كعب بن الأشرف

شاعر في الجاهلية أمر النبي محمد بقتله

كعب بن الأشرف، شاعر من بني النضير وقيل كان أبوه من طيء وأمه من يهود بني النضير ذُكر في سيرة رسول الإسلام محمد بأنه أمر بقتله لسبه النبي وتشجيعه قريش على محاربته بالرغم من الصحيفة التي تصالح فيها النبي والمسلمون مع اليهود على الطاعة وحسن التعايش، ونفذ ذلك الأمر جماعة من الأوس.[1][2][3] يُقال بأن قتل كعب كان مسألة خيانة وأمن دولة لأنه حرض المشركين على النبي محمد بعد بدر وسعى لتجييشهم ضد المسلمين، وشبّب بنساء الصحابة بأشعار خادشة للحياء حتى آذاهم.[4]

كعب بن الأشرف
(بالإنجليزية: kaab ibn elashraf)‏، وكعب بن الأشرف  تعديل قيمة خاصية (P1559) في ويكي بيانات
معلومات شخصية
الميلاد القرن 6
المدينة المنورة  تعديل قيمة خاصية (P19) في ويكي بيانات
الوفاة 624
المدينة المنورة
سبب الوفاة قطع الرأس  تعديل قيمة خاصية (P509) في ويكي بيانات
قتله محمد بن مسلمة  تعديل قيمة خاصية (P157) في ويكي بيانات
الإقامة المدينة المنورة
الديانة اليهودية
الحياة العملية
المهنة كاتب،  وشاعر  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغات العربية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات

قصة مقتله عدل

قال ابن إسحاق: «وكان من حديث كعب بن الأشرف : أنه لما أصيب أصحاب بدر، وقدم زيد بن حارثة إلى أهل السافلة، وعبد الله بن رواحة إلى أهل العالية بشيرين بعثهما رسول الله إلى من بالمدينة من المسلمين بفتح الله عز وجل عليه وقتل من قتل من المشركين كما حدثني عبد الله بن المغيث بن أبي بردة الظفري وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وعاصم بن عمر بن قتادة، وصالح بن أبي أمامة بن سهل كل قد حدثني بعض حديثه

قالوا: قال كعب بن الأشرف وكان رجلا من طيء، ثم أحد بني نبهان، وكانت أمه من بني النضير، حين بلغه الخبر: أحق هذا ؟ أترون محمدا قتل هؤلاء الذين يسمي هذان الرجلان يعني زيدا وعبد الله بن رواحة فهؤلاء أشراف العرب وملوك الناس والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها».[5]

شعره في التحريض على الرسول عدل

فلما تيقن الخبر، خرج حتى قدم مكة، فنزل على عبد المطلب بن أبي وداعة بن ضبيرة السهمي وعنده عاتكة بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف فأنزلته وأكرمته وجعل يحرض على الرسول وينشد الأشعار ويبكي أصحاب القليب من قريش، الذين أصيبوا في بدر.

فقال قصيدة طويلة لم تحفظ لوقتنا هذا:

طحنت رحى بدر لمهلك أهله
ولمثل بدر تستهل وتدمع
قتلت سراة الناس حول حياضهم
لا تبعدوا إن الملوك تصرع
كم قد أصيب به من أبيض ماجد
ذي بهجة يأوي إليه الضيع
طلق اليدين إذا الكواكب أخلفت
حمال أثقال يسود ويربع
ويقول أقوام أسر بسخطهم
إن ابن الأشرف ظل كعبا يجزع
صدقوا فليت الأرض ساعة قتلوا
ظلت تسوخ بأهلها وتصدع[6]

شعر حسان بن ثابت في الرد عليه عدل

يقول ابن إسحاق: فأجابه حسان بن ثابت، فقال:

أبكى لكعب ثم عل بعبرة
منه وعاش مجدعا لا يسمع
ولقد رأيت ببطن بدر منهم
قتلى تسح لها العيون وتدمع
فأبكي فقد أبكيت عبدا راضعا
شبه الكليب إلى الكليبة يتبع
ولقد شفى الرحمن منا سيدا
وأهان قوما قاتلوه وصرعوا
ونجا وأفلت منهم من قلبه
شغف يظل لخوفه يتصدع

قال ابن هشام: وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها لحسان. وقوله «أبكي لكعب» عن غير ابن إسحاق.

شعر ميمونة بنت عبد الله في الرد على كعب عدل

قال ابن إسحاق: وقالت امرأة من المسلمين من بني مريد بطن من بلي كانوا حلفاء في بني أمية بن زيد، يقال لهم الجعادرة، تجيب كعبا قال ابن إسحاق: اسمها ميمونة بنت عبد الله، وأكثر أهل العلم بالشعر ينكر هذه الأبيات لها، وينكر نقيضتها لكعب بن الأشرف

تحنن هذا العبد كل تحنن
يبكى على قتلى وليس بناصب
بكت عين من يبكي لبدر وأهله
وعلت بمثليها لؤي بن غالب
فليت الذين ضرجوا بدمائهم
يرى ما بهم من كان بين الأخاشب
فيعلم حقا عن يقين ويبصروا
مجرهم فوق اللحى والحواجب

تشبب كعب بنساء المسلمين والحيلة في قتله عدل

ثم رجع كعب بن الأشرف إلى المدينة فشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم.[7] فقال الرسول: «من لي بابن الأشرف؟» فقال له: محمد بن مسلمة: «أنا لك يا رسول الله أنا أقتله؟» قال:«فافعل إن قدرت على ذلك» فرجع محمد بن مسلمة فمكث ثلاثا لا يأكل ولا يشرب إلا ما يعلق به نفسه فذكر ذلك للرسول فدعاه فقال له: «لم تركت الطعام والشراب؟» فقال: «يا رسول الله قلت لك قولا لا أدري هل أفين لك به أم لا؟» فقال: «إنما عليك الجهد» فقال: «يا رسول الله إنه لا بد لنا من أن نقول» قال: «قولوا ما بدا لكم فأنتم في حل من ذلك».

فاجتمع في قتله محمد بن مسلمة، وسلكان بن سلام بن وقش وهو أبو نائلة أحد بني عبد الأشهل، وكان أخا كعب بن الأشرف من الرضاعة وعباد بن بشر بن وقش، أحد بني عبد الأشهل، والحارث بن أوس بن معاذ، أحد بني عبد الأشهل، وأبو عبس بن جبر أحد بني حارثة ; ثم ذهب سلكان بن سلامة بن وقش أبا نائلة إلى كعب بن الأشرف قبل أن يأتوه، فجاءه فتحدث معه ساعة وتناشدوا شعرا، وكان أبو نائلة يقول الشعر ثم قال: «ويحك يا ابن الأشرف إني قد جئتك لحاجة أريد ذكرها لك، فاكتم عني» قال: «افعل» قال: «كان قدوم هذا الرجل علينا بلاء من البلاء عادتنا به العرب، ورمتنا عن قوس واحد وقطعت عنا السبل حتى ضاع العيال وجهدت الأنفس وأصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا». فقال كعب: «أنا ابن الأشرف أما والله لقد كنت أخبرك يا ابن سلامة أن الأمر سيصير إلى ما أقول» فقال له سلكان: «إني قد أردت أن تبيعنا طعاما ونرهنك ونوثق لك، ونحسن في ذلك» فقال: «أترهنونني أبناءكم؟» قال: «لقد أردت أن تفضحنا، إن معي أصحابا لي على مثل رأيي، وقد أردت أن آتيك بهم فتبيعهم وتحسن في ذلك ونرهنك من الحلقة ما فيه وفاء»

وأراد سلكان أن لا ينكر السلاح إذا جاءوا بها، قال: «إن في الحلقة لوفاء» فرجع سلكان إلى أصحابه فأخبرهم خبره وأمرهم أن يأخذوا السلاح ثم ينطلقوا فيجتمعوا إليه فاجتمعوا عند رسول الله.

قال ابن هشام: ويقال أترهنونني نساءكم؟ قال كيف نرهنك نساءنا وأنت أشب أهل يثرب وأعطرهم قال أترهنونني أبناءكم؟

قال ابن إسحاق: فحدثني ثور بن زيد عن عكرمة، عن ابن عباس قال: مشى معهم رسول الله إلى بقيع الغرقد، ثم وجههم فقال: انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم ثم رجع رسول الله إلى بيته وهو في ليلة مقمرة وأقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه فهتف به أبو نائلة، وكان حديث عهد بعرس فوثب في ملحفته فأخذت امرأته بناحيتها، وقالت: «إنك امرئ محارب وإن أصحاب الحرب لا ينزلون في هذه الساعة» قال: «إنه أبو نائلة، لو وجدني نائما لما أيقظني»، فقالت: «والله إني لأعرف في صوته الشر؟» قال يقول لها كعب لو يدعى الفتى لطعنة لأجاب.

فنزل فتحدث معهم ساعة وحدثوا معه ثم قال هل لك يا ابن الأشرف أن تتماشى إلى شعب العجوز، فنتحدث به بقية ليلتنا هذه؟ قال إن شئتم. فخرجوا يتماشون فمشوا ساعة[1] ثم إن أبا نائلة شام يده في فود رأسه ثم شم يده فقال ما رأيت كالليلة طيبا أعطر قط، ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها حتى اطمأن ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها، فأخذ بفود رأسه ثم قال اضربوا عدو الله فضربه فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئا.

قال محمد بن مسلمة فذكرت مغولا في سيفي، حين رأيت أسيافنا لا تغني شيئا، فأخذته، وقد صاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصن إلا وقد أوقدت عليه نار قال فوضعته في ثنته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته فوقع عدو الله وقد أصيب الحارث بن أوس بن معاذ فجرح في رأسه أو في رجله أصابه بعض أسيافنا.[8][9]

قال فخرجنا حتى سلكنا على بني أمية بن زيد، ثم على بني قريظة، ثم على بعاث حتى أسندنا في حرة العريض، وقد أبطأ علينا صاحبنا الحارث بن أوس، ونزف الدم فوقفنا له ساعة ثم أتانا يتبع آثارنا. قال فاحتملناه فجئنا به رسول الله آخر الليل وهو قائم يصلي، فسلمنا عليه فخرج إلينا، فأخبرناه بقتل عدو الله وتفل على جرح صاحبنا، فرجع ورجعنا إلى أهلنا فأصبحنا وقد خافت يهود لوقعتنا بعدو الله فليس بها يهودي إلا وهو يخاف على نفسه.[10]

المصادر عدل

  1. ^ أ ب وليام مونتغمري واط. "Ka'b ibn al-Ashraf". في P.J. Bearman, Th. Bianquis, كليفورد إدموند بوزورث، E. van Donzel and W.P. Heinrichs (المحرر). دائرة المعارف الإسلامية Online. Brill Academic Publishers. ISSN 1573-3912.{{استشهاد بموسوعة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المحررين (link)
  2. ^ Stillman، Norman (1979). The Jews of Arab Lands: A History and Source Book. Philadelphia: Jewish Publication Society of America. ص. 13. مؤرشف من الأصل في 2022-06-23.
  3. ^ الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد، ط الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1993، ج 6 ص 25
  4. ^ Esat Ayyıldız, Ka‘b b. el-Eşref’in Arap-Yahudi Edebiyatındaki Şiirleri, Güncel Filoloji Çalışmaları, Lyon: Livre de Lyon, 2020. s.1-28. نسخة محفوظة 28 يوليو 2021 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ عبد الملك بن هشام. Al-Sira al-Nabawiyya (The Life of The Prophet). English translation in Stillman (1979), p. 124
  6. ^ السيرة النبوية لابن هشام
  7. ^ Uri Rubin, The Assassination of Kaʿb b. al-Ashraf, Oriens, Vol. 32. (1990), pp. 65-71.
  8. ^ عبد الملك بن هشام. Al-Sira al-Nabawiyya (The Life of The Prophet). English translation in Stillman (1979), pp. 125–126
  9. ^ صحيح البخاري [1] [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 25 أكتوبر 2000 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ عبد الملك بن هشام. Al-Sira al-Nabawiyya (The Life of The Prophet). English translation in Stillman (1979), p. 127

كتب عدل

  • كتاب الروض الأنف ج 3 لـ: أبو بكر محمد بن إسحاق بن يسار.