الإرهاب الأحمر

فترة قمع سياسي وقتل جماعي

الإرهاب الأحمر هو فترة قمع سياسي وقتل جماعي شنها البلاشفة عقب اندلاع الحرب الاهلية الروسية عام 1918. يستخدم المصطلح عادة ليصف القمع السياسي أثناء كامل الفترة ما بين (1917 – 1922)،[1] وهو يختلف عن الإرهاب الأبيض الذي شنه الجيش الأبيض (من الروس وغيرهم) ضد أعدائهم البلاشفة. انتهج الإرهاب الأحمر نهج إرهاب الثورة الفرنسية. وقد نفذت قوات التشيكا (الشرطة السرية البلشفية)[2] أعمال الإرهاب الأحمر القمعية. تقدر أعداد الأشخاص الذين لاقوا حتفهم أثناء الإرهاب الأحمر خلال الفترة القمعية الأولى بنحو 10 آلاف شخص. وتتفاوت التقديرات للعدد الكلي لضحايا القمع البلشفي بشكل كبير. يؤكد أحد المصادر على أن العدد الكلي لضحايا حملات القمع والتهدئة قد يصل إلى 1.3 مليون شخص، بينما يقدر آخر أن عدد القتلى كان 28 ألفا لكل عام، بدءا من ديسمبر 1917 وحتى فبراير 1922.[3] لكن المصادر الأكثر موثوقية تقدر عدد القتلى الكلي بنحو 100 ألف، بينما تشير مصادر أخرى إلى عدد يبلغ 200 ألف.[4]

الإرهاب الأحمر
 

البلد جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية
جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية
جمهورية لاتفيا الاشتراكية السوفيتية  [لغات أخرى]
جمهورية ليتوانيا الاشتراكية السوفيتية (1918-1919)
كومونة الشعب العامل في إستونيا  [لغات أخرى]
جمهورية العمال الفنلندية الاشتراكية  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات

الهدف عدل

وصف الإرهاب الأحمر في التاريخ السوفييتي على أنه فترة حرب ضد منهاضي الثوار أثناء الحرب الأهلية الروسية بين عامي 1918 – 1921، واستهدف أولئك الذين أخذوا جانب الجيش الأبيض. اتخذ البلاشفة شعار «من ليس معنا هو ضدنا» للإشارة إلى أي فصائل معادية للبلشفية، مثل البيض، وذلك بغض النظر عما إذا كانت تلك الفصائل داعمة فعلا لقضية الجيش الأبيض. قال ليون تروتسكي عام 1920:

«دعونا نشير إلى أن شدة الديكتاتورية البروليتارية في روسيا كانت واقعة في ظروف لا تقل صعوبة عن الثورة الفرنسية. لقد كانت هناك جبهة واحدة متصلة، على الشمال والجنوب، في الشرق والغرب. فإلى جانب جيوش الحراس البيض لكولتشاك ودينكين وغيرهم، كان هناك من يهاجمون روسيا السوفييتية، بالتزامن معهم أو في المقابل، من ألمان، نمساويين، تشيكوسلوفاكيين، صربيين، بولنديين، أوكرانيين، رومانيين، فرنسيين، بريطانيين، أمريكان، يابانيين، فنلنديين، أستونيين، ليثوانيين... ففي بلد خنقه الحصار وكتم أنفاسه الجوع، كانت هناك مؤامرات، انتفاضات، أعمال إرهابية، وتدمير للطرق والجسور.» – –تروتسكي (1920)

ثم مضى تروتسكي في مقارنة الإرهاب بالثورة لكي يجد البلاشفة تبريرا له:

«لم يكن أول إخضاع بالقوة للسوفييت في بداية نوفمبر 1917 قد قام على تضحيات كبيرة. لقد وجدت البرجوازية الروسية نفسها غريبة عن جماهير الشعب إلى درجة جعلتها عاجزة داخليا، مهددة بمسار الحرب ونتيجتها، ووجدت نفسها مشوهة بفعل نظام كرينسكي، حتى أنها لم تجرؤ على القيام بأي مقاومة. ... لقد أمسكت الطبقة الثورية بزمام القوة والسلاح في أيديها، ولسوف تقمع بالبنادق أي محاولات لتجريدها من هذه القوة. فعندما يعارضها جيش معاد، فإنها ستعارضه بجيشها. وعندما تجابهها مؤامرة مسلحة، محاولات قتل، أو انتفاضات، فإنها ستنزل على رؤوس أعدائها أشد العقاب.»

مراجع عدل

  1. ^ Melgounov (1975). See also The Record of the Red Terror. نسخة محفوظة 21 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ Rinke، Stefan؛ Wildt، Michael (2017). Revolutions and Counter-Revolutions: 1917 and Its Aftermath from a Global Perspective. Campus Verlag. ص. 57–58. ISBN:978-3593507057.
  3. ^ Lincoln، W. Bruce (1989). Red Victory: A History of the Russian Civil War. Simon & Schuster. ص. 384. ISBN:0671631667. ...the best estimates set the probable number of executions at about a hundred thousand.
  4. ^ Lowe (2002), p. 151.