عصر هلنستي: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
ط Fix CHECKWIKI error 63 باستخدام أوب (8805)
سطر 15:
'''العصر الهيلينستي''' فترة في التاريخ القديم كانت فيها [[ثقافة يونانية|الثقافة اليونانية]] تزخر بالكثير من مظاهر الحضارة في ذلك الحين. وقد بدأت بعد وفاة [[الإسكندر الأكبر]] عام 323ق.م، واستمرت حوالي 200 سنة في [[اليونان]] وحوالي 300 سنة في [[الشرق الأوسط]]. ويستخدم اصطلاح هيلينستية لتمييز هذه الفترة عن [[حقبة هيلينية|الفترة الهلينية]] وهي فترة الإغريقيين القدماء التي اعتبرت أوج عبقرية وعظمة الفكر والعلوم والفلسفة الإغريقية في ظل الامبراطورية الأثينية.
 
وقد استحدث مصطلح هلنستية المؤرخ [[ج. ج. درويسين]][[:en:Johann Gustav Droysen|<sup><small>EN</small></sup>]] وخلال هذه الفترة، أصبحت الثقافة الإغريقية في أوج انتشارها في أوروبا وآسيا. وينظر لها بالعادة على أنها مرحلة انتقالية بين [[حقبة هيلينية|الهيلينية]]، بل مرحلة تراجع وتفسخ،<ref name="ReferenceA">Alexander The Great and the Hellenistic Age. Green P. ISBN 978-0-7538-2413-9</ref> في عبقرية الفكر الهيليني في أوج ازدهاره حتى ظهور [[الامبراطورية الرومانية]].
 
تبدأ الحقبة الهيلينستية عند أغلب المؤرخين بموت الإسكندر في 323 ق.م.، ويبدو أنها تنتهي عندهم مع الغزو الروماني لقلب اليونان في عام 146 ق.م. أو مع الهزيمة النهائية والكلية لآخر دولة من [[ملوك طوائف الإسكندر]] بعد [[معركة أكتيوم]] عام 31 ق.م.
سطر 39:
 
==العصر الهلنستي ومشاكله==
إن الكلمة هلنستية هي فكرة حديثة استحدثت في اقرن التاسع عشر، وهي لم تكن فكرة متداولة في اليونان القديمة. في منتصف القرن التاسع عشر قام [[ج. ج. درويسين]][[:en:Johann Gustav Droysen|<sup><small>EN</small></sup>]] بسك مصطلح هلنستية للدلالة على الفترة التي انتشرت فيها الحضارة الإغريقية في العالم غير الإغريقي بعد فتوحات الإسكندر. وكانت أهم العقبات في انتشار المصطلح هذا هو صعوبته، إذ لم يكن انتشار الحضارة الإغريقية ظاهرة عامة كما أوحى له المصطلح. وفي بعض مناطق العالم كانت تأثرها بالحضارة الإغريقية أكثر وخصوصاً على المقدونيين، أكثر من غيرهم. كما يوحي المصطلح أن السكان الإغريقيين كانوا هم الأكثري في الأماكن التي استوطنوها، وفي حالات كثيرة، كانوا هم الأقليات بين السكان المحليين. ولم يختلط الإغريقيون بالسكان المحليين، فمع انتقال السكان الإغريق فقد ارتحلوا بثقافتهم إلا أن ذلك لا يعني دائماً أنها تفاعلت من البلاد المهاجر إليها.
 
==خلفيات العصر الهلنستي==
{{Main|فيليب الثاني المقدوني}}
 
انقسمت [[اليونان]] القديمة، فيما مضى، إلى دول ـ مُدن مستقلة متناحرة، تتكون كل منها من مدينة والمنطقة المحيطة بها. وبعد [[الحرب البيلوبونيسية]] (431-404 ق. م.)، أصبحت كامل اليونان خاضعة للسيطرة [[أسبرطة|الأسبرطية]]، كقوّة عظمى ولكن لم تكن أكبر القوى الإقليمية. ثم تلا السيطرة الأسبرطية السيطرة [[ثيفا|الطيبية]] بعد [[معركة لوكترا]][[:en:Battle of Leuctra|<sup><small>EN</small></sup>]] عام 371 ق.م.، ولكن بعد [[معركة مانتينيا (362 ق.م.)|معركة مانتينيا]][[:en:Battle of Mantinea (362 BC)|<sup><small>EN</small></sup>]] في عام 362 ق.م. أصبحت كل المدن الإغريقية ضعيفة فلم تقدر أي منها من استلام الدور القيادي. وكان على هذا المشهد بداية صعود مقدونيا تحت قيادة ملكها [[فيليب الثاني المقدوني|فيليب الثاني]]. كانت مقدونيا تقع على هامش العالم الإغريقي، ورغم أن عائلتها الملكية ادعت انتسابها إلى العرق الإغريقي، كان المقدونيون يزدرون بأن عرق نصف بربري من باقي المدن الإغريقية. رغم ذلك، فقد امتلكت مقدونيا حكومة مركزية وقوية بحدّ نسبي، وبالمقارنة إلى معظم الدول المدن الإغريقية، فقد كانت هي التي تملك أكبر مساحة من حيث المنطقة التي تسيطر عليها بشكل مباشر.
 
ومع اعتلاء قيادة قوية وتوسعية تمثلت في فيليب، تمكنت مقدونيا من استنهاض قوتها على اليونان. فانتهز فيليب كل فرصة لتوسع في الأقاليم لصالح مقدونيا فألحق في عام 352 ق.م. [[ثيساليا]] و [[مغنيسيا]]. واستمرت الصدامات المتقطعة مع طيبة وأثينا لعقد آخر ولكن في عام 338 ق.م.، هزم فيليب جيوش الطيبيين والأثينيين في [[معركة خايرونيا]]. وكانت من نتائج المعركة أن شكل فيليب [[رابطة كورنث|الرابطة أو الإئتلاف الكورنثي]]، وهي التي قرّبت أغلب اليونان وجعلتها تحت إرادته المباشرة. ثم تم انتخابه كمسيطر على هذه الرابطة أو الائتلاف، فتم التخطيط المباشر لحملة ضد [[أخمينيون|امبراطورية الفرس الأخمينيون]]. ولكن مع المراحل المبكرة من الحملة، تم اغتيال فيليب.
سطر 77:
وبعد موت كاسندر في عام 298 ق.م. أمسك ديميتريوس بزمام الحكم في مقدونيا وحكم غالب اليونان، ومنه انتقل الحكم إلى ملك آخر بعد نزاع معه هو [[ليسيماخوس|ليسيماخوس الثراقي]] ثم هُزم على يد ابن [[أنتيغونوس الثاني غوناتاس|أنتيغوناس الثاني]] ابن ديميتريوس فصد في سنين حكمه محاولة احتلال من قبائل [[الغال]] الذين استوطنوا البلقان في تلك الفترة. وقد وحد هذا الاحتلال من الفصائل اليونانية والمقدونية لمواجهتها في حلف بين الأنتيغونيين المقدونيين والسلوقيين في أنطاكيا، ثم وجه هذا الحلف نحو أغنى القوى الهلنستية وهي مصر البطلمية.
 
[[File:Philip V of Macedon.jpg|thumb|200px| فيليب الخامس ملك مقدونيا|فيليب الخامس، "''حبيب الهيلينيين''"، وهو يرتدي الإكليل الملكي. ]]
وفي عام 221 ق.م. كان [[فيليب الخامس ملك مقدونيا|فيليب الخامس]] هو آخر الحكام المقدونيين الذين تحلّوا بالمهارة والقدرة على انتهاز الفرصة لتوحيد اليونان حماية استقلالها من قوّة روما المتعاظمة. وكان يعرف بـ "حبيب الهيلينيين" أي اليونانيين.
 
سطر 109:
 
===المملكة الهندية الإغريقية===
{{Main|[[مملكة هندية إغريقية |المملكة الهندية الإغريقية]]}}
 
 
[[Image:MenanderCoin.jpg|thumb|300px|الدرهم الفضي العائد إلى الملك الهندي الإغريقي [[ميناندر الأول]] (155-130 ق.م.).]]
السطر 122 ⟵ 121:
لم تكن المدن المستقلة في [[ماجنا غراسيا|ماغنا غراسيا]] تشكل أقاليم هلنستية وقد فاقتها في ذلك الزمن شهرة الممالك الهلنستية في الشرق. كما أنهم حافظوا على استقلاليتهم عندما سيطر على المتوسط "القوى العظمى". وكان في ذلك وفي قربهم من روما، جعل منهم أهدافاً سهلة وواضحة. وهي على عكس الممالك الهلنستية الأخرى التي لم تكن في دائرة النفوذ الروماني، وكانت تتمتع بالقوة الكافية لرد أي اعتداء روماني. ويزعم أن الأحداث التي علّمت بداية نهاية الممالك الهلنستية، كانت بالإمكان تجنبها، رغم أن الأوضح أن صداماً ما بينها وبين روما كان لابد وأن يقع في نهاية المطاف.
 
وغالباً ما زاد التورط الروماني في البلقان عبر التجارة. فقد أدت غارات القراصنة من الإليريين على التجار الرومانيين إلى استحداث قوة تدخل رومانية لاحتلال إيليريا مرتين (الحرب الإيليرية الأولى و الثانية [[:en:Illyrian Wars|<sup>en</sup>]]). وهكذا تعاظمت التوترات بين مقدونيا وروما عندما قام الملك المقدوني الشاب [[فيليب الخامس ملك مقدونيا|فيليب الخامس]] بإيواء أمير القراصنة ديميتريوس من فاروس [[:en:Demetrius of Pharos|<sup>en</sup>]]]<ref>Alexander The Great and the Hellenistic Age, p 98-99. Green, P. ISBN 978-0-7538-2413-9</ref> (بعد أن كان عميلاً لدى روما). وكانت النتيجة أن، أن حاول فيليب أن يخفف من نفوذ روما على البلقان بأن يتحالف مع قرطاج، بعد أن قام [[حنبعل]] بإلحاق الهزيمة الكبرى في [[معركة كاناي]] (216 ق م) في غضون [[حرب بونيقية ثانية|الحرب البونية الثانية]]. بعد أن أجبر فيليب الرومان الصراع على جبهة قتال نظيرة بنفس عدد المقاتلين، أوقع فيليب نفسه في عداء مزمن مع الرومان، وهي النتيجة العملية الوحيدة التي تمخضت عنها [[الحرب المقدونية الأولى]] (215-202 ق م).
 
وبعد انقضاء [[حرب بونيقية ثانية|الحرب البونية الثانية]]، وبدء الرومان لاعادة استجماع قوتهم من جديد، سعوا لأن يؤكدوا على قوتهم في البلقان، وأن يحدوا من توسع فيليب. فحصلوا على ذريعة لشن حرب أخرى عندما رفض فيليب من إنهاء حربه مع [[الأسرة الأتالية|الأطليين]] في [[بيرغامون]] ومع [[رودس (جزيرة)|جزيرة رودوس]]، وقد كان كلاهما حلفاء للرومان.<ref>Alexander The Great and the Hellenistic Age, p 102-103. Green, P. ISBN 978-0-7538-2413-9</ref> كما اصطف الرومان إلى جانب الرابطة الأيتولية [[:en:Aetolian League|<sup>en</sup>]]، وهي رابطة من المدن الدول اليونانية التي ناهضت قوة فيليب، وهكذا أعلنت الحرب على مقدونيا في عام 200 ق م، لتبدأ [[الحروب المقدونية الثانية|الحرب المقدونية الثانية]]. وانتهت هذه الحرب بانتصار روماني حاسم في [[معركة كينوسكيفالاي]] (197 ب م). وعلى غرار أغلب معاهدات السلام الرومانية من الحقبة تلك، فقد تم تصميم معاهدة "سلام فلامينيوس" لسحق الطرف المهزوم تماماً، بفرض ضمانات باهضة، وتسليم أساطيل فيليب لروما، وتم إرجاع حدود مقدونيا إلى حدودها القديمة، لتخسر نفوذها على الدول المدن الإغريقية، وأراضيها في ثراقيا و آسيا الصغرى. وكانت هذه النتيجة هي نهاية مقدونيا كقوة عظمى في حوض البحر المتوسط.
السطر 132 ⟵ 131:
وبقي حكم [[الأسرة الأتالية|الأسرة الأطلّية]] أكثر من ذلك بقليل، وقد بقيت طائعة حليفة لروما حتى النهاية عندما مات الملك أطلّوس الثالث في عام 133 ق م دون وريث لعرشه، فأخذ بحلفه إلى نهايته الطبيعية، بعد أن أوصى بعرشه لصالح الجمهورية الرومانية.<ref name="ReferenceB">Rubicon: Triumph and Tragedy in the Roman Republic. Holland, T. ISBN 978-0-349-11563-4</ref>
 
وبعكس المواقف الرومانية الفاعلة في البلقان واليونان وآسيا الصغرى، فإن مواقفها في الحيازات السلوقية والبطلمية لم تكن ذات ذكر كبير، ربما لأنهما لم يشكلا ذلك الخطر الكبير عليها، فأهملت تماماً الإمبراطورية السلوقية وتركت المملكة البطلمية تسقط بهدوء بينما، واكتفت بأن تعلن عن لقب الحامي على مصر من محاولة الغزو السلوقي بقيادة [[أنطيوخوس الرابع|أنطيوخوس الرابع الظاهر]] لمصر.<ref name="ReferenceA"/> وفي نهاية المطاف، كانت الزعزعة السياسية الأمنية التي تسبب بها فراغ القوة جرّاء سقوط الامبراطورية السلوقية سبباً للقائد الروماني [[بومبيوس الكبير]] لأن يقضي على بقايا دولة السلوقيين المتضعضعة، فاحتوى أغلب سوريا وضمها للجمهورية الرومانية. <ref name="ReferenceB"/>. أما سقوط مصر البطلمية أمام روما، فهي أشهر من أن تذكر، إذ تم ذلك خلال أحداث الحرب الأهلية من الجمهورية الرومانية، بين الخصمين الرئيسين [[ماركوس أنطونيوس]] وعشيقته البطلمية [[كليوباترا السابعة]] من طرف، و [[أغسطس (إمبراطور)|أغسطس]] في الطرف الآخر. وقد احتل أغسطس مصر وأخذها كغنيمة شخصية له بعد [[معركة أكتيوم]] البحرية.<ref name="ReferenceB"/> وهكذا أتم تدمير كلا المملكتين الهلنستيتين والجمهورية الرومانية، وأنهى على غفلة فترة العصر الهلنستي.
 
==أنظر أيضاً==
السطر 143 ⟵ 142:
{{Reflist}}
 
{{قالب:الحكام الهلنستيين}}
 
[[تصنيف:إغريق]]
[[تصنيف:التاريخ حسب الفترة الزمنية]]
[[تصنيف:عصر هلنستي]]
 
 
 
{{وصلة مقالة مختارة|de}}
{{وصلة مقالة مختارة|es}}
{{وصلة مقالة مختارة|fr}}
 
 
[[ca:Període hel·lenístic]]
[[el:Ελληνιστική περίοδος]]