيان|لأبي سفيان]]، فضربوهما، فلما أذلقوهما قالا: «نحن لأبي سفيان»، فتركوهما، وركع الرسول، وسجد سجدتين، ثم سلَّم، فقال: {{اقتباس مضمن|إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كذباكم تركتموهما! صدقا والله، إنهما لقريش}}، وقال لهما: {{اقتباس مضمن|أخبراني عن جيش [[قريش]]}}، فقالا: «هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى»، فقال لهما: {{اقتباس مضمن|كم القوم؟}}، قالا: «كثير»، قال: {{اقتباس مضمن|ما عدتهم؟}}، قالا: «لا ندري»، قال: {{اقتباس مضمن|كم ينحرون كل يوم؟}}، قالا: «يومًا تسعًا ويومًا عشرًا»، فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|القوم ما بين التسعمائة والألف}}، ثم قال لهما: {{اقتباس مضمن|فمن فيهم من أشراف قريش؟}}، فذكرا [[عتبة بن ربيعة]]، و[[شيبة بن ربيعة]]، و[[عمرو بن هشام المخزومي|أبا جهل بن هشام]]، و[[أمية بن خلف]]، [[أبو البختري بن هشام|وأبا البختري بن هشام]]، و[[حكيم بن حزام]]، و[[نوفل بن خويلد]]، والحارث بن عامر بن نوفل، و[[طعيمة بن عدي|طعيمة بن عدي بن نوفل]]، و[[النضر بن الحارث|النضر بن الحارث بن كلدة]]، وزمعة بن الأسود، ونبيه بن الحجاج، و[[منبه بن الحجاج]]، و[[سهيل بن عمرو]]، و[[عمرو بن عبد ود]]، فأقبل الرسول إلى أصحابه قائلاً: {{اقتباس مضمن|هذه [[مكة]] قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها}}.<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص229</ref><ref>[[تاريخ الطبري]]، [[محمد بن جرير الطبري]]، ص443</ref> وبعد أن جمع الرسول محمد المعلومات عن جيش [[قريش]] سار مسرعًا ومعه أصحابه إلى [[بئر بدر|بدرٍ]] ليسبقوا [[قريش|قريشاً]] إلى مائها، وليَحُولوا بينهم وبين الاستيلاء عليه.<ref name="علي الصلابي" /> === وصول المسلمين إلى بدر والتخطيط للمعركة === [[ملف:Battle of Badr2.jpg|تصغير|يسار|رسم [[فارسي]] يصور غزوة بدر]] نزل الرسول محمد و[[المسلمون]] عند أدنى ماء من مياه [[بئر بدر|بدر]]، فقال [[الحباب بن المنذر]] للرسول: «يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل؟ أمنزلاً أنزلكه [[الله]] ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟»، قال: {{اقتباس مضمن|بل هو الرأي والحرب والمكيدة}}، قال: «يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل، فانهض يا رسول الله بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم فننزله ونغور ما وراءه من الآبار، ثم نبني عليه حوضًا فنملؤه ماءً ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون»، فأخذ الرسول محمد برأيه ونهض بالجيش حتى أقرب ماء من العدو فنزل عليه، ثم صنعوا الحياض وغوروا ما عداها من الآبار.<ref>مرويات غزوة بدر، ص165</ref> وبعد نزول [[الرسول محمد]] و[[المسلمين]] على أدنى ماء [[بئر بدر|بدر]] من [[قريش]]، اقترح [[سعد بن معاذ]] على الرسول بناء عريش له يكون مقرّاً لقيادته ويأمن فيه من العدو،<ref name="علي الصلابي" /> وكان مما قاله [[سعد بن معاذ|سعد]] في اقتراحه: «يا نبي الله، ألا نبني لك عريشًا تكون فيه ثم نلقى عدونا، فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا، وإن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا، فقد تخلف عنك أقوام، يا نبي الله، ما نحن بأشد لك حبًا منهم، ولو ظنوا أنك تلقى حربًا ما تخلفوا عنك، يمنعك الله بهم، ويناصحونك، ويجاهدون معك»، فأثنى عليه الرسول محمد خيرًا ودعا له بخير، ثم بنى [[المسلمون]] العريش للرسول محمد على تل مشرف على ساحة القتال، وكان معه فيه [[أبو بكر الصديق]]، وكانت ثلة من شباب [[الأنصار]] بقيادة [[سعد بن معاذ]] يحرسون عريش الرسول محمد.<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص233</ref> ثم بات [[المسلمون]] تلك الليلة، التي هي ليلة المعركة، ويعتقد [[المسلمون]] أن [[الله (إسلام)|الله تعالى]] قد أنزل على [[المسلمين]] في تلك الليلةِ النعاسَ والطمأنينة، فقد جاء في [[سورة الأنفال]]: {{قرآن مصور|الأنفال|11}}.<ref>سورة الأنفال، الآية: 11</ref> قال [[القرطبي]]: «وكان هذا النعاس في الليلة التي كان القتال من غدها، فكان النوم عجيبًا مع ما كان بين أيديهم من الأمر المهم، وكأن الله ربط جأشهم».<ref name="علي الصلابي" /> أما الرسول محمد فقد ظل يصلي ويبكي حتى أصبح، قال [[علي بن أبي طالب]]: {{اقتباس مضمن|ما كان فينا فارس يوم بدر غير [[المقداد بن الأسود|المقداد]] على فرس أبلق، ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم، إلا رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح}}.<ref name="علي الصلابي" /> وبدأ الرسول بالتخطيط للمعركة، فصفَّ [[المسلمين]] فاستقبل المغرب وجعل الشمس خلفه فاستقبل أعداؤه الشمس،<ref>القيادة العسكرية، ص453</ref> أي جعل الشمس في ظهر جيشه وفي وجه أعدائه حتى تؤذي أشعتها أبصارهم. كما أخذ يعدل الصفوف ويقوم بتسويتها لكي تكون مستقيمة متراصة، وبيده سهم لا ريش له يعدل به الصف، فرأى رجلاً اسمه [[سواد بن غزية]]، وقد خرج من الصف فضربه في بطنه، وقال له: {{اقتباس مضمن|استوِ يا سواد}}، فقال: «يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني»، فكشف الرسول محمد عن بطنه وقال: {{اقتباس مضمن|استقد}}، فاعتنقه سواد فقبّل بطنه، فقال: {{اقتباس مضمن|ما حملك على هذا يا سواد؟}}، قال: «يا رسول الله حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك»، فدعا له الرسول محمد بخير.<ref>صحيح السيرة النبوية، ص236</ref> ثم بدأ الرسول بإصدار الأوامر والتوجيهات لجنده، ومنها أنه أمرهم برمي الأعداء إذا اقتربوا منهم، وليس وهم على بعد كبير، فقد قال: {{اقتباس مضمن|إن دنا القوم منكم فانضحوهم بالنبل}}،<ref>صحيح السيرة النبوية برواية أخرى ونفس المعنى، ص239</ref> كما نهى عن سل السيوف إلى أن تتداخل الصفوف،<ref>غزوة بدر الكبرى، أبو فارس، ص63-64</ref> قال: {{اقتباس مضمن|ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم}}،<ref>صحيح السيرة النبوية، ص239</ref> كما أمر الصحابةَ بالاقتصاد في الرمي، قال: {{اقتباس مضمن|واسْتَبْقُوا نَبْلَكم}}.<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي، باب من شهد بدراً، رقم: 3984، 3985</ref> وقد كان لتشجيع الرسول لأصحابه أثرٌ كبيرٌ في نفوسهم ومعنوياتهم، فقد كان يحثهم على القتال ويحرضهم عليه،<ref name="علي الصلابي" /> ومن ذلك قوله لأصحابه: {{اقتباس مضمن|قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض}}، فقال [[عمير بن الحمام|عمير بن الحمام الأنصاري]]: «يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض؟»، قال: {{اقتباس مضمن|نعم}}، قال: «بخٍ بخٍ»، فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|ما يحملك على قول: بخٍ بخٍ؟}}، قال: «لا والله يا رسول الله، إلا رجاء أن أكون من أهلها»، قال: {{اقتباس مضمن|فإنك من أهلها}}، فأخرج تمرات من قرنه (جعبة النشاب) فجعل يأكل منه، ثم قال: «لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة»، فرمى بما كان معه من [[التمر]] ثم قاتلهم حتى قُتل.<ref>مختصر صحيح مسلم، زكي الدين عبد العظيم المنذري، ج2 ص70، رقم: 1157</ref> ومن تشجيعه أيضاً أنه كان يبشر أصحابه بقتل صناديد [[قريش]]، ويحدد مكان قتلى كل واحد منهم،<ref>[[جامع الأصول في أحاديث الرسول]]، [[ابن الأثير أبو السعادات|ابن الأثير]]، ج8 ص202</ref> كما كان يبشر [[المسلمين]] بالنصر قبل بدء القتال فيقول: {{اقتباس مضمن|أبشر أبا بكر}}، ووقف يقول [[الصحابة|للصحابة]]: {{اقتباس مضمن|والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة}}.<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج1 ص239</ref> وقد دعا الرسول [[المسلمين|للمسلمين]] بالنصر فقال: {{اقتباس مضمن|اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادّك وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني}}.<ref>[[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير]]، ج3 ص267</ref> === وصول قريش إلى بدر === قبل وصول [[قريش]] إلى [[بئر بدر|بدر]] بعثت [[عمير بن وهب الجمحي]]، للتعرف على مدى قوة جيش [[المدينة المنورة|المدينة]]، فدار [[عمير بن وهب الجمحي|عمير]] بفرسه حول العسكر، ثم رجع إليهم فقال: «ثلاثمئة رجل، يزيدون قليلاً أو ينقصون، ولكن أمهلوني حتى أنظر أللقوم كمين أو مدد»، فضرب في الوادي حتى أبعد، فلم ير شيئاً، فرجع إليهم فقال: «ما وجدت شيئاً، ولكني قد رأيت يا معشر قريشٍ البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع، قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم، والله ما أرى أن يُقتل رجلٌ منهم حتى يَقتلَ رجلاً منكم، فإذا أصابوا منكم أعدادكم، فما خير العيش بعد ذلك، فروا رأيكم»، ولكن [[أبا جهل|أبا جهلٍ]] رفَضَ العودة إلى [[مكة]] بدون قتال وأصر على المضي لقتال [[المسلمين]].<ref name="الرحيق المختوم" /> ولما وصل جيش [[مكة]] إلى [[بئر بدر|بدر]] دب فيهم الخلاف وتزعزعت صفوفهم الداخلية،<ref name="علي الصلابي" /> فعن [[ابن عباس]] أنه قال: لما نزل [[المسلمون]] وأقبل [[المشركون]]، نظر رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} إلى [[عتبة بن ربيعة]] وهو على جمل أحمر، فقال: {{اقتباس مضمن|إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر، إن يطيعوه يرشدوا}}، وكان عتبة يقول: «يا قوم أطيعوني في هؤلاء القوم فإنكم إن فعلتم لن يزال ذلك في قلوبكم، ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه وقاتل أبيه، فاجعلوا حقها برأسي وارجعوا»، فقال [[أبو جهل]]: «انتفخ والله سحره (أي جَبُنَ) حين رأى [[محمد|محمدًا]] وأصحابه، إنما [[محمد]] وأصحابه أكلة جزور لو قد التقينا»، فقال [[عتبة بن ربيعة|عتبة]]: "ستعلم من الجبان المفسد لقومه، أما والله إني لأرى قومًا يضربونكم ضربًا، أما ترون كأن رؤوسهم الأفاعي وكأن وجههم السيوف".<ref>مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي نور الدين، ج6 ص76، وقال: رواه البزار ورجاله ثقات</ref> واستفتح [[أبو جهل]] في ذلك اليوم فقال: «اللهم أقطعُنا للرحم، وآتانا بما لا نعرفه، فأحنه الغداة، اللهم أينا كان أحب إليك وأرضى عندك فانصره اليوم»، فنزلت في ذلك الآية: {{قرآن مصور|الأنفال|19}}.<ref name="الرحيق المختوم" /><ref>سورة الأنفال، الآية: 19</ref> === بداية المعركة === [[ملف:غزوة بدر الكبري.png|تصغير|تخطيط غزوة بدر الكبرى.]] بدأت المعركة بخروج رجل من جيش [[قريش]] هو الأسود بن عبد الأسد المخزومي قائلاً: «أعاهد الله لأشربن من حوضهم، أو لأهدمنه، أو لأموتن دونه»، فخرج إليه [[حمزة بن عبد المطلب]]، فلما التقيا ضربه حمزة فأطَنَّ قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض، فوقع على ظهره تشخُب رجلُه دماً نحو أصحابه، ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه، يريد أن تُبَرَّ يمينُه، ولكن حمزة ثنى عليه بضربة أخرى أتت عليه وهو داخل الحوض.<ref name="الرحيق المختوم" /> وردّاً على ذلك، خرج من جيش [[قريش]] ثلاثة رجال هم: [[عتبة بن ربيعة]] وأخوه [[شيبة بن ربيعة]] وابنه [[الوليد بن عتبة]]، وطلبوا المبارزة، فخرج إليهم ثلاثة من [[الأنصار]] وهم: [[عوف بن الحارث|عوف]] و[[معوذ بن الحارث|معوذ]] ابنا الحارث (وأمهما عفراء) و[[عبد الله بن رواحة]]، ولكن الرسول أرجعهم؛ لأنه أحب أن يبارزهم بعض أهله وذوي قرباه،<ref name="علي الصلابي" /> وقيل أن رجال [[قريش]] هم من رفضوا مبارزة هؤلاء [[الأنصار]]، فقالوا لهم: «من أنتم؟»، قالوا: «رهط من [[الأنصار]]»، قالوا: «أكفاء كرام، ما لنا بكم حاجة، وإنما نريد بني عمنا»، ثم نادى مناديهم: «يا [[محمد]]، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا»،<ref name="الرحيق المختوم" /> فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|قم يا [[عبيدة بن الحارث]]، وقم يا [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]]، وقم يا [[علي بن أبي طالب|علي]]}}، وبارز [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]] [[شيبة بن ربيعة|شيبة]] فقتله، وبارز [[علي بن أبي طالب|علي]] [[الوليد بن عتبة|الوليد]] وقتله، وبارز [[عبيدة بن الحارث]] [[عتبة بن ربيعة|عتبة]] فضرب كل واحد منهما الآخر بضربة موجعة، فكرَّ [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]] [[علي بن أبي طالب|وعلي]] على [[عتبة بن ربيعة|عتبة]] فقتلاه، وحملا [[عبيدة بن الحارث|عبيدة]] وأتيا به إلى الرسول محمد، ولكن ما لبث أن تُوفّي متأثراً من جراحته، وقد قال عنه الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|أشهد أنك شهيد}}،<ref>المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة، عبد الكريم زيدان، ج2 ص126</ref> وفي هؤلاء الستة نزلت هذه الآيات من [[سورة الحج]]: {{قرآن مصور|الحج|19|20|21|22|23|24}}.<ref name="علي الصلابي" /><ref>سورة الحج، الآيات: 19-24</ref> ولما شاهد جيش [[قريش]] قتل الثلاثة الذين خرجوا للمبارزة غضبوا وهجموا على [[المسلمين]] هجومًا عامًا، فصمد وثبت له [[المسلمون]]، وهم واقفون موقف الدفاع، ويرمونهم بالنبل كما أمرهم الرسول محمد، وكان شعارُ [[المسلمين]]: {{اقتباس مضمن|أَحَد أَحَد}}،<ref name="علي الصلابي" /> ثم أمرهم الرسول بالهجوم قائلاً: {{اقتباس مضمن|شدوا}}، وواعدًا من يُقتل صابرًا محتسبًا بأن له [[الجنة]]، ومما زاد في نشاط [[المسلمين]] واندفاعهم في القتال سماعهم قول الرسول محمد: {{قرآن مصور|القمر|45}}.<ref>سورة القمر، الآية: 45</ref> ويؤمن [[المسلمون]] أن [[الله (إسلام)|الله تعالى]] قلل [[المشركين]] في أعين [[المسلمين]] و أكثر [[المسلمين]] في أعين [[المشركين]].<ref name="الرحيق المختوم، ص116: 118">الرحيق المختوم، ص116-118</ref> فقد كان الرسول قد رأى في منامه ليلة اليوم الذي التقى فيه الجيشان، رأى [[المشركين]] عددهم قليل، وقد قص رؤياه على أصحابه فاستبشروا خيرًا، جاء في [[القرآن]]: {{قرآن مصور|الأنفال|43|44}}.<ref>سورة الأنفال، الآيتان: 43-44</ref> ومعنى الآيتين أن الرسول رأى [[المشركين]] في منامه قليلاً، فقصّ ذلك على أصحابه فكان ذلك سببًا لثباتهم.<ref name="علي الصلابي" /> ووجه الحكمة في تقليل [[المسلمين]] في أعين [[المشركين]] هو أنهم إذا رأوهم قليلاً أقدموا على قتالهم غير خائفين ولا مبالين بهم، ولا آخذين الحذر منهم، فلا يقاتلون بجد واستعداد ويقظة وتحرز، ثم إذا ما التحموا بالقتال فعلاً تفجؤهم الكثرة فيبهتون ويهابون، وتُكسَر شوكتهم حين يرون ما لم يكن في حسابهم وتقديرهم، فيكون ذلك من أسباب خذلانهم وانتصار [[المسلمين]] عليهم<ref>[[تفسير الزمخشري]]، [[الزمخشري]]، ج2 ص225</ref><ref>[[تفسير ابن كثير]]، [[إسماعيل بن عمر بن كثير]]، ج2 ص315</ref> لقد ابتكر الرسول في قتاله مع أعدائه يوم بدر أسلوبًا جديدًا في مقاتلة الأعداء، لم يكن معروفًا من قبلُ عند [[العرب]]، فقاتل بنظام الصفوف،<ref>القيادة العسكرية، محمد الرشيد، ص401</ref> وهذا الأسلوب أشار إليه [[القرآن]] في [[سورة الصف]] في هذه الآية: {{قرآن مصور|الصف|4}}،<ref>سورة الصف، الآية: 4</ref> وصفة هذا الأسلوب: أن يكون المقاتلون على هيئة صفوف [[الصلاة في الإسلام|الصلاة]]، وتقل هذه الصفوف أو تكثر تبعًا لقلة المقاتلين أو كثرتهم، وتكون الصفوف الأولى من أصحاب الرماح لصد هجمات الفرسان، وتكون الصفوف التي خلفها من أصحاب النبال، لتسديدها من المهاجمين على الأعداء،<ref name="علي الصلابي" /> واتبع الرسولُ أسلوب الدفاع ولم يهاجم قوة [[قريش]]، وكانت توجيهاته التكتيكية التي نفذها جنوده سببًا في زعزعة مركز العدو، وإضعاف نفسيته، وبذلك تحقق النصر على العدو برغم تفوقه.<ref>مقومات النصر، أحمد أبو الشباب، ج2 ص154</ref> ويؤمن [[المسلمون]] أن [[الله (إسلام)|الله تعالى]] قد ألقى في قلوب أعدائهم الرعب في غزوة بدر، كما يؤمنون أنه تعالى قد أنزل [[الملائكة]] تقاتل معهم أعداءهم، وأن إمداده للمؤمنين [[الملائكة|بالملائكة]] أمر قطعي ثابت لا شك فيه،<ref name="علي الصلابي" /> فقد جاء في [[سورة الأنفال]]: {{قرآن مصور|الأنفال|12}}،<ref>سورة الأنفال، الآية: 12</ref> وفي [[سورة آل عمران]]: {{قرآن مصور|آل عمران|123|124}}،<ref>سورة آل عمران، الآيتان: 123-124</ref> كما قال الرسول محمد يوم بدر: {{اقتباس مضمن|هذا جبريل آخذُ برأس فرسه عليه أداة الحرب}}،<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي، باب فضل من شهد بدرًا، رقم: 3995</ref> وروي عن [[علي بن أبي طالب]] أنه قال: «فجاء رجل من [[الأنصار]] قصير [[العباس بن عبد المطلب|بالعباس بن عبد المطلب]] أسيرًا، فقال [[العباس بن عبد المطلب]]: «يا رسول الله، إن هذا والله ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجهًا على فرس أبلق ما أراه في القوم»، فقال الأنصاري: «أنا أسرته يا رسول الله»، فقال: {{اقتباس مضمن|اسكت فقد أيدك الله بملك كريم}}».<ref>صحيح السيرة النبوية، ص247</ref> وبدأت أمارات الفشل والاضطراب تظهر في صفوف [[قريش]]، واقتربت المعركة من نهايتها، وبدأت جموع [[قريش]] تفِرُّ وتنسحب، وانطلق [[المسلمون]] يأسرون ويقتلون حتى تمت على [[قريش]] الهزيمة.<ref name="الرحيق المختوم، ص116: 118" /> وقُتل القائد العام لجيش [[قريش]]، وهو [[عمرو بن هشام المخزومي]] المعروف عند [[المسلمين]] باسم [[أبي جهل]]، فقد قتله غلامان من [[الأنصار]] هما [[معاذ بن عفراء]] و[[معاذ بن عمرو بن الجموح]]، ويروي الصحابي [[عبد الرحمن بن عوف]] قصة مقتله فيقول: {{اقتباس خاص|بينما أنا واقف في الصف يوم بدر، فنظرت عن يميني وشمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: «يا عم هل تعرف أبا جهل؟»، قلت: «نعم، وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟»، قال: «أُخبرت أنه يسب رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا»، قال: فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس فقلت: «ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه»، قال: فابتدراه بسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} فأخبراه، فقال: «أيكما قتله؟»، فقال كل واحد منهما: «أنا قتلته»، فقال: «هل مسحتما سيفيكما؟»، قالا: «لا»، فنظر في السيفين فقال: «كلاكما قتله»، وقضى بسَلَبِه [[معاذ بن عمرو بن الجموح|لمعاذ بن عمرو بن الجموح]]، وكانا [[معاذ بن عفراء|معاذاً بن عفراء]] و[[معاذ بن عمرو بن الجموح|معاذاً بن عمرو بن الجموح]].<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي، باب من شهد بدرًا، رقم: 3988</ref>}} == بعد المعركة == [[ملف:شهداء بدر.jpg|تصغير|جدارية أسماء شهداء غزوة بدر.]] انتهت معركة بدر بانتصار [[المسلمين]] على [[قريش]]، وكان قتلى [[قريش]] سبعين رجلاً، وأُسر منهم سبعون آخرون، وكان أكثرهم من قادة [[قريش]] وزعمائهم، وقُتل من [[المسلمين]] أربعة عشر رجلاً. منهم ستة من [[المهاجرين]] هم: #[[عبيدة بن الحارث]] المطلبي القرشي. #[[عمير بن أبي وقاص]] الزهري القرشي. #[[صفوان بن بيضاء|صفوان بن وهب]] الفهري القرشي. #[[عاقل بن البكير]] الليثي الكناني. #[[ذو الشمالين بن عبد عمرو]] الخزاعي. #[[مهجع بن صالح]] العكي. وثمانية من [[الأنصار]] هم: #[[سعد بن خيثمة]] الأوسي. #[[مبشر بن عبد المنذر]] العمري الأوسي. #[[يزيد بن الحارث]] الخزرجي. #[[عمير بن الحمام]] السَلَمي الخزرجي. #[[رافع بن المعلى]] الزرقي الخزرجي. #[[الحارث بن سراقة|حارث بن سراقة]] النجاري الخزرجي. #[[معوذ بن الحارث]] النجاري الخزرجي. #[[عوف بن الحارث]] النجاري الخزرجي. ولما تم النصر وانهزم جيش [[قريش]] أرسل الرسول محمد [[عبد الله بن رواحة]] و[[زيد بن حارثة]] ليبشرا [[المسلمين]] في [[المدينة المنورة|المدينة]] بانتصار [[المسلمين]] وهزيمة [[قريش]].<ref>المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة، عبد الكريم زيدان، ج2 ص133</ref> ومكث الرسول محمد في [[بئر بدر|بدرٍ]] ثلاثة أيام بعد المعركة، فقد روي عن أنس أنه قال: {{اقتباس مضمن|إنه {{صلى الله عليه وسلم}} كان إذا ظهر على قومٍ أقام بالعرصة ثلاث ليال}}.<ref>صحيح السيرة النبوية، ص250</ref> ودُفن من قُتل من [[المسلمين]] في أرض المعركة، ولم يرد ما يشير إلى الصلاة عليهم، ولم يُدفن أحد منهم خارج [[بئر بدر|بدر]]،<ref>موسوعة نضرة النعيم، ج1 ص291</ref> ووقف الرسول محمد على القتلى من [[قريش]] فقال: {{اقتباس مضمن|بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم، كذبتموني وصدقني الناس، وخذلتموني ونصرني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس}}،<ref>[[زاد المعاد في هدي خير العباد]]، [[ابن قيم الجوزية]]، ج3 ص187</ref> ثم أمر بهم، فسحبوا إلى قليب من قلب بدر فطُرحوا فيه، ثم وقف عليهم فقال: {{اقتباس مضمن|يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا فلان، ويا فلان، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقًا}}، فقال [[عمر بن الخطاب]]: «يا رسول الله! ما تخاطب من أقوام قد جيفوا؟»، فقال: {{اقتباس مضمن|والذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم}}.<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل رقم: 3976</ref><ref>[[صحيح مسلم]]، [[مسلم بن الحجاج]]، رقم: 2873، 2874</ref> === أسرى قريش === [[ملف:غزوه بدر.ar.png|تصغير|يمين|خريطة تُظهر موقعَ مُخيميّ [[المسلمين]] و [[المشركين]] وقبورَ كل من قتلى الفريقين]] [[ملف:Ali Beheading Nadr ibn al-Harith in the Presence of the Prophet Muhammad. Miniature from volume 4 of a copy of Mustafa al-Darir’s Siyar-i-Nabi. Istanbul; c. 1594 The David Col..jpg|تصغير|يسار|رسم [[تركيا|تركي]] [[عثماني]] يَظهر فيه [[النضر بن الحارث|النضرُ بن الحارث]] بعد أن قتله المسلمون]] لما انتصر [[المسلمون]] يوم بدر ووقع في أيديهم سبعون أسيراً، قال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟}}، فقال [[أبو بكر الصديق]]: «يا رسول الله قومك وأهلك، استبقهم واستأْنِ بهم لعل الله أن يتوب عليهم»، وقال [[عمر بن الخطاب|عمر]]: «يا رسول الله، أخرجوك وكذبوك، قرِّبهم فاضرب أعناقهم»، وقال [[عبد الله بن رواحة]]: «يا رسول الله، انظر واديًا كثير الحطب، فأدخلهم فيه ثم اضرم عليهم نارًا»، فقال [[العباس بن عبد المطلب|العباس]]: «قطعت رحمك»، فدخل الرسول محمد ولم يَرُدَّ عليهم شيئاً، فقال ناس: «يأخذ بقول [[أبي بكر الصديق|أبي بكر]]»، وقال ناس: «يأخذ بقول [[عمر بن الخطاب|عمر]]»، وقال ناس: «يأخذ بقول [[عبد الله بن رواحة]]»، فخرج عليهم الرسول محمد فقال: {{اقتباس مضمن|إن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن، وإن الله ليشد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة، وإن مثلك يا [[أبا بكر]] كمثل [[إبراهيم]] عليه السلام قال: «فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» ومثلك يا [[أبا بكر]] كمثل [[عيسى بن مريم|عيسى]] قال: {{قرآن مصور|المائدة|118}}،<ref>سورة المائدة، الآية: 118</ref> وإن مثلك يا [[عمر بن الخطاب|عمر]] كمثل [[نوح]] إذ قال: {{قرآن مصور|نوح|26}}<ref>سورة نوح، الآية: 26</ref>، وإن مثلك يا [[عمر بن الخطاب|عمر]] كمثل [[موسى]] قال: {{قرآن مصور|يونس|88}}<ref>سورة يونس، الآية: 88</ref>}}، ثم قال: {{اقتباس مضمن|أنتم عالة، فلا ينفلتن منهم أحد إلا بفداء أو ضرب عنق}}، قال [[عبد الله بن مسعود]]: «يا رسول الله، إلا سهيل بن بيضاء فإنه يذكر الإسلام»، فسكت الرسول محمد، يقول [[عبد الله بن مسعود|ابن مسعود]]: «فما رأيتُني في يوم أخوف أن تقع علي حجارة من السماء في ذلك اليوم»، حتى قال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|إلا سهيل بن بيضاء}}، فنزلت الآية: {{قرآن مصور|الأنفال|67}}.<ref>سورة الأنفال، الآية: 67</ref><ref>[[مسند أحمد]]، ج1 ص373</ref><ref>[[تفسير ابن كثير]]، [[إسماعيل بن عمر بن كثير]]، ج2 ص325</ref> لقد كانت معاملة الرسول محمد للأسرى بأساليب متعددة، فهناك من قتله، وبعضهم قبل فيهم الفداء، والبعض الآخر منَّ عليهم، وآخرون اشترط عليهم تعليم عشرة من أبناء [[المسلمين]] مقابل المنِّ عليهم.<ref name="علي الصلابي" /> وكان الذين قتلهم [[المسلمون]] من الأسرى في بدر: [[عقبة بن أبي معيط]] و[[النضر بن الحارث]]، ويرى [[المسلمون]] أن قتلهم ضرورة تقتضيها المصلحة العامة لدعوة [[الإسلام]] الفتية،<ref>غزوة بدر الكبرى، محمد أحمد باشميل، ص162</ref> فقد كانا من أكبر دعاة الحرب ضد [[الإسلام]]، فبقاؤهما يعد مصدر خطر كبير على [[الإسلام]]،<ref name="علي الصلابي" /> فقد كان [[النضر بن الحارث]] يؤذي الرسول محمداً وينصب له العداوة، وكان قد قدم الحيرة، وتعلم بها أحاديث ملوك [[فرس (مجموعة إثنية)|الفرس]] وأحاديث [[رستم]] و[[إسفنديار]]، فكان إذا جلس الرسول محمد مجلسًا فذكَّر فيه بالله، وحذر قومه ما أصاب قبْلَهم من الأمم من نقمة [[الله (إسلام)|الله]]، خلفه في مجلسه إذا قام، ثم قال: «أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثًا منه، فهلم إليَّ فأنا أحدثكم أحسن من حديثه»، ثم يحدثهم عن ملوك [[بلاد فارس|فارس]] و[[رستم]] و[[إسفنديار]]، ثم يقول: «بماذا محمد أحسن حديثًا مني؟».<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج1 ص439-440</ref> فلما أسره [[المسلمون]] أمر الرسول محمد بقتله، فقتله [[علي بن أبي طالب]].<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص255</ref> [[ملف:Umar Farrukh's Prisoner teaching Muslim Children.png|تصغير|أحد أسرى قُريش وهو يُعلِّم أولاد المُسلمين لقاء حُريَّته.]] ولما رجع الرسول محمد إلى [[المدينة المنورة]] فرَّق الأسرى بين أصحابه، وقال لهم: {{اقتباس مضمن|استوصوا بهم خيرًا}}،<ref>[[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير]]، ج3 ص306</ref> وقد روي عن [[أبي عزيز بن عمير]] أخي [[مصعب بن عمير]] أنه قال: {{اقتباس مضمن|كنت في الأسرى يوم بدر، فقال رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}: {{اقتباس مضمن|استوصوا بالأسارى خيرًا}}، وكنت في نفر من [[الأنصار]]، فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم أكلوا [[التمر]]، وأطعموني البُرَّ لوصية رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}}}.<ref>مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي نور الدين، ج6 ص86، وقال: رواه [[الطبراني]] في الصغير والكبير وإسناده حسن</ref> وقال [[أبو العاص بن الربيع]]: «كنت في رهط من [[الأنصار]] جزاهم الله خيرًا، كنا إذا تعشينا أو تغدينا آثروني بالخبز وأكلوا [[التمر]]، والخبز معهم قليل، والتمر زادهم، حتى إن الرجل لتقع في يده كسرة فيدفعها إليَّ»، وكان [[الوليد بن الوليد بن المغيرة]] يقول مثل ذلك ويزيد: «وكانوا يحملوننا ويمشون».<ref>المغازي، [[الواقدي]]، ج1 ص119</ref> وبعثت [[قريش]] إلى الرسول محمد في فداء أسراهم، ففدى كلُّ قوم أسيرَهم بما رضوا،<ref name="علي الصلابي" /> وكان ناس من الأسرى يوم بدر ليس لهم فداء، فجعل الرسول فداءهم أن يعلِّموا أولاد [[الأنصار]] الكتابة،<ref>صحيح السيرة النبوية، ص261، رواه [[ابن عباس]]</ref> وبذلك شرع الأسرى يعلِّمون غلمان [[المدينة المنورة|المدينة]] القراءة والكتابة، وكل من يعلِّم عشرة من الغلمان يفدي نفسه.<ref>التربية القيادية، ج3 ص74</ref> === نتائج المعركة === كان من نتائج غزوة بدر أن قويت شوكة [[المسلمين]]، وأصبحوا مرهوبين في [[المدينة المنورة|المدينة]] وما جاورها،<ref name="علي الصلابي" /> كما أصبح للدولة الإسلامية الجديدة مصدرٌ للدخل من غنائم [[الجهاد]]؛ وبذلك انتعش حال [[المسلمين]] المادي والاقتصادي بما غنموا من غنائم بعد بؤس وفقر شديدين داما تسعة عشر شهرًا.<ref>التاريخ السياسي والعسكري، علي معطي، ص274-275</ref> أما نتائج الغزوة بالنسبة [[قريش|لقريش]] فكانت خسارة فادحة، فقد قُتل فيها [[عمرو بن هشام المخزومي|أبو جهل عمرو بن هشام]] و[[أمية بن خلف]] و[[عتبة بن ربيعة]] وغيرهم من زعماء [[قريش]] الذين كانوا من أشد القرشيين شجاعةً وقوةً وبأسًا، ولم تكن غزوة بدر خسارة حربية [[قريش|لقريش]] فحسب، بل خسارة معنوية أيضاً، ذلك أن [[المدينة المنورة|المدينة]] لم تعد تهدد تجارتها فقط، بل أصبحت تهدد أيضاً سيادتها ونفوذها في [[الحجاز]] كله.<ref>التاريخ السياسي والعسكري، ص375-376</ref> == موقع بدر == [[ملف:Battle of Badr 1.jpg|تصغير|موقع غزوة بدر في الوقت الحالي]] {{مفصلة|بئر بدر}} تقع بدر جنوب غرب [[المدينة المنورة]]، والمسافة بينها وبين [[المدينة المنورة|المدينة]] بطرق القوافل القديمة التي سلكها الرسول حوالي 257,5 كيلومتراً (160 ميلاً)، كما أنها تقع شمالي [[مكة]]، والمسافة بينها وبين [[مكة]] بطرق القوافل القديمة التي سلكها جيش [[قريش]] حوالي 402,3 كيلومتراً (250 ميلاً). أما المسافة اليوم بين [[مكة]] وبدر بطرق السيارات فهي 343 كيلومتراً، والمسافة بين [[المدينة المنورة|المدينة]] وبدر بهذا الطريق هي 153 كيلومتراً، وأما المسافة بين بدر وساحل [[البحر الأحمر]] الواقع غربيها فهي حوالي ثلاثين كيلومتراً.<ref>غزوة بدر الكبرى، محمد أحمد باشميل، طبعة دار الفكر، ص17</ref> == غزوة بدر في الأدب والثقافة == يَعُدّ [[المسلمون]] غزوةَ بدرٍ مصدرَ فخرٍ لهم ولتاريخهم، ولذلك فقد تعددت القصائد التي تتناول هذه الغزوة قديماً وحديثاً، ومن أشهر هذه القصائد قصيدة الصحابي [[حسان بن ثابت]] التي يقول فيها:<ref>أحكام القرآن، [[أبو بكر بن العربي|القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الإشبيلي المالكي]]، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان</ref> {{بداية قصيدة}} {{بيت|'''عَرَفْت دِيَارَ زَيْنَبَ بِالْكَثِيبِ'''|'''كَخَطِّ الْوَحْيِ فِي الْوَرَقِ الْقَشِيبِ'''}} {{بيت|'''تَدَاوَلَهَا الرِّيَاحُ وَكُلُّ جَوْنٍ'''|'''مِنْ الْوَسْمِيِّ مُنْهَمِرٍ سَكُوبِ'''}} {{بيت|'''فَأَمْسَى رَبْعُهَا خَلِقًا وَأَمْسَتْ'''|'''يَبَابًا بَعْدَ سَاكِنِهَا الْحَبِيبِ'''}} {{بيت|'''فَدَعْ عَنْك التَّذَكُّرَ كُلَّ يَوْمٍ'''|'''وَرَوِّ حَرَارَةَ الصَّدْرِ الْكَئِيبِ'''}} {{بيت|'''وَخَبِّرْ بِاَلَّذِي لَا عَيْبَ فِيهِ'''|'''بِصِدْقٍ غَيْرَ أَخْبَارِ الْكَذُوبِ'''}} {{بيت|'''بِمَا صَنَعَ الْمَلِيكُ غَدَاةَ بَدْرٍ'''|'''لَنَا فِي [[مشرك|الْمُشْرِكِينَ]] مِنْ النَّصِيبِ'''}} {{بيت|'''غَدَاةَ كَأَنَّ جَمْعَهُمْ حِرَاءٌ'''|'''بَدَتْ أَرْكَانُهُ جُنْحَ الْغُرُوبِ'''}} {{بيت|'''فَلَاقَيْنَاهُمْ مِنَّا بِجَمْعٍ'''|'''كَأُسْدِ الْغَابِ مُرْدَانٍ وَشِيبِ'''}} {{بيت|'''أَمَامَ [[محمد بن عبد الله|مُحَمَّدٍ]] قَدْ وَازَرُوهُ'''|'''عَلَى الْأَعْدَاءِ فِي لَفْحِ الْحُرُوبِ'''}} {{بيت|'''بِأَيْدِيهِمْ صَوَارِمُ مُرْهَفَاتٌ'''|'''وَكُلُّ مُجَرَّبٍ خَاظِي الْكُعُوبِ'''}} {{بيت|'''[[الأوس|بَنُو الْأَوْسِ]] الْغَطَارِفُ وَازَرَتْهَا'''|'''بَنُو النَّجَّارِ فِي الدِّينِ الصَّلِيبِ'''}} {{بيت|'''فَغَادَرْنَا [[أبو جهل|أَبَا جَهْلٍ]] صَرِيعًا'''|'''وَ[[عتبة بن ربيعة|عُتْبَةَ]] قَدْ تَرَكْنَا بِالْجَبُوبِ'''}} {{بيت|'''وَ[[شيبة بن ربيعة|شَيْبَةَ]] قَدْ تَرَكْنَا فِي رِجَالٍ'''|'''ذَوِي حَسَبٍ إذَا نُسِبُوا حَسِيبِ'''}} {{بيت|'''يُنَادِيهِمْ [[محمد بن عبد الله|رَسُولُ اللَّهِ]] لَمَّا'''|'''قَذَفْنَاهُمْ كَبَاكِبَ فِي الْقَلِيبِ'''}} {{بيت|'''أَلَمْ تَجِدُوا كَلَامِي كَانَ حَقًّا'''|'''وَأَمْرُ [[الله (إسلام)|اللَّهِ]] يَأْخُذُ بِالْقُلُوبِ'''}} {{بيت|'''فَمَا نَطَقُوا، وَلَوْ نَطَقُوا لَقَالُوا'''|'''صَدَقْت، وَكُنْت ذَا رَأْيٍ مُصِيبِ'''}} {{نهاية قصيدة}} وكان أيضاً مما قيل من الشعر في يوم بدر، وترادَّ به [[المسلمون]] بينهم لِما كان فيه، قول الصحابي [[حمزة بن عبد المطلب]]:<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، الطبعة الثانية، 1375هـ-1955م، ج2 ص8-9</ref> {{بداية قصيدة}} {{بيت|'''ألم تر أمراً كان من عجب الدهرِ'''|'''وللحين أسباب مبينة الأمرِ'''}} {{بيت|'''وما ذاك إلا أن قوماً أفادهم'''|'''فحانوا تواص بالعقوق وبالكفرِ'''}} {{بيت|'''عشية راحوا نحو بدر بجمعهم'''|'''فكانوا رهوناً للركية من بدرِ'''}} {{بيت|'''وكنا طلبنا العير لم نبغِ غيرها'''|'''فساروا إلينا فالتقينا على قدرِ'''}} {{بيت|'''فلما التقينا لم تكن مثنويةٌ'''|'''لنا غيرَ طعن بالمثقفة السمرِ'''}} {{بيت|'''وضربٍ ببيض يختلي الهام حدّها'''|'''مشهرة الألوان بينة الأثرِ'''}} {{بيت|'''ونحن تركنا [[عتبة بن ربيعة|عتبة]] الغيّ ثاوياً'''|'''و[[شيبة بن ربيعة|شيبة]] في القتلى تجرجم في الجفر'''}} {{بيت|'''و[[عمرو بن هشام المخزومي|عمرو]] ثوى فيمن ثوى من حماتهم'''|'''فشقت جيوب النائحات على [[عمرو بن هشام المخزومي|عمرو]]'''}} {{بيت|'''جيوب نساء من [[لؤي بن غالب|لؤي]] بن [[غالب بن فهر|غالب]]'''|'''كرام تفرعن الذوائب من [[فهر بن مالك|فهرِ]]'''}} {{بيت|'''أولئك قوم قُتلوا في ضلالهم'''|'''وخلوا لواءً غير محتضر النصرِ'''}} {{بيت|'''لواء ضلال قاد [[إبليس]] أهله'''|'''فخاس بهم، إن [[إبليس|الخبيث]] إلى غدرِ'''}} {{بيت|'''وقال لهم، إذ عاين الأمر واضحاً'''|'''برئت إليكم ما بي اليوم من صبرِ'''}} {{بيت|'''فإني أرى ما لا ترون وإنني'''|'''أخاف عقاب [[الله]] و[[الله]] ذو قسرِ'''}} {{بيت|'''فقدمهم للحين حتى تورطوا'''|'''وكان بما لم يخبر القوم ذا خبرِ'''}} {{بيت|'''فكانوا غداة البئر ألفاً وجمعنا'''|'''ثلاث مئين كالمسدمة الزهرِ'''}} {{بيت|'''وفينا [[ملائكة|جنود الله]] حين يمدنا'''|'''بهم في مقام ثم مستوضح الذكرِ'''}} {{بيت|'''فشد بهم [[جبريل]] تحت لوائنا'''|'''لدى مأزق فيه مناياهم تجري'''}} {{نهاية قصيدة}} == غزوة بدر في السينما والتليفزيون == مُثِّلت غزوة بدر في [[فيلم الرسالة]] الذي أخرجه المخرج السوري [[مصطفى العقاد]]، ولعب فيه دورَ [[حمزة بن عبد المطلب]] الممثلُ [[عبد الله غيث]] (والممثل [[أنتوني كوين]] في النسخة الإنجليزية من الفيلم)، ولعب دورَ [[أبي جهل]] الممثلُ [[حسن الجندي]]. ومثلت غزوة بدر أيضاً في [[مسلسل عمر بن الخطاب]] الذي عرض لأول مرة في [[شهر رمضان]] عام [[2012]]م. == المصادر == <div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px"> {{مراجع|2}} </div> == وصلات خارجية == {{تصنيف كومنز|Battle of Badr}} * [http://islamstory.com/غزوة-بدر-الكبرى-يوم-الفرقان غزوة بدر الكبرى.. يوم الفرقان - موقع قصة الإسلام.] * [http://www.4muhammed.com/serah/84-غزوة-بدر-الكبرى-أول-معركة-من-معارك-الإسلام-الفاصلة- غزوة بدر الكبرى أول معركة من معارك الإسلام الفاصلة - موقع الرحيق المختوم.] * [http://www.saaid.net/mohamed/276.htm غزوة بدر الكبرى.. وعلاقة القائد بجنده - موقع صيد الفوائد.] {| border="2" align="center" width="60%" |- |width="30%" align="center"|'''قبلها:'''<br />'''[[غزوة بدر الأولى]]''' |width="40%" align="center"|[[غزوات الرسول]]<br /> غزوة بدر |width="30%" align="center"|'''بعدها:'''<br />'''[[غزوة بني سليم]]''' |} {{غزوات الرسول}} {{مواضيع الإسلام}} {{شريط سفلي محمد}} {{شخصيات وأسماء مذكورة في القرآن}} {{شهر رمضان}} {{ضبط استنادي}} {{شريط بوابات|الإسلام|الحرب|التاريخ الإسلامي|محمد}} {{شريط محتوى متميز|مختارة|النسخة=9870590|تاريخ=28 نوفمبر 2012}} [[تصنيف:غزوة بدر]] [[تصنيف:2 هـ]] [[تصنيف:624]] [[تصنيف:تاريخ قريش]] [[تصنيف:غزوات الرسول محمد]] [[تصنيف:محمد في المدينة]] [[تصنيف:معارك أبو عبيدة بن الجراح]]'
نص الويكي الجديد للصفحة، بعد التعديل (new_wikitext)
'بد{{غزوة بدر}} {{شريط جانبي غزوات الرسول}} {{شريط جانبي سرايا الرسول}} [[تصنيف:غزوة بدر]] [[تصنيف:2 هـ]] [[تصنيف:624]] [[تصنيف:تاريخ قريش]] [[تصنيف:غزوات الرسول محمد]] [[تصنيف:محمد في المدينة]] [[تصنيف:معارك أبو عبيدة بن الجراح]]'
فرق موحد للتغييرات المصنوعة بواسطة التعديل (edit_diff)
'@@ -1,243 +1,5 @@ -{{معلومات نزاع عسكري -| اسم_النزاع = غزوة بدر الكبرى -| جزء_من = [[غزوات الرسول محمد]] -| تاريخ = [[17 رمضان]] [[2هـ]] / [[13 مارس]] [[624]]م -| مكان = آبار بدر، 130 كم جنوب غرب [[المدينة المنورة]] -| صورة = Siyer-i Nebi - Gabriel -dschabrail- und weitere Engel unterstützen die Muslime während der Schlacht von Badr (cropped).jpg -| تعليق = مُنمنمة [[الدولة العثمانية|عثمانية]] تصور هجوم فرسان المسلمين في غزوة بدر -| إحداثيات = {{Coord|23|44|N|38|46|E|region:SA_type:event|display=title}} -| خط_عرض = 23.733333 -| خط_طول = 38.766667 -| حجم_الخريطة = 270 -| نتيجة = انتصار [[المسلمين]] -| خصم1 = {{المسلمون}} -| خصم2 = {{قريش}} -| قائد1 = [[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[النبي محمد]]</small> -[[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[حمزة بن عبد المطلب]]</small><br /> -[[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[أبو بكر الصديق]]</small><br /> -[[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[عمر بن الخطاب]]</small><br /> -[[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[علي بن أبي طالب]]</small> -| قائد2 = [[ملف:Bani-Ummaiya flag.png|23px]] <small>[[أبو جهل]]</small> {{قفم}} -[[ملف:Bani-Ummaiya flag.png|23px]] <small>[[عتبة بن ربيعة]]</small> {{قفم}}<br /> -[[ملف:Bani-Ummaiya flag.png|23px]] <small>[[أمية بن خلف]]</small> {{قفم}} -| قوة1 = 313 - 340 مقاتل<br /> فارسان اثنان -| قوة2 = 1,000 مقاتل<br />200 - 100 فارس -| خسائر1 = 14 شهيداً<br /> 6 من [[المهاجرين]]<br /> 8 من [[الأنصار]] -| خسائر2 = 70 قتيلاً<br />70 أسيراً -}} -{{غزوة بدر}} +بد{{غزوة بدر}} {{شريط جانبي غزوات الرسول}} {{شريط جانبي سرايا الرسول}} -'''غزوة بدر''' (وتُسمى أيضاً بـ '''غزوة بدر الكبرى''' و'''بدر القتال''' و'''يوم الفرقان''') هي غزوة وقعت في [[17 رمضان|السابع عشر من رمضان]] في [[2 هـ|العام الثاني من الهجرة]] (الموافق [[13 مارس]] [[624]]م) بين [[المسلمين]] بقيادة [[محمد|الرسول محمد]] {{صلى الله عليه وسلم}}، و[[قبيلة قريش]] ومن حالفها من [[العرب]] بقيادة [[عمرو بن هشام المخزومي|عمرو بن هشام المخزومي القرشي]]. وتُعد غزوةُ بدر أولَ معركةٍ من معارك الإسلام الفاصلة،<ref name="الرحيق المختوم">[[الرحيق المختوم]]، [[صفي الرحمن المباركفوري]]، الناشر: دار الهلال - بيروت، الطبعة الأولى</ref> وقد سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى [[محافظة بدر|منطقة بدر]] التي وقعت المعركة فيها، وبدر بئرٌ مشهورةٌ تقع بين [[مكة]] و[[المدينة المنورة]].<ref>معجم اللغة العربية المعاصرة، أحمد مختار عبد الحميد عمر بمساعدة فريق عمل، عالم الكتب، الطبعة الأولى، 1429هـ-2008م</ref> - -بدأت المعركة بمحاولة [[المسلمين]] اعتراضَ عيرٍ [[قريش|لقريشٍ]] متوجهةٍ من [[الشام]] إلى [[مكة]] يقودها [[أبو سفيان بن حرب]]، ولكن [[أبا سفيان]] تمكن من الفرار بالقافلة، وأرسل رسولاً إلى [[قريش]] يطلب عونهم ونجدتهم، فاستجابت [[قريش|قريشٌ]] وخرجت لقتال [[المسلمين]]. كان عددُ [[المسلمين]] في غزوة بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، معهم فَرَسان وسبعون جملاً، وكان تعدادُ جيش [[قريش]] ألفَ رجلٍ معهم مئتا فرس، أي كانوا يشكِّلون ثلاثة أضعاف جيش [[المسلمين]] من حيث العدد تقريباً. وانتهت غزوة بدر بانتصار [[المسلمين]] على [[قريش]] وقتل قائدهم [[عمرو بن هشام المخزومي|عمرو بن هشام]]، وكان عدد من قُتل من [[قريش]] في غزوة بدر سبعين رجلاً وأُسر منهم سبعون آخرون، أما [[المسلمون]] فلم يُقتل منهم سوى أربعة عشر رجلاً، ستة منهم من [[المهاجرين]] وثمانية من [[الأنصار]]. تمخَّضت عن غزوة بدر عدة نتائج نافعةٍ بالنسبة [[المسلمين|للمسلمين]]، منها أنهم أصبحوا مهابين في [[المدينة المنورة|المدينة]] وما جاورها، وأصبح لدولتهم مصدرٌ جديدٌ للدخل وهو [[غنيمة|غنائم المعارك]]، وبذلك تحسّن حالُ [[المسلمين]] الماديّ و[[اقتصاد|الاقتصاديّ]] والمعنويّ. - -== قبل المعركة == -=== سبب المعركة === -خرج الرسول [[محمد]] في شهري [[جمادى الأولى (شهر)|جمادى الأولى]] و[[جمادى الآخرة (شهر)|جمادى الآخرة]] سنة [[2 هـ]] في مئة وخمسين أو مئتين من [[المهاجرين]] لاعتراض عير [[قريش|لقريش]] ذاهبة من [[مكة]] إلى [[الشام]]، فلما وصل مكاناً يُسمى "ذا العشيرة" وجد العير قد فاتته بأيام.<ref name="الرحيق المختوم"/> فلما اقترب رجوع العير من [[الشام]] إلى [[مكة]]، بعث [[الرسول محمد|الرسول محمدٌ]] [[طلحة بن عبيد الله]] و[[سعيد بن زيد]] إلى الشَّمال ليقوما باكتشاف خبرها، فوصلا إلى منطقة تسمى [[الحوراء]]، ومكثا حتى مر بهما [[أبو سفيان بن حرب]] بالعير، فأسرعا إلى [[المدينة المنورة|المدينة]] وأخبرا الرسول محمداً بالخبر.<ref name="الرحيق المختوم"/> وقد كانت هذه العير قافلةً تجاريةً كبيرةً قادمةً من [[الشام]] تحمل أموالاً عظيمةً [[قريش|لقريش]]، وكان يقودها [[أبو سفيان بن حرب|أبو سفيان]]، ويقوم على حراستها بين ثلاثين وأربعين رجلاً.<ref>جوامع السيرة، [[علي بن حزم الأندلسي]]، تحقيق الدكتور إحسان عباس والدكتور ناصر الدين الأسد، دار إحياء السنة، طبعة سنة [[1368 هـ]]، باكستان، ص107</ref> - -لقد أرسل [[الرسول محمد|الرسول محمدٌ]] [[بسبس بن عمرو الجهني|بَسْبَس بن عمرو]] ليقوم بجمع المعلومات عن القافلة، فلما عاد [[بسبس بن عمرو الجهني|بسبس]] بالخبر اليقين، ندب [[الرسول محمد|الرسول محمدٌ]] أصحابه للخروج وقال لهم: {{اقتباس مضمن|هذه عير [[قريش]] فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل [[الله]] ينفلكموها}}،<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام|أبو محمد عبد الملك بن هشام]]، دار الفكر، بدون تاريخ، ج2 ص61، بسند صحيح إلى [[ابن عباس]]</ref> ولكن [[الرسول محمد|الرسول محمداً]] لم يعزم على أحد بالخروج، لأنه لم يكن يتوقع عند هذا الخروج أنه خارج للقتال في معركة مع [[قريش]]، ولذلك تخلَّف كثير من [[الصحابة]] في [[المدينة المنورة|المدينة]]، ولم يُنكِر على أحد تخلفه في هذه الغزوة،<ref name="الرحيق المختوم"/> ومن المؤكد أنه حين خرج [[الرسول محمد]] من [[المدينة المنورة|المدينة]] لم يكن في نيته قتال، وإنما كان قصده عيرَ [[قريش|قريشٍ]] التي كانت فيها أموالٌ كان جزءٌ منها [[المهاجرين|للمهاجرين]] [[المسلمين]] من أهل [[مكة]]، وقد استولت عليها [[قريش]] ظلمًا وعدوانًا.<ref name="علي الصلابي"/> - -=== خروج المسلمين من المدينة المنورة === -خرج [[الرسول محمد|الرسول محمدٌ]] [[المسلمون|والمسلمون]] من [[المدينة المنورة]] في [[12 رمضان|اليوم الثاني عشر من شهر رمضان]] في [[2هـ|السنة الثانية للهجرة]]،<ref name="علي الصلابي">السيرة النبوية - عرض وقائع وتحليل أحداث، [[علي محمد الصلابي]]، الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان، الطبعة السابعة، [[1429هـ]]-[[2008]]م</ref> وعندما خرج [[المسلمون]] إلى [[بئر بدر|بدر]] كلّف الرسولُ [[عبد الله بن أم مكتوم|عبدَ الله بنَ أم مكتوم]] بالصلاة بالناس في [[المدينة المنورة]]، ثم أعاد [[بشير بن عبد المنذر|أبا لبابة الأنصاري]] من منطقة تسمى الروحاء إلى [[المدينة المنورة|المدينة]] وعيَّنه أميرًا عليها.<ref name="البداية والنهاية 3/ 260">[[البداية والنهاية]]، [[إسماعيل بن عمر بن كثير|أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي]]، دار الريان للتراث، ج3 ص260</ref><ref>[[المستدرك على الصحيحين (كتاب)|المستدرك على الصحيحين]]، [[محمد الحاكم النيسابوري]]، ج3 ص632</ref> وأرسل الرسول اثنين من أصحابه إلى [[بئر بدر|بدر]]، وهما عدي بن الزغباء الجهني و[[بسبس بن عمرو الجهني]]<ref>الطبقات لابن سعد (2/ 24)</ref> طليعةً للتعرف على أخبار القافلة، فرجعا إليه بخبرها.<ref>[[كتاب الطبقات الكبير]]، [[محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري]]، ج2 ص42، بإسناد صحيح</ref> - -وقد كان عددُ [[الصحابة]] الذين رافقوا الرسول محمداً في غزوته هذه إلى [[بئر بدر|بدر]] بضعةَ عشر وثلاثمئة رجل،<ref>هذه رواية [[الإمام البخاري]]، [[فتح الباري شرح صحيح البخاري]]، [[ابن حجر العسقلاني]]، ج7 ص290-292</ref> وقيل بأنهم ثلاثمئة وتسعة عشرة رجلاً،<ref>هذه رواية [[مسلم بن الحجاج|الإمام مسلم]]، شرح [[يحيى بن شرف النووي|النووي]]، ج12 ص84</ref> وقيل أن عدد الصحابة البدريين ثلاثمئة وأربعون صحابياً،<ref>[[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير]]، ج3 ص314</ref> وقيل هم ثلاثمئة وثلاثة عشر أو أربعة عشر أو سبعة عشر، واحد وستون منهم من [[الأوس]]، ومئة وسبعون من [[الخزرج]]، والباقي من [[المهاجرين]].<ref name="الرحيق المختوم"/> وكانت قوات [[المسلمين]] في غزوة بدر لا تمثل القدرة العسكرية القصوى للدولة الإسلامية، ذلك أنهم إنما خرجوا لاعتراض قافلة واحتوائها، ولم يكونوا يعلمون أنهم سوف يواجهون قوات [[قريش]] وأحلافها مجتمعة للحرب.<ref name="علي الصلابي"/> فلم يكن معهم إلا فَرَسان، فرس [[الزبير بن العوام|للزبير بن العوام]]، وفرس [[المقداد بن الأسود|للمقداد بن الأسود الكندي]]، وكان معهم سبعون بعيراً،<ref name="الرحيق المختوم"/> ونظراً لقلة عدد البعير مقارنة بعدد [[المسلمين]]، فإن [[المسلمين]] كانوا يتناوبون ركوب البعير، قال [[ابن مسعود]]: كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلَي رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}، وكانت عقبة رسول الله، فقالا: «نحن نمشي عنك»، فقال: {{اقتباس مضمن|ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما}}.<ref>[[مسند أحمد]]، ج1 ص411، رقم: 3901، وصحّح إسناده أحمد شاكر</ref> - -وقد كتم النبي خبر الجهة التي يقصدها عندما أراد الخروج إلى [[بئر بدر|بدر]]، حيث قال: {{اقتباس مضمن|إن لنا طلبةً فمن كان ظهره حاضرًا فليركب معنا}}.<ref>[[صحيح مسلم]]، [[مسلم بن الحجاج]]، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية، 1972م، كتاب الإمارة ج3 ص1510، رقم: 1901</ref> وبعد خروج [[المسلمين]] من [[المدينة المنورة|المدينة]] في طريقهم إلى ملاقاة عير [[أبو سفيان بن حرب|أبي سفيان]]، وصلوا إلى منطقة تُسمى "بيوت السقيا" خارج [[المدينة المنورة|المدينة]]، فعسكر فيها [[المسلمون]]، واستعرض [[الرسول محمد|الرسول محمدٌ]] من خرج معه فَرَدَّ من ليس له قدرة على المضي والقتال من جيش [[المسلمين]]، ومنهم [[البراء بن عازب]]، و[[عبد الله بن عمر]] لصغرهما، وكانا قد خرجا مع جيش [[المسلمين]] راغبين وعازمين على الاشتراك في [[الجهاد]].<ref>السيرة النبوية، أبو شهبة، ج2 ص124</ref> - -ودفع [[الرسول محمد|الرسولُ محمدٌ]] لواءَ القيادة العامة إلى [[مصعب بن عمير|مصعب بن عمير العبدري القرشي]]، وكان هذا اللواء أبيض اللون، وقسم جيشه إلى كتيبتين: كتيبة [[المهاجرين]]، وأعطى علمها [[علي بن أبي طالب]]، وكتيبة [[الأنصار]]، وأعطى علمها [[سعد بن معاذ|سعداً بن معاذ]]، وجعل على قيادة الميمنة [[الزبير بن العوام]]، وعلى الميسرة [[المقداد بن عمرو]] -وكانا هما الفارسين الوحيدين في الجيش- وجعل على الساقة [[قيس بن أبي صعصعة]]، وظلت القيادة العامة في يده هو.<ref name="الرحيق المختوم"/> - -وفي أثناء سير [[الرسول محمد|الرسول محمدٍ]] وصحبه، التحق أحد المشركين راغبًا بالقتال مع قومه، فردّه الرسول وقال: {{اقتباس مضمن|ارجع فلن أستعين بمشرك}}، وكرّر الرجل المحاولة فرفض الرسولُ حتى أسلم الرجل والتحق بالمسلمين.<ref>السيرة النبوية الصحيحة، أكرم ضياء العمري، ج2 ص355</ref> - -=== خروج قريش من مكة === -{{إسلام}} -بلغ [[أبو سفيان بن حرب|أبا سفيانَ]] خبرُ مسير [[الرسول محمد|الرسول محمدٍ]] بأصحابه من [[المدينة المنورة]] بقصد اعتراض قافلته واحتوائها، فبادر إلى تحويل مسارها إلى طريق الساحل، كما أرسل [[ضمضم بن عمرو الغفاري]] الكناني إلى [[قريش]] ليستنفرهم لإنقاذ أموالهم وليخبرهم أن [[النبي محمد|النبي محمداً]] عرض لها في أصحابه،<ref name="موسوعة نضرة النعيم 1/ 287">موسوعة نضرة النعيم في أخلاق الرسول الكريم {{صلى الله عليه وسلم}}، فريق كبير من المتخصصين بإشراف: صالح بن حميد وعبد الرحمن بن ملوح، ج1 ص287</ref> فقد كان [[أبو سفيان بن حرب|أبو سفيان]] يتلقط أخبار [[المسلمين]] ويسأل عن تحركاتهم، بل يتحسس أخبارهم بنفسه، فقد تقدم إلى [[بئر بدر|بدر]] بنفسه، وسأل من كان هناك: «هل رأيتم من أحد؟»، قالوا: «لا، إلا رجلين»، قال: «أروني مناخ ركابهما»، فأروه، فأخذ البعر ففته فإذا هو فيه النوى، فقال: «هذا والله علائف [[يثرب]]»،<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص230</ref> فقد استطاع أن يعرف تحركات عدوه، حتى خبر السرية الاستطلاعية عن طريق غذاء دوابها، بفحصه البعر الذي خلفته الإبل، إذ عرف أن الرجلين من [[المدينة المنورة|المدينة]] أي من [[المسلمين]]، وبالتالي فقافلته في خطر، فأرسل [[ضمضم بن عمرو الغفاري]] الكناني إلى [[قريش]] وغيَّر طريق القافلة، واتجه نحو ساحل [[بحر القلزم]] ([[البحر الأحمر]] حالياً).<ref>غزوة بدر الكبرى لأبي فارس، ص33-34</ref> - -وصل [[ضمضم بن عمرو الغفاري]] إلى [[مكة]]، وقد حول رحله وجدع أنف بعيره، وشق قميصه من قُبُل ومن دُبُر، ودخل [[مكة]] وهو ينادي بأعلى صوته: «يا معشر [[قريش]]، اللطيمةَ، اللطيمةَ، أموالكم مع [[أبي سفيان]] قد عرض لها [[محمد]] في أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوثَ، الغوثَ».<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص221</ref> فتحفز الناس سراعاً، وقالوا: «أيظن [[محمد]] وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي؟ كلا، والله ليعلمن غير ذلك»، فكانوا بين رجلين: إما خارج، وإما باعث مكانه رجلاً، وأوعبوا في الخروج، فلم يتخلف من أشرافهم أحد سوى [[أبو لهب|أبي لهب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي]]، فإنه عوض عنه رجلاً كان له عليه دَين، ولم يتخلف عنهم أحد من بطون [[قريش]] إلا [[بني عدي]]، فلم يخرج منهم أحد.<ref name="الرحيق المختوم"/> - -ولما فرغوا من جهازهم وأجمعوا على المسير تذكرت [[قريش]] ما كان بينهم وبين بني بكر بن عبد مناة بن [[كنانة]] من الحرب، وكاد ذلك أن يثنيهم عن الخروج وقالوا: «إنا نخشى أن يأتونا من خلفنا»، وكانت الحرب بين قريش وبني بكر بن عبد مناة لدماء بينهم، ويعتقد [[المسلمون]] أن [[إبليس]] تمثل لهم على صورة [[سراقة بن مالك المدلجي]] الكناني، وكان سراقة أحد أشراف [[كنانة]]، وقال لهم: «لا غالب لكم اليوم من الناس وأنا جار لكم من أن تأتيكم [[كنانة]] بشيء تكرهونه»، فخرجوا سراعاً.<ref>[[تاريخ الطبري]]، [[محمد بن جرير الطبري]]، ج2 ص138</ref><ref>الجماع لأحكام القرآن، ص385</ref> وقد نزل قول [[الله (إسلام)|الله تعالى]] في [[القرآن]] يصف هذه الحادثة: {{قرآن مصور|الأنفال|48}}.<ref>سورة الأنفال، الآية: 48</ref> - -وكان قوام جيش [[قريش]] نحو ألف وثلاثمئة مقاتل في بداية سيره، وكان معه مئة فرس وستمئة درع، وجِمال كثيرة لا يُعرف عددُها بالضبط، وكان قائده العام [[أبا جهل]] وهو [[عمرو بن هشام]] المخزومي القرشي، وكان القائمون بتموينه تسعة رجال من أشراف [[قريش]]، فكانوا ينحرون يوماً تسعاً ويوماً عشراً من الإبل.<ref name="الرحيق المختوم"/> وقيل أن عدد جيش [[قريش]] كان ألفاً،<ref>شرح [[يحيى بن شرف النووي|النووي]] على [[صحيح مسلم]]، ج12 ص84</ref> وكان معهم مئتا فرس يقودونها إلى جانب جمالهم، ومعهم القيان يضربون بالدفوف، ويغنين بهجاء [[المسلمين]].<ref name="البداية والنهاية 3/ 260"/> - -وعندما تأكد [[أبو سفيان بن حرب|أبو سفيان]] من سلامة القافلة أرسل إلى زعماء [[قريش]] وهو بالجحفة برسالة أخبرهم فيها بنجاته والقافلة، وطلب منهم العودة إلى [[مكة]]، إلا أن [[أبا جهل]] قام فقال: «والله لا نرجع حتى نرد بدراً، فنقيم بها ثلاثاً فننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا [[العرب]] وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبداً»،<ref name="الرحيق المختوم"/> ولكنَّ [[بني زهرة]] عصوه وانشقوا عن الجيش وعادوا إلى [[مكة]]،<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص231</ref> وكانت [[بنو عدي]] قبلهم قد تخلفت عن الخروج، أما غالبية قوات [[قريش]] وأحلافهم فقد تقدمت حتى وصلت [[بئر بدر|بدرًا]].<ref name="موسوعة نضرة النعيم 1/ 287"/> - -=== وصول خبر خروج قريش للمسلمين === - -لما بلغ [[الرسول محمد|الرسولَ محمداً]] خبرُ نجاة القافلة وإصرار زعماء [[مكة]] على قتال [[المسلمين]] استشار أصحابَه في الأمر،<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، دار الفكر، الطبعة الأولى، [[1411هـ]]-[[1991]]م، رقم: 3952</ref> وحينئذ تزعزعت قلوب فريق من الناس، وخافوا اللقاء الدامي، فنزلت فيهم آيات من [[سورة الأنفال]] تصف أمرهم: {{قرآن مصور|الأنفال|5|6|7|8}}.<ref name="الرحيق المختوم"/><ref>سورة الأنفال، الآيات: 5-8</ref> وقد أجمع قادة [[المهاجرين]] على تأييد فكرة التقدم لملاقاة العدو،<ref>موسوعة نضرة النعيم، ج1 ص288</ref> ومنهم [[أبو بكر]] و[[عمر بن الخطاب]] و[[المقداد بن الأسود]]، فقد قال [[المقداد بن الأسود]] (وهو من [[الصحابة]] [[المهاجرين]]) للرسول [[محمد]]: «يا رسول الله، لا نقول لك كما قالت [[بنو إسرائيل]] [[موسى|لموسى]]: {{قرآن مصور|المائدة|24}}<ref>سورة المائدة، الآية: 24</ref> ولكن امضِ ونحن معك».<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب التفسير، ج8 ص273</ref>، وفي رواية أخرى عن [[عبد الله بن مسعود]] قال: -{{اقتباس|شهدت من [[المقداد بن الأسود]] مشهدًا لأن أكون صاحبه أحب إليَّ مما عُدلَ به: أتى النبي {{صلى الله عليه وسلم}} وهو يدعو على أعدائه فقال: "لا نقول كما قال قوم [[موسى]]: {{قرآن مصور|المائدة|24}}، ولكن نقاتل عن يمينك وعن شمالك، وبين يديك وخلفك"، فرأيت الرسول {{صلى الله عليه وسلم}} أشرق وجهه وسرَّه.<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي ج7 ص287</ref>}} - -إلا أن هؤلاء القادة الثلاثة الذين تكلموا كانوا من [[المهاجرين]]، وهم أقلية في الجيش، فأحب الرسول محمد أن يعرف رأي قادة [[الأنصار]]، لأنهم كانوا يمثلون أغلبية الجيش، ولأن [[بيعة العقبة|بيعة العقبة الثانية]] لم تكن في ظاهرها مُلزمةً لهم بحماية الرسول محمد خارج [[المدينة المنورة|المدينة]]، فقال: {{اقتباس مضمن|أشيروا عليَّ أيها الناس}}،<ref name="علي الصلابي"/> وقد أدرك الصحابي الأنصاري [[سعد بن معاذ]] (وهو حاملُ لواء [[الأنصار]]) مقصد الرسول من ذلك، فنهض قائلاً: «والله لكأنك تريدنا يا رسول الله»، فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|أجل}}، قال: -{{اقتباس خاص|لقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصَبْر في الحرب، صِدْق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر على بركة الله".<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص63-64، رواه عن ابن إسحاق بدون إسناد</ref>}} - -وقام [[سعد بن عبادة]]، فقال: «إيانا تريد يا رسول الله، والذي نفسي بيده، لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا»،<ref>[[صحيح مسلم]]، [[مسلم بن الحجاج]]، رقم: 1779، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة بدر</ref> فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|سيروا وأبشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم}}.<ref>[[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير]]، ج3 ص262، بإسناد صحيح</ref><ref>[[مسند أحمد]]، ج5 ص259، رقم: 3698</ref> - -== المعركة == -=== مسير المسلمين إلى بدر === -{{صندوق اقتباس|اقتباس=«اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله،<br /> اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثّلوا ولا تقتلوا وليدًا.»<ref>[[صحيح مسلم]]، [[مسلم بن الحجاج]]، رواه مسلم عن [[بريدة بن الحصيب]]، رقم: 1731</ref>|المصدر= ''[[محمد بن عبد الله|الرسول محمد بن عبد الله]]''}} -[[ملف:Badr campaign-ar.png|تصغير|يمين|خارطة تُظهر مسير الجمعين إلى بدر]] -ارتحل [[الرسول محمد|الرسول محمدٌ]] من "ذفران" فسلك على ثناياً يقال لها الأصافر، ثم انحط إلى بلد يقال لها الدبة وترك الحنان بيمين وهو كثيب كالجبل العظيم، ثم نزل قريباً من بدر، فركب هو و[[أبو بكر الصديق]] حتى وقفا على شيخ من [[العرب]] يقال له سفيان الضمري الكناني، فسأله عن [[قريش]]، وعن [[محمد]] وأصحابه، وما بلغه عنهم، فقال الشيخ: «لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما؟»، فقال له [[الرسول محمد]]: {{اقتباس مضمن|إذا أخبرتنا أخبرناك}}، قال: «أذاك بذاك؟»، قال: {{اقتباس مضمن|نعم}}، قال الشيخ: «فإنه بلغني أن [[محمد|محمداً]] وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذي أخبرني، فهم اليوم بمكان كذا وكذا (للمكان الذي فيه الرسول [[محمد]])، وبلغني أن [[قريش|قريشاً]] خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان الذي أخبرني صدقني فهم اليوم بمكان كذا وكذا (للمكان الذي فيه [[قريش]])»، فلما فرغ من خبره قال: «ممن أنتما؟»، فقال له [[الرسول محمد]]: {{اقتباس مضمن| نحن من ماء}}، ثم انصرف عنه والشيخ يقول: «ما من ماء، أمن ماء العراق؟».<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ص616</ref> - -ونظم [[الرسول محمد|الرسولُ محمدٌ]] جنده بعد أن رأى طاعة [[الصحابة]] وشجاعتهم واجتماعهم على القتال،<ref name="علي الصلابي" /> وعقد اللواء الأبيض وسلَّمه إلى [[مصعب بن عمير]]، وأعطى رايتين سوداوين إلى [[سعد بن معاذ]] و[[علي بن أبي طالب]]، وجعل على الساقة [[قيس بن أبي صعصعة|قيساً بن أبي صعصعة]]،<ref>[[زاد المعاد في هدي خير العباد]]، [[ابن قيم الجوزية]]، ج3 ص172</ref> وأرسل [[علي بن أبي طالب|عليًّا بن أبي طالب]] و[[الزبير بن العوام|الزّبيرَ بن العوام]] و[[سعد بن أبي وقاص|سعداً بن أبي وقاص]] في نفر من أصحابه إلى ماء [[بئر بدر|بدر]]، ليأتوا له بالأخبار عن جيش [[قريش]]، فوجدوا غلامين [[قريش|لقريش]] يستقيان للجيش، فأتوا بهما إلى الرسول محمد وهو يصلي، فسألوهما، فقالا: «نحن سقاة [[قريش]]؛ بعثونا لنسقيهم من الماء»، فكره القوم خبرهما، ورجوا أن يكونا [[أبي سفيان|لأبي سفيان]]، فضربوهما، فلما أذلقوهما قالا: «نحن لأبي سفيان»، فتركوهما، وركع الرسول، وسجد سجدتين، ثم سلَّم، فقال: {{اقتباس مضمن|إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كذباكم تركتموهما! صدقا والله، إنهما لقريش}}، وقال لهما: {{اقتباس مضمن|أخبراني عن جيش [[قريش]]}}، فقالا: «هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى»، فقال لهما: {{اقتباس مضمن|كم القوم؟}}، قالا: «كثير»، قال: {{اقتباس مضمن|ما عدتهم؟}}، قالا: «لا ندري»، قال: {{اقتباس مضمن|كم ينحرون كل يوم؟}}، قالا: «يومًا تسعًا ويومًا عشرًا»، فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|القوم ما بين التسعمائة والألف}}، ثم قال لهما: {{اقتباس مضمن|فمن فيهم من أشراف قريش؟}}، فذكرا [[عتبة بن ربيعة]]، و[[شيبة بن ربيعة]]، و[[عمرو بن هشام المخزومي|أبا جهل بن هشام]]، و[[أمية بن خلف]]، [[أبو البختري بن هشام|وأبا البختري بن هشام]]، و[[حكيم بن حزام]]، و[[نوفل بن خويلد]]، والحارث بن عامر بن نوفل، و[[طعيمة بن عدي|طعيمة بن عدي بن نوفل]]، و[[النضر بن الحارث|النضر بن الحارث بن كلدة]]، وزمعة بن الأسود، ونبيه بن الحجاج، و[[منبه بن الحجاج]]، و[[سهيل بن عمرو]]، و[[عمرو بن عبد ود]]، فأقبل الرسول إلى أصحابه قائلاً: {{اقتباس مضمن|هذه [[مكة]] قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها}}.<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص229</ref><ref>[[تاريخ الطبري]]، [[محمد بن جرير الطبري]]، ص443</ref> وبعد أن جمع الرسول محمد المعلومات عن جيش [[قريش]] سار مسرعًا ومعه أصحابه إلى [[بئر بدر|بدرٍ]] ليسبقوا [[قريش|قريشاً]] إلى مائها، وليَحُولوا بينهم وبين الاستيلاء عليه.<ref name="علي الصلابي" /> - -=== وصول المسلمين إلى بدر والتخطيط للمعركة === -[[ملف:Battle of Badr2.jpg|تصغير|يسار|رسم [[فارسي]] يصور غزوة بدر]] -نزل الرسول محمد و[[المسلمون]] عند أدنى ماء من مياه [[بئر بدر|بدر]]، فقال [[الحباب بن المنذر]] للرسول: «يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل؟ أمنزلاً أنزلكه [[الله]] ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟»، قال: {{اقتباس مضمن|بل هو الرأي والحرب والمكيدة}}، قال: «يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل، فانهض يا رسول الله بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم فننزله ونغور ما وراءه من الآبار، ثم نبني عليه حوضًا فنملؤه ماءً ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون»، فأخذ الرسول محمد برأيه ونهض بالجيش حتى أقرب ماء من العدو فنزل عليه، ثم صنعوا الحياض وغوروا ما عداها من الآبار.<ref>مرويات غزوة بدر، ص165</ref> - -وبعد نزول [[الرسول محمد]] و[[المسلمين]] على أدنى ماء [[بئر بدر|بدر]] من [[قريش]]، اقترح [[سعد بن معاذ]] على الرسول بناء عريش له يكون مقرّاً لقيادته ويأمن فيه من العدو،<ref name="علي الصلابي" /> وكان مما قاله [[سعد بن معاذ|سعد]] في اقتراحه: «يا نبي الله، ألا نبني لك عريشًا تكون فيه ثم نلقى عدونا، فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا، وإن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا، فقد تخلف عنك أقوام، يا نبي الله، ما نحن بأشد لك حبًا منهم، ولو ظنوا أنك تلقى حربًا ما تخلفوا عنك، يمنعك الله بهم، ويناصحونك، ويجاهدون معك»، فأثنى عليه الرسول محمد خيرًا ودعا له بخير، ثم بنى [[المسلمون]] العريش للرسول محمد على تل مشرف على ساحة القتال، وكان معه فيه [[أبو بكر الصديق]]، وكانت ثلة من شباب [[الأنصار]] بقيادة [[سعد بن معاذ]] يحرسون عريش الرسول محمد.<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص233</ref> ثم بات [[المسلمون]] تلك الليلة، التي هي ليلة المعركة، ويعتقد [[المسلمون]] أن [[الله (إسلام)|الله تعالى]] قد أنزل على [[المسلمين]] في تلك الليلةِ النعاسَ والطمأنينة، فقد جاء في [[سورة الأنفال]]: {{قرآن مصور|الأنفال|11}}.<ref>سورة الأنفال، الآية: 11</ref> قال [[القرطبي]]: «وكان هذا النعاس في الليلة التي كان القتال من غدها، فكان النوم عجيبًا مع ما كان بين أيديهم من الأمر المهم، وكأن الله ربط جأشهم».<ref name="علي الصلابي" /> أما الرسول محمد فقد ظل يصلي ويبكي حتى أصبح، قال [[علي بن أبي طالب]]: {{اقتباس مضمن|ما كان فينا فارس يوم بدر غير [[المقداد بن الأسود|المقداد]] على فرس أبلق، ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم، إلا رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح}}.<ref name="علي الصلابي" /> - -وبدأ الرسول بالتخطيط للمعركة، فصفَّ [[المسلمين]] فاستقبل المغرب وجعل الشمس خلفه فاستقبل أعداؤه الشمس،<ref>القيادة العسكرية، ص453</ref> أي جعل الشمس في ظهر جيشه وفي وجه أعدائه حتى تؤذي أشعتها أبصارهم. كما أخذ يعدل الصفوف ويقوم بتسويتها لكي تكون مستقيمة متراصة، وبيده سهم لا ريش له يعدل به الصف، فرأى رجلاً اسمه [[سواد بن غزية]]، وقد خرج من الصف فضربه في بطنه، وقال له: {{اقتباس مضمن|استوِ يا سواد}}، فقال: «يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني»، فكشف الرسول محمد عن بطنه وقال: {{اقتباس مضمن|استقد}}، فاعتنقه سواد فقبّل بطنه، فقال: {{اقتباس مضمن|ما حملك على هذا يا سواد؟}}، قال: «يا رسول الله حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك»، فدعا له الرسول محمد بخير.<ref>صحيح السيرة النبوية، ص236</ref> - -ثم بدأ الرسول بإصدار الأوامر والتوجيهات لجنده، ومنها أنه أمرهم برمي الأعداء إذا اقتربوا منهم، وليس وهم على بعد كبير، فقد قال: {{اقتباس مضمن|إن دنا القوم منكم فانضحوهم بالنبل}}،<ref>صحيح السيرة النبوية برواية أخرى ونفس المعنى، ص239</ref> كما نهى عن سل السيوف إلى أن تتداخل الصفوف،<ref>غزوة بدر الكبرى، أبو فارس، ص63-64</ref> قال: {{اقتباس مضمن|ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم}}،<ref>صحيح السيرة النبوية، ص239</ref> كما أمر الصحابةَ بالاقتصاد في الرمي، قال: {{اقتباس مضمن|واسْتَبْقُوا نَبْلَكم}}.<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي، باب من شهد بدراً، رقم: 3984، 3985</ref> - -وقد كان لتشجيع الرسول لأصحابه أثرٌ كبيرٌ في نفوسهم ومعنوياتهم، فقد كان يحثهم على القتال ويحرضهم عليه،<ref name="علي الصلابي" /> ومن ذلك قوله لأصحابه: {{اقتباس مضمن|قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض}}، فقال [[عمير بن الحمام|عمير بن الحمام الأنصاري]]: «يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض؟»، قال: {{اقتباس مضمن|نعم}}، قال: «بخٍ بخٍ»، فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|ما يحملك على قول: بخٍ بخٍ؟}}، قال: «لا والله يا رسول الله، إلا رجاء أن أكون من أهلها»، قال: {{اقتباس مضمن|فإنك من أهلها}}، فأخرج تمرات من قرنه (جعبة النشاب) فجعل يأكل منه، ثم قال: «لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة»، فرمى بما كان معه من [[التمر]] ثم قاتلهم حتى قُتل.<ref>مختصر صحيح مسلم، زكي الدين عبد العظيم المنذري، ج2 ص70، رقم: 1157</ref> ومن تشجيعه أيضاً أنه كان يبشر أصحابه بقتل صناديد [[قريش]]، ويحدد مكان قتلى كل واحد منهم،<ref>[[جامع الأصول في أحاديث الرسول]]، [[ابن الأثير أبو السعادات|ابن الأثير]]، ج8 ص202</ref> كما كان يبشر [[المسلمين]] بالنصر قبل بدء القتال فيقول: {{اقتباس مضمن|أبشر أبا بكر}}، ووقف يقول [[الصحابة|للصحابة]]: {{اقتباس مضمن|والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة}}.<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج1 ص239</ref> وقد دعا الرسول [[المسلمين|للمسلمين]] بالنصر فقال: {{اقتباس مضمن|اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادّك وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني}}.<ref>[[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير]]، ج3 ص267</ref> - -=== وصول قريش إلى بدر === -قبل وصول [[قريش]] إلى [[بئر بدر|بدر]] بعثت [[عمير بن وهب الجمحي]]، للتعرف على مدى قوة جيش [[المدينة المنورة|المدينة]]، فدار [[عمير بن وهب الجمحي|عمير]] بفرسه حول العسكر، ثم رجع إليهم فقال: «ثلاثمئة رجل، يزيدون قليلاً أو ينقصون، ولكن أمهلوني حتى أنظر أللقوم كمين أو مدد»، فضرب في الوادي حتى أبعد، فلم ير شيئاً، فرجع إليهم فقال: «ما وجدت شيئاً، ولكني قد رأيت يا معشر قريشٍ البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع، قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم، والله ما أرى أن يُقتل رجلٌ منهم حتى يَقتلَ رجلاً منكم، فإذا أصابوا منكم أعدادكم، فما خير العيش بعد ذلك، فروا رأيكم»، ولكن [[أبا جهل|أبا جهلٍ]] رفَضَ العودة إلى [[مكة]] بدون قتال وأصر على المضي لقتال [[المسلمين]].<ref name="الرحيق المختوم" /> - -ولما وصل جيش [[مكة]] إلى [[بئر بدر|بدر]] دب فيهم الخلاف وتزعزعت صفوفهم الداخلية،<ref name="علي الصلابي" /> فعن [[ابن عباس]] أنه قال: لما نزل [[المسلمون]] وأقبل [[المشركون]]، نظر رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} إلى [[عتبة بن ربيعة]] وهو على جمل أحمر، فقال: {{اقتباس مضمن|إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر، إن يطيعوه يرشدوا}}، وكان عتبة يقول: «يا قوم أطيعوني في هؤلاء القوم فإنكم إن فعلتم لن يزال ذلك في قلوبكم، ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه وقاتل أبيه، فاجعلوا حقها برأسي وارجعوا»، فقال [[أبو جهل]]: «انتفخ والله سحره (أي جَبُنَ) حين رأى [[محمد|محمدًا]] وأصحابه، إنما [[محمد]] وأصحابه أكلة جزور لو قد التقينا»، فقال [[عتبة بن ربيعة|عتبة]]: "ستعلم من الجبان المفسد لقومه، أما والله إني لأرى قومًا يضربونكم ضربًا، أما ترون كأن رؤوسهم الأفاعي وكأن وجههم السيوف".<ref>مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي نور الدين، ج6 ص76، وقال: رواه البزار ورجاله ثقات</ref> واستفتح [[أبو جهل]] في ذلك اليوم فقال: «اللهم أقطعُنا للرحم، وآتانا بما لا نعرفه، فأحنه الغداة، اللهم أينا كان أحب إليك وأرضى عندك فانصره اليوم»، فنزلت في ذلك الآية: {{قرآن مصور|الأنفال|19}}.<ref name="الرحيق المختوم" /><ref>سورة الأنفال، الآية: 19</ref> - -=== بداية المعركة === -[[ملف:غزوة بدر الكبري.png|تصغير|تخطيط غزوة بدر الكبرى.]] -بدأت المعركة بخروج رجل من جيش [[قريش]] هو الأسود بن عبد الأسد المخزومي قائلاً: «أعاهد الله لأشربن من حوضهم، أو لأهدمنه، أو لأموتن دونه»، فخرج إليه [[حمزة بن عبد المطلب]]، فلما التقيا ضربه حمزة فأطَنَّ قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض، فوقع على ظهره تشخُب رجلُه دماً نحو أصحابه، ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه، يريد أن تُبَرَّ يمينُه، ولكن حمزة ثنى عليه بضربة أخرى أتت عليه وهو داخل الحوض.<ref name="الرحيق المختوم" /> - -وردّاً على ذلك، خرج من جيش [[قريش]] ثلاثة رجال هم: [[عتبة بن ربيعة]] وأخوه [[شيبة بن ربيعة]] وابنه [[الوليد بن عتبة]]، وطلبوا المبارزة، فخرج إليهم ثلاثة من [[الأنصار]] وهم: [[عوف بن الحارث|عوف]] و[[معوذ بن الحارث|معوذ]] ابنا الحارث (وأمهما عفراء) و[[عبد الله بن رواحة]]، ولكن الرسول أرجعهم؛ لأنه أحب أن يبارزهم بعض أهله وذوي قرباه،<ref name="علي الصلابي" /> وقيل أن رجال [[قريش]] هم من رفضوا مبارزة هؤلاء [[الأنصار]]، فقالوا لهم: «من أنتم؟»، قالوا: «رهط من [[الأنصار]]»، قالوا: «أكفاء كرام، ما لنا بكم حاجة، وإنما نريد بني عمنا»، ثم نادى مناديهم: «يا [[محمد]]، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا»،<ref name="الرحيق المختوم" /> فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|قم يا [[عبيدة بن الحارث]]، وقم يا [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]]، وقم يا [[علي بن أبي طالب|علي]]}}، وبارز [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]] [[شيبة بن ربيعة|شيبة]] فقتله، وبارز [[علي بن أبي طالب|علي]] [[الوليد بن عتبة|الوليد]] وقتله، وبارز [[عبيدة بن الحارث]] [[عتبة بن ربيعة|عتبة]] فضرب كل واحد منهما الآخر بضربة موجعة، فكرَّ [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]] [[علي بن أبي طالب|وعلي]] على [[عتبة بن ربيعة|عتبة]] فقتلاه، وحملا [[عبيدة بن الحارث|عبيدة]] وأتيا به إلى الرسول محمد، ولكن ما لبث أن تُوفّي متأثراً من جراحته، وقد قال عنه الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|أشهد أنك شهيد}}،<ref>المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة، عبد الكريم زيدان، ج2 ص126</ref> وفي هؤلاء الستة نزلت هذه الآيات من [[سورة الحج]]: {{قرآن مصور|الحج|19|20|21|22|23|24}}.<ref name="علي الصلابي" /><ref>سورة الحج، الآيات: 19-24</ref> - -ولما شاهد جيش [[قريش]] قتل الثلاثة الذين خرجوا للمبارزة غضبوا وهجموا على [[المسلمين]] هجومًا عامًا، فصمد وثبت له [[المسلمون]]، وهم واقفون موقف الدفاع، ويرمونهم بالنبل كما أمرهم الرسول محمد، وكان شعارُ [[المسلمين]]: {{اقتباس مضمن|أَحَد أَحَد}}،<ref name="علي الصلابي" /> ثم أمرهم الرسول بالهجوم قائلاً: {{اقتباس مضمن|شدوا}}، وواعدًا من يُقتل صابرًا محتسبًا بأن له [[الجنة]]، ومما زاد في نشاط [[المسلمين]] واندفاعهم في القتال سماعهم قول الرسول محمد: {{قرآن مصور|القمر|45}}.<ref>سورة القمر، الآية: 45</ref> - -ويؤمن [[المسلمون]] أن [[الله (إسلام)|الله تعالى]] قلل [[المشركين]] في أعين [[المسلمين]] و أكثر [[المسلمين]] في أعين [[المشركين]].<ref name="الرحيق المختوم، ص116: 118">الرحيق المختوم، ص116-118</ref> فقد كان الرسول قد رأى في منامه ليلة اليوم الذي التقى فيه الجيشان، رأى [[المشركين]] عددهم قليل، وقد قص رؤياه على أصحابه فاستبشروا خيرًا، جاء في [[القرآن]]: {{قرآن مصور|الأنفال|43|44}}.<ref>سورة الأنفال، الآيتان: 43-44</ref> ومعنى الآيتين أن الرسول رأى [[المشركين]] في منامه قليلاً، فقصّ ذلك على أصحابه فكان ذلك سببًا لثباتهم.<ref name="علي الصلابي" /> ووجه الحكمة في تقليل [[المسلمين]] في أعين [[المشركين]] هو أنهم إذا رأوهم قليلاً أقدموا على قتالهم غير خائفين ولا مبالين بهم، ولا آخذين الحذر منهم، فلا يقاتلون بجد واستعداد ويقظة وتحرز، ثم إذا ما التحموا بالقتال فعلاً تفجؤهم الكثرة فيبهتون ويهابون، وتُكسَر شوكتهم حين يرون ما لم يكن في حسابهم وتقديرهم، فيكون ذلك من أسباب خذلانهم وانتصار [[المسلمين]] عليهم<ref>[[تفسير الزمخشري]]، [[الزمخشري]]، ج2 ص225</ref><ref>[[تفسير ابن كثير]]، [[إسماعيل بن عمر بن كثير]]، ج2 ص315</ref> - -لقد ابتكر الرسول في قتاله مع أعدائه يوم بدر أسلوبًا جديدًا في مقاتلة الأعداء، لم يكن معروفًا من قبلُ عند [[العرب]]، فقاتل بنظام الصفوف،<ref>القيادة العسكرية، محمد الرشيد، ص401</ref> وهذا الأسلوب أشار إليه [[القرآن]] في [[سورة الصف]] في هذه الآية: {{قرآن مصور|الصف|4}}،<ref>سورة الصف، الآية: 4</ref> وصفة هذا الأسلوب: أن يكون المقاتلون على هيئة صفوف [[الصلاة في الإسلام|الصلاة]]، وتقل هذه الصفوف أو تكثر تبعًا لقلة المقاتلين أو كثرتهم، وتكون الصفوف الأولى من أصحاب الرماح لصد هجمات الفرسان، وتكون الصفوف التي خلفها من أصحاب النبال، لتسديدها من المهاجمين على الأعداء،<ref name="علي الصلابي" /> واتبع الرسولُ أسلوب الدفاع ولم يهاجم قوة [[قريش]]، وكانت توجيهاته التكتيكية التي نفذها جنوده سببًا في زعزعة مركز العدو، وإضعاف نفسيته، وبذلك تحقق النصر على العدو برغم تفوقه.<ref>مقومات النصر، أحمد أبو الشباب، ج2 ص154</ref> - -ويؤمن [[المسلمون]] أن [[الله (إسلام)|الله تعالى]] قد ألقى في قلوب أعدائهم الرعب في غزوة بدر، كما يؤمنون أنه تعالى قد أنزل [[الملائكة]] تقاتل معهم أعداءهم، وأن إمداده للمؤمنين [[الملائكة|بالملائكة]] أمر قطعي ثابت لا شك فيه،<ref name="علي الصلابي" /> فقد جاء في [[سورة الأنفال]]: {{قرآن مصور|الأنفال|12}}،<ref>سورة الأنفال، الآية: 12</ref> وفي [[سورة آل عمران]]: {{قرآن مصور|آل عمران|123|124}}،<ref>سورة آل عمران، الآيتان: 123-124</ref> كما قال الرسول محمد يوم بدر: {{اقتباس مضمن|هذا جبريل آخذُ برأس فرسه عليه أداة الحرب}}،<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي، باب فضل من شهد بدرًا، رقم: 3995</ref> وروي عن [[علي بن أبي طالب]] أنه قال: «فجاء رجل من [[الأنصار]] قصير [[العباس بن عبد المطلب|بالعباس بن عبد المطلب]] أسيرًا، فقال [[العباس بن عبد المطلب]]: «يا رسول الله، إن هذا والله ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجهًا على فرس أبلق ما أراه في القوم»، فقال الأنصاري: «أنا أسرته يا رسول الله»، فقال: {{اقتباس مضمن|اسكت فقد أيدك الله بملك كريم}}».<ref>صحيح السيرة النبوية، ص247</ref> - -وبدأت أمارات الفشل والاضطراب تظهر في صفوف [[قريش]]، واقتربت المعركة من نهايتها، وبدأت جموع [[قريش]] تفِرُّ وتنسحب، وانطلق [[المسلمون]] يأسرون ويقتلون حتى تمت على [[قريش]] الهزيمة.<ref name="الرحيق المختوم، ص116: 118" /> - -وقُتل القائد العام لجيش [[قريش]]، وهو [[عمرو بن هشام المخزومي]] المعروف عند [[المسلمين]] باسم [[أبي جهل]]، فقد قتله غلامان من [[الأنصار]] هما [[معاذ بن عفراء]] و[[معاذ بن عمرو بن الجموح]]، ويروي الصحابي [[عبد الرحمن بن عوف]] قصة مقتله فيقول: -{{اقتباس خاص|بينما أنا واقف في الصف يوم بدر، فنظرت عن يميني وشمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: «يا عم هل تعرف أبا جهل؟»، قلت: «نعم، وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟»، قال: «أُخبرت أنه يسب رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا»، قال: فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس فقلت: «ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه»، قال: فابتدراه بسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} فأخبراه، فقال: «أيكما قتله؟»، فقال كل واحد منهما: «أنا قتلته»، فقال: «هل مسحتما سيفيكما؟»، قالا: «لا»، فنظر في السيفين فقال: «كلاكما قتله»، وقضى بسَلَبِه [[معاذ بن عمرو بن الجموح|لمعاذ بن عمرو بن الجموح]]، وكانا [[معاذ بن عفراء|معاذاً بن عفراء]] و[[معاذ بن عمرو بن الجموح|معاذاً بن عمرو بن الجموح]].<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي، باب من شهد بدرًا، رقم: 3988</ref>}} - -== بعد المعركة == -[[ملف:شهداء بدر.jpg|تصغير|جدارية أسماء شهداء غزوة بدر.]] -انتهت معركة بدر بانتصار [[المسلمين]] على [[قريش]]، وكان قتلى [[قريش]] سبعين رجلاً، وأُسر منهم سبعون آخرون، وكان أكثرهم من قادة [[قريش]] وزعمائهم، وقُتل من [[المسلمين]] أربعة عشر رجلاً. - -منهم ستة من [[المهاجرين]] هم: - -#[[عبيدة بن الحارث]] المطلبي القرشي. -#[[عمير بن أبي وقاص]] الزهري القرشي. -#[[صفوان بن بيضاء|صفوان بن وهب]] الفهري القرشي. -#[[عاقل بن البكير]] الليثي الكناني. -#[[ذو الشمالين بن عبد عمرو]] الخزاعي. -#[[مهجع بن صالح]] العكي. - -وثمانية من [[الأنصار]] هم: - -#[[سعد بن خيثمة]] الأوسي. -#[[مبشر بن عبد المنذر]] العمري الأوسي. -#[[يزيد بن الحارث]] الخزرجي. -#[[عمير بن الحمام]] السَلَمي الخزرجي. -#[[رافع بن المعلى]] الزرقي الخزرجي. -#[[الحارث بن سراقة|حارث بن سراقة]] النجاري الخزرجي. -#[[معوذ بن الحارث]] النجاري الخزرجي. -#[[عوف بن الحارث]] النجاري الخزرجي. - -ولما تم النصر وانهزم جيش [[قريش]] أرسل الرسول محمد [[عبد الله بن رواحة]] و[[زيد بن حارثة]] ليبشرا [[المسلمين]] في [[المدينة المنورة|المدينة]] بانتصار [[المسلمين]] وهزيمة [[قريش]].<ref>المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة، عبد الكريم زيدان، ج2 ص133</ref> - -ومكث الرسول محمد في [[بئر بدر|بدرٍ]] ثلاثة أيام بعد المعركة، فقد روي عن أنس أنه قال: {{اقتباس مضمن|إنه {{صلى الله عليه وسلم}} كان إذا ظهر على قومٍ أقام بالعرصة ثلاث ليال}}.<ref>صحيح السيرة النبوية، ص250</ref> ودُفن من قُتل من [[المسلمين]] في أرض المعركة، ولم يرد ما يشير إلى الصلاة عليهم، ولم يُدفن أحد منهم خارج [[بئر بدر|بدر]]،<ref>موسوعة نضرة النعيم، ج1 ص291</ref> ووقف الرسول محمد على القتلى من [[قريش]] فقال: {{اقتباس مضمن|بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم، كذبتموني وصدقني الناس، وخذلتموني ونصرني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس}}،<ref>[[زاد المعاد في هدي خير العباد]]، [[ابن قيم الجوزية]]، ج3 ص187</ref> ثم أمر بهم، فسحبوا إلى قليب من قلب بدر فطُرحوا فيه، ثم وقف عليهم فقال: {{اقتباس مضمن|يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا فلان، ويا فلان، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقًا}}، فقال [[عمر بن الخطاب]]: «يا رسول الله! ما تخاطب من أقوام قد جيفوا؟»، فقال: {{اقتباس مضمن|والذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم}}.<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل رقم: 3976</ref><ref>[[صحيح مسلم]]، [[مسلم بن الحجاج]]، رقم: 2873، 2874</ref> - -=== أسرى قريش === -[[ملف:غزوه بدر.ar.png|تصغير|يمين|خريطة تُظهر موقعَ مُخيميّ [[المسلمين]] و [[المشركين]] وقبورَ كل من قتلى الفريقين]] -[[ملف:Ali Beheading Nadr ibn al-Harith in the Presence of the Prophet Muhammad. Miniature from volume 4 of a copy of Mustafa al-Darir’s Siyar-i-Nabi. Istanbul; c. 1594 The David Col..jpg|تصغير|يسار|رسم [[تركيا|تركي]] [[عثماني]] يَظهر فيه [[النضر بن الحارث|النضرُ بن الحارث]] بعد أن قتله المسلمون]] -لما انتصر [[المسلمون]] يوم بدر ووقع في أيديهم سبعون أسيراً، قال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟}}، فقال [[أبو بكر الصديق]]: «يا رسول الله قومك وأهلك، استبقهم واستأْنِ بهم لعل الله أن يتوب عليهم»، وقال [[عمر بن الخطاب|عمر]]: «يا رسول الله، أخرجوك وكذبوك، قرِّبهم فاضرب أعناقهم»، وقال [[عبد الله بن رواحة]]: «يا رسول الله، انظر واديًا كثير الحطب، فأدخلهم فيه ثم اضرم عليهم نارًا»، فقال [[العباس بن عبد المطلب|العباس]]: «قطعت رحمك»، فدخل الرسول محمد ولم يَرُدَّ عليهم شيئاً، فقال ناس: «يأخذ بقول [[أبي بكر الصديق|أبي بكر]]»، وقال ناس: «يأخذ بقول [[عمر بن الخطاب|عمر]]»، وقال ناس: «يأخذ بقول [[عبد الله بن رواحة]]»، فخرج عليهم الرسول محمد فقال: {{اقتباس مضمن|إن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن، وإن الله ليشد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة، وإن مثلك يا [[أبا بكر]] كمثل [[إبراهيم]] عليه السلام قال: «فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» ومثلك يا [[أبا بكر]] كمثل [[عيسى بن مريم|عيسى]] قال: {{قرآن مصور|المائدة|118}}،<ref>سورة المائدة، الآية: 118</ref> وإن مثلك يا [[عمر بن الخطاب|عمر]] كمثل [[نوح]] إذ قال: {{قرآن مصور|نوح|26}}<ref>سورة نوح، الآية: 26</ref>، وإن مثلك يا [[عمر بن الخطاب|عمر]] كمثل [[موسى]] قال: {{قرآن مصور|يونس|88}}<ref>سورة يونس، الآية: 88</ref>}}، ثم قال: {{اقتباس مضمن|أنتم عالة، فلا ينفلتن منهم أحد إلا بفداء أو ضرب عنق}}، قال [[عبد الله بن مسعود]]: «يا رسول الله، إلا سهيل بن بيضاء فإنه يذكر الإسلام»، فسكت الرسول محمد، يقول [[عبد الله بن مسعود|ابن مسعود]]: «فما رأيتُني في يوم أخوف أن تقع علي حجارة من السماء في ذلك اليوم»، حتى قال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|إلا سهيل بن بيضاء}}، فنزلت الآية: {{قرآن مصور|الأنفال|67}}.<ref>سورة الأنفال، الآية: 67</ref><ref>[[مسند أحمد]]، ج1 ص373</ref><ref>[[تفسير ابن كثير]]، [[إسماعيل بن عمر بن كثير]]، ج2 ص325</ref> - -لقد كانت معاملة الرسول محمد للأسرى بأساليب متعددة، فهناك من قتله، وبعضهم قبل فيهم الفداء، والبعض الآخر منَّ عليهم، وآخرون اشترط عليهم تعليم عشرة من أبناء [[المسلمين]] مقابل المنِّ عليهم.<ref name="علي الصلابي" /> وكان الذين قتلهم [[المسلمون]] من الأسرى في بدر: [[عقبة بن أبي معيط]] و[[النضر بن الحارث]]، ويرى [[المسلمون]] أن قتلهم ضرورة تقتضيها المصلحة العامة لدعوة [[الإسلام]] الفتية،<ref>غزوة بدر الكبرى، محمد أحمد باشميل، ص162</ref> فقد كانا من أكبر دعاة الحرب ضد [[الإسلام]]، فبقاؤهما يعد مصدر خطر كبير على [[الإسلام]]،<ref name="علي الصلابي" /> فقد كان [[النضر بن الحارث]] يؤذي الرسول محمداً وينصب له العداوة، وكان قد قدم الحيرة، وتعلم بها أحاديث ملوك [[فرس (مجموعة إثنية)|الفرس]] وأحاديث [[رستم]] و[[إسفنديار]]، فكان إذا جلس الرسول محمد مجلسًا فذكَّر فيه بالله، وحذر قومه ما أصاب قبْلَهم من الأمم من نقمة [[الله (إسلام)|الله]]، خلفه في مجلسه إذا قام، ثم قال: «أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثًا منه، فهلم إليَّ فأنا أحدثكم أحسن من حديثه»، ثم يحدثهم عن ملوك [[بلاد فارس|فارس]] و[[رستم]] و[[إسفنديار]]، ثم يقول: «بماذا محمد أحسن حديثًا مني؟».<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج1 ص439-440</ref> فلما أسره [[المسلمون]] أمر الرسول محمد بقتله، فقتله [[علي بن أبي طالب]].<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص255</ref> -[[ملف:Umar Farrukh's Prisoner teaching Muslim Children.png|تصغير|أحد أسرى قُريش وهو يُعلِّم أولاد المُسلمين لقاء حُريَّته.]] -ولما رجع الرسول محمد إلى [[المدينة المنورة]] فرَّق الأسرى بين أصحابه، وقال لهم: {{اقتباس مضمن|استوصوا بهم خيرًا}}،<ref>[[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير]]، ج3 ص306</ref> وقد روي عن [[أبي عزيز بن عمير]] أخي [[مصعب بن عمير]] أنه قال: {{اقتباس مضمن|كنت في الأسرى يوم بدر، فقال رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}: {{اقتباس مضمن|استوصوا بالأسارى خيرًا}}، وكنت في نفر من [[الأنصار]]، فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم أكلوا [[التمر]]، وأطعموني البُرَّ لوصية رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}}}.<ref>مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي نور الدين، ج6 ص86، وقال: رواه [[الطبراني]] في الصغير والكبير وإسناده حسن</ref> - -وقال [[أبو العاص بن الربيع]]: «كنت في رهط من [[الأنصار]] جزاهم الله خيرًا، كنا إذا تعشينا أو تغدينا آثروني بالخبز وأكلوا [[التمر]]، والخبز معهم قليل، والتمر زادهم، حتى إن الرجل لتقع في يده كسرة فيدفعها إليَّ»، وكان [[الوليد بن الوليد بن المغيرة]] يقول مثل ذلك ويزيد: «وكانوا يحملوننا ويمشون».<ref>المغازي، [[الواقدي]]، ج1 ص119</ref> - -وبعثت [[قريش]] إلى الرسول محمد في فداء أسراهم، ففدى كلُّ قوم أسيرَهم بما رضوا،<ref name="علي الصلابي" /> وكان ناس من الأسرى يوم بدر ليس لهم فداء، فجعل الرسول فداءهم أن يعلِّموا أولاد [[الأنصار]] الكتابة،<ref>صحيح السيرة النبوية، ص261، رواه [[ابن عباس]]</ref> وبذلك شرع الأسرى يعلِّمون غلمان [[المدينة المنورة|المدينة]] القراءة والكتابة، وكل من يعلِّم عشرة من الغلمان يفدي نفسه.<ref>التربية القيادية، ج3 ص74</ref> - -=== نتائج المعركة === -كان من نتائج غزوة بدر أن قويت شوكة [[المسلمين]]، وأصبحوا مرهوبين في [[المدينة المنورة|المدينة]] وما جاورها،<ref name="علي الصلابي" /> كما أصبح للدولة الإسلامية الجديدة مصدرٌ للدخل من غنائم [[الجهاد]]؛ وبذلك انتعش حال [[المسلمين]] المادي والاقتصادي بما غنموا من غنائم بعد بؤس وفقر شديدين داما تسعة عشر شهرًا.<ref>التاريخ السياسي والعسكري، علي معطي، ص274-275</ref> - -أما نتائج الغزوة بالنسبة [[قريش|لقريش]] فكانت خسارة فادحة، فقد قُتل فيها [[عمرو بن هشام المخزومي|أبو جهل عمرو بن هشام]] و[[أمية بن خلف]] و[[عتبة بن ربيعة]] وغيرهم من زعماء [[قريش]] الذين كانوا من أشد القرشيين شجاعةً وقوةً وبأسًا، ولم تكن غزوة بدر خسارة حربية [[قريش|لقريش]] فحسب، بل خسارة معنوية أيضاً، ذلك أن [[المدينة المنورة|المدينة]] لم تعد تهدد تجارتها فقط، بل أصبحت تهدد أيضاً سيادتها ونفوذها في [[الحجاز]] كله.<ref>التاريخ السياسي والعسكري، ص375-376</ref> - -== موقع بدر == -[[ملف:Battle of Badr 1.jpg|تصغير|موقع غزوة بدر في الوقت الحالي]] -{{مفصلة|بئر بدر}} -تقع بدر جنوب غرب [[المدينة المنورة]]، والمسافة بينها وبين [[المدينة المنورة|المدينة]] بطرق القوافل القديمة التي سلكها الرسول حوالي 257,5 كيلومتراً (160 ميلاً)، كما أنها تقع شمالي [[مكة]]، والمسافة بينها وبين [[مكة]] بطرق القوافل القديمة التي سلكها جيش [[قريش]] حوالي 402,3 كيلومتراً (250 ميلاً). - -أما المسافة اليوم بين [[مكة]] وبدر بطرق السيارات فهي 343 كيلومتراً، والمسافة بين [[المدينة المنورة|المدينة]] وبدر بهذا الطريق هي 153 كيلومتراً، وأما المسافة بين بدر وساحل [[البحر الأحمر]] الواقع غربيها فهي حوالي ثلاثين كيلومتراً.<ref>غزوة بدر الكبرى، محمد أحمد باشميل، طبعة دار الفكر، ص17</ref> - -== غزوة بدر في الأدب والثقافة == -يَعُدّ [[المسلمون]] غزوةَ بدرٍ مصدرَ فخرٍ لهم ولتاريخهم، ولذلك فقد تعددت القصائد التي تتناول هذه الغزوة قديماً وحديثاً، ومن أشهر هذه القصائد قصيدة الصحابي [[حسان بن ثابت]] التي يقول فيها:<ref>أحكام القرآن، [[أبو بكر بن العربي|القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الإشبيلي المالكي]]، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان</ref> -{{بداية قصيدة}} -{{بيت|'''عَرَفْت دِيَارَ زَيْنَبَ بِالْكَثِيبِ'''|'''كَخَطِّ الْوَحْيِ فِي الْوَرَقِ الْقَشِيبِ'''}} -{{بيت|'''تَدَاوَلَهَا الرِّيَاحُ وَكُلُّ جَوْنٍ'''|'''مِنْ الْوَسْمِيِّ مُنْهَمِرٍ سَكُوبِ'''}} -{{بيت|'''فَأَمْسَى رَبْعُهَا خَلِقًا وَأَمْسَتْ'''|'''يَبَابًا بَعْدَ سَاكِنِهَا الْحَبِيبِ'''}} -{{بيت|'''فَدَعْ عَنْك التَّذَكُّرَ كُلَّ يَوْمٍ'''|'''وَرَوِّ حَرَارَةَ الصَّدْرِ الْكَئِيبِ'''}} -{{بيت|'''وَخَبِّرْ بِاَلَّذِي لَا عَيْبَ فِيهِ'''|'''بِصِدْقٍ غَيْرَ أَخْبَارِ الْكَذُوبِ'''}} -{{بيت|'''بِمَا صَنَعَ الْمَلِيكُ غَدَاةَ بَدْرٍ'''|'''لَنَا فِي [[مشرك|الْمُشْرِكِينَ]] مِنْ النَّصِيبِ'''}} -{{بيت|'''غَدَاةَ كَأَنَّ جَمْعَهُمْ حِرَاءٌ'''|'''بَدَتْ أَرْكَانُهُ جُنْحَ الْغُرُوبِ'''}} -{{بيت|'''فَلَاقَيْنَاهُمْ مِنَّا بِجَمْعٍ'''|'''كَأُسْدِ الْغَابِ مُرْدَانٍ وَشِيبِ'''}} -{{بيت|'''أَمَامَ [[محمد بن عبد الله|مُحَمَّدٍ]] قَدْ وَازَرُوهُ'''|'''عَلَى الْأَعْدَاءِ فِي لَفْحِ الْحُرُوبِ'''}} -{{بيت|'''بِأَيْدِيهِمْ صَوَارِمُ مُرْهَفَاتٌ'''|'''وَكُلُّ مُجَرَّبٍ خَاظِي الْكُعُوبِ'''}} -{{بيت|'''[[الأوس|بَنُو الْأَوْسِ]] الْغَطَارِفُ وَازَرَتْهَا'''|'''بَنُو النَّجَّارِ فِي الدِّينِ الصَّلِيبِ'''}} -{{بيت|'''فَغَادَرْنَا [[أبو جهل|أَبَا جَهْلٍ]] صَرِيعًا'''|'''وَ[[عتبة بن ربيعة|عُتْبَةَ]] قَدْ تَرَكْنَا بِالْجَبُوبِ'''}} -{{بيت|'''وَ[[شيبة بن ربيعة|شَيْبَةَ]] قَدْ تَرَكْنَا فِي رِجَالٍ'''|'''ذَوِي حَسَبٍ إذَا نُسِبُوا حَسِيبِ'''}} -{{بيت|'''يُنَادِيهِمْ [[محمد بن عبد الله|رَسُولُ اللَّهِ]] لَمَّا'''|'''قَذَفْنَاهُمْ كَبَاكِبَ فِي الْقَلِيبِ'''}} -{{بيت|'''أَلَمْ تَجِدُوا كَلَامِي كَانَ حَقًّا'''|'''وَأَمْرُ [[الله (إسلام)|اللَّهِ]] يَأْخُذُ بِالْقُلُوبِ'''}} -{{بيت|'''فَمَا نَطَقُوا، وَلَوْ نَطَقُوا لَقَالُوا'''|'''صَدَقْت، وَكُنْت ذَا رَأْيٍ مُصِيبِ'''}} -{{نهاية قصيدة}} - -وكان أيضاً مما قيل من الشعر في يوم بدر، وترادَّ به [[المسلمون]] بينهم لِما كان فيه، قول الصحابي [[حمزة بن عبد المطلب]]:<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، الطبعة الثانية، 1375هـ-1955م، ج2 ص8-9</ref> - -{{بداية قصيدة}} -{{بيت|'''ألم تر أمراً كان من عجب الدهرِ'''|'''وللحين أسباب مبينة الأمرِ'''}} -{{بيت|'''وما ذاك إلا أن قوماً أفادهم'''|'''فحانوا تواص بالعقوق وبالكفرِ'''}} -{{بيت|'''عشية راحوا نحو بدر بجمعهم'''|'''فكانوا رهوناً للركية من بدرِ'''}} -{{بيت|'''وكنا طلبنا العير لم نبغِ غيرها'''|'''فساروا إلينا فالتقينا على قدرِ'''}} -{{بيت|'''فلما التقينا لم تكن مثنويةٌ'''|'''لنا غيرَ طعن بالمثقفة السمرِ'''}} -{{بيت|'''وضربٍ ببيض يختلي الهام حدّها'''|'''مشهرة الألوان بينة الأثرِ'''}} -{{بيت|'''ونحن تركنا [[عتبة بن ربيعة|عتبة]] الغيّ ثاوياً'''|'''و[[شيبة بن ربيعة|شيبة]] في القتلى تجرجم في الجفر'''}} -{{بيت|'''و[[عمرو بن هشام المخزومي|عمرو]] ثوى فيمن ثوى من حماتهم'''|'''فشقت جيوب النائحات على [[عمرو بن هشام المخزومي|عمرو]]'''}} -{{بيت|'''جيوب نساء من [[لؤي بن غالب|لؤي]] بن [[غالب بن فهر|غالب]]'''|'''كرام تفرعن الذوائب من [[فهر بن مالك|فهرِ]]'''}} -{{بيت|'''أولئك قوم قُتلوا في ضلالهم'''|'''وخلوا لواءً غير محتضر النصرِ'''}} -{{بيت|'''لواء ضلال قاد [[إبليس]] أهله'''|'''فخاس بهم، إن [[إبليس|الخبيث]] إلى غدرِ'''}} -{{بيت|'''وقال لهم، إذ عاين الأمر واضحاً'''|'''برئت إليكم ما بي اليوم من صبرِ'''}} -{{بيت|'''فإني أرى ما لا ترون وإنني'''|'''أخاف عقاب [[الله]] و[[الله]] ذو قسرِ'''}} -{{بيت|'''فقدمهم للحين حتى تورطوا'''|'''وكان بما لم يخبر القوم ذا خبرِ'''}} -{{بيت|'''فكانوا غداة البئر ألفاً وجمعنا'''|'''ثلاث مئين كالمسدمة الزهرِ'''}} -{{بيت|'''وفينا [[ملائكة|جنود الله]] حين يمدنا'''|'''بهم في مقام ثم مستوضح الذكرِ'''}} -{{بيت|'''فشد بهم [[جبريل]] تحت لوائنا'''|'''لدى مأزق فيه مناياهم تجري'''}} -{{نهاية قصيدة}} - -== غزوة بدر في السينما والتليفزيون == -مُثِّلت غزوة بدر في [[فيلم الرسالة]] الذي أخرجه المخرج السوري [[مصطفى العقاد]]، ولعب فيه دورَ [[حمزة بن عبد المطلب]] الممثلُ [[عبد الله غيث]] (والممثل [[أنتوني كوين]] في النسخة الإنجليزية من الفيلم)، ولعب دورَ [[أبي جهل]] الممثلُ [[حسن الجندي]]. ومثلت غزوة بدر أيضاً في [[مسلسل عمر بن الخطاب]] الذي عرض لأول مرة في [[شهر رمضان]] عام [[2012]]م. - -== المصادر == -<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px"> -{{مراجع|2}} -</div> - -== وصلات خارجية == -{{تصنيف كومنز|Battle of Badr}} -* [http://islamstory.com/غزوة-بدر-الكبرى-يوم-الفرقان غزوة بدر الكبرى.. يوم الفرقان - موقع قصة الإسلام.] -* [http://www.4muhammed.com/serah/84-غزوة-بدر-الكبرى-أول-معركة-من-معارك-الإسلام-الفاصلة- غزوة بدر الكبرى أول معركة من معارك الإسلام الفاصلة - موقع الرحيق المختوم.] -* [http://www.saaid.net/mohamed/276.htm غزوة بدر الكبرى.. وعلاقة القائد بجنده - موقع صيد الفوائد.] -{| border="2" align="center" width="60%" -|- -|width="30%" align="center"|'''قبلها:'''<br />'''[[غزوة بدر الأولى]]''' -|width="40%" align="center"|[[غزوات الرسول]]<br /> غزوة بدر -|width="30%" align="center"|'''بعدها:'''<br />'''[[غزوة بني سليم]]''' -|} -{{غزوات الرسول}} -{{مواضيع الإسلام}} -{{شريط سفلي محمد}} -{{شخصيات وأسماء مذكورة في القرآن}} -{{شهر رمضان}} -{{ضبط استنادي}} -{{شريط بوابات|الإسلام|الحرب|التاريخ الإسلامي|محمد}} -{{شريط محتوى متميز|مختارة|النسخة=9870590|تاريخ=28 نوفمبر 2012}} - [[تصنيف:غزوة بدر]] [[تصنيف:2 هـ]] '
حجم الصفحة الجديد (new_size)
380
حجم الصفحة القديم (old_size)
80284
الحجم المتغير في التعديل (edit_delta)
-79904
السطور المضافة في التعديل (added_lines)
[ 0 => 'بد{{غزوة بدر}}' ]
السطور المزالة في التعديل (removed_lines)
[ 0 => '{{معلومات نزاع عسكري', 1 => '| اسم_النزاع = غزوة بدر الكبرى', 2 => '| جزء_من = [[غزوات الرسول محمد]]', 3 => '| تاريخ = [[17 رمضان]] [[2هـ]] / [[13 مارس]] [[624]]م', 4 => '| مكان = آبار بدر، 130 كم جنوب غرب [[المدينة المنورة]]', 5 => '| صورة = Siyer-i Nebi - Gabriel -dschabrail- und weitere Engel unterstützen die Muslime während der Schlacht von Badr (cropped).jpg', 6 => '| تعليق = مُنمنمة [[الدولة العثمانية|عثمانية]] تصور هجوم فرسان المسلمين في غزوة بدر', 7 => '| إحداثيات = {{Coord|23|44|N|38|46|E|region:SA_type:event|display=title}}', 8 => '| خط_عرض = 23.733333', 9 => '| خط_طول = 38.766667', 10 => '| حجم_الخريطة = 270', 11 => '| نتيجة = انتصار [[المسلمين]]', 12 => '| خصم1 = {{المسلمون}}', 13 => '| خصم2 = {{قريش}}', 14 => '| قائد1 = [[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[النبي محمد]]</small>', 15 => '[[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[حمزة بن عبد المطلب]]</small><br />', 16 => '[[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[أبو بكر الصديق]]</small><br />', 17 => '[[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[عمر بن الخطاب]]</small><br />', 18 => '[[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[علي بن أبي طالب]]</small>', 19 => '| قائد2 = [[ملف:Bani-Ummaiya flag.png|23px]] <small>[[أبو جهل]]</small> {{قفم}}', 20 => '[[ملف:Bani-Ummaiya flag.png|23px]] <small>[[عتبة بن ربيعة]]</small> {{قفم}}<br />', 21 => '[[ملف:Bani-Ummaiya flag.png|23px]] <small>[[أمية بن خلف]]</small> {{قفم}}', 22 => '| قوة1 = 313 - 340 مقاتل<br /> فارسان اثنان', 23 => '| قوة2 = 1,000 مقاتل<br />200 - 100 فارس', 24 => '| خسائر1 = 14 شهيداً<br /> 6 من [[المهاجرين]]<br /> 8 من [[الأنصار]]', 25 => '| خسائر2 = 70 قتيلاً<br />70 أسيراً', 26 => '}}', 27 => '{{غزوة بدر}}', 28 => ''''غزوة بدر''' (وتُسمى أيضاً بـ '''غزوة بدر الكبرى''' و'''بدر القتال''' و'''يوم الفرقان''') هي غزوة وقعت في [[17 رمضان|السابع عشر من رمضان]] في [[2 هـ|العام الثاني من الهجرة]] (الموافق [[13 مارس]] [[624]]م) بين [[المسلمين]] بقيادة [[محمد|الرسول محمد]] {{صلى الله عليه وسلم}}، و[[قبيلة قريش]] ومن حالفها من [[العرب]] بقيادة [[عمرو بن هشام المخزومي|عمرو بن هشام المخزومي القرشي]]. وتُعد غزوةُ بدر أولَ معركةٍ من معارك الإسلام الفاصلة،<ref name="الرحيق المختوم">[[الرحيق المختوم]]، [[صفي الرحمن المباركفوري]]، الناشر: دار الهلال - بيروت، الطبعة الأولى</ref> وقد سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى [[محافظة بدر|منطقة بدر]] التي وقعت المعركة فيها، وبدر بئرٌ مشهورةٌ تقع بين [[مكة]] و[[المدينة المنورة]].<ref>معجم اللغة العربية المعاصرة، أحمد مختار عبد الحميد عمر بمساعدة فريق عمل، عالم الكتب، الطبعة الأولى، 1429هـ-2008م</ref>', 29 => '', 30 => 'بدأت المعركة بمحاولة [[المسلمين]] اعتراضَ عيرٍ [[قريش|لقريشٍ]] متوجهةٍ من [[الشام]] إلى [[مكة]] يقودها [[أبو سفيان بن حرب]]، ولكن [[أبا سفيان]] تمكن من الفرار بالقافلة، وأرسل رسولاً إلى [[قريش]] يطلب عونهم ونجدتهم، فاستجابت [[قريش|قريشٌ]] وخرجت لقتال [[المسلمين]]. كان عددُ [[المسلمين]] في غزوة بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، معهم فَرَسان وسبعون جملاً، وكان تعدادُ جيش [[قريش]] ألفَ رجلٍ معهم مئتا فرس، أي كانوا يشكِّلون ثلاثة أضعاف جيش [[المسلمين]] من حيث العدد تقريباً. وانتهت غزوة بدر بانتصار [[المسلمين]] على [[قريش]] وقتل قائدهم [[عمرو بن هشام المخزومي|عمرو بن هشام]]، وكان عدد من قُتل من [[قريش]] في غزوة بدر سبعين رجلاً وأُسر منهم سبعون آخرون، أما [[المسلمون]] فلم يُقتل منهم سوى أربعة عشر رجلاً، ستة منهم من [[المهاجرين]] وثمانية من [[الأنصار]]. تمخَّضت عن غزوة بدر عدة نتائج نافعةٍ بالنسبة [[المسلمين|للمسلمين]]، منها أنهم أصبحوا مهابين في [[المدينة المنورة|المدينة]] وما جاورها، وأصبح لدولتهم مصدرٌ جديدٌ للدخل وهو [[غنيمة|غنائم المعارك]]، وبذلك تحسّن حالُ [[المسلمين]] الماديّ و[[اقتصاد|الاقتصاديّ]] والمعنويّ.', 31 => '', 32 => '== قبل المعركة ==', 33 => '=== سبب المعركة ===', 34 => 'خرج الرسول [[محمد]] في شهري [[جمادى الأولى (شهر)|جمادى الأولى]] و[[جمادى الآخرة (شهر)|جمادى الآخرة]] سنة [[2 هـ]] في مئة وخمسين أو مئتين من [[المهاجرين]] لاعتراض عير [[قريش|لقريش]] ذاهبة من [[مكة]] إلى [[الشام]]، فلما وصل مكاناً يُسمى "ذا العشيرة" وجد العير قد فاتته بأيام.<ref name="الرحيق المختوم"/> فلما اقترب رجوع العير من [[الشام]] إلى [[مكة]]، بعث [[الرسول محمد|الرسول محمدٌ]] [[طلحة بن عبيد الله]] و[[سعيد بن زيد]] إلى الشَّمال ليقوما باكتشاف خبرها، فوصلا إلى منطقة تسمى [[الحوراء]]، ومكثا حتى مر بهما [[أبو سفيان بن حرب]] بالعير، فأسرعا إلى [[المدينة المنورة|المدينة]] وأخبرا الرسول محمداً بالخبر.<ref name="الرحيق المختوم"/> وقد كانت هذه العير قافلةً تجاريةً كبيرةً قادمةً من [[الشام]] تحمل أموالاً عظيمةً [[قريش|لقريش]]، وكان يقودها [[أبو سفيان بن حرب|أبو سفيان]]، ويقوم على حراستها بين ثلاثين وأربعين رجلاً.<ref>جوامع السيرة، [[علي بن حزم الأندلسي]]، تحقيق الدكتور إحسان عباس والدكتور ناصر الدين الأسد، دار إحياء السنة، طبعة سنة [[1368 هـ]]، باكستان، ص107</ref>', 35 => '', 36 => 'لقد أرسل [[الرسول محمد|الرسول محمدٌ]] [[بسبس بن عمرو الجهني|بَسْبَس بن عمرو]] ليقوم بجمع المعلومات عن القافلة، فلما عاد [[بسبس بن عمرو الجهني|بسبس]] بالخبر اليقين، ندب [[الرسول محمد|الرسول محمدٌ]] أصحابه للخروج وقال لهم: {{اقتباس مضمن|هذه عير [[قريش]] فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل [[الله]] ينفلكموها}}،<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام|أبو محمد عبد الملك بن هشام]]، دار الفكر، بدون تاريخ، ج2 ص61، بسند صحيح إلى [[ابن عباس]]</ref> ولكن [[الرسول محمد|الرسول محمداً]] لم يعزم على أحد بالخروج، لأنه لم يكن يتوقع عند هذا الخروج أنه خارج للقتال في معركة مع [[قريش]]، ولذلك تخلَّف كثير من [[الصحابة]] في [[المدينة المنورة|المدينة]]، ولم يُنكِر على أحد تخلفه في هذه الغزوة،<ref name="الرحيق المختوم"/> ومن المؤكد أنه حين خرج [[الرسول محمد]] من [[المدينة المنورة|المدينة]] لم يكن في نيته قتال، وإنما كان قصده عيرَ [[قريش|قريشٍ]] التي كانت فيها أموالٌ كان جزءٌ منها [[المهاجرين|للمهاجرين]] [[المسلمين]] من أهل [[مكة]]، وقد استولت عليها [[قريش]] ظلمًا وعدوانًا.<ref name="علي الصلابي"/>', 37 => '', 38 => '=== خروج المسلمين من المدينة المنورة ===', 39 => 'خرج [[الرسول محمد|الرسول محمدٌ]] [[المسلمون|والمسلمون]] من [[المدينة المنورة]] في [[12 رمضان|اليوم الثاني عشر من شهر رمضان]] في [[2هـ|السنة الثانية للهجرة]]،<ref name="علي الصلابي">السيرة النبوية - عرض وقائع وتحليل أحداث، [[علي محمد الصلابي]]، الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان، الطبعة السابعة، [[1429هـ]]-[[2008]]م</ref> وعندما خرج [[المسلمون]] إلى [[بئر بدر|بدر]] كلّف الرسولُ [[عبد الله بن أم مكتوم|عبدَ الله بنَ أم مكتوم]] بالصلاة بالناس في [[المدينة المنورة]]، ثم أعاد [[بشير بن عبد المنذر|أبا لبابة الأنصاري]] من منطقة تسمى الروحاء إلى [[المدينة المنورة|المدينة]] وعيَّنه أميرًا عليها.<ref name="البداية والنهاية 3/ 260">[[البداية والنهاية]]، [[إسماعيل بن عمر بن كثير|أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي]]، دار الريان للتراث، ج3 ص260</ref><ref>[[المستدرك على الصحيحين (كتاب)|المستدرك على الصحيحين]]، [[محمد الحاكم النيسابوري]]، ج3 ص632</ref> وأرسل الرسول اثنين من أصحابه إلى [[بئر بدر|بدر]]، وهما عدي بن الزغباء الجهني و[[بسبس بن عمرو الجهني]]<ref>الطبقات لابن سعد (2/ 24)</ref> طليعةً للتعرف على أخبار القافلة، فرجعا إليه بخبرها.<ref>[[كتاب الطبقات الكبير]]، [[محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري]]، ج2 ص42، بإسناد صحيح</ref>', 40 => '', 41 => 'وقد كان عددُ [[الصحابة]] الذين رافقوا الرسول محمداً في غزوته هذه إلى [[بئر بدر|بدر]] بضعةَ عشر وثلاثمئة رجل،<ref>هذه رواية [[الإمام البخاري]]، [[فتح الباري شرح صحيح البخاري]]، [[ابن حجر العسقلاني]]، ج7 ص290-292</ref> وقيل بأنهم ثلاثمئة وتسعة عشرة رجلاً،<ref>هذه رواية [[مسلم بن الحجاج|الإمام مسلم]]، شرح [[يحيى بن شرف النووي|النووي]]، ج12 ص84</ref> وقيل أن عدد الصحابة البدريين ثلاثمئة وأربعون صحابياً،<ref>[[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير]]، ج3 ص314</ref> وقيل هم ثلاثمئة وثلاثة عشر أو أربعة عشر أو سبعة عشر، واحد وستون منهم من [[الأوس]]، ومئة وسبعون من [[الخزرج]]، والباقي من [[المهاجرين]].<ref name="الرحيق المختوم"/> وكانت قوات [[المسلمين]] في غزوة بدر لا تمثل القدرة العسكرية القصوى للدولة الإسلامية، ذلك أنهم إنما خرجوا لاعتراض قافلة واحتوائها، ولم يكونوا يعلمون أنهم سوف يواجهون قوات [[قريش]] وأحلافها مجتمعة للحرب.<ref name="علي الصلابي"/> فلم يكن معهم إلا فَرَسان، فرس [[الزبير بن العوام|للزبير بن العوام]]، وفرس [[المقداد بن الأسود|للمقداد بن الأسود الكندي]]، وكان معهم سبعون بعيراً،<ref name="الرحيق المختوم"/> ونظراً لقلة عدد البعير مقارنة بعدد [[المسلمين]]، فإن [[المسلمين]] كانوا يتناوبون ركوب البعير، قال [[ابن مسعود]]: كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلَي رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}، وكانت عقبة رسول الله، فقالا: «نحن نمشي عنك»، فقال: {{اقتباس مضمن|ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما}}.<ref>[[مسند أحمد]]، ج1 ص411، رقم: 3901، وصحّح إسناده أحمد شاكر</ref>', 42 => '', 43 => 'وقد كتم النبي خبر الجهة التي يقصدها عندما أراد الخروج إلى [[بئر بدر|بدر]]، حيث قال: {{اقتباس مضمن|إن لنا طلبةً فمن كان ظهره حاضرًا فليركب معنا}}.<ref>[[صحيح مسلم]]، [[مسلم بن الحجاج]]، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية، 1972م، كتاب الإمارة ج3 ص1510، رقم: 1901</ref> وبعد خروج [[المسلمين]] من [[المدينة المنورة|المدينة]] في طريقهم إلى ملاقاة عير [[أبو سفيان بن حرب|أبي سفيان]]، وصلوا إلى منطقة تُسمى "بيوت السقيا" خارج [[المدينة المنورة|المدينة]]، فعسكر فيها [[المسلمون]]، واستعرض [[الرسول محمد|الرسول محمدٌ]] من خرج معه فَرَدَّ من ليس له قدرة على المضي والقتال من جيش [[المسلمين]]، ومنهم [[البراء بن عازب]]، و[[عبد الله بن عمر]] لصغرهما، وكانا قد خرجا مع جيش [[المسلمين]] راغبين وعازمين على الاشتراك في [[الجهاد]].<ref>السيرة النبوية، أبو شهبة، ج2 ص124</ref>', 44 => '', 45 => 'ودفع [[الرسول محمد|الرسولُ محمدٌ]] لواءَ القيادة العامة إلى [[مصعب بن عمير|مصعب بن عمير العبدري القرشي]]، وكان هذا اللواء أبيض اللون، وقسم جيشه إلى كتيبتين: كتيبة [[المهاجرين]]، وأعطى علمها [[علي بن أبي طالب]]، وكتيبة [[الأنصار]]، وأعطى علمها [[سعد بن معاذ|سعداً بن معاذ]]، وجعل على قيادة الميمنة [[الزبير بن العوام]]، وعلى الميسرة [[المقداد بن عمرو]] -وكانا هما الفارسين الوحيدين في الجيش- وجعل على الساقة [[قيس بن أبي صعصعة]]، وظلت القيادة العامة في يده هو.<ref name="الرحيق المختوم"/>', 46 => '', 47 => 'وفي أثناء سير [[الرسول محمد|الرسول محمدٍ]] وصحبه، التحق أحد المشركين راغبًا بالقتال مع قومه، فردّه الرسول وقال: {{اقتباس مضمن|ارجع فلن أستعين بمشرك}}، وكرّر الرجل المحاولة فرفض الرسولُ حتى أسلم الرجل والتحق بالمسلمين.<ref>السيرة النبوية الصحيحة، أكرم ضياء العمري، ج2 ص355</ref>', 48 => '', 49 => '=== خروج قريش من مكة ===', 50 => '{{إسلام}}', 51 => 'بلغ [[أبو سفيان بن حرب|أبا سفيانَ]] خبرُ مسير [[الرسول محمد|الرسول محمدٍ]] بأصحابه من [[المدينة المنورة]] بقصد اعتراض قافلته واحتوائها، فبادر إلى تحويل مسارها إلى طريق الساحل، كما أرسل [[ضمضم بن عمرو الغفاري]] الكناني إلى [[قريش]] ليستنفرهم لإنقاذ أموالهم وليخبرهم أن [[النبي محمد|النبي محمداً]] عرض لها في أصحابه،<ref name="موسوعة نضرة النعيم 1/ 287">موسوعة نضرة النعيم في أخلاق الرسول الكريم {{صلى الله عليه وسلم}}، فريق كبير من المتخصصين بإشراف: صالح بن حميد وعبد الرحمن بن ملوح، ج1 ص287</ref> فقد كان [[أبو سفيان بن حرب|أبو سفيان]] يتلقط أخبار [[المسلمين]] ويسأل عن تحركاتهم، بل يتحسس أخبارهم بنفسه، فقد تقدم إلى [[بئر بدر|بدر]] بنفسه، وسأل من كان هناك: «هل رأيتم من أحد؟»، قالوا: «لا، إلا رجلين»، قال: «أروني مناخ ركابهما»، فأروه، فأخذ البعر ففته فإذا هو فيه النوى، فقال: «هذا والله علائف [[يثرب]]»،<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص230</ref> فقد استطاع أن يعرف تحركات عدوه، حتى خبر السرية الاستطلاعية عن طريق غذاء دوابها، بفحصه البعر الذي خلفته الإبل، إذ عرف أن الرجلين من [[المدينة المنورة|المدينة]] أي من [[المسلمين]]، وبالتالي فقافلته في خطر، فأرسل [[ضمضم بن عمرو الغفاري]] الكناني إلى [[قريش]] وغيَّر طريق القافلة، واتجه نحو ساحل [[بحر القلزم]] ([[البحر الأحمر]] حالياً).<ref>غزوة بدر الكبرى لأبي فارس، ص33-34</ref>', 52 => '', 53 => 'وصل [[ضمضم بن عمرو الغفاري]] إلى [[مكة]]، وقد حول رحله وجدع أنف بعيره، وشق قميصه من قُبُل ومن دُبُر، ودخل [[مكة]] وهو ينادي بأعلى صوته: «يا معشر [[قريش]]، اللطيمةَ، اللطيمةَ، أموالكم مع [[أبي سفيان]] قد عرض لها [[محمد]] في أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوثَ، الغوثَ».<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص221</ref> فتحفز الناس سراعاً، وقالوا: «أيظن [[محمد]] وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي؟ كلا، والله ليعلمن غير ذلك»، فكانوا بين رجلين: إما خارج، وإما باعث مكانه رجلاً، وأوعبوا في الخروج، فلم يتخلف من أشرافهم أحد سوى [[أبو لهب|أبي لهب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي]]، فإنه عوض عنه رجلاً كان له عليه دَين، ولم يتخلف عنهم أحد من بطون [[قريش]] إلا [[بني عدي]]، فلم يخرج منهم أحد.<ref name="الرحيق المختوم"/>', 54 => '', 55 => 'ولما فرغوا من جهازهم وأجمعوا على المسير تذكرت [[قريش]] ما كان بينهم وبين بني بكر بن عبد مناة بن [[كنانة]] من الحرب، وكاد ذلك أن يثنيهم عن الخروج وقالوا: «إنا نخشى أن يأتونا من خلفنا»، وكانت الحرب بين قريش وبني بكر بن عبد مناة لدماء بينهم، ويعتقد [[المسلمون]] أن [[إبليس]] تمثل لهم على صورة [[سراقة بن مالك المدلجي]] الكناني، وكان سراقة أحد أشراف [[كنانة]]، وقال لهم: «لا غالب لكم اليوم من الناس وأنا جار لكم من أن تأتيكم [[كنانة]] بشيء تكرهونه»، فخرجوا سراعاً.<ref>[[تاريخ الطبري]]، [[محمد بن جرير الطبري]]، ج2 ص138</ref><ref>الجماع لأحكام القرآن، ص385</ref> وقد نزل قول [[الله (إسلام)|الله تعالى]] في [[القرآن]] يصف هذه الحادثة: {{قرآن مصور|الأنفال|48}}.<ref>سورة الأنفال، الآية: 48</ref>', 56 => '', 57 => 'وكان قوام جيش [[قريش]] نحو ألف وثلاثمئة مقاتل في بداية سيره، وكان معه مئة فرس وستمئة درع، وجِمال كثيرة لا يُعرف عددُها بالضبط، وكان قائده العام [[أبا جهل]] وهو [[عمرو بن هشام]] المخزومي القرشي، وكان القائمون بتموينه تسعة رجال من أشراف [[قريش]]، فكانوا ينحرون يوماً تسعاً ويوماً عشراً من الإبل.<ref name="الرحيق المختوم"/> وقيل أن عدد جيش [[قريش]] كان ألفاً،<ref>شرح [[يحيى بن شرف النووي|النووي]] على [[صحيح مسلم]]، ج12 ص84</ref> وكان معهم مئتا فرس يقودونها إلى جانب جمالهم، ومعهم القيان يضربون بالدفوف، ويغنين بهجاء [[المسلمين]].<ref name="البداية والنهاية 3/ 260"/>', 58 => '', 59 => 'وعندما تأكد [[أبو سفيان بن حرب|أبو سفيان]] من سلامة القافلة أرسل إلى زعماء [[قريش]] وهو بالجحفة برسالة أخبرهم فيها بنجاته والقافلة، وطلب منهم العودة إلى [[مكة]]، إلا أن [[أبا جهل]] قام فقال: «والله لا نرجع حتى نرد بدراً، فنقيم بها ثلاثاً فننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا [[العرب]] وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبداً»،<ref name="الرحيق المختوم"/> ولكنَّ [[بني زهرة]] عصوه وانشقوا عن الجيش وعادوا إلى [[مكة]]،<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص231</ref> وكانت [[بنو عدي]] قبلهم قد تخلفت عن الخروج، أما غالبية قوات [[قريش]] وأحلافهم فقد تقدمت حتى وصلت [[بئر بدر|بدرًا]].<ref name="موسوعة نضرة النعيم 1/ 287"/>', 60 => '', 61 => '=== وصول خبر خروج قريش للمسلمين ===', 62 => '', 63 => 'لما بلغ [[الرسول محمد|الرسولَ محمداً]] خبرُ نجاة القافلة وإصرار زعماء [[مكة]] على قتال [[المسلمين]] استشار أصحابَه في الأمر،<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، دار الفكر، الطبعة الأولى، [[1411هـ]]-[[1991]]م، رقم: 3952</ref> وحينئذ تزعزعت قلوب فريق من الناس، وخافوا اللقاء الدامي، فنزلت فيهم آيات من [[سورة الأنفال]] تصف أمرهم: {{قرآن مصور|الأنفال|5|6|7|8}}.<ref name="الرحيق المختوم"/><ref>سورة الأنفال، الآيات: 5-8</ref> وقد أجمع قادة [[المهاجرين]] على تأييد فكرة التقدم لملاقاة العدو،<ref>موسوعة نضرة النعيم، ج1 ص288</ref> ومنهم [[أبو بكر]] و[[عمر بن الخطاب]] و[[المقداد بن الأسود]]، فقد قال [[المقداد بن الأسود]] (وهو من [[الصحابة]] [[المهاجرين]]) للرسول [[محمد]]: «يا رسول الله، لا نقول لك كما قالت [[بنو إسرائيل]] [[موسى|لموسى]]: {{قرآن مصور|المائدة|24}}<ref>سورة المائدة، الآية: 24</ref> ولكن امضِ ونحن معك».<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب التفسير، ج8 ص273</ref>، وفي رواية أخرى عن [[عبد الله بن مسعود]] قال:', 64 => '{{اقتباس|شهدت من [[المقداد بن الأسود]] مشهدًا لأن أكون صاحبه أحب إليَّ مما عُدلَ به: أتى النبي {{صلى الله عليه وسلم}} وهو يدعو على أعدائه فقال: "لا نقول كما قال قوم [[موسى]]: {{قرآن مصور|المائدة|24}}، ولكن نقاتل عن يمينك وعن شمالك، وبين يديك وخلفك"، فرأيت الرسول {{صلى الله عليه وسلم}} أشرق وجهه وسرَّه.<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي ج7 ص287</ref>}}', 65 => '', 66 => 'إلا أن هؤلاء القادة الثلاثة الذين تكلموا كانوا من [[المهاجرين]]، وهم أقلية في الجيش، فأحب الرسول محمد أن يعرف رأي قادة [[الأنصار]]، لأنهم كانوا يمثلون أغلبية الجيش، ولأن [[بيعة العقبة|بيعة العقبة الثانية]] لم تكن في ظاهرها مُلزمةً لهم بحماية الرسول محمد خارج [[المدينة المنورة|المدينة]]، فقال: {{اقتباس مضمن|أشيروا عليَّ أيها الناس}}،<ref name="علي الصلابي"/> وقد أدرك الصحابي الأنصاري [[سعد بن معاذ]] (وهو حاملُ لواء [[الأنصار]]) مقصد الرسول من ذلك، فنهض قائلاً: «والله لكأنك تريدنا يا رسول الله»، فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|أجل}}، قال:', 67 => '{{اقتباس خاص|لقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصَبْر في الحرب، صِدْق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر على بركة الله".<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص63-64، رواه عن ابن إسحاق بدون إسناد</ref>}}', 68 => '', 69 => 'وقام [[سعد بن عبادة]]، فقال: «إيانا تريد يا رسول الله، والذي نفسي بيده، لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا»،<ref>[[صحيح مسلم]]، [[مسلم بن الحجاج]]، رقم: 1779، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة بدر</ref> فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|سيروا وأبشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم}}.<ref>[[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير]]، ج3 ص262، بإسناد صحيح</ref><ref>[[مسند أحمد]]، ج5 ص259، رقم: 3698</ref>', 70 => '', 71 => '== المعركة ==', 72 => '=== مسير المسلمين إلى بدر ===', 73 => '{{صندوق اقتباس|اقتباس=«اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله،<br /> اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثّلوا ولا تقتلوا وليدًا.»<ref>[[صحيح مسلم]]، [[مسلم بن الحجاج]]، رواه مسلم عن [[بريدة بن الحصيب]]، رقم: 1731</ref>|المصدر= ''[[محمد بن عبد الله|الرسول محمد بن عبد الله]]''}}', 74 => '[[ملف:Badr campaign-ar.png|تصغير|يمين|خارطة تُظهر مسير الجمعين إلى بدر]]', 75 => 'ارتحل [[الرسول محمد|الرسول محمدٌ]] من "ذفران" فسلك على ثناياً يقال لها الأصافر، ثم انحط إلى بلد يقال لها الدبة وترك الحنان بيمين وهو كثيب كالجبل العظيم، ثم نزل قريباً من بدر، فركب هو و[[أبو بكر الصديق]] حتى وقفا على شيخ من [[العرب]] يقال له سفيان الضمري الكناني، فسأله عن [[قريش]]، وعن [[محمد]] وأصحابه، وما بلغه عنهم، فقال الشيخ: «لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما؟»، فقال له [[الرسول محمد]]: {{اقتباس مضمن|إذا أخبرتنا أخبرناك}}، قال: «أذاك بذاك؟»، قال: {{اقتباس مضمن|نعم}}، قال الشيخ: «فإنه بلغني أن [[محمد|محمداً]] وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذي أخبرني، فهم اليوم بمكان كذا وكذا (للمكان الذي فيه الرسول [[محمد]])، وبلغني أن [[قريش|قريشاً]] خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان الذي أخبرني صدقني فهم اليوم بمكان كذا وكذا (للمكان الذي فيه [[قريش]])»، فلما فرغ من خبره قال: «ممن أنتما؟»، فقال له [[الرسول محمد]]: {{اقتباس مضمن| نحن من ماء}}، ثم انصرف عنه والشيخ يقول: «ما من ماء، أمن ماء العراق؟».<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ص616</ref>', 76 => '', 77 => 'ونظم [[الرسول محمد|الرسولُ محمدٌ]] جنده بعد أن رأى طاعة [[الصحابة]] وشجاعتهم واجتماعهم على القتال،<ref name="علي الصلابي" /> وعقد اللواء الأبيض وسلَّمه إلى [[مصعب بن عمير]]، وأعطى رايتين سوداوين إلى [[سعد بن معاذ]] و[[علي بن أبي طالب]]، وجعل على الساقة [[قيس بن أبي صعصعة|قيساً بن أبي صعصعة]]،<ref>[[زاد المعاد في هدي خير العباد]]، [[ابن قيم الجوزية]]، ج3 ص172</ref> وأرسل [[علي بن أبي طالب|عليًّا بن أبي طالب]] و[[الزبير بن العوام|الزّبيرَ بن العوام]] و[[سعد بن أبي وقاص|سعداً بن أبي وقاص]] في نفر من أصحابه إلى ماء [[بئر بدر|بدر]]، ليأتوا له بالأخبار عن جيش [[قريش]]، فوجدوا غلامين [[قريش|لقريش]] يستقيان للجيش، فأتوا بهما إلى الرسول محمد وهو يصلي، فسألوهما، فقالا: «نحن سقاة [[قريش]]؛ بعثونا لنسقيهم من الماء»، فكره القوم خبرهما، ورجوا أن يكونا [[أبي سفيان|لأبي سفيان]]، فضربوهما، فلما أذلقوهما قالا: «نحن لأبي سفيان»، فتركوهما، وركع الرسول، وسجد سجدتين، ثم سلَّم، فقال: {{اقتباس مضمن|إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كذباكم تركتموهما! صدقا والله، إنهما لقريش}}، وقال لهما: {{اقتباس مضمن|أخبراني عن جيش [[قريش]]}}، فقالا: «هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى»، فقال لهما: {{اقتباس مضمن|كم القوم؟}}، قالا: «كثير»، قال: {{اقتباس مضمن|ما عدتهم؟}}، قالا: «لا ندري»، قال: {{اقتباس مضمن|كم ينحرون كل يوم؟}}، قالا: «يومًا تسعًا ويومًا عشرًا»، فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|القوم ما بين التسعمائة والألف}}، ثم قال لهما: {{اقتباس مضمن|فمن فيهم من أشراف قريش؟}}، فذكرا [[عتبة بن ربيعة]]، و[[شيبة بن ربيعة]]، و[[عمرو بن هشام المخزومي|أبا جهل بن هشام]]، و[[أمية بن خلف]]، [[أبو البختري بن هشام|وأبا البختري بن هشام]]، و[[حكيم بن حزام]]، و[[نوفل بن خويلد]]، والحارث بن عامر بن نوفل، و[[طعيمة بن عدي|طعيمة بن عدي بن نوفل]]، و[[النضر بن الحارث|النضر بن الحارث بن كلدة]]، وزمعة بن الأسود، ونبيه بن الحجاج، و[[منبه بن الحجاج]]، و[[سهيل بن عمرو]]، و[[عمرو بن عبد ود]]، فأقبل الرسول إلى أصحابه قائلاً: {{اقتباس مضمن|هذه [[مكة]] قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها}}.<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص229</ref><ref>[[تاريخ الطبري]]، [[محمد بن جرير الطبري]]، ص443</ref> وبعد أن جمع الرسول محمد المعلومات عن جيش [[قريش]] سار مسرعًا ومعه أصحابه إلى [[بئر بدر|بدرٍ]] ليسبقوا [[قريش|قريشاً]] إلى مائها، وليَحُولوا بينهم وبين الاستيلاء عليه.<ref name="علي الصلابي" />', 78 => '', 79 => '=== وصول المسلمين إلى بدر والتخطيط للمعركة ===', 80 => '[[ملف:Battle of Badr2.jpg|تصغير|يسار|رسم [[فارسي]] يصور غزوة بدر]]', 81 => 'نزل الرسول محمد و[[المسلمون]] عند أدنى ماء من مياه [[بئر بدر|بدر]]، فقال [[الحباب بن المنذر]] للرسول: «يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل؟ أمنزلاً أنزلكه [[الله]] ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟»، قال: {{اقتباس مضمن|بل هو الرأي والحرب والمكيدة}}، قال: «يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل، فانهض يا رسول الله بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم فننزله ونغور ما وراءه من الآبار، ثم نبني عليه حوضًا فنملؤه ماءً ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون»، فأخذ الرسول محمد برأيه ونهض بالجيش حتى أقرب ماء من العدو فنزل عليه، ثم صنعوا الحياض وغوروا ما عداها من الآبار.<ref>مرويات غزوة بدر، ص165</ref>', 82 => '', 83 => 'وبعد نزول [[الرسول محمد]] و[[المسلمين]] على أدنى ماء [[بئر بدر|بدر]] من [[قريش]]، اقترح [[سعد بن معاذ]] على الرسول بناء عريش له يكون مقرّاً لقيادته ويأمن فيه من العدو،<ref name="علي الصلابي" /> وكان مما قاله [[سعد بن معاذ|سعد]] في اقتراحه: «يا نبي الله، ألا نبني لك عريشًا تكون فيه ثم نلقى عدونا، فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا، وإن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا، فقد تخلف عنك أقوام، يا نبي الله، ما نحن بأشد لك حبًا منهم، ولو ظنوا أنك تلقى حربًا ما تخلفوا عنك، يمنعك الله بهم، ويناصحونك، ويجاهدون معك»، فأثنى عليه الرسول محمد خيرًا ودعا له بخير، ثم بنى [[المسلمون]] العريش للرسول محمد على تل مشرف على ساحة القتال، وكان معه فيه [[أبو بكر الصديق]]، وكانت ثلة من شباب [[الأنصار]] بقيادة [[سعد بن معاذ]] يحرسون عريش الرسول محمد.<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص233</ref> ثم بات [[المسلمون]] تلك الليلة، التي هي ليلة المعركة، ويعتقد [[المسلمون]] أن [[الله (إسلام)|الله تعالى]] قد أنزل على [[المسلمين]] في تلك الليلةِ النعاسَ والطمأنينة، فقد جاء في [[سورة الأنفال]]: {{قرآن مصور|الأنفال|11}}.<ref>سورة الأنفال، الآية: 11</ref> قال [[القرطبي]]: «وكان هذا النعاس في الليلة التي كان القتال من غدها، فكان النوم عجيبًا مع ما كان بين أيديهم من الأمر المهم، وكأن الله ربط جأشهم».<ref name="علي الصلابي" /> أما الرسول محمد فقد ظل يصلي ويبكي حتى أصبح، قال [[علي بن أبي طالب]]: {{اقتباس مضمن|ما كان فينا فارس يوم بدر غير [[المقداد بن الأسود|المقداد]] على فرس أبلق، ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم، إلا رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح}}.<ref name="علي الصلابي" />', 84 => '', 85 => 'وبدأ الرسول بالتخطيط للمعركة، فصفَّ [[المسلمين]] فاستقبل المغرب وجعل الشمس خلفه فاستقبل أعداؤه الشمس،<ref>القيادة العسكرية، ص453</ref> أي جعل الشمس في ظهر جيشه وفي وجه أعدائه حتى تؤذي أشعتها أبصارهم. كما أخذ يعدل الصفوف ويقوم بتسويتها لكي تكون مستقيمة متراصة، وبيده سهم لا ريش له يعدل به الصف، فرأى رجلاً اسمه [[سواد بن غزية]]، وقد خرج من الصف فضربه في بطنه، وقال له: {{اقتباس مضمن|استوِ يا سواد}}، فقال: «يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني»، فكشف الرسول محمد عن بطنه وقال: {{اقتباس مضمن|استقد}}، فاعتنقه سواد فقبّل بطنه، فقال: {{اقتباس مضمن|ما حملك على هذا يا سواد؟}}، قال: «يا رسول الله حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك»، فدعا له الرسول محمد بخير.<ref>صحيح السيرة النبوية، ص236</ref>', 86 => '', 87 => 'ثم بدأ الرسول بإصدار الأوامر والتوجيهات لجنده، ومنها أنه أمرهم برمي الأعداء إذا اقتربوا منهم، وليس وهم على بعد كبير، فقد قال: {{اقتباس مضمن|إن دنا القوم منكم فانضحوهم بالنبل}}،<ref>صحيح السيرة النبوية برواية أخرى ونفس المعنى، ص239</ref> كما نهى عن سل السيوف إلى أن تتداخل الصفوف،<ref>غزوة بدر الكبرى، أبو فارس، ص63-64</ref> قال: {{اقتباس مضمن|ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم}}،<ref>صحيح السيرة النبوية، ص239</ref> كما أمر الصحابةَ بالاقتصاد في الرمي، قال: {{اقتباس مضمن|واسْتَبْقُوا نَبْلَكم}}.<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي، باب من شهد بدراً، رقم: 3984، 3985</ref>', 88 => '', 89 => 'وقد كان لتشجيع الرسول لأصحابه أثرٌ كبيرٌ في نفوسهم ومعنوياتهم، فقد كان يحثهم على القتال ويحرضهم عليه،<ref name="علي الصلابي" /> ومن ذلك قوله لأصحابه: {{اقتباس مضمن|قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض}}، فقال [[عمير بن الحمام|عمير بن الحمام الأنصاري]]: «يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض؟»، قال: {{اقتباس مضمن|نعم}}، قال: «بخٍ بخٍ»، فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|ما يحملك على قول: بخٍ بخٍ؟}}، قال: «لا والله يا رسول الله، إلا رجاء أن أكون من أهلها»، قال: {{اقتباس مضمن|فإنك من أهلها}}، فأخرج تمرات من قرنه (جعبة النشاب) فجعل يأكل منه، ثم قال: «لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة»، فرمى بما كان معه من [[التمر]] ثم قاتلهم حتى قُتل.<ref>مختصر صحيح مسلم، زكي الدين عبد العظيم المنذري، ج2 ص70، رقم: 1157</ref> ومن تشجيعه أيضاً أنه كان يبشر أصحابه بقتل صناديد [[قريش]]، ويحدد مكان قتلى كل واحد منهم،<ref>[[جامع الأصول في أحاديث الرسول]]، [[ابن الأثير أبو السعادات|ابن الأثير]]، ج8 ص202</ref> كما كان يبشر [[المسلمين]] بالنصر قبل بدء القتال فيقول: {{اقتباس مضمن|أبشر أبا بكر}}، ووقف يقول [[الصحابة|للصحابة]]: {{اقتباس مضمن|والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة}}.<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج1 ص239</ref> وقد دعا الرسول [[المسلمين|للمسلمين]] بالنصر فقال: {{اقتباس مضمن|اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادّك وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني}}.<ref>[[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير]]، ج3 ص267</ref>', 90 => '', 91 => '=== وصول قريش إلى بدر ===', 92 => 'قبل وصول [[قريش]] إلى [[بئر بدر|بدر]] بعثت [[عمير بن وهب الجمحي]]، للتعرف على مدى قوة جيش [[المدينة المنورة|المدينة]]، فدار [[عمير بن وهب الجمحي|عمير]] بفرسه حول العسكر، ثم رجع إليهم فقال: «ثلاثمئة رجل، يزيدون قليلاً أو ينقصون، ولكن أمهلوني حتى أنظر أللقوم كمين أو مدد»، فضرب في الوادي حتى أبعد، فلم ير شيئاً، فرجع إليهم فقال: «ما وجدت شيئاً، ولكني قد رأيت يا معشر قريشٍ البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع، قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم، والله ما أرى أن يُقتل رجلٌ منهم حتى يَقتلَ رجلاً منكم، فإذا أصابوا منكم أعدادكم، فما خير العيش بعد ذلك، فروا رأيكم»، ولكن [[أبا جهل|أبا جهلٍ]] رفَضَ العودة إلى [[مكة]] بدون قتال وأصر على المضي لقتال [[المسلمين]].<ref name="الرحيق المختوم" />', 93 => '', 94 => 'ولما وصل جيش [[مكة]] إلى [[بئر بدر|بدر]] دب فيهم الخلاف وتزعزعت صفوفهم الداخلية،<ref name="علي الصلابي" /> فعن [[ابن عباس]] أنه قال: لما نزل [[المسلمون]] وأقبل [[المشركون]]، نظر رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} إلى [[عتبة بن ربيعة]] وهو على جمل أحمر، فقال: {{اقتباس مضمن|إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر، إن يطيعوه يرشدوا}}، وكان عتبة يقول: «يا قوم أطيعوني في هؤلاء القوم فإنكم إن فعلتم لن يزال ذلك في قلوبكم، ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه وقاتل أبيه، فاجعلوا حقها برأسي وارجعوا»، فقال [[أبو جهل]]: «انتفخ والله سحره (أي جَبُنَ) حين رأى [[محمد|محمدًا]] وأصحابه، إنما [[محمد]] وأصحابه أكلة جزور لو قد التقينا»، فقال [[عتبة بن ربيعة|عتبة]]: "ستعلم من الجبان المفسد لقومه، أما والله إني لأرى قومًا يضربونكم ضربًا، أما ترون كأن رؤوسهم الأفاعي وكأن وجههم السيوف".<ref>مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي نور الدين، ج6 ص76، وقال: رواه البزار ورجاله ثقات</ref> واستفتح [[أبو جهل]] في ذلك اليوم فقال: «اللهم أقطعُنا للرحم، وآتانا بما لا نعرفه، فأحنه الغداة، اللهم أينا كان أحب إليك وأرضى عندك فانصره اليوم»، فنزلت في ذلك الآية: {{قرآن مصور|الأنفال|19}}.<ref name="الرحيق المختوم" /><ref>سورة الأنفال، الآية: 19</ref>', 95 => '', 96 => '=== بداية المعركة ===', 97 => '[[ملف:غزوة بدر الكبري.png|تصغير|تخطيط غزوة بدر الكبرى.]]', 98 => 'بدأت المعركة بخروج رجل من جيش [[قريش]] هو الأسود بن عبد الأسد المخزومي قائلاً: «أعاهد الله لأشربن من حوضهم، أو لأهدمنه، أو لأموتن دونه»، فخرج إليه [[حمزة بن عبد المطلب]]، فلما التقيا ضربه حمزة فأطَنَّ قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض، فوقع على ظهره تشخُب رجلُه دماً نحو أصحابه، ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه، يريد أن تُبَرَّ يمينُه، ولكن حمزة ثنى عليه بضربة أخرى أتت عليه وهو داخل الحوض.<ref name="الرحيق المختوم" />', 99 => '', 100 => 'وردّاً على ذلك، خرج من جيش [[قريش]] ثلاثة رجال هم: [[عتبة بن ربيعة]] وأخوه [[شيبة بن ربيعة]] وابنه [[الوليد بن عتبة]]، وطلبوا المبارزة، فخرج إليهم ثلاثة من [[الأنصار]] وهم: [[عوف بن الحارث|عوف]] و[[معوذ بن الحارث|معوذ]] ابنا الحارث (وأمهما عفراء) و[[عبد الله بن رواحة]]، ولكن الرسول أرجعهم؛ لأنه أحب أن يبارزهم بعض أهله وذوي قرباه،<ref name="علي الصلابي" /> وقيل أن رجال [[قريش]] هم من رفضوا مبارزة هؤلاء [[الأنصار]]، فقالوا لهم: «من أنتم؟»، قالوا: «رهط من [[الأنصار]]»، قالوا: «أكفاء كرام، ما لنا بكم حاجة، وإنما نريد بني عمنا»، ثم نادى مناديهم: «يا [[محمد]]، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا»،<ref name="الرحيق المختوم" /> فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|قم يا [[عبيدة بن الحارث]]، وقم يا [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]]، وقم يا [[علي بن أبي طالب|علي]]}}، وبارز [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]] [[شيبة بن ربيعة|شيبة]] فقتله، وبارز [[علي بن أبي طالب|علي]] [[الوليد بن عتبة|الوليد]] وقتله، وبارز [[عبيدة بن الحارث]] [[عتبة بن ربيعة|عتبة]] فضرب كل واحد منهما الآخر بضربة موجعة، فكرَّ [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]] [[علي بن أبي طالب|وعلي]] على [[عتبة بن ربيعة|عتبة]] فقتلاه، وحملا [[عبيدة بن الحارث|عبيدة]] وأتيا به إلى الرسول محمد، ولكن ما لبث أن تُوفّي متأثراً من جراحته، وقد قال عنه الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|أشهد أنك شهيد}}،<ref>المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة، عبد الكريم زيدان، ج2 ص126</ref> وفي هؤلاء الستة نزلت هذه الآيات من [[سورة الحج]]: {{قرآن مصور|الحج|19|20|21|22|23|24}}.<ref name="علي الصلابي" /><ref>سورة الحج، الآيات: 19-24</ref>', 101 => '', 102 => 'ولما شاهد جيش [[قريش]] قتل الثلاثة الذين خرجوا للمبارزة غضبوا وهجموا على [[المسلمين]] هجومًا عامًا، فصمد وثبت له [[المسلمون]]، وهم واقفون موقف الدفاع، ويرمونهم بالنبل كما أمرهم الرسول محمد، وكان شعارُ [[المسلمين]]: {{اقتباس مضمن|أَحَد أَحَد}}،<ref name="علي الصلابي" /> ثم أمرهم الرسول بالهجوم قائلاً: {{اقتباس مضمن|شدوا}}، وواعدًا من يُقتل صابرًا محتسبًا بأن له [[الجنة]]، ومما زاد في نشاط [[المسلمين]] واندفاعهم في القتال سماعهم قول الرسول محمد: {{قرآن مصور|القمر|45}}.<ref>سورة القمر، الآية: 45</ref>', 103 => '', 104 => 'ويؤمن [[المسلمون]] أن [[الله (إسلام)|الله تعالى]] قلل [[المشركين]] في أعين [[المسلمين]] و أكثر [[المسلمين]] في أعين [[المشركين]].<ref name="الرحيق المختوم، ص116: 118">الرحيق المختوم، ص116-118</ref> فقد كان الرسول قد رأى في منامه ليلة اليوم الذي التقى فيه الجيشان، رأى [[المشركين]] عددهم قليل، وقد قص رؤياه على أصحابه فاستبشروا خيرًا، جاء في [[القرآن]]: {{قرآن مصور|الأنفال|43|44}}.<ref>سورة الأنفال، الآيتان: 43-44</ref> ومعنى الآيتين أن الرسول رأى [[المشركين]] في منامه قليلاً، فقصّ ذلك على أصحابه فكان ذلك سببًا لثباتهم.<ref name="علي الصلابي" /> ووجه الحكمة في تقليل [[المسلمين]] في أعين [[المشركين]] هو أنهم إذا رأوهم قليلاً أقدموا على قتالهم غير خائفين ولا مبالين بهم، ولا آخذين الحذر منهم، فلا يقاتلون بجد واستعداد ويقظة وتحرز، ثم إذا ما التحموا بالقتال فعلاً تفجؤهم الكثرة فيبهتون ويهابون، وتُكسَر شوكتهم حين يرون ما لم يكن في حسابهم وتقديرهم، فيكون ذلك من أسباب خذلانهم وانتصار [[المسلمين]] عليهم<ref>[[تفسير الزمخشري]]، [[الزمخشري]]، ج2 ص225</ref><ref>[[تفسير ابن كثير]]، [[إسماعيل بن عمر بن كثير]]، ج2 ص315</ref>', 105 => '', 106 => 'لقد ابتكر الرسول في قتاله مع أعدائه يوم بدر أسلوبًا جديدًا في مقاتلة الأعداء، لم يكن معروفًا من قبلُ عند [[العرب]]، فقاتل بنظام الصفوف،<ref>القيادة العسكرية، محمد الرشيد، ص401</ref> وهذا الأسلوب أشار إليه [[القرآن]] في [[سورة الصف]] في هذه الآية: {{قرآن مصور|الصف|4}}،<ref>سورة الصف، الآية: 4</ref> وصفة هذا الأسلوب: أن يكون المقاتلون على هيئة صفوف [[الصلاة في الإسلام|الصلاة]]، وتقل هذه الصفوف أو تكثر تبعًا لقلة المقاتلين أو كثرتهم، وتكون الصفوف الأولى من أصحاب الرماح لصد هجمات الفرسان، وتكون الصفوف التي خلفها من أصحاب النبال، لتسديدها من المهاجمين على الأعداء،<ref name="علي الصلابي" /> واتبع الرسولُ أسلوب الدفاع ولم يهاجم قوة [[قريش]]، وكانت توجيهاته التكتيكية التي نفذها جنوده سببًا في زعزعة مركز العدو، وإضعاف نفسيته، وبذلك تحقق النصر على العدو برغم تفوقه.<ref>مقومات النصر، أحمد أبو الشباب، ج2 ص154</ref>', 107 => '', 108 => 'ويؤمن [[المسلمون]] أن [[الله (إسلام)|الله تعالى]] قد ألقى في قلوب أعدائهم الرعب في غزوة بدر، كما يؤمنون أنه تعالى قد أنزل [[الملائكة]] تقاتل معهم أعداءهم، وأن إمداده للمؤمنين [[الملائكة|بالملائكة]] أمر قطعي ثابت لا شك فيه،<ref name="علي الصلابي" /> فقد جاء في [[سورة الأنفال]]: {{قرآن مصور|الأنفال|12}}،<ref>سورة الأنفال، الآية: 12</ref> وفي [[سورة آل عمران]]: {{قرآن مصور|آل عمران|123|124}}،<ref>سورة آل عمران، الآيتان: 123-124</ref> كما قال الرسول محمد يوم بدر: {{اقتباس مضمن|هذا جبريل آخذُ برأس فرسه عليه أداة الحرب}}،<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي، باب فضل من شهد بدرًا، رقم: 3995</ref> وروي عن [[علي بن أبي طالب]] أنه قال: «فجاء رجل من [[الأنصار]] قصير [[العباس بن عبد المطلب|بالعباس بن عبد المطلب]] أسيرًا، فقال [[العباس بن عبد المطلب]]: «يا رسول الله، إن هذا والله ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجهًا على فرس أبلق ما أراه في القوم»، فقال الأنصاري: «أنا أسرته يا رسول الله»، فقال: {{اقتباس مضمن|اسكت فقد أيدك الله بملك كريم}}».<ref>صحيح السيرة النبوية، ص247</ref>', 109 => '', 110 => 'وبدأت أمارات الفشل والاضطراب تظهر في صفوف [[قريش]]، واقتربت المعركة من نهايتها، وبدأت جموع [[قريش]] تفِرُّ وتنسحب، وانطلق [[المسلمون]] يأسرون ويقتلون حتى تمت على [[قريش]] الهزيمة.<ref name="الرحيق المختوم، ص116: 118" />', 111 => '', 112 => 'وقُتل القائد العام لجيش [[قريش]]، وهو [[عمرو بن هشام المخزومي]] المعروف عند [[المسلمين]] باسم [[أبي جهل]]، فقد قتله غلامان من [[الأنصار]] هما [[معاذ بن عفراء]] و[[معاذ بن عمرو بن الجموح]]، ويروي الصحابي [[عبد الرحمن بن عوف]] قصة مقتله فيقول:', 113 => '{{اقتباس خاص|بينما أنا واقف في الصف يوم بدر، فنظرت عن يميني وشمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: «يا عم هل تعرف أبا جهل؟»، قلت: «نعم، وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟»، قال: «أُخبرت أنه يسب رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا»، قال: فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس فقلت: «ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه»، قال: فابتدراه بسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} فأخبراه، فقال: «أيكما قتله؟»، فقال كل واحد منهما: «أنا قتلته»، فقال: «هل مسحتما سيفيكما؟»، قالا: «لا»، فنظر في السيفين فقال: «كلاكما قتله»، وقضى بسَلَبِه [[معاذ بن عمرو بن الجموح|لمعاذ بن عمرو بن الجموح]]، وكانا [[معاذ بن عفراء|معاذاً بن عفراء]] و[[معاذ بن عمرو بن الجموح|معاذاً بن عمرو بن الجموح]].<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي، باب من شهد بدرًا، رقم: 3988</ref>}}', 114 => '', 115 => '== بعد المعركة ==', 116 => '[[ملف:شهداء بدر.jpg|تصغير|جدارية أسماء شهداء غزوة بدر.]]', 117 => 'انتهت معركة بدر بانتصار [[المسلمين]] على [[قريش]]، وكان قتلى [[قريش]] سبعين رجلاً، وأُسر منهم سبعون آخرون، وكان أكثرهم من قادة [[قريش]] وزعمائهم، وقُتل من [[المسلمين]] أربعة عشر رجلاً.', 118 => '', 119 => 'منهم ستة من [[المهاجرين]] هم:', 120 => '', 121 => '#[[عبيدة بن الحارث]] المطلبي القرشي.', 122 => '#[[عمير بن أبي وقاص]] الزهري القرشي.', 123 => '#[[صفوان بن بيضاء|صفوان بن وهب]] الفهري القرشي.', 124 => '#[[عاقل بن البكير]] الليثي الكناني.', 125 => '#[[ذو الشمالين بن عبد عمرو]] الخزاعي.', 126 => '#[[مهجع بن صالح]] العكي.', 127 => '', 128 => 'وثمانية من [[الأنصار]] هم:', 129 => '', 130 => '#[[سعد بن خيثمة]] الأوسي.', 131 => '#[[مبشر بن عبد المنذر]] العمري الأوسي.', 132 => '#[[يزيد بن الحارث]] الخزرجي.', 133 => '#[[عمير بن الحمام]] السَلَمي الخزرجي.', 134 => '#[[رافع بن المعلى]] الزرقي الخزرجي.', 135 => '#[[الحارث بن سراقة|حارث بن سراقة]] النجاري الخزرجي.', 136 => '#[[معوذ بن الحارث]] النجاري الخزرجي.', 137 => '#[[عوف بن الحارث]] النجاري الخزرجي.', 138 => '', 139 => 'ولما تم النصر وانهزم جيش [[قريش]] أرسل الرسول محمد [[عبد الله بن رواحة]] و[[زيد بن حارثة]] ليبشرا [[المسلمين]] في [[المدينة المنورة|المدينة]] بانتصار [[المسلمين]] وهزيمة [[قريش]].<ref>المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة، عبد الكريم زيدان، ج2 ص133</ref>', 140 => '', 141 => 'ومكث الرسول محمد في [[بئر بدر|بدرٍ]] ثلاثة أيام بعد المعركة، فقد روي عن أنس أنه قال: {{اقتباس مضمن|إنه {{صلى الله عليه وسلم}} كان إذا ظهر على قومٍ أقام بالعرصة ثلاث ليال}}.<ref>صحيح السيرة النبوية، ص250</ref> ودُفن من قُتل من [[المسلمين]] في أرض المعركة، ولم يرد ما يشير إلى الصلاة عليهم، ولم يُدفن أحد منهم خارج [[بئر بدر|بدر]]،<ref>موسوعة نضرة النعيم، ج1 ص291</ref> ووقف الرسول محمد على القتلى من [[قريش]] فقال: {{اقتباس مضمن|بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم، كذبتموني وصدقني الناس، وخذلتموني ونصرني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس}}،<ref>[[زاد المعاد في هدي خير العباد]]، [[ابن قيم الجوزية]]، ج3 ص187</ref> ثم أمر بهم، فسحبوا إلى قليب من قلب بدر فطُرحوا فيه، ثم وقف عليهم فقال: {{اقتباس مضمن|يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا فلان، ويا فلان، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقًا}}، فقال [[عمر بن الخطاب]]: «يا رسول الله! ما تخاطب من أقوام قد جيفوا؟»، فقال: {{اقتباس مضمن|والذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم}}.<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل رقم: 3976</ref><ref>[[صحيح مسلم]]، [[مسلم بن الحجاج]]، رقم: 2873، 2874</ref>', 142 => '', 143 => '=== أسرى قريش ===', 144 => '[[ملف:غزوه بدر.ar.png|تصغير|يمين|خريطة تُظهر موقعَ مُخيميّ [[المسلمين]] و [[المشركين]] وقبورَ كل من قتلى الفريقين]]', 145 => '[[ملف:Ali Beheading Nadr ibn al-Harith in the Presence of the Prophet Muhammad. Miniature from volume 4 of a copy of Mustafa al-Darir’s Siyar-i-Nabi. Istanbul; c. 1594 The David Col..jpg|تصغير|يسار|رسم [[تركيا|تركي]] [[عثماني]] يَظهر فيه [[النضر بن الحارث|النضرُ بن الحارث]] بعد أن قتله المسلمون]]', 146 => 'لما انتصر [[المسلمون]] يوم بدر ووقع في أيديهم سبعون أسيراً، قال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟}}، فقال [[أبو بكر الصديق]]: «يا رسول الله قومك وأهلك، استبقهم واستأْنِ بهم لعل الله أن يتوب عليهم»، وقال [[عمر بن الخطاب|عمر]]: «يا رسول الله، أخرجوك وكذبوك، قرِّبهم فاضرب أعناقهم»، وقال [[عبد الله بن رواحة]]: «يا رسول الله، انظر واديًا كثير الحطب، فأدخلهم فيه ثم اضرم عليهم نارًا»، فقال [[العباس بن عبد المطلب|العباس]]: «قطعت رحمك»، فدخل الرسول محمد ولم يَرُدَّ عليهم شيئاً، فقال ناس: «يأخذ بقول [[أبي بكر الصديق|أبي بكر]]»، وقال ناس: «يأخذ بقول [[عمر بن الخطاب|عمر]]»، وقال ناس: «يأخذ بقول [[عبد الله بن رواحة]]»، فخرج عليهم الرسول محمد فقال: {{اقتباس مضمن|إن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن، وإن الله ليشد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة، وإن مثلك يا [[أبا بكر]] كمثل [[إبراهيم]] عليه السلام قال: «فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» ومثلك يا [[أبا بكر]] كمثل [[عيسى بن مريم|عيسى]] قال: {{قرآن مصور|المائدة|118}}،<ref>سورة المائدة، الآية: 118</ref> وإن مثلك يا [[عمر بن الخطاب|عمر]] كمثل [[نوح]] إذ قال: {{قرآن مصور|نوح|26}}<ref>سورة نوح، الآية: 26</ref>، وإن مثلك يا [[عمر بن الخطاب|عمر]] كمثل [[موسى]] قال: {{قرآن مصور|يونس|88}}<ref>سورة يونس، الآية: 88</ref>}}، ثم قال: {{اقتباس مضمن|أنتم عالة، فلا ينفلتن منهم أحد إلا بفداء أو ضرب عنق}}، قال [[عبد الله بن مسعود]]: «يا رسول الله، إلا سهيل بن بيضاء فإنه يذكر الإسلام»، فسكت الرسول محمد، يقول [[عبد الله بن مسعود|ابن مسعود]]: «فما رأيتُني في يوم أخوف أن تقع علي حجارة من السماء في ذلك اليوم»، حتى قال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|إلا سهيل بن بيضاء}}، فنزلت الآية: {{قرآن مصور|الأنفال|67}}.<ref>سورة الأنفال، الآية: 67</ref><ref>[[مسند أحمد]]، ج1 ص373</ref><ref>[[تفسير ابن كثير]]، [[إسماعيل بن عمر بن كثير]]، ج2 ص325</ref>', 147 => '', 148 => 'لقد كانت معاملة الرسول محمد للأسرى بأساليب متعددة، فهناك من قتله، وبعضهم قبل فيهم الفداء، والبعض الآخر منَّ عليهم، وآخرون اشترط عليهم تعليم عشرة من أبناء [[المسلمين]] مقابل المنِّ عليهم.<ref name="علي الصلابي" /> وكان الذين قتلهم [[المسلمون]] من الأسرى في بدر: [[عقبة بن أبي معيط]] و[[النضر بن الحارث]]، ويرى [[المسلمون]] أن قتلهم ضرورة تقتضيها المصلحة العامة لدعوة [[الإسلام]] الفتية،<ref>غزوة بدر الكبرى، محمد أحمد باشميل، ص162</ref> فقد كانا من أكبر دعاة الحرب ضد [[الإسلام]]، فبقاؤهما يعد مصدر خطر كبير على [[الإسلام]]،<ref name="علي الصلابي" /> فقد كان [[النضر بن الحارث]] يؤذي الرسول محمداً وينصب له العداوة، وكان قد قدم الحيرة، وتعلم بها أحاديث ملوك [[فرس (مجموعة إثنية)|الفرس]] وأحاديث [[رستم]] و[[إسفنديار]]، فكان إذا جلس الرسول محمد مجلسًا فذكَّر فيه بالله، وحذر قومه ما أصاب قبْلَهم من الأمم من نقمة [[الله (إسلام)|الله]]، خلفه في مجلسه إذا قام، ثم قال: «أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثًا منه، فهلم إليَّ فأنا أحدثكم أحسن من حديثه»، ثم يحدثهم عن ملوك [[بلاد فارس|فارس]] و[[رستم]] و[[إسفنديار]]، ثم يقول: «بماذا محمد أحسن حديثًا مني؟».<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج1 ص439-440</ref> فلما أسره [[المسلمون]] أمر الرسول محمد بقتله، فقتله [[علي بن أبي طالب]].<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، ج2 ص255</ref>', 149 => '[[ملف:Umar Farrukh's Prisoner teaching Muslim Children.png|تصغير|أحد أسرى قُريش وهو يُعلِّم أولاد المُسلمين لقاء حُريَّته.]]', 150 => 'ولما رجع الرسول محمد إلى [[المدينة المنورة]] فرَّق الأسرى بين أصحابه، وقال لهم: {{اقتباس مضمن|استوصوا بهم خيرًا}}،<ref>[[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير]]، ج3 ص306</ref> وقد روي عن [[أبي عزيز بن عمير]] أخي [[مصعب بن عمير]] أنه قال: {{اقتباس مضمن|كنت في الأسرى يوم بدر، فقال رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}: {{اقتباس مضمن|استوصوا بالأسارى خيرًا}}، وكنت في نفر من [[الأنصار]]، فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم أكلوا [[التمر]]، وأطعموني البُرَّ لوصية رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}}}.<ref>مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي نور الدين، ج6 ص86، وقال: رواه [[الطبراني]] في الصغير والكبير وإسناده حسن</ref>', 151 => '', 152 => 'وقال [[أبو العاص بن الربيع]]: «كنت في رهط من [[الأنصار]] جزاهم الله خيرًا، كنا إذا تعشينا أو تغدينا آثروني بالخبز وأكلوا [[التمر]]، والخبز معهم قليل، والتمر زادهم، حتى إن الرجل لتقع في يده كسرة فيدفعها إليَّ»، وكان [[الوليد بن الوليد بن المغيرة]] يقول مثل ذلك ويزيد: «وكانوا يحملوننا ويمشون».<ref>المغازي، [[الواقدي]]، ج1 ص119</ref>', 153 => '', 154 => 'وبعثت [[قريش]] إلى الرسول محمد في فداء أسراهم، ففدى كلُّ قوم أسيرَهم بما رضوا،<ref name="علي الصلابي" /> وكان ناس من الأسرى يوم بدر ليس لهم فداء، فجعل الرسول فداءهم أن يعلِّموا أولاد [[الأنصار]] الكتابة،<ref>صحيح السيرة النبوية، ص261، رواه [[ابن عباس]]</ref> وبذلك شرع الأسرى يعلِّمون غلمان [[المدينة المنورة|المدينة]] القراءة والكتابة، وكل من يعلِّم عشرة من الغلمان يفدي نفسه.<ref>التربية القيادية، ج3 ص74</ref>', 155 => '', 156 => '=== نتائج المعركة ===', 157 => 'كان من نتائج غزوة بدر أن قويت شوكة [[المسلمين]]، وأصبحوا مرهوبين في [[المدينة المنورة|المدينة]] وما جاورها،<ref name="علي الصلابي" /> كما أصبح للدولة الإسلامية الجديدة مصدرٌ للدخل من غنائم [[الجهاد]]؛ وبذلك انتعش حال [[المسلمين]] المادي والاقتصادي بما غنموا من غنائم بعد بؤس وفقر شديدين داما تسعة عشر شهرًا.<ref>التاريخ السياسي والعسكري، علي معطي، ص274-275</ref>', 158 => '', 159 => 'أما نتائج الغزوة بالنسبة [[قريش|لقريش]] فكانت خسارة فادحة، فقد قُتل فيها [[عمرو بن هشام المخزومي|أبو جهل عمرو بن هشام]] و[[أمية بن خلف]] و[[عتبة بن ربيعة]] وغيرهم من زعماء [[قريش]] الذين كانوا من أشد القرشيين شجاعةً وقوةً وبأسًا، ولم تكن غزوة بدر خسارة حربية [[قريش|لقريش]] فحسب، بل خسارة معنوية أيضاً، ذلك أن [[المدينة المنورة|المدينة]] لم تعد تهدد تجارتها فقط، بل أصبحت تهدد أيضاً سيادتها ونفوذها في [[الحجاز]] كله.<ref>التاريخ السياسي والعسكري، ص375-376</ref>', 160 => '', 161 => '== موقع بدر ==', 162 => '[[ملف:Battle of Badr 1.jpg|تصغير|موقع غزوة بدر في الوقت الحالي]]', 163 => '{{مفصلة|بئر بدر}}', 164 => 'تقع بدر جنوب غرب [[المدينة المنورة]]، والمسافة بينها وبين [[المدينة المنورة|المدينة]] بطرق القوافل القديمة التي سلكها الرسول حوالي 257,5 كيلومتراً (160 ميلاً)، كما أنها تقع شمالي [[مكة]]، والمسافة بينها وبين [[مكة]] بطرق القوافل القديمة التي سلكها جيش [[قريش]] حوالي 402,3 كيلومتراً (250 ميلاً). ', 165 => '', 166 => 'أما المسافة اليوم بين [[مكة]] وبدر بطرق السيارات فهي 343 كيلومتراً، والمسافة بين [[المدينة المنورة|المدينة]] وبدر بهذا الطريق هي 153 كيلومتراً، وأما المسافة بين بدر وساحل [[البحر الأحمر]] الواقع غربيها فهي حوالي ثلاثين كيلومتراً.<ref>غزوة بدر الكبرى، محمد أحمد باشميل، طبعة دار الفكر، ص17</ref>', 167 => '', 168 => '== غزوة بدر في الأدب والثقافة ==', 169 => 'يَعُدّ [[المسلمون]] غزوةَ بدرٍ مصدرَ فخرٍ لهم ولتاريخهم، ولذلك فقد تعددت القصائد التي تتناول هذه الغزوة قديماً وحديثاً، ومن أشهر هذه القصائد قصيدة الصحابي [[حسان بن ثابت]] التي يقول فيها:<ref>أحكام القرآن، [[أبو بكر بن العربي|القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الإشبيلي المالكي]]، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان</ref>', 170 => '{{بداية قصيدة}}', 171 => '{{بيت|'''عَرَفْت دِيَارَ زَيْنَبَ بِالْكَثِيبِ'''|'''كَخَطِّ الْوَحْيِ فِي الْوَرَقِ الْقَشِيبِ'''}}', 172 => '{{بيت|'''تَدَاوَلَهَا الرِّيَاحُ وَكُلُّ جَوْنٍ'''|'''مِنْ الْوَسْمِيِّ مُنْهَمِرٍ سَكُوبِ'''}}', 173 => '{{بيت|'''فَأَمْسَى رَبْعُهَا خَلِقًا وَأَمْسَتْ'''|'''يَبَابًا بَعْدَ سَاكِنِهَا الْحَبِيبِ'''}}', 174 => '{{بيت|'''فَدَعْ عَنْك التَّذَكُّرَ كُلَّ يَوْمٍ'''|'''وَرَوِّ حَرَارَةَ الصَّدْرِ الْكَئِيبِ'''}}', 175 => '{{بيت|'''وَخَبِّرْ بِاَلَّذِي لَا عَيْبَ فِيهِ'''|'''بِصِدْقٍ غَيْرَ أَخْبَارِ الْكَذُوبِ'''}}', 176 => '{{بيت|'''بِمَا صَنَعَ الْمَلِيكُ غَدَاةَ بَدْرٍ'''|'''لَنَا فِي [[مشرك|الْمُشْرِكِينَ]] مِنْ النَّصِيبِ'''}}', 177 => '{{بيت|'''غَدَاةَ كَأَنَّ جَمْعَهُمْ حِرَاءٌ'''|'''بَدَتْ أَرْكَانُهُ جُنْحَ الْغُرُوبِ'''}}', 178 => '{{بيت|'''فَلَاقَيْنَاهُمْ مِنَّا بِجَمْعٍ'''|'''كَأُسْدِ الْغَابِ مُرْدَانٍ وَشِيبِ'''}}', 179 => '{{بيت|'''أَمَامَ [[محمد بن عبد الله|مُحَمَّدٍ]] قَدْ وَازَرُوهُ'''|'''عَلَى الْأَعْدَاءِ فِي لَفْحِ الْحُرُوبِ'''}}', 180 => '{{بيت|'''بِأَيْدِيهِمْ صَوَارِمُ مُرْهَفَاتٌ'''|'''وَكُلُّ مُجَرَّبٍ خَاظِي الْكُعُوبِ'''}}', 181 => '{{بيت|'''[[الأوس|بَنُو الْأَوْسِ]] الْغَطَارِفُ وَازَرَتْهَا'''|'''بَنُو النَّجَّارِ فِي الدِّينِ الصَّلِيبِ'''}}', 182 => '{{بيت|'''فَغَادَرْنَا [[أبو جهل|أَبَا جَهْلٍ]] صَرِيعًا'''|'''وَ[[عتبة بن ربيعة|عُتْبَةَ]] قَدْ تَرَكْنَا بِالْجَبُوبِ'''}}', 183 => '{{بيت|'''وَ[[شيبة بن ربيعة|شَيْبَةَ]] قَدْ تَرَكْنَا فِي رِجَالٍ'''|'''ذَوِي حَسَبٍ إذَا نُسِبُوا حَسِيبِ'''}}', 184 => '{{بيت|'''يُنَادِيهِمْ [[محمد بن عبد الله|رَسُولُ اللَّهِ]] لَمَّا'''|'''قَذَفْنَاهُمْ كَبَاكِبَ فِي الْقَلِيبِ'''}}', 185 => '{{بيت|'''أَلَمْ تَجِدُوا كَلَامِي كَانَ حَقًّا'''|'''وَأَمْرُ [[الله (إسلام)|اللَّهِ]] يَأْخُذُ بِالْقُلُوبِ'''}}', 186 => '{{بيت|'''فَمَا نَطَقُوا، وَلَوْ نَطَقُوا لَقَالُوا'''|'''صَدَقْت، وَكُنْت ذَا رَأْيٍ مُصِيبِ'''}}', 187 => '{{نهاية قصيدة}}', 188 => '', 189 => 'وكان أيضاً مما قيل من الشعر في يوم بدر، وترادَّ به [[المسلمون]] بينهم لِما كان فيه، قول الصحابي [[حمزة بن عبد المطلب]]:<ref>[[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام]]، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، الطبعة الثانية، 1375هـ-1955م، ج2 ص8-9</ref>', 190 => '', 191 => '{{بداية قصيدة}}', 192 => '{{بيت|'''ألم تر أمراً كان من عجب الدهرِ'''|'''وللحين أسباب مبينة الأمرِ'''}}', 193 => '{{بيت|'''وما ذاك إلا أن قوماً أفادهم'''|'''فحانوا تواص بالعقوق وبالكفرِ'''}}', 194 => '{{بيت|'''عشية راحوا نحو بدر بجمعهم'''|'''فكانوا رهوناً للركية من بدرِ'''}}', 195 => '{{بيت|'''وكنا طلبنا العير لم نبغِ غيرها'''|'''فساروا إلينا فالتقينا على قدرِ'''}}', 196 => '{{بيت|'''فلما التقينا لم تكن مثنويةٌ'''|'''لنا غيرَ طعن بالمثقفة السمرِ'''}}', 197 => '{{بيت|'''وضربٍ ببيض يختلي الهام حدّها'''|'''مشهرة الألوان بينة الأثرِ'''}}', 198 => '{{بيت|'''ونحن تركنا [[عتبة بن ربيعة|عتبة]] الغيّ ثاوياً'''|'''و[[شيبة بن ربيعة|شيبة]] في القتلى تجرجم في الجفر'''}}', 199 => '{{بيت|'''و[[عمرو بن هشام المخزومي|عمرو]] ثوى فيمن ثوى من حماتهم'''|'''فشقت جيوب النائحات على [[عمرو بن هشام المخزومي|عمرو]]'''}}', 200 => '{{بيت|'''جيوب نساء من [[لؤي بن غالب|لؤي]] بن [[غالب بن فهر|غالب]]'''|'''كرام تفرعن الذوائب من [[فهر بن مالك|فهرِ]]'''}}', 201 => '{{بيت|'''أولئك قوم قُتلوا في ضلالهم'''|'''وخلوا لواءً غير محتضر النصرِ'''}}', 202 => '{{بيت|'''لواء ضلال قاد [[إبليس]] أهله'''|'''فخاس بهم، إن [[إبليس|الخبيث]] إلى غدرِ'''}}', 203 => '{{بيت|'''وقال لهم، إذ عاين الأمر واضحاً'''|'''برئت إليكم ما بي اليوم من صبرِ'''}}', 204 => '{{بيت|'''فإني أرى ما لا ترون وإنني'''|'''أخاف عقاب [[الله]] و[[الله]] ذو قسرِ'''}}', 205 => '{{بيت|'''فقدمهم للحين حتى تورطوا'''|'''وكان بما لم يخبر القوم ذا خبرِ'''}}', 206 => '{{بيت|'''فكانوا غداة البئر ألفاً وجمعنا'''|'''ثلاث مئين كالمسدمة الزهرِ'''}}', 207 => '{{بيت|'''وفينا [[ملائكة|جنود الله]] حين يمدنا'''|'''بهم في مقام ثم مستوضح الذكرِ'''}}', 208 => '{{بيت|'''فشد بهم [[جبريل]] تحت لوائنا'''|'''لدى مأزق فيه مناياهم تجري'''}}', 209 => '{{نهاية قصيدة}}', 210 => '', 211 => '== غزوة بدر في السينما والتليفزيون ==', 212 => 'مُثِّلت غزوة بدر في [[فيلم الرسالة]] الذي أخرجه المخرج السوري [[مصطفى العقاد]]، ولعب فيه دورَ [[حمزة بن عبد المطلب]] الممثلُ [[عبد الله غيث]] (والممثل [[أنتوني كوين]] في النسخة الإنجليزية من الفيلم)، ولعب دورَ [[أبي جهل]] الممثلُ [[حسن الجندي]]. ومثلت غزوة بدر أيضاً في [[مسلسل عمر بن الخطاب]] الذي عرض لأول مرة في [[شهر رمضان]] عام [[2012]]م.', 213 => '', 214 => '== المصادر ==', 215 => '<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px">', 216 => '{{مراجع|2}}', 217 => '</div>', 218 => '', 219 => '== وصلات خارجية ==', 220 => '{{تصنيف كومنز|Battle of Badr}}', 221 => '* [http://islamstory.com/غزوة-بدر-الكبرى-يوم-الفرقان غزوة بدر الكبرى.. يوم الفرقان - موقع قصة الإسلام.]', 222 => '* [http://www.4muhammed.com/serah/84-غزوة-بدر-الكبرى-أول-معركة-من-معارك-الإسلام-الفاصلة- غزوة بدر الكبرى أول معركة من معارك الإسلام الفاصلة - موقع الرحيق المختوم.]', 223 => '* [http://www.saaid.net/mohamed/276.htm غزوة بدر الكبرى.. وعلاقة القائد بجنده - موقع صيد الفوائد.]', 224 => '{| border="2" align="center" width="60%"', 225 => '|-', 226 => '|width="30%" align="center"|'''قبلها:'''<br />'''[[غزوة بدر الأولى]]'''', 227 => '|width="40%" align="center"|[[غزوات الرسول]]<br /> غزوة بدر', 228 => '|width="30%" align="center"|'''بعدها:'''<br />'''[[غزوة بني سليم]]'''', 229 => '|}', 230 => '{{غزوات الرسول}}', 231 => '{{مواضيع الإسلام}}', 232 => '{{شريط سفلي محمد}}', 233 => '{{شخصيات وأسماء مذكورة في القرآن}}', 234 => '{{شهر رمضان}}', 235 => '{{ضبط استنادي}}', 236 => '{{شريط بوابات|الإسلام|الحرب|التاريخ الإسلامي|محمد}}', 237 => '{{شريط محتوى متميز|مختارة|النسخة=9870590|تاريخ=28 نوفمبر 2012}}', 238 => '' ]
نص الصفحة الجديد، مجردا من أية تهيئة (new_text)
'بد.mw-parser-output .navbar{display:inline;font-size:88%;font-weight:normal}.mw-parser-output .navbar-collapse{float:right;text-align:right}.mw-parser-output .navbar-boxtext{word-spacing:0}.mw-parser-output .navbar ul{display:inline-block;white-space:nowrap;line-height:inherit}.mw-parser-output .navbar-brackets::before{margin-left:-0.125em;content:"[ "}.mw-parser-output .navbar-brackets::after{margin-right:-0.125em;content:" ]"}.mw-parser-output .navbar li{word-spacing:-0.125em}.mw-parser-output .navbar-mini abbr{font-variant:small-caps;border-bottom:none;text-decoration:none;cursor:inherit}.mw-parser-output .navbar-ct-full{font-size:114%;margin:0 7em}.mw-parser-output .navbar-ct-mini{font-size:114%;margin:0 4em}.mw-parser-output .infobox .navbar{font-size:100%}.mw-parser-output .navbox .navbar{display:block;font-size:100%}.mw-parser-output .navbox-title .navbar{float:right;text-align:right;margin-left:0.5em}عنتغزوة بدرقادة المسلمين النبي &#xfdfa; حمزة بن عبد المطلب علي بن أبي طالب قادة قريش أبو جهل&#160;⚔ عتبة بن ربيعة&#160;⚔ أمية بن خلف&#160;⚔ شهداء المسلمين حارثة بن سراقة ذو الشمالين بن عبد عمرو رافع بن المعلى سعد بن خيثمة صفوان بن بيضاء عاقل بن البكير عبيدة بن الحارث عمير بن أبي وقاص عمير بن الحمام عوف بن الحارث مبشر بن عبد المنذر معوذ بن الحارث مهجع بن صالح يزيد بن الحارث المشاركين من الصحابة قائمة من شهدوا غزوة بدر من المسلمين عنتغزوات الرسول محمدالغزوات التي شارك بها غزوة الأبواء غزوة بواط غزوة العشيرة غزوة بدر الأولى غزوة بني سليم غزوة بني قينقاع غزوة السويق غزوة ذي أمر غزوة بحران غزوة حمراء الأسد غزوة بني النضير غزوة ذات الرقاع غزوة بدر الآخرة غزوة دومة الجندل غزوة بني لحيان صلح الحديبية غزوة ذي قرد غزوة بني المصطلق غزوة عمرة القضاء الغزوات التي قاتل فيها بنفسه غزوة بدر الكبرى غزوة أحد غزوة الخندق غزوة بني قريظة غزوة خيبر فتح مكة غزوة حنين غزوة الطائف غزوة تبوك عنتسرايا الرسول محمد سرية حمزة بن عبد المطلب سرية عبيدة بن الحارث سرية سعد بن أبي وقاص سرية عبد الله بن جحش سرية عمير بن عدي سرية سالم بن عمير سرية قتل كعب بن الأشرف سرية زيد بن حارثة (القردة) سرية أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي سرية عبد الله بن أنيس سرية المنذر بن عمرو سرية مرثد بن أبي مرثد سرية محمد بن مسلمة سرية عكاشة بن محصن الأسدي (الغمر) سرية محمد بن مسلمة (ذي القصة) سرية أبي عبيدة بن الجراح سرية زيد بن حارثة (بني سليم) سرية زيد بن حارثة (العيص) سرية زيد بن حارثة (الطرف) سرية زيد بن حارثة (حسمى) سرية زيد بن حارثة (وادي القرى) سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل سرية علي بن أبي طالب (فدك) سرية زيد بن حارثة سرية عبد الله بن عتيك سرية عبد الله بن رواحة سرية كرز بن جابر الفهري سرية عمرو بن أمية الضمري الكناني سرية عمر بن الخطاب سرية أبي بكر الصديق سرية بشير بن سعد الأنصاري (فدك) سرية غالب بن عبد الله الكلبي الكناني سرية بشير بن سعد الأنصاري (يمن والجبار) سرية بن أبي العوجاء السلمي سرية غالب بن عبد الله الكلبي الكناني سرية غالب بن عبد الله الليثي (مصاب) سرية شجاع بن وهب الأسدي سرية كعب بن عمير الغفاري الكناني سرية مؤتة سرية عمرو بن العاص (ذات السلاسل) سرية الخبط سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري (خضرة) سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري (بطن إضم) سرية خالد بن الوليد (العزى) سرية عمرو بن العاص (سواع) سرية سعد بن زيد الأشهلي سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة سرية الطفيل بن عمرو الدوسي سرية عيينة بن حصن الفزاري سرية قطبة بن عامر بن حديدة سرية الضحاك بن سفيان الكلابي سرية علقمة بن مجزز المدلجي سرية علي بن أبي طالب (الفلس) سرية عكاشة بن محصن الأسدي (الجناب) سرية خالد بن الوليد (نجران) سرية علي بن أبي طالب (اليمن) سرية أسامة بن زيد'
مصدر HTML المعروض للمراجعة الجديدة (new_html)
'<div class="mw-parser-output"><p>بد</p><div role="navigation" class="navbox" aria-labelledby="غزوة_بدر" style="margin: 0; float: left; clear: left; width: 280px; margin:1em 1em 0em 0;;padding:1px"><table class="nowraplinks mw-collapsible mw-collapsed navbox-inner" style="border-spacing:0;background:transparent;color:inherit"><tbody><tr><th scope="col" class="navbox-title" colspan="2"><style data-mw-deduplicate="TemplateStyles:r52500470">.mw-parser-output .navbar{display:inline;font-size:88%;font-weight:normal}.mw-parser-output .navbar-collapse{float:right;text-align:right}.mw-parser-output .navbar-boxtext{word-spacing:0}.mw-parser-output .navbar ul{display:inline-block;white-space:nowrap;line-height:inherit}.mw-parser-output .navbar-brackets::before{margin-left:-0.125em;content:"[ "}.mw-parser-output .navbar-brackets::after{margin-right:-0.125em;content:" ]"}.mw-parser-output .navbar li{word-spacing:-0.125em}.mw-parser-output .navbar-mini abbr{font-variant:small-caps;border-bottom:none;text-decoration:none;cursor:inherit}.mw-parser-output .navbar-ct-full{font-size:114%;margin:0 7em}.mw-parser-output .navbar-ct-mini{font-size:114%;margin:0 4em}.mw-parser-output .infobox .navbar{font-size:100%}.mw-parser-output .navbox .navbar{display:block;font-size:100%}.mw-parser-output .navbox-title .navbar{float:right;text-align:right;margin-left:0.5em}</style><div class="navbar plainlinks hlist navbar-mini"><ul><li class="nv-view"><a href="/wiki/%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A8:%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A8%D8%AF%D8%B1" title="قالب:غزوة بدر"><abbr title="عرض هذا القالب" style=";;background:none transparent;border:none;box-shadow:none;padding:0;">ع</abbr></a></li><li class="nv-talk"><a href="/w/index.php?title=%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A8:%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A8%D8%AF%D8%B1&amp;action=edit&amp;redlink=1" class="new" title="نقاش القالب:غزوة بدر (الصفحة غير موجودة)"><abbr title="ناقش هذا القالب" style=";;background:none transparent;border:none;box-shadow:none;padding:0;">ن</abbr></a></li><li class="nv-edit"><a class="external text" href="https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A8:%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A8%D8%AF%D8%B1&amp;action=edit"><abbr title="عدل هذا القالب" style=";;background:none transparent;border:none;box-shadow:none;padding:0;">ت</abbr></a></li></ul></div><div id="غزوة_بدر" style="font-size:114%;margin:0 4em"><a class="mw-selflink selflink">غزوة بدر</a></div></th></tr><tr><td colspan="2" class="navbox-list navbox-odd hlist" style="width:100%;padding:0px"><div style="padding:0em 0.25em"><b>قادة المسلمين</b> <ul><li><a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF" title="محمد">النبي</a> <span class="script-arabic" style="font-size:140%;">&#xfdfa;</span></li> <li><a href="/wiki/%D8%AD%D9%85%D8%B2%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8" title="حمزة بن عبد المطلب">حمزة بن عبد المطلب</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8" title="علي بن أبي طالب">علي بن أبي طالب</a></li></ul> <p><b>قادة قريش</b> </p> <ul><li><a href="/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%AC%D9%87%D9%84" title="أبو جهل">أبو جهل</a>&#160;<a href="/wiki/%D9%82%D8%AA%D9%84_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9" title="قتل في المعركة"><span style="font-size:150%;">⚔</span></a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B9%D8%AA%D8%A8%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9%D8%A9" title="عتبة بن ربيعة">عتبة بن ربيعة</a>&#160;<a href="/wiki/%D9%82%D8%AA%D9%84_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9" title="قتل في المعركة"><span style="font-size:150%;">⚔</span></a></li> <li><a href="/wiki/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%AE%D9%84%D9%81" title="أمية بن خلف">أمية بن خلف</a>&#160;<a href="/wiki/%D9%82%D8%AA%D9%84_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9" title="قتل في المعركة"><span style="font-size:150%;">⚔</span></a></li></ul> <p><b>شهداء المسلمين</b> </p> <ul><li><a href="/wiki/%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D9%82%D8%A9" title="حارثة بن سراقة">حارثة بن سراقة</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B0%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88" title="ذو الشمالين بن عبد عمرو">ذو الشمالين بن عبد عمرو</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B1%D8%A7%D9%81%D8%B9_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%89" title="رافع بن المعلى">رافع بن المعلى</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B9%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%AE%D9%8A%D8%AB%D9%85%D8%A9" title="سعد بن خيثمة">سعد بن خيثمة</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B5%D9%81%D9%88%D8%A7%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%A8%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D8%A1" title="صفوان بن بيضاء">صفوان بن بيضاء</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B9%D8%A7%D9%82%D9%84_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%83%D9%8A%D8%B1" title="عاقل بن البكير">عاقل بن البكير</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%AB" title="عبيدة بن الحارث">عبيدة بن الحارث</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B9%D9%85%D9%8A%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%B5" title="عمير بن أبي وقاص">عمير بن أبي وقاص</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B9%D9%85%D9%8A%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%85" title="عمير بن الحمام">عمير بن الحمام</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B9%D9%88%D9%81_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%AB" title="عوف بن الحارث">عوف بن الحارث</a></li> <li><a href="/wiki/%D9%85%D8%A8%D8%B4%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B0%D8%B1" title="مبشر بن عبد المنذر">مبشر بن عبد المنذر</a></li> <li><a href="/wiki/%D9%85%D8%B9%D9%88%D8%B0_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%AB" title="معوذ بن الحارث">معوذ بن الحارث</a></li> <li><a href="/wiki/%D9%85%D9%87%D8%AC%D8%B9_%D8%A8%D9%86_%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD" title="مهجع بن صالح">مهجع بن صالح</a></li> <li><a href="/wiki/%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%AB" title="يزيد بن الحارث">يزيد بن الحارث</a></li></ul> <p><b>المشاركين من الصحابة</b> </p> <ul><li><a href="/wiki/%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9_%D9%85%D9%86_%D8%B4%D9%87%D8%AF%D9%88%D8%A7_%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A8%D8%AF%D8%B1_%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86" title="قائمة من شهدوا غزوة بدر من المسلمين">قائمة من شهدوا غزوة بدر من المسلمين</a></li></ul></div></td></tr></tbody></table></div> <div role="navigation" class="navbox" aria-labelledby="غزوات_الرسول_محمد" style="margin: 0; float: left; clear: left; width: 280px; margin:1em 1em 0em 0;;padding:1px"><table class="nowraplinks mw-collapsible mw-collapsed navbox-inner" style="border-spacing:0;background:transparent;color:inherit"><tbody><tr><th scope="col" class="navbox-title" colspan="2"><link rel="mw-deduplicated-inline-style" href="mw-data:TemplateStyles:r52500470"/><div class="navbar plainlinks hlist navbar-mini"><ul><li class="nv-view"><a href="/wiki/%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A8:%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%842" class="mw-redirect" title="قالب:غزوات الرسول2"><abbr title="عرض هذا القالب" style=";;background:none transparent;border:none;box-shadow:none;padding:0;">ع</abbr></a></li><li class="nv-talk"><a href="/w/index.php?title=%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A8:%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%842&amp;action=edit&amp;redlink=1" class="new" title="نقاش القالب:غزوات الرسول2 (الصفحة غير موجودة)"><abbr title="ناقش هذا القالب" style=";;background:none transparent;border:none;box-shadow:none;padding:0;">ن</abbr></a></li><li class="nv-edit"><a class="external text" href="https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A8:%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%842&amp;action=edit"><abbr title="عدل هذا القالب" style=";;background:none transparent;border:none;box-shadow:none;padding:0;">ت</abbr></a></li></ul></div><div id="غزوات_الرسول_محمد" style="font-size:114%;margin:0 4em"><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF" title="غزوات الرسول محمد">غزوات الرسول محمد</a></div></th></tr><tr><td colspan="2" class="navbox-list navbox-odd hlist" style="width:100%;padding:0px"><div style="padding:0em 0.25em"><b>الغزوات التي شارك بها</b> <ul><li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A1" title="غزوة الأبواء">غزوة الأبواء</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%B7" title="غزوة بواط">غزوة بواط</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D9%8A%D8%B1%D8%A9" title="غزوة العشيرة">غزوة العشيرة</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%B3%D9%81%D9%88%D8%A7%D9%86" title="غزوة سفوان">غزوة بدر الأولى</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D9%8A_%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85" title="غزوة بني سليم">غزوة بني سليم</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D9%8A_%D9%82%D9%8A%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B9" title="غزوة بني قينقاع">غزوة بني قينقاع</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%8A%D9%82" title="غزوة السويق">غزوة السويق</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%B0%D9%8A_%D8%A3%D9%85%D8%B1" title="غزوة ذي أمر">غزوة ذي أمر</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%86" title="غزوة بحران">غزوة بحران</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%AD%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF" title="غزوة حمراء الأسد">غزوة حمراء الأسد</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B6%D9%8A%D8%B1" title="غزوة بني النضير">غزوة بني النضير</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%B0%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%82%D8%A7%D8%B9" title="غزوة ذات الرقاع">غزوة ذات الرقاع</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A8%D8%AF%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%AE%D8%B1%D8%A9" title="غزوة بدر الآخرة">غزوة بدر الآخرة</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%AF%D9%88%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%84" title="غزوة دومة الجندل">غزوة دومة الجندل</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D9%8A_%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D9%86" title="غزوة بني لحيان">غزوة بني لحيان</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B5%D9%84%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A9" title="صلح الحديبية">صلح الحديبية</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%B0%D9%8A_%D9%82%D8%B1%D8%AF" title="غزوة ذي قرد">غزوة ذي قرد</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D9%82" title="غزوة بني المصطلق">غزوة بني المصطلق</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%B9%D9%85%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D8%A7%D8%A1" title="غزوة عمرة القضاء">غزوة عمرة القضاء</a></li></ul> <p><b>الغزوات التي قاتل فيها بنفسه</b> </p> <ul><li><a class="mw-selflink selflink">غزوة بدر الكبرى</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A3%D8%AD%D8%AF" title="غزوة أحد">غزوة أحد</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%86%D8%AF%D9%82" title="غزوة الخندق">غزوة الخندق</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D9%8A_%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B8%D8%A9" title="غزوة بني قريظة">غزوة بني قريظة</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%AE%D9%8A%D8%A8%D8%B1" title="غزوة خيبر">غزوة خيبر</a></li> <li><a href="/wiki/%D9%81%D8%AA%D8%AD_%D9%85%D9%83%D8%A9" title="فتح مكة">فتح مكة</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%AD%D9%86%D9%8A%D9%86" title="غزوة حنين">غزوة حنين</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81" title="غزوة الطائف">غزوة الطائف</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D8%AA%D8%A8%D9%88%D9%83" title="غزوة تبوك">غزوة تبوك</a></li></ul></div></td></tr></tbody></table></div> <div role="navigation" class="navbox" aria-labelledby="سرايا_الرسول_محمد" style="margin: 0; float: left; clear: left; width: 280px; margin:1em 1em 0em 0;;padding:1px"><table class="nowraplinks mw-collapsible mw-collapsed navbox-inner" style="border-spacing:0;background:transparent;color:inherit"><tbody><tr><th scope="col" class="navbox-title" colspan="2"><link rel="mw-deduplicated-inline-style" href="mw-data:TemplateStyles:r52500470"/><div class="navbar plainlinks hlist navbar-mini"><ul><li class="nv-view"><a href="/wiki/%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A8:%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B7_%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8%D9%8A_%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84" title="قالب:شريط جانبي سرايا الرسول"><abbr title="عرض هذا القالب" style=";;background:none transparent;border:none;box-shadow:none;padding:0;">ع</abbr></a></li><li class="nv-talk"><a href="/w/index.php?title=%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A8:%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B7_%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8%D9%8A_%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84&amp;action=edit&amp;redlink=1" class="new" title="نقاش القالب:شريط جانبي سرايا الرسول (الصفحة غير موجودة)"><abbr title="ناقش هذا القالب" style=";;background:none transparent;border:none;box-shadow:none;padding:0;">ن</abbr></a></li><li class="nv-edit"><a class="external text" href="https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A8:%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B7_%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8%D9%8A_%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84&amp;action=edit"><abbr title="عدل هذا القالب" style=";;background:none transparent;border:none;box-shadow:none;padding:0;">ت</abbr></a></li></ul></div><div id="سرايا_الرسول_محمد" style="font-size:114%;margin:0 4em"><a href="/wiki/%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF" title="عسكرية محمد">سرايا الرسول محمد</a></div></th></tr><tr><td colspan="2" class="navbox-list navbox-odd hlist" style="width:100%;padding:0px"><div style="padding:0em 0.25em"> <ul><li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%AD%D9%85%D8%B2%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%A8" title="سرية حمزة بن عبد المطلب">سرية حمزة بن عبد المطلب</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%AB" title="سرية عبيدة بن الحارث">سرية عبيدة بن الحارث</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B3%D8%B9%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%B5" title="سرية سعد بن أبي وقاص">سرية سعد بن أبي وقاص</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8%D9%86_%D8%AC%D8%AD%D8%B4" title="سرية عبد الله بن جحش">سرية عبد الله بن جحش</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D9%85%D9%8A%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%AF%D9%8A" title="سرية عمير بن عدي">سرية عمير بن عدي</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%85_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D9%85%D9%8A%D8%B1" title="سرية سالم بن عمير">سرية سالم بن عمير</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D9%82%D8%AA%D9%84_%D9%83%D8%B9%D8%A8_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D8%B1%D9%81" title="سرية قتل كعب بن الأشرف">سرية قتل كعب بن الأشرف</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D8%A9_(%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%AF%D8%A9)" title="سرية زيد بن حارثة (القردة)">سرية زيد بن حارثة (القردة)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%B2%D9%88%D9%85%D9%8A" title="سرية أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي">سرية أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D9%86%D9%8A%D8%B3" title="سرية عبد الله بن أنيس">سرية عبد الله بن أنيس</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B0%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88" title="سرية المنذر بن عمرو">سرية المنذر بن عمرو</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%B9" title="حادثة الرجيع">سرية مرثد بن أبي مرثد</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A9_(%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%B7%D8%A7%D8%A1)" title="سرية محمد بن مسلمة (القرطاء)">سرية محمد بن مسلمة</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D9%83%D8%A7%D8%B4%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%AD%D8%B5%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF%D9%8A_(%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%85%D8%B1)" title="سرية عكاشة بن محصن الأسدي (الغمر)">سرية عكاشة بن محصن الأسدي (الغمر)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A9_(%D8%B0%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%A9)" title="سرية محمد بن مسلمة (ذي القصة)">سرية محمد بن مسلمة (ذي القصة)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD" title="سرية أبي عبيدة بن الجراح">سرية أبي عبيدة بن الجراح</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D8%A9_(%D8%A8%D9%86%D9%8A_%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85)" title="سرية زيد بن حارثة (بني سليم)">سرية زيد بن حارثة (بني سليم)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D8%A9_(%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D8%B5)" title="سرية زيد بن حارثة (العيص)">سرية زيد بن حارثة (العيص)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D8%A9_(%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%81)" title="سرية زيد بن حارثة (الطرف)">سرية زيد بن حارثة (الطرف)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D8%A9_(%D8%AD%D8%B3%D9%85%D9%89)" title="سرية زيد بن حارثة (حسمى)">سرية زيد بن حارثة (حسمى)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D8%A9_(%D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%89)" title="سرية زيد بن حارثة (وادي القرى)">سرية زيد بن حارثة (وادي القرى)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D9%88%D9%81_%D8%A5%D9%84%D9%89_%D8%AF%D9%88%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%84" title="سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل">سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8_(%D9%81%D8%AF%D9%83)" title="سرية علي بن أبي طالب (فدك)">سرية علي بن أبي طالب (فدك)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D8%A9_(%D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%89)" title="سرية زيد بن حارثة (وادي القرى)">سرية زيد بن حارثة</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%AA%D9%8A%D9%83" title="سرية عبد الله بن عتيك">سرية عبد الله بن عتيك</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8%D9%86_%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%A9" title="سرية عبد الله بن رواحة">سرية عبد الله بن رواحة</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D9%83%D8%B1%D8%B2_%D8%A8%D9%86_%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%87%D8%B1%D9%8A" title="سرية كرز بن جابر الفهري">سرية كرز بن جابر الفهري</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%85%D8%B1%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A" title="سرية عمرو بن أمية الضمري الكناني">سرية عمرو بن أمية الضمري الكناني</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8" title="سرية عمر بن الخطاب">سرية عمر بن الخطاب</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%A8%D9%83%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D9%8A%D9%82" title="سرية أبي بكر الصديق">سرية أبي بكر الصديق</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%B3%D8%B9%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D9%8A_(%D9%81%D8%AF%D9%83)" title="سرية بشير بن سعد الأنصاري (فدك)">سرية بشير بن سعد الأنصاري (فدك)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%BA%D8%A7%D9%84%D8%A8_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%A8%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A" title="سرية غالب بن عبد الله الكلبي الكناني">سرية غالب بن عبد الله الكلبي الكناني</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%B3%D8%B9%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D9%8A_(%D9%8A%D9%85%D9%86_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D8%A7%D8%B1)" title="سرية بشير بن سعد الأنصاري (يمن والجبار)">سرية بشير بن سعد الأنصاري (يمن والجبار)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%AC%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A" title="سرية بن أبي العوجاء السلمي">سرية بن أبي العوجاء السلمي</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%BA%D8%A7%D9%84%D8%A8_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%A8%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A_(%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AF%D9%8A%D8%AF)" title="سرية غالب بن عبد الله الكلبي الكناني (الكديد)">سرية غالب بن عبد الله الكلبي الكناني</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%BA%D8%A7%D9%84%D8%A8_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%AB%D9%8A_(%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%A8)" title="سرية غالب بن عبد الله الليثي (مصاب)">سرية غالب بن عبد الله الليثي (مصاب)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B4%D8%AC%D8%A7%D8%B9_%D8%A8%D9%86_%D9%88%D9%87%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF%D9%8A" title="سرية شجاع بن وهب الأسدي">سرية شجاع بن وهب الأسدي</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D9%83%D8%B9%D8%A8_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D9%85%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A" title="سرية كعب بن عمير الغفاري الكناني">سرية كعب بن عمير الغفاري الكناني</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9_%D9%85%D8%A4%D8%AA%D8%A9" title="غزوة مؤتة">سرية مؤتة</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B5_(%D8%B0%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84)" title="سرية عمرو بن العاص (ذات السلاسل)">سرية عمرو بن العاص (ذات السلاسل)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A8%D8%B7" title="سرية الخبط">سرية الخبط</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D9%82%D8%AA%D8%A7%D8%AF%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%B1%D8%A8%D8%B9%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D9%8A_(%D8%AE%D8%B6%D8%B1%D8%A9)" title="سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري (خضرة)">سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري (خضرة)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D9%82%D8%AA%D8%A7%D8%AF%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%B1%D8%A8%D8%B9%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D9%8A_(%D8%A8%D8%B7%D9%86_%D8%A5%D8%B6%D9%85)" title="سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري (بطن إضم)">سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري (بطن إضم)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF_(%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%89)" title="سرية خالد بن الوليد (العزى)">سرية خالد بن الوليد (العزى)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B5_(%D8%B3%D9%88%D8%A7%D8%B9)" title="سرية عمرو بن العاص (سواع)">سرية عمرو بن العاص (سواع)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B3%D8%B9%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D9%87%D9%84%D9%8A" title="سرية سعد بن زيد الأشهلي">سرية سعد بن زيد الأشهلي</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF_%D8%A5%D9%84%D9%89_%D8%A8%D9%86%D9%8A_%D8%AC%D8%B0%D9%8A%D9%85%D8%A9" title="سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة">سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%8A%D9%84_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%B3%D9%8A" title="سرية الطفيل بن عمرو الدوسي">سرية الطفيل بن عمرو الدوسي</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D9%8A%D9%8A%D9%86%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%B5%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D9%8A" title="سرية عيينة بن حصن الفزاري">سرية عيينة بن حصن الفزاري</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D9%82%D8%B7%D8%A8%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9" title="سرية قطبة بن عامر بن حديدة">سرية قطبة بن عامر بن حديدة</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%AD%D8%A7%D9%83_%D8%A8%D9%86_%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A" title="سرية الضحاك بن سفيان الكلابي">سرية الضحاك بن سفيان الكلابي</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D9%84%D9%82%D9%85%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%AC%D8%B2%D8%B2_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%84%D8%AC%D9%8A" title="سرية علقمة بن مجزز المدلجي">سرية علقمة بن مجزز المدلجي</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8_(%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3)" title="سرية علي بن أبي طالب (الفلس)">سرية علي بن أبي طالب (الفلس)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D9%83%D8%A7%D8%B4%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%AD%D8%B5%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF%D9%8A_(%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%A8)" title="سرية عكاشة بن محصن الأسدي (الجناب)">سرية عكاشة بن محصن الأسدي (الجناب)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF_(%D9%86%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D9%86)" title="سرية خالد بن الوليد (نجران)">سرية خالد بن الوليد (نجران)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A_%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8_(%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86)" title="سرية علي بن أبي طالب (اليمن)">سرية علي بن أبي طالب (اليمن)</a></li> <li><a href="/wiki/%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D8%B2%D9%8A%D8%AF" title="سرية أسامة بن زيد">سرية أسامة بن زيد</a></li></ul> </div></td></tr></tbody></table></div> '
ما إذا كان التعديل قد تم عمله من خلال عقدة خروج تور (tor_exit_node)
false
طابع زمن التغيير ليونكس (timestamp)
1635366386