مساعدة دولية

في العلاقات الدولية، تعتبر المساعدة الدولية (المعروفة أيضًا باسم المساعدات الدولية أو المساعدات الخارجية أو المعونات الخارجية أو المساعدات الاقتصادية أو المساعدات الأجنبية) -من منظور الحكومات- تحويلًا طوعيًا للموارد من دولة إلى أخرى.

خريطة تبين توزع المساعدات الدولية للدول النامية سنة 2005.

قد تخدم المساعدة مهمة واحدة أو أكثر: يمكن إعطاؤها كإشارة للموافقة الدبلوماسية، أو لتقوية حليف عسكري، أو لمكافأة الحكومة على السلوك الذي يرغب فيه المانح، أو لتوسيع التأثير الثقافي للمانح، أو لتوفير البنية التحتية التي يحتاجها المانح لاستخراج الموارد من البلد المتلقي، أو للحصول على أنواع أخرى من الوصول التجاري. قد تقدم الدول المُساعدة لأسباب دبلوماسية أخرى. غالبًا ما تكون الأغراض الإنسانية والإيثارية من أسباب المساعدة الأجنبية.

يمكن تقديم المساعدة من قبل الأفراد أو المنظمات الخاصة أو الحكومات. تختلف المعايير التي تحدد بالضبط أنواع التحويلات التي تعتبر «مساعدة» من بلد إلى آخر. مثلًا: أوقفت حكومة الولايات المتحدة الإبلاغ عن المساعدات العسكرية باعتبارها جزءًا من أرقام المساعدات الخارجية في عام 1958. المقياس الأكثر استخدامًا هو «المساعدة الإنمائية الرسمية».[1]

التعاريف والمقاصد عدل

تحدد لجنة المساعدة الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مقياس المساعدة الخاص بها، المساعدة الإنمائية الرسمية، على النحو التالي: «تتألف المساعدة الإنمائية الرسمية من التدفقات إلى البلدان النامية والمؤسسات المتعددة الأطراف التي تقدمها الوكالات الرسمية، بما في ذلك حكومات الولايات والحكومات المحلية، أو الوكالات التنفيذية التابعة لها، والتي تستوفي كل معاملة منها الاختبار التالي: أ) تدار مع تعزيز التنمية الاقتصادية ورفاهية البلدان النامية كهدف رئيسي لها، ب) أنها تتسم بطبيعة ميسرة وتتضمن عنصر للمنح لا يقل عن 25% (محسوبة بمعدل خصم 10%)».[2][3] زادت المساعدات الخارجية منذ خمسينيات وستينيات القرن العشرين. بحسب نموذج تشنريا وستراوت ثنائي الفجوة فإن المساعدات الخارجية تزيد من الأداء الاقتصادي وتولد النمو الاقتصادي. زعم تشنريا وستراوت (1966) أن المساعدات الخارجية تعزز التنمية فهي تعتبر إضافة للمدخرات المحلية وتوفر النقد الأجنبي، مما يساعد على سد فجوة المدخرات والاستثمار أو فجوة التصدير والاستيراد.

تعرّف كارول لانكستر المساعدة الخارجية على أنها «تحويل طوعي للموارد العامة، من حكومة إلى حكومة أخرى مستقلة، إلى منظمة غير حكومية، أو إلى منظمة دولية (مثل البنك الدولي أو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي) مع ما لا يقل عن 25 في المئة من عنصر المنح، وأحد أهدافها هو تحسين الحالة الإنسانية في الدولة التي تتلقى المساعدة».

تَذكر لانكستر أيضًا أنه خلال معظم فترة دراستها (الحرب العالمية الثانية حتى الوقت الحاضر) «استخدِمت المساعدة الخارجية لأربعة أغراض رئيسية: الدبلوماسية (بما في ذلك المصالح العسكرية/الأمنية والسياسية في الخارج)، والتنمية، والإغاثة الإنسانية، والتجارية».

أنواع عدل

يمكن تصنيف نوع المساعدة المقدمة وفقًا لعوامل مختلفة، بما في ذلك الغرض المقصود منها، والشروط أو الظروف (إن وجدت) التي تُقدم بموجبها، ومصدرها، ومستوى الحاجة الملحة.

الغرض المقصود عدل

ويمكن تصنيف المساعدة الرسمية حسب الأنواع وفقًا للغرض المقصود منها. المساعدة العسكرية هي مساعدة مادية أو لوجستية تُعطى لتعزيز القدرات العسكرية لدولة حليفة.[4] المساعدات الإنسانية هي مساعدة مادية أو لوجستية تُقدم للأغراض الإنسانية، وعادة ما تكون استجابة للأزمات الإنسانية مثل الكوارث الطبيعية أو الكوارث التي يصنعها الإنسان.[5]

صلاحيات أو شروط الاستلام عدل

يمكن تصنيف المساعدات حسب الشروط المتفق عليها بين المانحين والدول المتلقية. في هذا التصنيف، يمكن أن تكون المساعدة هدية، أو منحة، أو قرضًا بفائدة منخفضة أو دون فائدة، أو مزيجًا بينهما. تتأثر صلاحيات المساعدة الخارجية في كثير من الأحيان بدوافع المانح: كإشارة للموافقة الدبلوماسية، أو لمكافأة الحكومة على السلوك الذي يرغب فيه المانح، أو لتوسيع التأثير الثقافي للمانح، أو لتوفير البنية التحتية التي يحتاجها المانح لاستخراج الموارد من البلد المتلقي، أو للحصول على أنواع أخرى من الوصول التجاري.

مصادر عدل

يمكن أيضًا تصنيف المساعدة وفقًا لمصدرها. في حين أن المساعدة الحكومية تسمى عمومًا المساعدة الخارجية، فإن المساعدة التي تأتي من مؤسسات ذات طابع ديني غالبًا ما يطلق عليها المساعدة الخارجية الدينية.[6] ويمكن للمساعدة المقدمة من مصادر مختلفة أن تصل إلى المستفيدين من خلال نظم تسليم ثنائية أو متعددة الأطراف. تشير كلمة «ثنائية» إلى التحويلات الحكومية. تجمع المؤسسات «المتعددة الأطراف»، مثل البنك الدولي أو اليونيسف، المساعدات من مصدر واحد أو أكثر وتوزعها بين العديد من المتلقين.

المساعدات الدولية التي تقدم في شكل هدايا من جانب الأفراد أو الشركات التجارية (المعروف باسم «العطاء الخاص») تدار عمومًا من قِبَل مؤسسات خيرية أو منظمات خيرية تعمل على تجميعها ثم توجيهها إلى الدولة المتلقية.

الحاجة الملحة عدل

ويمكن أيضًا تصنيف المساعدة على أساس الحاجة الملحة إلى مساعدات طارئة ومساعدات إنمائية. المساعدات الطارئة هي مساعدة سريعة يقدمها الأفراد أو المنظمات أو الحكومات إلى الأشخاص الذين يعانون من ضائقة فورية لتخفيف المعاناة أثناء وبعد حالات الطوارئ التي من صنع الإنسان (مثل الحروب) والكوارث الطبيعية. غالبًا ما يحمل المصطلح دلالة دولية، لكن هذا ليس هو الحال دائمًا. ما يميزها عن مساعدات التنمية هو التركيز على تخفيف المعاناة التي تسببها الكوارث الطبيعية أو النزاعات، بدلًا من إزالة الأسباب الجذرية للفقر أو لمواطن الضعف. والمساعدة الإنمائية هي المساعدة المقدمة لدعم التنمية عمومًا والتي يمكن أن تكون تنمية اقتصادية أو تنمية اجتماعية في البلدان النامية. تتميز عن المساعدات الإنسانية بأنها تهدف إلى التخفيف من حدة الفقر على المدى الطويل، بدلًا من تخفيف المعاناة على المدى القصير.

مساعدة طارئة عدل

يتألف توفير المساعدات الإنسانية الطارئة من تقديم الخدمات الحيوية (مثل المساعدات الغذائية لمنع المجاعة) من قبل وكالات الإغاثة، وتوفير التمويل أو الخدمات العينية (مثل اللوجستيات أو النقل)، عادة من خلال وكالات الإغاثة أو حكومة البلاد المتضررة. وتتميز المساعدات الإنسانية عن التدخل الإنساني، الذي يشمل القوات المسلحة التي تحمي المدنيين من الاضطهاد العنيف أو الإبادة الجماعية من قبل الجهات التي تدعمها الدولة.

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مفوض بتنسيق الاستجابة الإنسانية الدولية لكارثة طبيعية أو حالة طوارئ معقدة على أساس قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 46/182. تمنح اتفاقيات جنيف تفويضًا للجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من المنظمات الإنسانية المحايدة لتقديم المساعدة والحماية للمدنيين في أوقات الحرب. منحت اتفاقيات جنيف اللجنة الدولية للصليب الأحمر دورًا خاصًا فيما يتعلق بزيارة ومراقبة أسرى الحرب.

مساعدة إنمائية عدل

تُقدم مساعدات الإنمائية من قبل الحكومات من خلال وكالات الإغاثة الدولية للبلدان الفردية، ومن خلال المؤسسات متعددة الأطراف مثل البنك الدولي، ومن الأفراد من خلال الجمعيات الخيرية التنموية. بالنسبة للدول المانحة، فإن المساعدات الإنمائية لها قيمة إستراتيجية أيضًا،[7] ويمكن أن يؤثر تحسن الظروف المعيشية تأثيرًا إيجابيًا على الأمن العالمي والنمو الاقتصادي. المساعدة الإنمائية الرسمية هي مقياس شائع الاستخدام للمساعدة الإنمائية.

الغرض من استخدامها عدل

عمومًا المساعدة المقدمة مخصصة للاستخدام قبل نهاية محددة. من هذا المنظور يمكن تسميتها:

  • مساعدة المشروع: المساعدة المقدمة لغرض معين، مثلًا: مواد بناء لمدرسة جديدة.
  • مساعدة البرنامج: المساعدة المقدمة لقطاع معين، مثلًا: تمويل قطاع التعليم في بلد ما.
    •  دعم الميزانية: شكل من أشكال مساعدة البرنامج التي توجه مباشرة إلى النظام المالي في البلد المتلقي.
  • النهج القطاعية الشاملة: مزيج من مساعدة المشروع ومساعدة البرنامج/دعم الميزانية، كأن يشمل دعم قطاع التعليم في بلد ما تمويل مشاريع التعليم (مثل المباني المدرسية) وتوفير الأموال لصيانتها (مثل الكتب المدرسية).
  • المساعدة الفنية: المساعدات التي تشمل موظفين متعلمين أو مدربين، مثل الأطباء، الذين يُنقلون إلى دولة نامية للمساعدة في برنامج التنمية.
  • المساعدة الغذائية: تقديم الغذاء للبلدان التي هي في حاجة ماسة إلى الإمدادات الغذائية، خاصة إذا كانت قد عانت للتو من كارثة طبيعية.
  • البحوث الدولية، مثل الأبحاث التي استخدمت للثورة الخضراء أو اللقاحات.

المراجع عدل

  1. ^ "Official development assistance – definition and coverage - OECD". www.oecd.org. مؤرشف من الأصل في 2021-12-20. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-11.
  2. ^ "DAC Glossary of Key Terms and Concepts". www.oecd.org. مؤرشف من الأصل في 2021-12-22. اطلع عليه بتاريخ 2018-05-28.
  3. ^ "The DAC in Dates, 2006 Edition. Section, "1972"" (PDF). www.oecd.org. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2021-11-23. اطلع عليه بتاريخ 2018-07-25.
  4. ^ Securing tyrants or fostering reform? : U.S. internal security assistance to repressive and transitioning regimes. Jones, Seth G., 1972-, International Security and Defense Policy Center., Open Society Institute. Santa Monica, CA: RAND Corp. 2006. ISBN:9780833042620. OCLC:184843895.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: آخرون (link)
  5. ^ "Defining humanitarian assistance". Development Initiatives (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2020-11-05. Retrieved 2018-05-28.
  6. ^ "Bush brings faith to foreign aid". Boston.com. 8 أكتوبر 2006. مؤرشف من الأصل في 2016-03-03. اطلع عليه بتاريخ 2018-05-28.
  7. ^ "10 Accomplishments of U.S. Foreign Aid - BORGEN". BORGEN (بالإنجليزية الأمريكية). 9 Oct 2013. Archived from the original on 2021-02-26. Retrieved 2018-05-28.