باسل شحادة

مخرج أفلام سوري

باسل شحادة (1984 - 2012) كانَ مخرجًا سينمائيًا ومهندسّ معلوماتٍ سوري، وأحد أبرز الناشطين في الانتفاضة السوريّة منذُ بدايتها عام 2011 وحتى مقتله في العام الموالي. كان باسل من طلائع المشاركين في تنظيم المظاهرات السلمية في العاصمة دمشق للتنديد بأعمال القمع التي رافقت الثورات العربية، واعتُقلَ خلال مظاهرة المثقفين في حي الميدان في دمشق، كما كان من أبرز الموثقين لقصف قوات النظام السوري واجتياحاتها المتكررة لمدينة حمص. قُتلَ نتيجة قصف القوات النظاميّة لحي الصفصافة الحمصي، ودُفن في مدينة حمص.[1]

باسل شحادة
باسل شحادة

معلومات شخصية
اسم الولادة باسل عبده شحادة
الميلاد 31 يناير 1984(1984-01-31)
دمشق
الوفاة 28 مايو 2012 (28 سنة)
حي الصفصافة، باب السباع، حمص
سبب الوفاة قصف جوّي
مكان الدفن حمص
الجنسية  سوريا
الديانة مسيحي
الحياة العملية
المدرسة الأم جامعة سيراكيوز، الولايات المتحدة الأميريكية
المهنة مهندس ومخرج سينمائي
اللغات العربية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
سنوات النشاط 2005 – 2012
الجوائز

الحياة المُبكّرة والتعليم عدل

الطفولة عدل

وُلد باسل في دمشق عام 1984 لأسرة مثقفة، فوالده عبده شحادة مهندس ميكانيكي وأكاديمي مدرِّس في جامعة دمشق، ووالدته عائدة بوز مهندسة أيضًا، وله شقيقان: علاء وماريا حيثُ كانت تعمل الأول في محطة م.ب.س الإخبارية، بينما كانَ علاء يدرسُ الطب في جامعة دمشق.[2]

الدراسة عدل

بعد إتمامه دراسته الثانوية، التحقَ باسل بكلية الهندسة المعلوماتية في جامعة دمشق عام 2001. تخرج من الكلية بدرجة إجازة في الهندسة المعلوماتية، قسم الذكاء الاصطناعي عام 2006. تابع بعدها دراسته لعلم الآثار وعمل مع إحدى منظمات الأمم المتحدة في دمشق.[3]

المسيرة المهنيّة عدل

عُرفَ عن باسل شغفه بالإخراج والتصوير والموسيقى، وقام كهاوٍ بإخراج عدد من الأفلام القصيرة لعلَّ أهمها:

  • هدية صباح السبت: فيلم قصير يوثق شهادات عدد من الأطفال عن فظاعة حرب لبنان 2006.[4]
  • حمل العيد إلى المخيمات: فيلم قصير يوثق نشاط خيري شارك فيه باسل هدفه إدخال بهجة العيد إلى مخيمات النازحين بسبب الجفاف في سوريا.[5]
  • مكابح: فيلم تسجيلي حصل في أيام سينما الواقع (دوكس بوكس) 2011 على منحة تمكين لأفضل مشروع فيلم تسجيلي سوري.[6]

حصلَ باسل شحادة على منحة لدراسة الإخراج السينمائي في الولايات المتحدة الأميركية، وغادر سوريا إلى الولايات المتحدة للالتحاق بالفصل الشتوي 2011 في جامعة سيراكيوز، بعد أن أُطلق سراحه إثر مظاهرة المثقفين في حي الميدان في دمشق. قام هناك بإخراج فيلم وثائقي جديد بعنوان «الغناء للحرية» بعد مقابلته لعددٍ من المفكرين الأمريكيين الذين يُؤيّدون المقاومة السلمية ضد الأنظمة الديكاتورية.[7] قرَّرَ في أواخر عام 2011 أن يُوقف دراسته ويعود إلى سوريا ليُشارك بالعمل الثوري السلمي.[8]

عُرف باسل بالرحالة كذلك فبعد قضائه عدة سنوات في ممارسة رياضة المشي الشعبي تعرَّف من خلالها على معظم مناطق بلاده من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، قام بإجراء رحلة على دراجته الهوائية منطلقًا من دمشق إلى حلب وعائدًا منها إلى دمشق، هذا وتعد رحلته على الدراجة النارية التي قام بإجرائها بعد حوالي العام على رحلة الدراجة الهوائية، من أبرز مغامراته حيث انطلق على دراجته «لينين» من دمشق عبورًا بتركيا، ثم إيران، فباكستان وصولًا إلى الهند.[9]

النشاط الثقافي والسياسي عدل

تخيل نحن كم مرة سنعيشُ ثورة في حياتنا، كيف لي أن أترك الحلم الذي بدأ يتحقّق؟ وماذا سأقول لأطفالي عندما يسألونني، هل أجيبهم: عندما بدأت الثورة تركت وطني وذهبتُ لأهتم بمستقبلي. أين هو هذا المستقبل من دون وطن حر؟
— باسل شحادة حينَ غادر الولايات المتحدة عائدًا لسوريا للمشاركة في الثورة.[10]

دعا باسل لاعتصامٍ أمام السفارة المصرية للتنديد بالقمع الذي يمارسه نظام مبارك ضد المتظاهرين المصريين،[3]، وفُضّّ الاعتصام بالقوة من قبل أجهزة الأمن السورية. بعد اندلاع انتفاضة سوريا في أذار/مارس 2011، انخرطَ باسل في العديد من نشاطات الحراك السلمي، كما شاركَ في مظاهرة المثقفين في الميدان واعتُقلّ وتعرّض حينها للضرب، رغم معاناته من مرض السكري.[8] شاركَ في مظاهرات في عدة مدن منها حماة قبل يومٍ واحدٍ من دخول الجيش بأول رمضان والزبداني ومضايا والرستن. شارك بالتنسيق لمظاهرة المثقفين بلبنان صيف 2011، وشارك أيضًا في مشروع نقود الحرية، كما قام بتصوير العديد من المظاهرات السلمية وبتوثيق اعتداءات الأمن عليها. تطوع أيضًا للعمل مراسلًا وشاهدًا لعددٍ من القنوات الإعلامية العالمية بعد عودته من الولايات المتحدة.[11][12] استقرَّ شحادة في مدينة حمص بعد اشتداد العمليات العسكرية لقوات النظام على هذه المدينة، فبي فيها تقريبًا ثلاثة أشهر حتى وفاته. صوَّر خلال تلك الفترة عمليات القصف والاقتحام التي شنّها النظام وقام بتدريب العديد من مصوري حمص على المونتاج.[13]

أنتجَ في حمص فيلمًا قصيرًا بعنوان «سأعبرُ غداً» يوثق الخطر الدائم الذي يهدد سكان المدينة أثناء عبورهم الشوارع بسبب القناصين الذين كان ينشرهم النظام السوري أثناء سيطرته على المدينة.[14] من أهم المتدربين على أيدي باسل مخرج التقارير أحمد الأصم المعروف بأحمد أبو إبراهيم الذي صوَّر العديد من الفيديوهات وأخرج عددًا من التقارير. كان باسل من أبرز دعاة السلمية واللاعنف، قبل أن يُفارق الحياة في قصفٍ للنظام السوري على المكان الذي كان يعيشُ فيه.[15]

الوفاة عدل

أُصيبَ باسل مع مجموعةٍ من الناشطين بينهم أحمد الأصم إثر قصف قوات النظام حي الصفافة في حمص التابع لحي باب السباع، وفارقَ الحياة متأثرًا بجراحه مع أحمد الأصم ودُفن في حمص كما أوصى في 28 أيار/مايو 2012. منعت قوات النظام أصدقاء باسل في دمشق من التوجه للصلاة في الكنيسة أثناء تشييعه كما حاصرت منزله في دمشق.[16]

أصدرت جامعة سيراكوس بيانًا يستنكر مقتل باسل ويعزي أهله وأصدقاءه بفقيدهم.[17] كما علق المفكر الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي على مقتل باسل بالقول:

«هذا خبرٌ حزينٌ للغاية [لقد تم إبلاغي للتو]. لقد كان [باسل] إنسانًا في منتهى الروعة والشجاعة. ما هاذا الذي سيحدث في سوريا المسكينة وهي تزداد انحدارًا في هذا الجرف. لا أريد حتى التفكير بهذا.»

المراجع عدل

  1. ^ "باسل شحادة.. شهيد الطائفة السينمائية.. تضحية بلاحدود". عنب بلدي. 3 يونيو 2012. مؤرشف من الأصل في 2023-01-01. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-27.
  2. ^ "فيلم وثائقي عن الشهيد باسل شحادة". الذاكرة الإبداعية للثورة السورية. مؤرشف من الأصل في 2023-05-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-27.
  3. ^ أ ب "سوري غادر أميركا ليقتل بحمص". 29 مايو 2012. مؤرشف من الأصل في 2013-06-20. اطلع عليه بتاريخ 2012-06-02.
  4. ^ "Saturday morning gift". مؤرشف من الأصل في 2017-09-08. اطلع عليه بتاريخ 2012-06-02.
  5. ^ "Carrying Eid to Camps". مؤرشف من الأصل في 2016-03-09. اطلع عليه بتاريخ 2012-06-02.
  6. ^ "أيام سينما الواقع 2011". مؤرشف من الأصل في 2014-01-11. اطلع عليه بتاريخ 2012-06-02.
  7. ^ "Singing for Freedom". مؤرشف من الأصل في 2018-07-18. اطلع عليه بتاريخ 2012-06-02.
  8. ^ أ ب "قذائف النظام تطفئ «عدسة كاميرا الثورة»". 29 مايو 2012. مؤرشف من الأصل في 2012-05-30. اطلع عليه بتاريخ 2012-06-02.
  9. ^ "الرحالة السوريّ باسل شحادة يرقص مع الأصفهانيين ويتحدى الموت مع «لينين» - اسلام تايمز". اسلام تايمز. 15 أغسطس 2011. مؤرشف من الأصل في 2023-05-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-27.
  10. ^ "في ذكرى استشهاده الخامسة.. باسل شحادة الاستثناء وفيلم لم يكتمل". زمان الوصل. 27 مايو 2023. مؤرشف من الأصل في 2022-04-26. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-27.
  11. ^ "Syrian Filmmaker Who Appeared on Democracy Now! Killed in Homs". 29 مايو 2012. مؤرشف من الأصل في 2016-06-18. اطلع عليه بتاريخ 2012-06-02.
  12. ^ "Syrian Activist Speaks Out From Hiding As Arab League Mission Fails to Slow Deadly Crackdown". مؤرشف من الأصل في 2015-03-26. اطلع عليه بتاريخ 2012-06-02.
  13. ^ "باسل شحادة.. قربان السينما الوثائقية السورية". عنب بلدي. 28 مايو 2020. مؤرشف من الأصل في 2022-03-25. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-27.
  14. ^ "I will cross tomorrow". مؤرشف من الأصل في 2015-07-17. اطلع عليه بتاريخ 2012-06-02.
  15. ^ "سوري غادر أميركا ليقتل بحمص - الجزيرة نت". أخبار. 29 مايو 2012. مؤرشف من الأصل في 2023-05-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-27.
  16. ^ ""أغاني الحرية" وباسل شحادة والسينما - متابعات". الجزيرة الوثائقية. 8 سبتمبر 2013. مؤرشف من الأصل في 2023-05-21. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-27.
  17. ^ "Message from Chancellor Cantor about the death of SU graduate student Bassel Al Shahade". مؤرشف من الأصل في 2016-03-05. اطلع عليه بتاريخ 2012-06-02.