هيموفيليا ب (بالإنجليزية: Haemophilia B)‏ هي اضطراب تخثر الدم الناجم عن طفرة في جين العامل التاسع، مما يؤدي إلى نقص العامل التاسع. وهو ثاني أكثر أشكال الهيموفيليا شيوعا، وأكثر ندرة من الهيموفيليا أ. وقد عرفت الهيموفيليا ب لأول مرة كنوع مختلف من الهيموفيليا في عام 1952.[3] ويسمى أحيانا مرض كريسماس[1] نسبة إلى ستيفن كريسماس، أول مريض تم تشخيصه بهذا المرض. وبالإضافة إلى ذلك، نُشِرَ التقرير الأول لتعريفه في طبعة الكريسماس من المجلة الطبية البريطانية.[3][4]

هيموفيليا ب
الصفة المتنحية المرتبطة بالكروموسوم X هي الطريقة التي تورث بها هذه الحالة
الصفة المتنحية المرتبطة بالكروموسوم X هي الطريقة التي تورث بها هذه الحالة
الصفة المتنحية المرتبطة بالكروموسوم X هي الطريقة التي تورث بها هذه الحالة

معلومات عامة
الاختصاص علم الدم  تعديل قيمة خاصية (P1995) في ويكي بيانات
من أنواع مرض متنح مرتبط بالجنس  [لغات أخرى]‏،  واعتلال خثري،  ومرض  تعديل قيمة خاصية (P279) في ويكي بيانات
الأسباب
الأسباب نقص العامل التاسع[1]
الإدارة
التشخيص درجات النزيف، فحوصات عامل التجلط[2]
العلاج Factor IX concentrate[1]

العلامات والأعراض عدل

من أعراض هيموفيليا ب حدوث كدمات بسهولة، ونزيف المسالك البولية، ونزيف الأنف. وبالإضافة إلى ذلك، قد يتعرض الشخص المصاب للنزيف في المفاصل.[1]

علم الوراثة عدل

 
كروموسوم X

يقع جين العامل التاسع على كروموسوم إكس (Xq27.1-q27.2). وهو سمة متنحية مرتبطة بالكروموسوم X، مما يفسر سبب ظهورها في الذكور فقط، كما هو الحال مع هيموفيليا أ.[5][6]

وفي عام 1990، أظهر جورج براونلي وميرلين كروسلي أن هناك مجموعتين من الطفرات الجينية تمنع بروتينين رئيسيين من الالتصاق بالحمض النووي للأشخاص المصابين بنوع نادر وشاذ من هيموفيليا ب (هيموفيليا ب ليدن)، حيث يعاني المرضى من نوبات نزيف مفرط في مرحلة الطفولة، ولكن بعد سن البلوغ يكون النزف أقل.[6] ويؤدي ذلك النقص في ارتباط البروتين بالحمض النووي (DNA) إلى إيقاف الجين الذي ينتج عامل التخثر التاسع، الذي يمنع النزيف المفرط.[6]

الفسيولوجيا المرضية عدل

 
تجلط الدم (العامل التاسع على اليسار)

ومن حيث الآلية، يؤدي نقص العامل التاسع إلى زيادة الميل للنزف مع الرضة البسيطة أو حتى تلقائيا، كما هو الحال في المفاصل (تدمي المفاصل) أو العضلات. وقد يسبب نقص العامل التاسع التداخل مع سلسلة التخثر، مما يتسبب في النزف العفوي مع الصدمات. وعندما ينشط العامل التاسع، يتم تفعيل العامل العاشر الذي يساعد على تحويل الفيبرينوجين إلى فيبرين.[7]

يصبح العامل التاسع نشطا أثناء عملية التخثر بمساعدة العامل الثامن (IXa على وجه التحديد). وتوفر الصفائح الدموية موقع الارتباط لكل من العوامل المساعدة. ويقوم هذا المركب (في مسار التخثر) بتفعيل العامل العاشر في نهاية المطاف.[8]

التشخيص عدل

يمكن إجراء تشخيص الهيموفيليا ب عن طريق الاختبارات/ الأساليب التالية:[2]

  • اختبار فحص التخثر
  • درجات النزيف
  • فحوصات عامل التخثر

التشخيص التفريقي عدل

العلاج عدل

يتم العلاج عن طريق التسريب الوريدي للعامل التاسع، الذي يكون عمر النصف له أطول من العامل الثامن، ويمكن نقله بشكل متكرر. وقد يكون هناك حاجة لنقل الدم، وينبغي وقف الأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهابات إذا تم تأكيد تشخيص الشخص بهيموفيليا ب. وينبغي القيام بأي إجراء جراحي بالتنسيق مع حمض الترانيكساميك.[3][9]

توقع سير المرض عدل

قد اتبعت دراستان هولنديتان مرضى الهيموفيليا لعدة سنوات.[10][11] ووجدت كلتا الدراستين أن العدوى الفيروسية شائعة مع الهيموفيليا؛ بسبب عمليات نقل الدم المتكررة التي تعرضهم لخطر الإصابة بالعدوى المنقولة بالدم، مثل فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد C. وفي آخر دراسة تابعت المرضى من عام 1992 إلى عام 2001، كان متوسط العمر المتوقع للذكور 59 عاما. وإذا استبعدت حالات الإصابة الفيروسية المعروفة، يصبح متوسط العمر المتوقع 72 عاما، وهو قريب من متوسط عمر السكان. وتوفيت 26٪ من الحالات من الإيدز و22٪ من التهاب الكبد C.[11]

التاريخ عدل

 
العامل التاسع

في الخمسينيات والستينات من القرن العشرين، ومع التكنولوجيا الحديثة والتطورات التدريجية في الطب، وجد علماء الصيدلة طريقة لاستخلاص العامل التاسع من البلازما المتجمدة الجديدة وإعطائها لأولئك الذين يعانون من هيموفيليا ب. وعلى الرغم من أنهم وجدوا وسيلة لعلاج هذا المرض، إلا أن البلازما المتجمدة الجديدة تحتوي على كمية قليلة من العامل التاسع، مما يتطلب نقل كميات كبيرة منها لعلاج نوبة النزيف الفعلي، مما أدى إلى الحاجة لنقل المريض إلى المستشفى. وبحلول منتصف الستينات، وجد العلماء وسيلة للحصول على كميات أكبر من العامل التاسع من البلازما المتجمدة الجديدة. وبحلول أواخر الستينات، وجد علماء الصيدلة أساليب لفصل العامل التاسع من البلازما، مما سمح بتعبئة زجاجات من مركزات العامل التاسع. ومع زيادة تركيزات العامل التاسع، أصبح من الأسهل للناس الحصول على العلاج في المنزل.[12] وعلى الرغم من أن هذه التطورات في الطب كان لها تأثير إيجابي كبير على علاج الهيموفيليا، كان هناك العديد من المضاعفات التي صاحبتها. وبحلول أوائل الثمانينات، اكتشف العلماء أن الأدوية التي اخترعوها تنقل الفيروسات التي تنتقل عن طريق الدم، مثل التهاب الكبد، وفيروس نقص المناعة البشرية، وهو الفيروس الذي يسبب مرض الإيدز. ومع ظهور هذه الفيروسات القاتلة، كان على العلماء إيجاد طرق محسنة لفحص منتجات الدم التي يتلقوها من المتبرعين. وفي عام 1982، قام العلماء بطفرة في مجال الطب وتمكنوا من استنساخ جينات العامل التاسع. وقلل هذا التطور الجديد من خطر العديد من الفيروسات إلا أن هذا العامل الجديد لم يكن متاحا لمرضى الهيموفيليا ب حتى عام 1997.

المجتمع عدل

كشفت دراسة نشرت في عام 2009 عن أمراض الدم التي تؤثر على الأسر المالكة لبريطانيا العظمى، وألمانيا، وروسيا، وإسبانيا على أنها هيموفيليا ب على أساس علامات وراثية.[13][14]

انظر أيضا عدل

هيموفيليا أ

المراجع عدل

  1. ^ أ ب ت ث "Hemophilia B: MedlinePlus Medical Encyclopedia". medlineplus.gov. مؤرشف من الأصل في 2019-03-27. اطلع عليه بتاريخ 2016-09-21.
  2. ^ أ ب Konkle، Barbara A.؛ Josephson، Neil C.؛ Nakaya Fletcher، Shelley (1 يناير 1993). "Hemophilia B". GeneReviews(®). University of Washington, Seattle. مؤرشف من الأصل في 2019-10-20. اطلع عليه بتاريخ 2016-10-07.update 2014
  3. ^ أ ب ت "Haemophilia B (Factor IX Deficiency) information | Patient". Patient (بالإنجليزية البريطانية). Archived from the original on 2018-10-27. Retrieved 2016-04-21.
  4. ^ Biggs R، Douglas AS، MacFarlane RG، Dacie JV، Pitney WR، Merskey C، O'Brien JR (1952). "Christmas disease: a condition previously mistaken for haemophilia". Br Med J. ج. 2 ع. 4799: 1378–82. DOI:10.1136/bmj.2.4799.1378. PMC:2022306. PMID:12997790.
  5. ^ "OMIM Entry - # 306900 - HEMOPHILIA B; HEMB". omim.org. مؤرشف من الأصل في 2019-05-15. اطلع عليه بتاريخ 2016-10-07.
  6. ^ أ ب ت ث Hemophilia - Genetics Home Reference - NIH نسخة محفوظة 28 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ "Hemophilia B: Practice Essentials, Background, Pathophysiology". eMedicine. Medscape. 24 أغسطس 2016. مؤرشف من الأصل في 2018-03-24. اطلع عليه بتاريخ 2016-10-07.
  8. ^ "Factor IX Deficiency: Background, Pathophysiology, Epidemiology". eMedicine. Medscape. 24 أغسطس 2016. مؤرشف من الأصل في 2017-09-17. اطلع عليه بتاريخ 2016-10-07.
  9. ^ Beck, Norman (2009). Diagnostic hematology (بالإنجليزية). London: Springer. p. 416. ISBN:9781848002951. Archived from the original on 2020-04-08. Retrieved 2016-10-07.
  10. ^ Triemstra، Mattanja (1 ديسمبر 1995). "Mortality in Patients with Hemophilia: Changes in a Dutch Population from 1986 to 1992 and 1973 to 1986". Annals of Internal Medicine. ج. 123 ع. 11: 823. DOI:10.7326/0003-4819-123-11-199512010-00002. ISSN:0003-4819. مؤرشف من الأصل في 2020-04-08.
  11. ^ أ ب Plug, I.; Van Der Bom, J. G.; Peters, M.; Mauser-Bunschoten, E. P.; De Goede-Bolder, A.; Heijnen, L.; Smit, C.; Willemse, J.; Rosendaal, F. R. (1 Mar 2006). "Mortality and causes of death in patients with hemophilia, 1992–2001: a prospective cohort study1". Journal of Thrombosis and Haemostasis (بالإنجليزية). 4 (3): 510–516. DOI:10.1111/j.1538-7836.2006.01808.x. ISSN:1538-7836. Archived from the original on 2018-02-13.
  12. ^ Schramm، Wolfgang (نوفمبر 2014). "The history of haemophilia – a short review". Thrombosis Research. ج. 134: S4–S9. DOI:10.1016/j.thromres.2013.10.020. ISSN:1879-2472. PMID:24513149. – عبر ScienceDirect (قد يتطلب الاشتراك أو يكون المحتوى متاحًا في المكتبات.)
  13. ^ Michael Price (8 أكتوبر 2009). "Case Closed: Famous Royals Suffered From Hemophilia". ScienceNOW Daily News. AAAS. مؤرشف من الأصل في 2015-11-13. اطلع عليه بتاريخ 2009-10-09.
  14. ^ Evgeny I. Rogaev؛ وآخرون (8 أكتوبر 2009). "Genotype Analysis Identifies the Cause of the "Royal Disease"". Science. مؤرشف من الأصل في 2009-10-14. اطلع عليه بتاريخ 2009-10-09.subscription required

لمزيد من القراءة عدل

روابط خارجية عدل


  إخلاء مسؤولية طبية