ذئبة (أساطير رومانية)

رعت الذئبة في أسطورة التأسيس الرومانية التوأمان رومولوس ورموس وحمتهما بعد أن تُركا في البرية بأمر من الملك أموليوس من ألبا لونغا. اهتمت بالرضيعين في وجَارها، وهو كهف عُرف باسم لوبركال، حتى اكتشفهما الراعي فوستولوس. أصبح رومولوس لاحقًا مؤسس روما وملكها الأول. كانت صورة الذئبة التي ترضع التوأمان رمزًا لروما منذ العصور القديمة، وهي واحدة من أكثر رموز الأساطير القديمة شهرةً.[1]

صورة تمثال تقريبي للأسطورة الرومانية

الأصول عدل

هناك أدلة على أن الذئب حظي بمكانة خاصة في عالم السكان القدامى في إيطاليا. تزعم إحدى الأساطير أن شعب هيربيني كان يدعون بهذا الاسم لأن الذئب قد قادهم إلى موقع مستوطنتهم الأولى عندما شرعوا في إنشاءها، (من كلمة hirpus باللغة الأوسكو-أومبريان التي تعني ذئب). تُعتبر قصة لوبركال أساسية لقصة التوأمان، وقد سبقت قصتهما على الأرجح. كان الذئب حيوانًا مقدسًا بالنسبة للإله الروماني مارس. هناك جدل مستمر حول علاقته بمهرجان لوبركاليا الروماني القديم. [2]

يقال في الأساطير اليونانية، أن ليتو والدة أبولو أنجبته بهيئة ذئبة، للتهرب من هيرا.

المصادر الأدبية عدل

تعتمد الروايات الثلاثة «المجازة» من الأسطورة –قصص ليفي وبلوتارخ وديونيسوس من هاليكارناسوس- كثيرًا على المؤرخ كوينتوس فابيوس بيكتور. الذي يعتبر من أوائل المؤرخين في روما ويصف عمله المفقود الآن الذئبة وحوادثها مع التوأمان. تم التخلي عن التوأمان بأمر من أموليوس. تزعم بعض القصص أنهما تُركا على ضفة النهر، ويزعم بعضها الآخر أنهما أُلقيا في الماء. تركهما الخادم المسؤول عن المهمة في المياه الراكدة التي تجمعت عند سفح هضبة بالاتين، إما لأنه اعتقد أن هذا أفضل، أو لأنه لم يتمكن من الاقتراب كفايةً لإنجاز المهمة بسبب الفيضانات. عثر على التوأمان إما بعد ترك سلتهما عند قدم شجرة التين، أو رقدت هناك بعد العوم في الماء. وفي كلتا الحالتين، أنقذتهما الذئبة ورعتهما برفق في أو بالقرب من لوبركال. واكتشفهما لاحقًا الرعاة المحليون.

ذكر ديونيسوس أن الأمطار رفعت المياه كثيرًا لدرجة أن خادم أموليوس اضطر إلى ترك التوأمان قبل البقعة المقصودة (حيث كان التيار أقوى). وانجرفت السلة، التي حملت التوأمان، برفق مع المياه المتراجعة حتى اصطدمت بحجر، فانقلب التوأمان والسلة في الوحل. ثم وصلت الذئبة وخفضت حلماتها إلى الطفلان الباكيان، ولعقتهما لتنظيفهما من الطين. [3][4]

بعد أن صادف راعٍ الحدث أثناء رعاية قطيعه، ركض ليخبر رفاقه، وتجمعت مجموعة لمشاهدة المنظر الرائع. كان التوأمان متعلقان بها كأنها والدتهما الحقيقية. كانت الذئبة مرتبكة عندما بدأ الرجال في صنع ضجة لإخافتها. وانسحبت إلى كهف كان مقدسًا لدى المستوطنين اليونانيين الذين عاشوا سابقًا في المنطقة وأقاموا مذبحًا لإله الطبيعة بان.

يزعم ليفي أن خدام أموليوس ألقوا التوأمان في الماء الراكد بسبب كسلهم البسيط. وصادف أن شجرة التين كانت أول مكان ذهبوا إليه واكتشفوا أن التوأمان سيغرقان مهما حدث. بكى التوأمان في سلتهما حتى انحسرت المياه وتركتهما على الأرض. وصلت الذئبة من التلال بحثًا عن شربة ماء عندما سمعت صرخاتهما.[5]

وفقًا لبلوتارخ، خاف الخادم للغاية من المياه الجارفة ولم يُنفذ أوامر الملك تمامًا. بعد تركها على الضفة، ارتفعت المياه أكثر وجرفت التوأمان. وحملتهما برفق ثم ألقتهما عند شجرة التين.

لا يشير مصطلح «لوبا» في الروايات المتتابعة الثلاثة إلى ذئبة، بل هي كلمة عامية تعني البغي. يروي بلوتارخ قصتين أخريين لا تتضمنان الذئبة أو التخلي عن التوأمان. تقول إحدهما، إن هرقل أنجب التوأمان بعد فوزه في لعبة نرد. كانت والدتهما «الجائزة» غير المقصودة. وتقول الأخرى، إن جدهما بدل التوأمان عند ولادتهما بزوجين مختلفين من الرضع وأخفاهما خارج المدينة ليربيهما الرعاة، وتعلما لاحقًا في منطقة جابي المجاورة.

الأيقونات عدل

التمثيلات الأولى عدل

تتميز «مرآة بولسينا» بتصوير للذئبة والتوأمان محاطون بشخصيات بشرية وحيوانية. حالت الاختلافات في التفسير دون أي إجماع تقريبًا حول العديد من ميزاته. بما في ذلك عمرها. ولكنها تتفق مع مرايا أخرى مماثلة، مصنوعة كهدايا الزفاف، في القرن الرابع قبل الميلاد، ربما نحو 330-340، في إريتريا. قد تكون ذئبة كابيتولينا الشهيرة من أصل إتروسكاني أو لاتيني قديم. لكن شكك اكتشاف خلال ترميمها في عام 2000 وتأريخ الكربون المشع في أصلها قديم. تصف لوحة من بولونيا، يعود تاريخها إلى ما بين 350-400 قبل الميلاد، حيوانًا، ربما ذئبة، ترضع طفلًا واحد. بحلول عام 269 قبل الميلاد، شكل الديدراكم الفضي أول تصوير للأيقونة الكاملة، مع خاصية «استدارة رأس الذئبة» للخلف وللأسفل نحو التوأم.[6]

المراجع عدل

  1. ^ Wiseman Remus preface pg xiii
  2. ^ Strabo Book V Ch.12 (Loeb pg.467)
  3. ^ Dionysius I 79
  4. ^ Dionysius I ch.79
  5. ^ Livy I pp.17-19
  6. ^ Plutarch Romulus IV pp.101-105