إمارة: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
FShbib (نقاش | مساهمات)
تطوير للمقال، مع ربط المقالات ببعضها..
FShbib (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
سطر 97:
'''الإمارة في [[العصر الحديث]]:''' يطلق لقب [[الأمير]] في [[المملكة العربية السعودية]] على ولاة المناطق، وولاة المدن، ولو لم يكن من أفراد الأسرة الحاكمة، فيقال: [[أمير نجد]]، و[[أمير المنطقة الشرقية]]، و[[أمير الرياض]]. وله سلطة محدودة جداً بسبب التنظيم الحديث للدولة، ووجود القوانين.
وما يزال لقب الأمير يطلق على أبناء الأسرة المالكة في البلاد التي تخضع ل[[لنظام الملكي]]. ويطلق أيضاً على رؤساء [[دول مجلس التعاون الخليجي]]، عدا [[السعودية]] و[[عُمان]].
 
==أنواع الأمراء==
 
'''أمير الأمراء:''' لقب ظهر أيام ضعف [[الدولة العباسية]] في عهد الخليفة [[الراضي بالله]]، الذي تولى الخلافة سنة [[322هـ]]، وتوفي سنة [[329هـ]]. ففي أيامه زادت سطوة الجند [[الأتراك]] الذين جاء بهم [[المعتصم]] لحراسته، حتى صاروا كل شيء في الدولة، فهم يعزلون الخليفة، ويُولّونه، وربما قتلوه، أو سجنوه، أو عذّبوه.
 
من هؤلاء كان [[محمد بن رائق]]، الذي استولى على شؤون الحكم في الدولة، حتى لم يبق للخليفة [[الراضي]] من الخلافة إلا الرمز والاسم. وفي عام [[324هـ]] منح الخليفة [[ابن رائق]] لقب أمير الأمراء، فكان أول من لقب بذلك، وصار اسمه يقرن باسم الخليفة. وقد حسده على نفوذه قائد تركي آخر اسمه «[[بَجْكَم]]"، فقامت بينهما حرب، كان النصر حليف [[بَجْكَم]]، فدخل [[بغداد]]، فأكرمه [[الراضي]]، ورفع منزلته، ولقبه أمير الأمراء، وقلّده إمارة [[بغداد]] و[[خراسان]]، وكان ذلك سنة [[326هـ]]. وبقي كذلك إلى أن قُتل في خلافة [[المتَّقي]] سنة [[329هـ]] فصار بعده [[كُورْتكين الدَّيلَميّ]] أمير الأمراء ثم [[ابن رائق]] ثانية، إلى أن قتل سنة [[330هـ]] على يد [[ناصر الدولة]] [[الحسن بن حمدان]] الذي أصبح أميراً للأمراء. وفي سنة [[331هـ]] استولى [[تُوزون]] على [[بغداد]]، فخلع عليه الخليفة [[المتَّقي]]، وأكرمه، ولقبه أمير الأمراء.
 
وبعد أن وقعت وحشة بين [[المتقي]] و[[توزون]]، واستنجد المتقي ب[[الحسن بن حمدان]] (ناصر الدولة)، فقدم هذا بجيش عظيم، التقى [[بتوزون]]، ودارت بينهما معركة، كانت الهزيمة فيها ل[[جيش ابن حمدان]]، الذي فرّ مع [[المتقي]] إلى [[الموصل]]. وجرت معركة أخرى هرب بعدها المتقي و[[ابن حمدان]] إلى نصيبين. وعندئذ كتب المتقي إلى [[الإخشيد صاحب مصر]]، فحضر هذا مع جيش كبير التقى بالخليفة في [[مدينة الرقة]]، فدعاه إلى [[مصر]]، إلا أنه رفض، لأنه كان قبل وصول [[الإخشيد]]، قد راسل [[توزون]]، وعرض عليه الصلح، فتظاهر هذا بقبوله، ودعا [[الخليفة]] إلى [[بغداد]]، وخرج لاستقباله قرب [[الأنبار]]، وأظهر كل ضروب الاحترام، حتى إذا نزل الخليفة في المخيم المعد لاستراحته، قبض عليه [[توزون]]، وسمل عينيه، وساقه إلى [[بغداد]]، ثم عزله، وولّى [[عبد الله بن المكتفي]] الخلافة، ولقب بالمستكفي بالله، وكان ذلك سنة [[333هـ]]، ولم يلبث [[توزون]] أن توفي.
 
وفي سنة [[334هـ]] دخل [[معز الدولة]] [[أحمد ابن بويه]] [[بغداد]]، فلقبه [[المستكفي]] بأمير الأمراء. وهكذا انتقل هذا اللقب إلى [[بني بويه]]، وصار عندهم يقترن بمنصب الملك، والسلطنة. ثم انتقل منهم إلى [[السلاجقة]]، وأول من لقب به منهم السلطان طغرل بك، ثم خلفه [[ألب أرسلان]]، وبقي حتى نهاية عهد [[السلاجقة]].
 
'''أمير البحر:''' وهو قائد [[الأسطول الإسلامي]]. ومنه أخذت بعض [[اللغات الأجنبية]] مصطلح «[[أميرا]]ل» للدلالة على قائد [[الأسطول البحري]].
 
'''أمير الجند:''' وهو القائد العسكري للحملات الحربية. وقد استعمل لقب أمير للدلالة على قائد الوحدة العسكرية المؤلفة من عشرة آلاف مقاتل. وقد يسمى أمير الجيش. وأطلق [[السلاجقة]]، و[[الأيوبيون]]، و[[المماليك]] لقب الأمير على من يحمل المسؤولية العسكرية.
 
وكان أمراء الجند عند [[المماليك]] على ثلاث مراتب، أهمها مرتبة [[الأمراء المُطَوَّقين]]، وهم الذين كان يُخْلع عليهم بأطواق الذهب في أعناقهم.
 
'''أمير الحج:''' وهو عند الفقهاء نوعان:
 
'''الأول:''' أمير تسيير [[الحجيج]]، وإمارته ولاية سياسية، وزعامة، وتدبير. لذلك اشترطوا فيه أن يكون مطاعاً، ذا رأي، وشجاعة، وهيبة. وله واجبات تتعلق برعاية [[الحجيج]] في مسيرهم، وحمايتهم. له أن يفرض العقاب الصارم إذا تعدى بعضهم على بعض.
 
وتبدأ ولايته منذ خروج الناس إلى [[الحج]]، إلى حين عودتهم إلى البلد.
 
'''الثاني:''' أمير إقامة [[الحج]]. وذلك أن ينصب رئيس الدولة أميراً للحجيج نيابة عنه لأداء المناسك. ويشترط فيه العلم ب[[أركان الحج]]، وشروطه، وآدابه، ومناسكه.
 
وتبدأ ولايته عند أول مشاعر [[الحج]]، وتنتهي في الثالث عشر من [[ذي الحجة]].
 
وكان [[أبو بكر الصديق]] أول أمير للحج، فقد أمره [[الرسول]] [[صلى الله عليه وسلم]] أن يحج بالناس في [[السنة التاسعة للهجرة]].
 
وربما قام الخليفة بنفسه بإمارة [[الحج]]، فإن لم يتمكن أناب عنه من يتولى ذلك، وكان هذا شرفاً عظيماً له.
 
وفي أيام [[الدولة الأموية]] تولى هذه الإمارة بعض [[بني أمية]].
 
وكان [[المماليك]] يختارون أمير [[الحج]] من أهل العلم، والخبرة بشؤون [[الحج]]، و[[الأماكن المقدسة]] ترشِّحه هيئة مختصة في كل إقليم.
 
وكان يصحب أمير الحج رجال مسلحون لحماية الناس من قطّاع الطرق، ولفرض النظام. وفي عام [[1924م]] منعت [[الدولة السعودية]] دخول السلاح إلى [[الحجاز]]. وفي عام [[1954م]] ألغت [[مصر]] لقب أمير [[الحج]]، وحل محله لقب رئيس بعثة [[الحج]]، وقد أخذت سائر الدول بذلك.
 
'''أمير سلاح:''' منصب من أهم المناصب في قصور [[المماليك]]، لأنه كان يحمل سلاح السلطان، أو الأمير، ويسير أمامه في المناسبات العامة. وهو مسؤول عن مراقبة صنع [[الأسلحة]]، ومستودعاتها، وتزويد الجيش بها.
 
'''أمير عَلَم:''' لقب من يتولى أمر الأعلام السلطانية، وما يتعلق بذلك.
 
'''أمير المؤمنين:''' لقب خليفة المسلمين. وأول من لقّب به [[عمر بن الخطاب]]، لأن [[أبا بكر الصديق]] كان يقال له: خليفة رسول الله، و[[عمر]] خليفة خليفة رسول الله.
وقد بقي هذا اللقب أيام [[الخلافة الأموية]]، والصدر الأول من [[الدولة العباسية]] لا يتمتع به إلا رجل واحد. وفي سنة [[325هـ]] أصبح [[عبد الرحمن الثالث الناصر]] أمير [[الدولة الأموية]] في [[الأندلس]] أميراً للمؤمنين بعد أن رأى ضعف [[الدولة العباسية]]. وكان حكام [[الأندلس]] قبله يلقبون بالأمير.
 
وفي تلك السنة لُقِّب [[المهدي العبيدي]] في [[القيروان]] بهذا اللقب. فاجتمع في هذه السنة ثلاثة من الحكام كل منهم يحمل لقب أمير المؤمنين.
 
وقد انتشر هذا اللقب، وشاع في [[المغرب]] عند [[بني رستم]]، و[[بني زيري]]، و[[بني حفص]]، و[[المرينيين]]، و[[بني زيّان]]، و[[الموحدين]]. بل إن بعض صغار الملوك في [[الأندلس]]، و[[إفريقية]]، وسلاطين [[الترك]] قد تلقبوا به.
 
وليس في العصر الحديث من يحمل هذا اللقب إلا [[ملك المملكة المغربية]].
 
ولم يقتصر هذا اللقب على رجال السياسة والحكم، بل انتقل إلى أهل العلم أيضاً، فقد أُطلق لقب «أمير المؤمنين في الحديث» على كلٍّ من: [[سُفْيان الثَّوْري]]، و[[شُعْبَة بن الحجّاج]]، و[[حمّاد بن سلمة]]، و[[عبد الله بن المبارك]]، و[[أحمد ابن حنبل]]، و[[البخاريّ]]، و[[مُسْلم]]، و[[الحافظ ابن حَجَر العَسْقلاني]]، وهو أرفع مراتب الروّاة، وأعلاها، وصاحبه قد فاق كل المراتب حفظاً، وإتقاناً، وتعمّقاً في علم [[الحديث]]، وعلله، فيكون لشدة إتقانه مرجعاً للحفّاظ، وغيرهم.
 
وقد أطلق أيضاً على [[أبي حيّان الغرناطي]] لقب «أمير المؤمنين في [[النحو]]».
 
'''أمير مجلس:''' منصب من أهم المناصب في بلاط [[السلاجقة]]، و[[المماليك]]، إلا أن صاحبه كان يأتي عند [[المماليك]] في المرتبة الثالثة بين الأمراء العظام، ولكنه كان أكبر شأناً من أمير السلاح.
 
'''أمير المسلمين:''' لقب أمير المرابطين الذين كانوا يعترفون بسلطان [[الخليفة العباسي]] الاسمي. وقد اتخذه بعض صغار الملوك في [[الأندلس]]، و[[إفريقية]].
 
==المراجع==
ـ الماوردي، الأحكام السلطانية (دار الكتب العلمية، بيروت 1978م).
ـ أبو يعلى، الأحكام السلطانية (البابي الحلبي، القاهرة 1938م).
ـ ظافر القاسمي، نظام الحكم في الشريعة والإسلام (دار النفائس، بيروت 1974م).
ـ نجدة خماش، الإدارة في العصر الأموي (دار الفكر، دمشق 1980م).
 
 
{{ المصطلحات العربية لتقسيمات الإدارية }}