فلسفة واقعية

(بالتحويل من واقعية فلسفية)

الواقعية الفلسفية (Philosophical Realism) المعاصرة هي الإيمان بأن واقعنا، أو جزءًا منه، مستقل وجوديًا عن المخططات التصورية والممارسات اللغوية والمعتقدات وغيرها. يمكن التحدث عن الواقعية من منطلق العقول الأخرى والماضي والمستقبل والعموميات والوحدات الرياضية (مثل، الأعداد الطبيعية) والفئات الأخلاقية والعالم المادي والفكر. ويمكن أيضًا تعزيز الواقعية بشعور غير مشروط، وفي هذه الحالة، فإنها تؤكد على وجود عالم مرئي منفصل عن العقل، في مقابل المثالية والشكوكية والذاتوية. ويذكر الفلاسفة الذين ينادون بالواقعية أن الحقيقة تتشكل في تطابق العقل مع الواقع.[1]

تعتبر الفلسفة اليونانية من أقدم الممارسات الواقعية في الفلسفة.

يميل الواقعيون إلى الاعتقاد بأنه مهما كان ما نؤمن به الآن، فهو مجرد مقاربة من الحقيقة وأن كل ملاحظة جديدة تقربنا أكثر من فهم الواقع.[2] وبالمنظور الكانطي، فإن الواقعية هي نقيض المثالية. وبالمنظور المعاصر، فإن الواقعية عكس اللاواقعية، وخصوصًا في فلسفة العلوم.

معلومات تاريخية عدل

يظهر أقدم استخدام لمصطلح «الواقعية» في تراجم القرون الوسطى الدراسية واقتباسات الفلسفة اليونانية. ولكنها هنا واقعية أفلاطونية تطورت عن المناقشات التي أثيرت حول مشكلة العموميات. العموميات هي مصطلحات أو صفات يمكن تعميمها على أشياء عديدة، مثل «أحمر» أو «الجمال» أو «خمسة» أو «كلب». والواقعية في هذا السياق، هي نقيض المفاهيمية والمذهب اللفظي وترتأي وجود تلك العموميات بالفعل بشكل مستقل وسابق إلى حدٍ ما للعالم. وتشير الواقعية المعتدلة إلى وجود هذه العموميات، ولكن بقدر محدود فقط؛ حيث إنها مبرهنة في أشياء محددة، ولا توجد مستقلة عن ذلك الشيء المحدد. وتشير المفاهيمية إلى وجود العموميات، ولكن في العقل فقط، بينما يذكر المذهب اللفظي أن العموميات لا «توجد» مطلقًا، وأنها ليست أكثر من مجرد كلمات (flatus voci) تصف أشياءً محددة.

الواقعية الأفلاطونية عدل

الواقعية الأفلاطونية هي مصطلح فلسفي يستخدم عادةً للإشارة إلى فكرة الواقعية من منطلق وجود العموميات أو الأشياء المجردة، وذلك من بعد الفيلسوف اليوناني أفلاطون (حوالي 427 ق.م - 347 ق.م)، وهو أحد تلاميذ سقراط. نظرًا لأن أفلاطون كان يعتبر العموميات أشكالاً مثالية، فإنه يطلق على هذا الموقف أيضًا بشكل التباسي اسم المثالية الأفلاطونية. ولا ينبغي الخلط بينها وبين المثالية، كما قدمها فلاسفة، مثل جورج بيركلي:؛ حيث إن التجريدات الأفلاطونية ليست مكانية أو مؤقتة أو عقلية، ولا تتوافق مع تركيز مثالية هذا الأخير على الوجود العقلي. وتتضمن الأشكال التي قدمها أفلاطون أرقامًا وأشكالاً هندسية؛ مما يجعلها نظرية واقعية الرياضيات، وتشمل أيضًا شكل الخير ليجعلها أيضًا نظرية واقعية أخلاقية.

مدرسة واقعية الإدراك الفطري الأسكتلندية عدل

واقعية الإدراك الفطري الأسكتلندية هي مدرسة فلسفية تحاول الدفاع عن الواقعية الساذجة في مقابل المفارقة الفلسفية والشكوكية، وتجادل بأن مسائل الإدراك الفطري تقع في متناول الفهم المشترك، حتى أن معتقدات الإدراك الفطري تحكم حيوات وأفكار هؤلاء الذين يتمسكون بمعتقدات مخالفة للإدراك الفطري. وتتأصل هذه المعتقدات في أفكار أبرز أعضاء مدرسة واقعية الإدراك الفطري الأسكتلندية توماس ريد وآدم فيرغسون ودوغالد ستيوارت خلال عصر التنوير الأسكتلندي في القرن الثامن عشر وازدهرت في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر في أسكتلندا وأمريكا.

ويمكن العثور على جذورها في ردود هؤلاء الفلاسفة من أمثال جون لوك وجورج بيركلي وديفيد هيوم. وكان المنهج ردًا على «النظام المثالي» الذي بدأ بمفهوم ديكارت عن قيود التجربة الحسية وقاد لوك وهيوم إلى الشكوكية التي شككت في صحة كل من الدين ودليل الحواس. وجد علماء واقعية الإدراك الفطري أن الشكوكية غير منطقية ومخالفة تمامًا للتجربة الفطرية لدرجة تجعل من اللازم رفضها. وذكروا في دروسهم أن الخبرات العادية تقدم إثباتًا مؤكدًا بديهيًا على وجود الذات والأشياء الحقيقية التي يمكن رؤيتها والشعور بها، وكذلك «مبادئ أولية» مؤكدة يمكن وفقها وضع الأسس للمعتقدات الأخلاقية والدينية. وقد نادى بمبدأها الأساسي مؤسس المدرسة وأعظم شخصياتها، توماس ريد:[3]

انظر أيضًا عدل

ملاحظات عدل

  1. ^ The statement veritas est adaequatio rei et intellectus ("truth is the equation of thought and thing") was ascribed by Thomas Aquinas to a 10th-century Jewish philosopher, Isaac Israëli. (Summa, I, Q.16, A.2) نسخة محفوظة 07 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ Blackburn p. 188
  3. ^ Cuneo and Woudenberg, eds. The Cambridge companion to Thomas Reid (2004) p 85

مراجع عدل

  • Blackburn, Simon (2005). Truth: A Guide. Oxford University Press, Inc. ISBN:0-19-516824-0. مؤرشف من الأصل في 2021-09-10.

وصلات خارجية عدل