رهاب الإسلام في النرويج

يشير رهاب الإسلام في النرويج (بالإنجليزية: Islamophobia in Norway)‏ إلى مجموعة من الخطابات والسلوكيات والمنظمات التي تعبر عن مشاعر القلق والخوف والعداء والرفض تجاه الإسلام و/أو المسلمين في النرويج.[1] رهاب الإسلام يتجسد من خلال التمييز في القوى العاملة، والتغطية السلبية في وسائل الإعلام، والعنف ضد المسلمين.

التمييز عدل

في أكتوبر 2015، تم إبعاد مسلمة تدعى مليكة بيان عن صالون لتصفيف الشعر في برينه من قبل مصففة شعر تدعى ميريت هودني قالت إن الحجاب الذي كانت ترتديه بيان كان «رمزا شموليا». قالت هودني أيضا أن الإسلام ليس دينا وإنما هو أيديولوجية سياسية. تمت معاقبة هودني بغرامة 10,000 كرونة بتهمة التمييز الديني.[2] وقف النائب السابق بيتر ن. ميهري في صف هودني قائلا إن الحجاب يشبه الزي النازي وندد بنظام المحكمة لإدانتها هودني بتهمة التمييز.[3] كشفت وسائل الإعلام النرويجية قبل صدور حكم المحكمة أن ميريت هودني كانت عضوة سابقة في جماعة بيغيدا المعادية للإسلام.[4]

استطلاعات الراي عدل

في استطلاع وطني للرأي عام 2012 أعده مركز دراسات المحرقة والأقليات الدينية في النرويج، أفاد 66 في المائة ممن شملهم الاستطلاع أنهم «يكرهون بشدة» (38 في المائة) أو «يكرهون» (28 في المائة) أن يتزوج مسلم من عائلتهم.[5][6]

في العمل عدل

وجدت دراسة أجراها عام 2012 باحثون في المعهد النرويجي للبحوث الاجتماعية أن طالبي العمل الذين يحملون أسماء باكستانية أو ذات أصل مسلم يتلقون ردودا أقل بنسبة 25٪ من أصحاب العمل مقارنة بالنرويجيين «العرق» الذين يتقدمون لذات المناصب والذين حصلوا على مؤهلات وخبرات عمل مماثلة.[7] خلصت دراسة أجريت عام 2006 إلى أن المهاجرين الصوماليين والعراقيين واجهوا التمييز أكثر من أي مجموعة مهاجرة في سوق العمل والإسكان.[8]

في التعليم عدل

خلص بحث أجراه المعهد النرويجي للبحوث الاجتماعية في عام 2014 إلى أن تواجد المسلمين في بيئة أكاديمية في النرويج تزيد من المواقف الاجتماعية السلبية.[9]

في يونيو 2018، صوت البرلمان النرويجي لحظر البرقع والنقاب في المدارس ودور الحضانة والجامعات. هذا يجعل النرويج واحدة من عشر دول أوروبية قامت بحضر الملابس الدينية الخاصة بالمرأة المسلمة.[10]

في السياسة عدل

في أغسطس 2014، تم انتقاد النائب عن حزب التقدم أولف ليرستين لأنه أشار إلى نظرية مؤامرة أورابية في إشارة إلى الهجرة.[11] اتهم ليرستين أيضا النائبة المسلمة هادية طاجيك بدعمها لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وممارسة التقية.[12] دافع نائب رئيس حزب التقدم النائب بير ساندبرج، عن تصريحات ليرستين ووصفها بأنها «حرية التعبير».

في أعقاب حكم أصدرته المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في مارس 2017، عبر كارل آي هاجن، الزعيم السابق لحزب التقدم، عن دعمه لحظر موظفي البلدية في أوسلو من ارتداء الحجاب.[13]

في وسائل الإعلام عدل

أثارت اتفاقية مناهضة جميع أشكال التمييز العنصري في عام 2015 مخاوف بشأن «زيادة خطاب [الكراهية] وخطاب كراهية الأجانب من جانب السياسيين، ووسائل الإعلام وغيرها من البرامج العامة» في النرويج.[14]

في النظام القضائي عدل

تعرضت الحكومة النرويجية لانتقادات من اللجنة الأوروبية لمكافحة العنصرية والتعصب التابعة للمجلس الأوروبي، ولجنة الأمم المتحدة لمكافحة جميع أشكال التمييز العنصري، ولجنة المظالم النرويجية للمساواة ومناهضة التمييز بسبب عدم بذل جهود متواصلة ضد خطاب الكراهية.[14] أول حكم على الإطلاق ضد مواطن نرويجي بسبب خطاب كراهية وُجه ضد مسلم كان في أكتوبر 2014. المسلمون النرويجيون الذين تمت مقابلتهم في تقرير لصحيفة حول هذه المسألة في أغسطس 2015 ذكروا أن «المسلمين لا يبلغون عن جرائم كراهية» لأنهم «ليست لهم ثقة في الشرطة وأنها لا تأخذ الأمر على محمل الجد».[15]

جرائم الكراهية عدل

بعض المساجد في النرويج كانت ضحية لهجمات متعمدة.[16] في فبراير 2015، اتُهم ثلاثة رجال بارتكابهم العنف لدوافع عنصرية ضد اثنين من الأكراد النرويجيين وسط أوسلو. زُعم أن الجناة كانوا يصرخون بعبارات مثل «المسلمون الملعونون، ليس لديكم أي شيء تفعلونه هنا» و «عودوا إلى أوطانكم، الإرهابيين الملعونين» بينما كانوا يركلون ويضربون الضحايا في رؤوسهم وأجسادهم. كانت لاثنين من مرتكبي هذه الجريمة صلات بجماعات النازيين الجدد في النرويج.[17]

المنظمات عدل

وقف أسلمة النرويج هي منظمة نرويجية تأسست في عام 2008، على الرغم من أن تاريخها يعود إلى مجموعة بدأت في عام 2000.[18] هدفها المعلن هو العمل ضد الإسلام، الذي يصفونه بأنه أيديولوجية سياسية شمولية تنتهك الدستور النرويجي وكذلك القيم الديمقراطية والإنسانية.[19] يرأس المنظمة آرني تومير، وتضم عدة آلاف من الأعضاء والمؤيدين. بينما تدعي المجموعة أنها تنتقد الدين فقط، إلا أنها متهمة بالترويج للوصم والإقصاء والتمييز ضد المسلمين النرويجيين.[14]

المعارضة عدل

يعمل المركز النرويجي لمناهضة العنصرية ومنظمة مكافحة التمييز العام على مواجهة ما يعتبرونه مواقف وأفكار تمييزية. تشجع الكنيسة الحكومية اللوثرية في النرويج الحوار بين الأديان والعلاقات مع المسلمين النرويجيين. الكنيسة لديها أيضا اتصالات مع المجلس الإسلامي النرويج.[14]

انظر أيضًا عدل

مراجع عدل

  1. ^ Hogan، Linda؛ Lehrke، Dylan (2009). Religion and politics of Peace and Conflict. Wipf and Stock Publishers. ص. 205. ISBN:9781556350672. مؤرشف من الأصل في 2019-12-19.
  2. ^ "Norway hairdresser fined for turning away client in hijab". The Local. 12 سبتمبر 2016. مؤرشف من الأصل في 2017-03-28. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-31.
  3. ^ "Strong reactions in Norway to hijab discrimination verdict". The Local. 13 سبتمبر 2016. مؤرشف من الأصل في 2017-04-18. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-31.
  4. ^ "Norway hairdresser fined for turning away client in hijab". The Local. 8 سبتمبر 2016. مؤرشف من الأصل في 2017-08-08. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-31.
  5. ^ "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 2018-09-18. اطلع عليه بتاريخ 2018-09-17.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: الأرشيف كعنوان (link)
  6. ^ Bangstad، Sindre (2018). "The New Nationalism and its Relationship to Islam". Diversity and Contestations over Nationalism in Europe and Canada. London: Palgrave Macmillan UK. ص. 285–311. DOI:10.1057/978-1-137-58987-3_11. ISBN:978-1-137-58986-6.
  7. ^ Midtbøen, Arnfinn; Rogstad, Jon (2012). "Diskrimineringens omfang og årsaker: Etniske minoriteters tilgang til norsk arbeidsliv" (PDF) (بالنرويجية). Institutt For Samfunnsforskning. Archived from the original (PDF) on 2017-08-01. Retrieved 2017-07-31.
  8. ^ Tronstad، Kristian R. (2008). "Levekår blant innvandrere i Norge 2005/06". Statistisk Sentralbyrå. مؤرشف من الأصل في 2017-07-22. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-31.
  9. ^ Midtbøen، Arnfinn H.؛ Orupabo، Julia؛ Røthing، Åse (2014). "Etniske og religiøse minoriteter i læremidler". Institutt for Samfunnsforskning. {{استشهاد ويب}}: الوسيط |مسار= غير موجود أو فارع (مساعدة)
  10. ^ "The 10 European countries that restrict religious attire for Muslim women". ميدل إيست آي (بالإنجليزية). 2 Aug 2018. Archived from the original on 2019-12-15. Retrieved 2019-03-23.
  11. ^ Bangstad، Sindre (2016). "Recoding Nationalism: Islam, Muslims and Islamophobia in Norway". Islamophobia Studies Yearbook: 44. مؤرشف من الأصل في 2018-12-11. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-31.
  12. ^ Blindheim، Anne Marte (23 أغسطس 2014). "Uheldig muslimdominans å ha Hadeda Taquia som leder i justiskomitéen". داغبلادت. مؤرشف من الأصل في 2018-10-09. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-31.
  13. ^ "Norwegian politician wants to ban hijab in workplaces". The Local. 17 مارس 2017. مؤرشف من الأصل في 2017-04-22. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-31.
  14. ^ أ ب ت ث Bangstad 2016.
  15. ^ Stokke، Olga؛ Torset، Nina Selbo؛ Slettholm، Andreas (4 أغسطس 2015). "Muslimer anmelder ikke hatkriminalitet. De har null tillit til at politiet tar det alvorlig". افتنبوستن. مؤرشف من الأصل في 2017-05-24. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-31.
  16. ^ "Woman attempted to set fire to Oslo mosque". The Local. 20 مايو 2016. مؤرشف من الأصل في 2018-02-16. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-31.
  17. ^ Thjømøe، Silje Løvstad (22 أبريل 2015). "Tiltalt for rasistisk motivert vold: "Fucking muslims, you don't have anything to do here"". في جي ليستا. {{استشهاد ويب}}: الوسيط |مسار= غير موجود أو فارع (مساعدة)
  18. ^ Tumyr, Arne (5 Nov 2010). "Spørsmål om SIAN og islam". Stopp islamiseringen av Norge (بالنرويجية). Archived from the original on 2010-11-07. Retrieved 2011-03-19.
  19. ^ Andersen, Atle (9 Jul 2011). "Advarer mot islamister". Stavanger Aftenblad (بالنرويجية). Archived from the original on 2011-07-11. Retrieved 2011-07-09.

مصادر عدل