نقد القرآن

مقال عن نقد القرآن

نقد القرآن أو نقد النص القُرآني هو اتجاه فلسفي وأدبي يهدف لدراسة النصوص الواردة في كتاب القُرآن الكريم وهو كتابُ المُسلمين المُقدس؛ يختلف نقد القرآن عن نقد تفسيراته إذ يرمز بشكل واضح لدراسة الآيات القُرآنية وتوجيه النقد لها بينما يشمل نقد تفسير القُرآن توجيه النقد لنصوص المُفسرين[1] فضلاً عن أنّ التفسيرات نفسها تختلف حيث تُعتبر تفسيرات المذهب الشيعي للقرآن مُختلفة عن تفسيرات أهل السّنة والجماعة[2] إضافة لاختلاف التفسير والتأويل للنص القرآني لدى طوائف مثل الدروز[3] والإسماعيلية[4] وغيرهم.

لم يتعرض النص القرآني للنقد بشكل صريح إلاّ في منتصف القرن العشرين ومع ذلك فالأنباء تتضارب عن نقده منذ نزوله فقد كان وثنيّو قبيلة قريش أول من نقد القرآن وما جاء فيه، وقد قالوا أنه شعر يتلوه النبي محمد، وليس له أي مصدر إلهي، وقالوا أنه يصله بإلهام شيطان الشعر، حيث كان العرب يتوهمون أن لكل شاعر شيطانًا من الجن يقول الشعر على لسانه.[5] وبعدها انتُقد القرأن من قبل بعض الفرق الشيعية عندما اتهموا الخليفة عثمان بن عفان بإزالة بعض الآيات منه بغرض تدعيمِ سلطته كما يُنسب للمعتزلة وهي اتجاه فكري ساد في العصر العباسي والخوارج الذين ظهروا في أواخر خلافة عثمان بن عفان نقدهم للقرآن بإنكارهم عدّة أياتٍ منه مثل سورة المسد وسورة يوسف[6]

وبعد نهاية العصر العباسي اتُهم بعضُ الفقهاء والعلماء بأنّهم حاولوا تأويل النص القُرآني وتعريضه للنقد من خلال محض بعض تفسيراته مثل ابن رشد[7] الذي دعا لاستخدام التفكير التحيلي كشرط لتفسير القرآن خلافاً للمُفسرين آنذاك، ومثله ابن الراوندي الذي شكك بالقرآن[8] ويعتبر البعض علماء مثل الكندي والفارابي وابن سينا وغيرهم مُشككين بالقرآن من خلال تأويلاتهم بأنّ الله يعلم الكُليات وليس الجزئيات[9] وقد كان هذا أحدُ أسباب تكفيرهم من قبل بعض الأئمة مثل ابن تيمية. ويُعتبر أبو العلاء المعري أول من قدم محاكاة ونقداً واضحين لكتاب القرآن في كتابه الفصول والغايات.[10]

في القرن العشرين نُقد النص القرآني بصورة واضحة عربيا من خلال فلاسفة ومُفكرين مثل صادق جلال العظم[11] في كتاب نقد الفكر الديني وسيد القمني[12] في كتاب أهل الدين والديمقراطية.[13]

انظر أيضا عدل

المراجع عدل

  1. ^ tafsir. "نقد التفسير بين الواقع والمأمول - من ذاكرة المؤتمرات - محمد صالح سليمان". tafsir.net. مؤرشف من الأصل في 2021-10-18. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-18.
  2. ^ "هل يختلف تفسير القرآن الكريم بين السنة والشيعة؟.. علي جمعة يجيب". مصراوي.كوم. مؤرشف من الأصل في 2020-11-25. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-18.
  3. ^ "بخمسة أنبياء وتفسير خاص للقرآن.. الدروز خرجوا من عباءة الشيعة انتظارًا لعودة الحاكم بأمر الله". بوابة الأهرام. مؤرشف من الأصل في 2019-06-13. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-18.
  4. ^ "المطلب الثاني: نماذج من تأويل الإسماعيلية للآيات القرآنية". dorar.net. مؤرشف من الأصل في 2021-01-18. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-18.
  5. ^ د. حسن طبل، حول الإعجاز البلاغي للقرآن، صفحة 113، مكتبة الإيمان، ط1، مصر 1420هـ ـ 1999م.
  6. ^ "سامي الذيب - القرآن بين أهل السنة والشيعة (2)". الحوار المتمدن. مؤرشف من الأصل في 2017-07-08. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-18.
  7. ^ محمد يوسف موسى. بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط. مؤسسة هنداوي. مؤرشف من الأصل في 2020-08-09.
  8. ^ الدوّيري، إبراهيم. "انتقد القرآن وأوجب الغناء وألّف الكتب "الملعونة".. هل كان ابن الراوندي أشهر الملاحدة في التاريخ الإسلامي؟". www.aljazeera.net. مؤرشف من الأصل في 2021-09-18. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-18.
  9. ^ الهاني، كريم (10 أكتوبر 2021). "علماء حاربهم الفقهاء… هؤلاء 6 من أهم علماء الإنسانية المسلمين الذين اتهموا بالزندقة والكفر (الجزء السادس والأخير)". Marayana - مرايانا. مؤرشف من الأصل في 2021-10-10. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-18.
  10. ^ "قراءة نقدية في بلاغة القرآن -". قناة الملحدين بالعربي (بالإنجليزية الأمريكية). 1 Dec 2014. Archived from the original on 2021-04-10. Retrieved 2021-10-18.
  11. ^ "ص172 - كتاب العلمانيون العرب وموقفهم من الإسلام - التكذيب بقصص القرآن - المكتبة الشاملة الحديثة". al-maktaba.org. مؤرشف من الأصل في 2021-10-19. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-18.
  12. ^ "كامل النجار - الدكتور سيد القمني وتخلف المسلمين". الحوار المتمدن. مؤرشف من الأصل في 2011-09-02. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-18.
  13. ^ FoulaBook-مكتبة فولة. تحميل كتاب أهل الدين والديمقراطية تأليف سيد القمني pdf. مؤرشف من الأصل في 2021-09-17.