نقاش:الدولة الأموية: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 121:
[ قال : وأقبل مروان من الشام في عشرين ومائة ألف حتى صار إلى أرمينية، ثم نزل بموضع يقال له كساك على أربعين فرسخاً من مدينة برذعة وعشرين فرسخاً من تفليس، ثم جعل يقاتل ملوك أرمينية وبطارقتها حتى أذعنوا له بالسمع والطاعة .
ثم إنه تقدم فجعل يفتح قلعة بعد قلعة حتى فتح قلاع أرمينية كلها، ثم كتب إلى جميع الأجناد الذين بالباب والأبواب أن يدخلوا بلاد الخزر وأن يوافوه بمدينة سمندر.
قال : ثم نادى مروان في أصحابه وسار حتى دخل باب اللان فجعل يقتل ويسبي ويحرق حتى صار إلى سمندر وهي مدينة من مدائن الخزر. قال: ووافته عساكر المسلمين من مدينة الباب مع رجل يقال له أسيد بن زافر السلمي، فسار مروان هنالك في خمسين ومائة ألف، فعندها عبى أصحابه هنالك تعبية حسنة ولم يترك قائداً ولا تابعاً ولا خادماً إلا ألبسه بيضة، وحمله رمحاً وفي رأسه سنان كأنه شعلة نار. قال: '''وكان العسكر من شدة البريق لا يمر به طائر فيجاوزه حتى يسقط متحيراً من شدة بريقه وشعاعه.''' قال: ثم سار حتى انتهى إلى المدينة البيضاء التي يكون فيها خاقان ملك الخزر. قال: وهرب خاقان من بين يدي مروان حتى لحق بالجبال، ونجح مروان في بلاد الخزر بالمسلمين حتى جازهم فكان من ورائه، '''ثم إنه أغار على الصقالبة [الروس والبلغار] وما يليه من أصناف الكفار، وسبى منهم عشرين ألف أهل بيت.'''
ثم أقبل حتى نزل على '''نهر الصقالبة[نهر الفولغا]''' ودعا برجل من شجعان أهل الشام يقال له الكوثر بن الأسود العنبري وكان على شرطته فقال له: ويحك يا كوثر! إنه قد جاءني عين فخبرني أن خاقان ملك الخزر قد وجه إلينا بطرخان من طراخنته يقال له هزار طرخان في أربعين ألفاً من أبناء الطراخنة ولكن جز هذا النهر إلى ما قبلهم وأكمن لهم في مثل عدتهم، فإذا أصبحت فإني موافيك إن شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. قال فقال كوثر: أصلح الله الأمير! إنا قد أمسينا وهذا وقت يختلط فيه الظلام، فليمهلني الأمير إلى غد. قال: فغضب مروان ثم قال: والله لئن لم تعبر الساعة هذا النهر لأضربن عنقك ولأقتلن أهل بيتك بأجمعهم، فاختر الآن من أمرك ما أحببت! قال الكوثر: فإني أعبر أصلح الله الأمير! قال: ثم انتخب الكوثر من ساعته ذلك أربعين ألف رجل من فرسان العسكر، ثم عقدت له الأطواق فعبر الكوثر وعبر معه الناس زهاء ألف رجل. قال: فسار بهم الكوثر يومه ذلك حتى إذا تعالى النهر إذا هو برجل استقبله في عشرين فارساً من فرسان الخزر معهم الكلاب والبزاة وهم يتصيدون. قال: فشد عليه الكوثر فقتله وقتل أصحابه الذين كانوا معه، فلم يفلت منهم أحد. قال: وأخذ المسلمون أسلحتهم ودوابهم ومضى الكوثر وأصحابه حتى نزلوا إلى جنب غيضة أشبة، فلما استقر بهم الموضع إذا بدخان قد ارتفع من جوف الغيضة، فقال الكوثر: ما هذا الدخان؟ فقال بعضهم: يجب أن يكون ههنا عسكر من عساكر الخزر، قال: ثم نادى الكوثر في أصحابه فركب وركبوا معه وسار نحو الدخان، فلم يشعر الخزر إلا والكوثر على رؤوسهم في أربعين ألفاً، فوضعوا فيهم السيف، فقتل منهم عشرة آلاف، وأسر منهم سبعة آلاف، وأفلت الباقون على وجوههم في الغياض والأودية والجبال، ثم أقبل الكوثر إلى هؤلاء الأسارى الذين في يده فقال لهم: خبروني مافعل قائدكم هزار طرخان؟ فقالوا: إنه خرج يتصيد في نفر من أصحابه فلا ندري ما فعل! قال: فعلم الكوثر أن الذي استقبلهم هزار طرخان، فأخذوا في وقت الغلس بأجمعهم، ثم سار الكوثر راجعاً فلم تطلع الشمس من اليوم الثاني إلا ورأس هزار طرخان ورؤوس أصحابه في عسكر مروان على أطراف الرماح.
قال: وبلغ ذلك خاقان ملك الخزر فجزع لذلك جزعاً شديداً وأعطى بيده.
عُد إلى صفحة "الدولة الأموية".