النساء في روما القديمة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ElphiBot (نقاش | مساهمات)
ط روبوت: توحيد قياسي للإنترويكي; تغييرات تجميلية
CipherBot (نقاش | مساهمات)
ط تدقيق إملائي وتنسيق
سطر 38:
وحرص الروم على الزواج "اللائق"، لهذا لم يسمح في العصور المبكرة بالزواج بين "[[نبل|طبقة النبلاء]]" (patricius) و"العامة" (plebs) ولا بزواج الروم من غيرهم، ومنعت قوانين (lex Iulia) حوالي 90 ق.م المنحدرين من عائلات أعضاء مجلس الشيوخ الزواج من المُسرَحات وأبنائهن. وكذلك الجنود والرقيق لم يكن لهم أن يعقدوا زيجات قانونية، ولهذا شاعت [[معاشرة|المعاشرة]] (concubitus) والتي ينتج عنها أطفال غير شرعيين لأنهم قانوناً بلا أب لكنهم أحرار (sui iuris)، فالأم لا تملك "سلطة رب الأسرة "، وحتى لو تزوج الوالدان لاحقاً لم يحصل الأولاد قانوناً حتى عهد [[جستنيان الأول|جوستنيان]] الأول (Iustinianus، 482- 565 م)، إلا على نوع من البنوة الشرعية (adrogatio)، وإن كان أحد الزوجين ليس رومياً كما كان الحال غالباً في الولايات قبل قانون المواطنة [[كركلا|لكركلا]] (Caracallus) في 11.07.212 م فيعتبر الأبناء أغراباً، وإن فقد أحد الزوجين مواطنته يعتبر الزواج لاغياً تلقائياً، وكون الزواج ممنوع على الجنود اعتبرت عقود الزواج قبل التجنيد لاغية أيضاً.
===[[خيانة زوجية|الخيانة الزوجية]]===
يُعدّ القانون اليولياني للخيانة (lex Iulia de adulteriis) في العام 18 ق.م من قوانين الزواج في عهد اكتافيوس اغسطس،أغسطس، أول ما وصلنا عن العقوبات في مجال الجنس، ففي العهد الجمهوري، اعتبرت الخيانة الزوجية جريمة للمرأة فقط، وسُمح للأسرة [[جرائم الشرف|بقتل ابنتهم المُدانة]]، ومع قوانين الزواج عهد اكتافيوس اغسطسأغسطس الغيت الحلول العائلية لمسألة الخيانة، وكان للزوج حينها إما الطلاق، أو الإدعاء على زوجته وشريكها بالخيانة، وإن لم يرغب الزوج بأحد الحلين عُدّ [[قواد|قواداً]]، أما الزوجة التي خانها زوجها فلا حق لها بالادعاء عليه، لكن لها أن [[خلع|تخلعه]] وتأخذ "جهازها"، وقد كانت عقوبة المُدانة قاسية، إذ تفقد معظم أملاكها وتُنفى وتصبح بمستوى [[عاهرة|الغانيات]] ولا يحق لها الشهادة أمام القضاء ولا الزواج بمواطن روميّ ولا وراثته، كما زاد قياصرة لاحقين هذه العقوبات، إلا أن قضايا الخيانة في المحاكم كانت نادرة.
في حالات [[تحرش جنسي|التحرش الجنسي]] و[[اغتصاب|الاغتصاب]] يعاقب الفاعل إن كانت المرأة حرة، أما الرقيق والغانيات فلا حق لهن بطلب عقاب الفاعل.
 
سطر 47:
وللطلاق كان يكفي أن ينطق أحد الزوجين أمام شهود بعبارة الطلاق (tuas res tibi habeto) بمعنى (خذ أشياءك معك) أو (i foras) بمعنى (أخرج من بيتي) أو تبليغ العبارة كتابياً عن طريق أحد الأحرار.
وأبناء الطليقين يدخلون ضمن"سلطة رب الأسرة " للأب لكنهم عادةٍ ما يشبّوا لدى الأم، ونظراً لأن أغلب الزيجات مُرتبة مسبقاً، كان الطلاق يُرتب أيضاً، سواء لضعف اهتمام عائلتي الزوجين بالعلاقة بين الأسرتين، أو لأسباب شخصية، إلا أن منعاً صدر لرب الأسرة بحل "الزواج السعيد" في عهد مارك أوريل (Marcus Aurelius، 121- 180 م) وابتداءً من القرن 2 م. كانت المبادرة بالطلاق تأتي بتصاعد من النساء.
ارتبط الطلاق أو وفاة الزوج - وفق "المانوس الحر" - بإعادة (جزء) من "جهاز" العروس (الذي نال قسطاً من التشريعات الرومية) لها أو إلى "رب أسرتها"، وكان للرجال الزواج مباشرة بعد طلاق أو وفاة زوجاتهم، أما النساء فكانت لهن "[[عدة|عدّة]]" من عشرة شهور، ورفعتها قوانين اكتافيوس اغسطسأغسطس للسنة، والسبب في "العدة" هو القطع بأبوة المولود. وكان من المتوقع أن تتزوج [[أرملة|الأرملة]] (vidua) خلال سنتين خصوصاً إن كانت لا تزل في سن الإنجاب.
 
===أسماء الإناث ===
سطر 100:
ولم يسمح للنساء المشاركة في الحياة السياسية، وإن كان لهن الإصغاء للخُطب في منتدى روما(Forum Romanum) أو لمرافعات المحاكم، أما مقر المجلس التشريعي (Comitium) والبلدية (Curia) فكانا محظوران عليهن.
===اوقات الفراغ===
جلست النساء في المسارح بجانب الرجال قديماً، وبعد تشريعات اكتافيوس اغسطسأغسطس توجب عليهن الجلوس في الصف العلوي، حيث جلس الرقيق والأجانب أيضاً، وفقط كاهنات-عذراوات فِستا (Vesta) ونساء بيت القيصر لهن الحق بالجلوس في الصفوف الأمامية، ويُستنتج من ما بقي من أشعار تهكمية أن بعض النساء والفتيات شكلن مجموعات "عبادة المشاهير أو النجوم" حول المجالدين (gladiator) و"المكاسرين" كما مجموعات اليوم من عابدي نجوم الموسيقى والرياضة. وكان للحمامات (أو المسابح) الساخنة (thermae) والعادية، إما توقيت مختلف أو أماكن مفصولة للنساء، وأيضا ليس كعادات المجتمعات ذات الثقافة اليونانية حيث لا تظهر المرأة لضيوف زوجها، ظهرت المرأة الرومية كمضيافة في الولائم، وفي صالات الطعام (Triclinia) لم تضطجع النساء على الأرائك، إنما جلسن على الكراسي إلى الطاولة، وقد انتظر منهن عدم المشاركة بأحاديث الرجال، وحين ينتقل الرجال بعد الطعام للشرب، تغادر النساء المحتشمات، أما في الأعياد العامة فقد احتفل النساء والرجال كل على حدة في الغالب.
 
===الغانيات والمحظيات===
سطر 107:
 
كما عمدت بعض نساء "الطبقة العليا" للاستفادة من إمكانية تسجيل أنفسهن كعاهرات للخلاص من الادعاء عليهن بالخيانة الزوجية، لكن ذلك مُنع مع نهاية القرن الأول الميلادي.
أما المحظيات وهن عاهرات استخدمهن رجل واحد على المدى الطويل قد يصل لنصف حياتهن،، فقد توجب عليهن تلبية احتياجات أخرى، فالفهم والعقل ضروري تماماً كما المظهر الأنيق المرتب الجذاب، كون المحظية تمثل مرافقة لعشيقها في مناسبات مختلفة، وكثير من الرجال المقتدرين اسكنوا محظياتهم بيوتاً خاصة، مع رقيق لخدمتهن ومراقبتهن أيضاً، ولم يكن نادراً أن يغرق الشباب في الديون لأجل فتاة، وليس لأجل اعتلاء الهرم السياسي، ولأن القليل من الزيجات تدوم مدى الحياة، والتعفف عن الجنس اعتبر فضيلة للمرأة وكان عملياً منقذاً من وفاة الأمهات عالية النسبة. فقد اختيرت المحظيات من الزوجات انفسهن، كما فعلت ليفيا (Livia) زوجة اكتافيوس اغسطسأغسطس عندما اختارت له محظيته.
===النساء والسياسة===
كان تأثير النساء بالسياسة غير مباشر عبر ذكور العائلة، لانعدام حقوقهن بالمشاركة في الحياة السياسية، وكان لأصولهن العائلية تأثيرعلى السلك الوظيفي لأزواجهن، لأنه بالزوج تنشأ علاقات وتعقد أحلاف بين العائلات تكون المرأة فيها كعُهدة أكثر من كونها شخصية مستقلة.
سطر 120:
وفي العام 42 ق.م اختيرت هورتِنسيا (Hortensia) وهي بنت (Quintus Hortensius Hortalus، 114-50 ق.م) لتتحدث أمام الثلاثي (triumvirate) ضد زيادة الضريبة على عقارات النساء (matrona) لتمويل الحرب الأهلية، وقد نجحن في هذه الحالة أيضاً.
===نساء بيت القيصر===
اكتسبت القيصرات وأمهات القيصر في العصر الإمبراطوري نفوذاً واسعاً، اكتافيوس اغسطسأغسطس نفسه تشاور مع زوجته ليفيا، وإن لقب اغسطا "العليّة" (Augusta) والتي حملته ليفيا لأول مرة – منحها إياه اكتافيوس اغسطسأغسطس في وصيته- اظهر مكانة نساء العائلة القيصرية، لكن "السيدة الأولى" كان لها واجبات تشريفية وليس قوة سياسية مباشرة ورسمية. وقد نظر تاكيتوس وكُتّاب آخرين لنفوذ نساء البيت الإمبراطوري على حساب مجلس الشيوخ كخلل في النظام لعصر البرينسيبات (Principate، 27 ق.م- 284 م) الذي زاد فيه أكثر من العهد الجمهوري دور النساء كأدوات ضمان للسلطة بتزويجهن من المرشحين المحتملين للخلافة في السلطة، كما كان عليه حال يوليا (Julia Augusti filia، 39 ق.م- 14 م) بنت اكتافيوس اغسطسأغسطس.
لقد رافقت اغريبينا الكبيرة (Agrippina maior ،14 ق.م- 33 م) زوجها جِرمانيكوس(Germanicus J. C.) في كل رحلاته، ونابت عنه في حالات طارئة وقمعت تمرداً، ما أثار غيرة طيبِريوس(Tiberius) حسب تاكيتوس. وأيضاً بعض الجنود مثل اولوس (Aulus Caecina Severus) الذي طالب عام (21 م) بإعادة تطبيق قانون منع موظفي الولايات من اصطحاب زوجاتهم معهم. مع انه كان في هذا الوقت من التقاليد أن يصطحب الوالي وحاشيته نساءهم معهم، حتى لا ينفصلوا عنهن لسنوات،
في حصن فيندولاند (Vindolanda) على سور هادريان (Vallum Aelium) في بريطانيا بقيت بعض ألواح كتابية في بعضها دعوات لأعياد ميلاد من زوجات القادة لزوجات القادة في الحصون المجاورة.
سطر 130:
 
حُجبت النساء عن الكثير من العبادات العامة التي اعتبرت على علاقة بالشأن العام (officia) حيث لا مكان للنساء، وأيضاً الإلهات الكبيرات مثل الربة سِىرِس(Ceres) وفلورا (Flora) وبومونا (Pomona) التي سدنهن رجال مفردين (Flamen)، منعت النساء – إلا باستثناءات قليلة – من التقريب لهن، وأيضا من الذبح والطحن وشرب النبيذ غير المخلوط (temetum) كما يذكر بلوتارخ (Plutarch)، وربما يقصد منع النساء من التضحية (الذبح) حيث الذبيحة ترتبط بوليمة الأضحية (mola) والشراب المقدم هو النبيذ غير المخلوط.
قدمت النساء – باستثناءات قليلة مثل عذراوات فِستا (Vesta)- في ممارستهن للعبادات، أضاحي غير دموية مثل الورود والحليب، كما كانت ليفيا (Livia Drusilla) استثناءً كأنثى في عبادة القياصرة، فكانت كاهنة أضاحي للإله القيصر اغسطسأغسطس (Divus Augustus).
 
===عبادات النساء الروميات===
كانت يونو (Juno) حامية النساء، وأسماؤها المتعددة تشير لمرافقتها حياة النساء كاملة، باسمها سوراريا (Iuno Soraria) تجعل أثداء المراهقة تنهد، وباسم فلوّنيا (Flounia) تقف بجانب الحائضات، وباسم برونوبا (Pronuba) تحمي في الأعراس، وباسم لوسينا (Lucina) تحمي في الولادة. كذلك إلهات أخرىات كن هامات في حياة النساء، مثل فِنوس (Venu) بمهامها كربة الخصب والحياة، والتي تضحي لها العروس قبل العرس بدُماها، والربتين كونكورديا (Concordia) وماتِرماتوتا (Mater Matuta) كانتا مسؤلتين عن التناغم الأسري، والربة فورتونا (Fortuna Muliebris حظ المتزوجات) للخجل (pudicitia) والاخلاص الزوجي وفورتونا العذراء (Fortuna Virgo) للأعراس. وقد رممت ليفيا (Livia Drusilla) معابد تلك الربات في روما بالترافق مع صدور قوانين الزواج من زوجها اكتافيوس اغسطسأغسطس. وقد كانت لأوضاع الحمل والولادة خصوصاً العديد من الربات، ولضمان حماية هذه الربات فمن الواجب إتباع شعائر مختلفة، ففي أعياد لوبِرساليا (lupercalia) مثلاً، كانت النسوة اللاتي ترغبن بأطفال تدعن نفسهن تُضربن من قبل كهنة فاونوس (Faunus) بعُصب من جلد الذبيحة، وعند الحمل توجهت الروميات لربة الخصب ديانا (Diana) والربة الِمونيا (Alemonia) اللتان تجعلان الأجنة تنمو، وإلى ربتي الشهر التاسع والعشر نونا(Nona) ودِكيما (Decima) المسؤلتان عن الولادة في الوقت الصحيح، وإلى إجِريا (Egeria) للولادة وكارمِنتا(Carmenta) لتيسير الولادة واللاتي في النفاس توجهن للِفانا (Levana) وكونينا (Cunina) راعيتا الرُضّع.
لقد كانت الممارسات الدينية مرتبطة بالوضع الاجتماعي، وكادت المتزوجات الحرات (matrona) تحتكرن المشاركة في عبادات النساء الرسمية، ما لم تكن هذه العبادات مرتبطة بمراحل حياة المرأة، وسُمح فقط للمتزوجات لمرة واحدة (univirae) بلمس تمثالي كونكورديا (Concordia) وماتِرماتوتا (Mater Matuta)، ومحاولات الفصل بين الطبقات أثناء ممارسة العبادة، دفعت بعض "الارستقراطيات" لبناء هيكل للربات خاص في بيوتهن، كما احتكرت الحرات من العائلات المتنفذة عبادة بونا ديا (Bona Dea) ذات الشعائر السرية التي انتهت بفضيحة عندما تسلل كلاوديوس (Publius Clodius Pulcher) متخفياً بزي نسائي في العام (62 ق.م)، ففي هذه الشعائر تجتمع نساء حرات في أحد البيوت حيث تقام ذبيحة ووليمة ويشرب النبيذ غير المخلوط، وقد أجمعت كل المصادر القديمة على أن هذه العبادة تمثل "العالم المقلوب" الذي تتخذ فيه النساء دور الرجال.
===الكاهنات===