هارون الرشيد: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 90:
=== الامبراطورية الرومانية المقدسة ===
[[ملف:Harun-Charlemagne.jpg|تصغير|350بك|رسم تخيلي لهارون الرشيد وهو يستقبل وفد [[شارلمان]] بريشة يوليوس كوركت 1846.]]
اشتهرت شخصية الرشيد في [[أوروبا]] نتيجة لعلاقته الودية مع امبراطور الدولة الرومانية المقدسة [[شارلمان]] (768 - 814م)، بودلت بينهما السفارات، والبعثات الدبلوماسية المتنوعة كما وردت في الحوليات الملكية الكارولنجية "Carolingian Royal Annales" في المدة التي بين 797 - 806م ، أرسل شارلمان ثلاث سفارات مختلفة إلى البلاط العباسي في [[بغداد]] وفي المقابل أرسل الرشيد بعثتان تجاريتان على الأقل إلى [[أوروبا]]<ref name="books.google.com">''Charlemagne, Muhammad, and the Arab roots of capitalism'' by Gene W. Heck p.179-181 [http://books.google.com/books?id=5qNgiv-ZOEAC&pg=PA179]</ref>,ففي عام 801م وصلت أولى البعثات الى [[بيزا]] بشمال [[ايطاليا]]<ref name="Gil, p.286">Gil, p.286</ref> تبعتها سفارة ثانية الى [[آخن]] [[ألمانيا|بألمانيا]]<ref name="Gil, p.286" /> ولا شك أن المصالح السياسية كانت وراء هذا التفاهم الودي بين الملكين, فقد أراد [[شارلمان]] من وراء هذا الحلف أن يضعف من نفوذ امبراطور [[الدولة البيزنطية]]، واستغل الرشيد هذا الحلف ضد أعدائه البيزنطيين و[[الأمويين في الأندلس]] على السواء <ref>في التاريخ العباسي والأندلسي: أحمد مختار العبادي ص90</ref>. كانت تلك البعثات المتبادلة بين الملكين مرفقة عادة بالهدايا الوافرة وقد اختار شارلمان المنتجات القيمة من أقمشة ملكية فاخرة وأرسلها مع سفرائه إلى الرشيد, أراد شارلمان توسيع صادرات الأقمشة من [[فرنسا]] إلى أراضي [[الدولة العباسية]] وبالتالي تعزيز التجارة في مملكته, ورد عليها الرشيد بأن أرسل إلى شارلمان عطورا وأقمشة وفيلا ولوحة شطرنج وساعة مائية, كما عرض عليه الخليفة أن يكون حاميا للأماكن المسيحية المقدسة في [[بيت المقدس]]<ref name="books.google.com"/>, ويذكر أن الساعة المائية التي أرسلها الرشيد إلى شارلمان مصنوعة من النحاس الأصفر بارتفاع نحو أربعة أمتار وتتحرك بواسطة قوة مائية وعند تمام كل ساعة يسقط منها عدد من الكرات المعدنيه يتبع بعضها البعض الاخر بحسب عدد الساعات فوق قاعدة نحاسية فتحدث رنينا جميلا في أنحاء القصر الامبرطوري كانت الساعة مصممة بحيث يفتح باب من الأبواب الاثني عشر المؤدية إلى داخل الساعة ويخرج منه فارس يدور حول الساعة ثم يعود إلى المكان الذي خرج منه وعندما تحين الساعة الثانية عشر يخرج اثنا عشر فارسا مرة واحدة يدورون دورة كاملة ثم يعودون من حيث أتوا وتغلق الأبواب خلفهم، أثارت الساعة دهشة الملك وحاشيته, واعتقد الرهبان أن في داخل الساعة شيطان يسكنها ويحركها, وجاؤوا إلى الساعة أثناء الليل، واحضروا معهم فؤوسا وحطموها إلا أنهم لم يجدوا بداخلها شيئا سوى آلاتها، وقد حزن الملك شارلمان حزنا بالغا واستدعى حشدا من العلماء والصناع المهرة لمحاولة إصلاح الساعة واعادة تشغيلها, لكن المحاولة فشلت, فعرض عليه بعض مستشاريه أن يخاطب الخليفة هارون الرشيد ليبعث فريقا عربيا لإصلاحها فقال شارلمان " انني أشعر بخجل شديد أن يعرف ملك بغداد أننا ارتكبنا عارا باسم فرنسا كلها"<ref>هارون الرشيد الخليفة الذي شوه تاريخه عمدا, منصور عبد الحكيم ص292</ref>
 
غير أن السفارات المتبادلة بين الرشيد وشارلمان قد ذكرت في المصادر الأوروبية فقط, ويرجع بعض المؤرخين الأوروبيين أمثال بارتولد وبروكلمان أن بعض التجار العراقيين الذين ذهبوا إلى مدينة اكس لاشابيل ([[آخن]]) قاعدة شارلمان انتحلوا صفة السفراء الناطقين باسم الرشيد لدى شارلمان من غير تفويض, ولهذا لم يرد ذكرهم في المراجع العربية, وكان اعتماد الجانبين في أداء هذه المهام الدبلوماسية على العلماء والفقهاء في أغلب الأحيان<ref>في التاريخ العباسي والأندلسي: أحمد مختار العبادي ص90</ref>.