أيل العراق: الفرق بين النسختين

يعتبر بعض العلماء أن الأيل الأسمر الفارسي ليس سوى سلالة من الأيل الأسمر الأوروبي، حيث يُجمع كلاهما تحت اسم واحد هو "الأيل الأسمر"، وبالتالي فإن تصنيفهم لهذه الحيوانات يضعها تحت الاسم العلمي: ''Dama dama mesopotamica''، بينما يرى أخرونآخرون أن هذا الحيوان يشكل نوعا مستقلا بذاته ويُصنفونه على هذا الأساس تحت الاسم العلمي:'' Dama mesopotamica''، ويستند هؤلاء في قولهم إلى أن الأيل الأسمر الفارسي يحمل بضعة خصائص من شأنها أن تميزه عن الأوروبي، ومنها الحجم الأكبر والقرون الغير مفلطحة.

تعتبر إسرائيل و[[ألمانيا]] الأمل الوحيد لإنقاذ الأيل الأسمر الفارسي من الانقراض حاليا، فهذه الحيوانات لا توجد في الأسر إلا في هاتين الدولتين، حيث تخضع لبرامج إكثار مكثفة، وقد كانت هذه البرامج ناجحة بشكل كبير إذ تمت إعادة هذه الأيائل إلى مؤلها الطبيعي في شمال [[فلسطين]]؛. إماأما في إيران فهناك جهود أيضا لمحاولة الحفاظ على ما تبقى من هذه الحيوانات إلافي أنهاالبرية، تبقىومع جهودأن هذه الجهود ضئيلة إذا ما قورنت بتلك الباقية،في البلدين السابقين، ولكنها تبقى مهمة مهما كان مقدارها من أجل الإبقاء على هذههذا الفصيلةالنوع المهددةالمهدد.

تمّ ذكر الأيل الأسمر الفارسي في بعض [[ميثولوجيا إغريقية|الأساطير اليونانية]] كما وذُكر في [[الكتاب المقدس]] على أنه من الحيوانات المحلل أكلها.

إختفت الأيائل السمراء الفارسيّة من [[جامعة الدول العربية|المنطقة العربية]] تدريجيا بحلول [[قرن 20|القرن العشرين]] بسبب الصيد وتدمير مواقع سكنها والتمدّن في المناطق الريفيّة في دول مثل لبنان وفلسطين حيث قتل أخر أيل في لبنان عام [[1902]]، أما في فلسطين فقد تمت مشاهذة هذه الحيوانات لأخر مرة في [[قرن 19|القرن التاسع عشر]] في [[جبل الطابور]]<ref name="gazelle.8m.net">Gazelle Bulletin [http://www.gazelle.8m.net/photo3.html Extinct and Endangered Animals of Palestine]</ref>. واعتبر هذا الأيل منقرض عام [[1951]] قبل أن يعاد اكتشاف جمهرة صغيرة في [[خوزستانعربستان]] (محافظة)| [[خوزستان]] حسب التسمية الإيرانية الرسمية) بلغ عدد أفرادها حوالي 25 حيوانا<ref name="gazelle.8m.net"/>.[http://en.wikipedia.org/wiki/ملف:Fallow.jpg] وبعد قيام [[الثورة الإيرانية الإسلامية|الثورة الإسلامية]] في [[إيران]] قام البعض بتهريب بضعة رؤوس إلى [[إسرائيل]] و[[ألمانيا]] حيث أخذت الجمعيات البيئيّة تعمل على استيلادها.

كانت الأيائل السمراء الفارسيّة تُصاد منذ القدم للحصول على لحمها من قبل سكان منطقة [[الشرق الأوسط]]، وقد أدى توافر الأسلحة النارية الحديثة إلى تسارع وتيرة تناقصها. وفي أواسط [[قرن 20|القرن العشرين]] أصبحت الجمهرة الباقية معرضة لخطر أخرآخر بالإضافة للصيد وهو تدمير المسكن لهدفبهدف الحصول على أخشاب الغابات، بالإضافة للمنافسة مع المواشي المستأنسة على المراعي، وقد أدت هذه الأسباب مجتمعة إلى اندثار هذه الحيوانات من معظم موطنها وانحصارها في القسم الغربي من إيران وجزءاوجزء صغيراصغير من شرقيشرق العراق،[[العراق]]، وقد كانت هذه الجمهرة مستقرة نوعا ما إلا أن اندلاع [[حرب الخليج الأولى|الحرب الإيرانية العراقية]] أدى إلى تناقصها بدرجة كبيرة.<ref>Animal Info [http://www.animalinfo.org/species/artiperi/damameso.htm Dama mesopotamica]</ref>

تعتبر هذه الأيائل منقرضة تقريبا اليوم فهي تقطن إقليما صغيرا في جنوبي [[إيران]] في [[خوزستان (محافظة)|خوزستان]]، ومحميتانومحميتين صغيرتانصغيرتين في [[مازندران]] في شمالي إيران بالإضافة إلى جزيرة صغيرة في [[بحيرة أورميا]] في شمال غرب إيران. وفي المنطقة[[الوطن العربيةالعربي]] كان الأيل الأسمر الفارسيّ يتواجد في [[بلاد الرافدين|بلاد ما بين النهرين]]، و[[سوريا]]، و[[لبنان]]، و[[فلسطين]]، و[[الأردن]]، و[[مصر]]، و[[ليبيا]]، بالإضافة إلى [[قبرص]] حيث كان يقطن الأراضي الحرجيّة بشكل رئيسيّ. تستولد هذه الأيائل اليوم في الأسر في حدائق الحيوانات والمنتزهات بشكل رئيسي في [[إيران]] و[[إسرائيل]] و[[ألمانيا]]، ويعتقد بأن الجمهرة الحاليّة تعاني من التناسل الداخلي بين الأقارب وافتقارها للتنوع الجيني، ومنذ عام [[1996]] أخذت الجمعيات البيئيّة في إسرائيل تعيد إدخال هذه الأيائل بشكل تدريجي إلى البريّة في شمال فلسطين حيث يعيش الآن أكثر من 650 رأسا في [[الجليل]] والمناطق المحيطة ب[[جبل الكرمل]] والمتاخمة لحدود لبنان.

أما في إيران، فإن المسؤولين في وزارة البيئة يحاولون اليوم، وبعد مرور 50 سنة من نقل الأيائل السمراء الفارسية المتبقية في البلاد إلى محافظة مازندران، أن يُعيدوا هذه الحيوانات إلى مؤلها الطبيعي في خوزستان. وقد قال مدير عام وزارة البيئة في خوزستان أن عملية نقل الأيائل إلى منطقة [[كرخة]] المحميّة القريبة من [[زاجروس|جبال زاغروس]] أصبحت في مراحلها النهائية، وإن الفصيلة ستعود إلى خوزستان بعد فترة قريبة. وقد أفاد الدكتور هُرمز محمدي رعد أن إعادة الأيائل إلى مسكنها الأصلي كلّفت 2.1 مليار [[ريال (توضيح)|ريالإيراني]] وأنهم سيحتاجون إلى حوالي 700 مليون ريال على الأقل كي يتمكنويتمكنوا من تنفيذ كامل المشروع.<ref>Huffman, B. 2000, 2002, 2004. 2006. [http://www.ultimateungulate.com/ The Ultimate Ungulate Page.]</ref>

يعتبر الأيل الأسمر الفارسيّ أكبر حجما من [[أيل أسمر أوروبي|الأيل الأسمر الأوروبي]] كما وتكون قرونه أصغر وأقل تفلطحا. يبلغ وزن هذه الحيوانات ما بين 40 إلى 100 كيلوغرام، وهي تفضل العيش في الأحراج والغابات المفتوحة. يتراوح لون الكسوة القصيرة لهذه الأيائل من البني الضارب إلى الحمرة والخمريّ، وتتوزع عدة رقط بيضاء بشكل عشوائي على كامل أنحاء الجسد، ويتحدد نطاق الرقط على جسد هذه الحيوانات بواسطة مجموعة من الرقط الأخرى على القسم السفلي من الجسد، أما على القسم العلوي فتتحدد بواسطة صفين من الرقط البيضاء (وفي بعض الأحيان خط أبيض وحيد) المتوازية مع الخط القاتم الذي يجري على طول الظهر. ويكون القسم السفلي من جسد الأيل الأسمر الفارسي، بما فيه [[رقبة|العنق]]، و[[ذقن|الذقن]]، و[[فك|الفك]]، بالإضافةوالخطم، للخطم، بيضاءأبيضا بشكل كلي.<ref>[http://www.waza.org/virtualzoo/factsheet.php?id=119-006-004-003a&view=Deer World Association of Zoos and Aquariums (WAZA)]</ref>

تعيش هذه الأيائل في قطعان، وعادات تزاوجها شبيهة بعادات [[تزاوج|التزاوج]] لدى الأيل الأسمر الأوروبي، حيث تنزع الذكور خلال موسم التزاوج إلى إنشاء حوز صغير خاص بها تدافع عنه ضد أي ذكور أخرى، وتقوم بملاحقة الإناث وتذوّق [[بول|بولها]] لمعرفة أي منها متقبلة. يحصل التزاوج في الخريف، وتولد الصغار خلال أوائل الصيف حيث تلد كل أنثى خشفا واحدا بعد فترة حمل تدوم حوالي 230 يوما، وقد تلد الأنثى توأما في بعض الأحيان،الأحيان. وقد ظهر من خلال مراقبة الأيائل التي أُعيد إدخالها إلى البرية بإسرائيلفي إسرائيل إن معدل [[حمل|الحمل]] الناجح كان منخفضا في الموسم الأول من إعادة إدخالها (حوالي 0.2 أخشاف للأنثى في السنة).<ref>Saltz, D. 1998. A long-term systematic approach to planning reintroductions: the Persian fallow deer and the Arabian oryx in Israel. Anim. Cons. 1</ref> يمتد أمد حياة الأيل الأسمر الفارسي لحوالي 15 سنة. يُعتبر الأيل الأسمر الفارسي حيوانا راعيا، إذ تُشكل الأعشاب مايزيدما يزيد على 60% من حميتهاغذائها في الصيف، أما في الخريف فإن نسبة الثمار و[[فواكه|الفاكهة]] من شاكلة [[بندق|البندق]] تزداد في حميتها،غذائها، وفيأما في الشتاء فهي تقتاتفتقتات على [[ورقة نبات|أوراق]] الأشجار.