إمبلكتون (باللاتينية: emplekton) تقنيّة بناء قديمة يتم فيها بناء جدارين متوازيين ويمتلئ ما بينهما بالركام أو مواد أخرى، مما يؤدي إلى إنشاء جدار سميك. كانت هذه الجدران ضعيفة بالأصل، ولقد تم إضافة المونة لها لتقويتها لاحقًا.[1]

جدار قشرة ونواة في بقايا آثار تشاكو كانيون في نيومكسيكو، الولايات المتحدة.

لا زالت هذه التقنية تُستخدم في بناء الجدران الحديثة، حيث يُطلق عليها حاليًا جدار النواة والقشرة (بالإنجليزية: Core-and-veneer) مع إن النواة حاليًا هي في الغالب طوب خرساني بدلاً من الركام، كما يتم استخدام عوازل للرطوبة أيضًا فيها.[2] غالبًا ما ينتهي الأمر بهذه الجدران أن تصبح شبيهة بجدار التجويف عن طريق إيجاد مسافة بين القشرة الخارجيّة والجزء الأساسي لتوفير عوازل للرطوبة والحرارة.[2]

لهذه الجدران عدّة سلبيّات، فهي مُعرضّة للرطوبة والتمدد الحراري والتقلّص، كما أن لها قوة شد منخفضة، وبالتالي مقاومتها تكون ضعيفة للالتواء أو التمدّد.[3][4] يمكن زيادة قوة الشد عن طريق زيادة عرض الجدران أو من خلال توفير أضلاع عموديّة، إما داخل الجدار أو كدعم خارجي إضافي.[5]

تاريخ عدل

 
جدار إمبلكتون بنظام أوبوس إنسيرتوم حيث الخرسانة الرومانية بالمنتصف.

لقد استخدم الفينيقيون والإغريق هذه التقنية في إنشاء مبانيهم. وتعود أصول المصطلح إلى كلمة (ἔμπλεκτον) والتي تعني «الركام» باليونانيّة القديمة.[6][7][8]

كما استخدم الرومان عدة تقنيات في بناء هذه الجدران: أوبوس إنسيرتوم (غير منتظمة)، أوبوس راتيكولاتوم (شبكية وألماسيّة الشكل)، وأوبوس لاتيريكيوم (منتظمة وأفقية)، وجميعها يشير إلى تقنية البناء التي يتم فيها بناء جدارين متوازيين ويمتلئ ما بينهما بالخرسانة الرومانيّة والتي كان يُطلق عليها اسم أوبوس كامينتيكيوم، وذلك ليعطي انطباعًا بأن الجدار مبني من الطوب بدلاً من كونه مُجرَّد جدار مُصفَّح.[9]

لقد تم استخدام هذه التقنية أيضًا في مناطق أخرى في العالم، كما في الهند وأمريكا الوسطى والولايات المتحدة، ومن أهم الأمثلة على ذلك جدران مباني حديقة تشاكو كالتشر التاريخية الوطنية وجدران تاج محل.[10][11]

انظر أيضًا عدل

مراجع عدل

  1. ^ Vitruvius. "II.8.7". دي أركيتيتورا (On Architecture).
  2. ^ أ ب Weber, Richard A. (19 فبراير 2013). "Building Envelope Design Guide – Masonry Wall Systems". Whole Building Design Guide. National Institute of Building Sciences. مؤرشف من الأصل في 2013-03-14.
  3. ^ Martinez, M.؛ Carro, G. (2007)، "Ancient building requirements and the evaluation of different lime-cement mortars compositions" (PDF)، 2º Congresso Nacional de Argamassas de Construção، Lisbon: Associação Portuguesa dos Fabricantes de Argamassas de Construção، مؤرشف من الأصل (PDF) في 2016-03-05
  4. ^ Valcárcel, J. P.؛ Martín, E.؛ Domínguez, E.؛ Escrig, F. (2001)، Lourenço, P. B.؛ Roca, P. (المحررون)، "Structural modelling of medieval walls" (PDF)، Historical Constructions، Guimarães، مؤرشف (PDF) من الأصل في 2007-08-21
  5. ^ Sugiyama, Tomoyasu؛ Ota, Naoyuki؛ Nunokawa, Osamu؛ Watanabe, Satoshi (2006). "Development of Quakeproof Reinforcement Methods for Masonry Walls". Quarterly Report of RTRI. ج. 47 ع. 2: 105–110. DOI:10.2219/rtriqr.47.105.
  6. ^ Sharon, Ilan (1987). "Phoenician and Greek Ashlar Construction Techniques at Tel Dor, Israel". Bulletin of the American Schools of Oriental Research: 21–42. JSTOR:1356965.
  7. ^ "Monuments and Archaeological Sites (Lesvos, Greece)" (PDF). 2011. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2 مايو 2014.
  8. ^ Schofield, Richard V. (2009). "Glossary: emplekton". On architecture by Vitruvius. London: Penguin. ص. 171–172. ISBN:978-0-14-144168-9.
  9. ^ Examples of facings of Roman concrete walls | Roman Aqueducts نسخة محفوظة 21 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ Reed, Paul F. (2008). "An Overview of the Archaeology of Chaco Canyon". في McManamon, Francis؛ Cordell, Lind؛ Lightfoot, Kent؛ Milner, George (المحررون). Archaeology in America: An Encyclopedia. Westport, Connecticut: Greenwood Press. ج. 3. ص. 72. ISBN:978-0-313-33187-9. {{استشهاد بموسوعة}}: الوسيط |مسار أرشيف= بحاجة لـ |مسار= (مساعدة) "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2014-07-06. اطلع عليه بتاريخ 2019-09-10.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  11. ^ Yant, Anna Catesby (2011). Powerful buildings: The evolution of non-domestic architecture and social interaction in the Puuc (PDF). Dissertations. Vanderbilt University. ص. 133. مؤرشف (PDF) من الأصل في 2014-05-01.

وصلات خارجية عدل