غمارة: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
MerlIwBot (نقاش | مساهمات)
ط روبوت إضافة: an:Confederación Gomara
لا ملخص تعديل
سطر 1:
'''غمارة''' إحدى قبائل [[البربرالامازيغ]] بشمال المغرب ([[جبال الريف]])وهي فرع من المجموعة القبلية الكبرى [[مصمودة]]، كانت في الماضي تمتد على الجزء الغربي من جبال الريف.
 
انقسمت غمارة إلى عدد كبير من القبائل تحمل أسماء فرعية وهي التي تعرف بقبائل جبالة، بينما لا تزال مجموعة منها تحمل الاسم الأصلي القديم (غمارة) وهي واقعة في شرق جبالة على ساحل البحر المتوسط.
سطر 10:
 
* '''بني صالح بن منصور'''
الخبر عن [[بني صالح بن منصور]] - [[ملوك نكور]] ودولتهم في غمالة وتصاريف أحوالهم استولى المسلمون أيام الفتح على بلاد المغرب وعمالاته واقتسموه وأمدهم الخلفاء بالبعوث إلى جهاد [[البربرالامازيغ]] وكان فيهم من كل القبائل من العرب‏.‏ وكان [[صالح بن منصور الحميري]] من عرب اليمن في البعث الأول‏.‏ وكان يعرف بالعبد الصالح فاستخلص [[نكور]] لنفسه وأقطعه إياها [[الوليد بن عبد الملك]] في أعوام إحدى وتسعين للهجرة قاله صاحب المقياس حد [[بلد نكور]] ينتهي من المشرق إلى [[زواغة]] و[[جرواة]] بن أبي العيص مسافة خمسة أيام وتجاوره من هنالك [[مطماطة]] وأهل [[كبدانة]] و[[مرنيسة]] و[[غساسة]] أهل جبل هرك وقلوع جارة التي لبني ورتندي وينتهي من الغرب إلى بني مروان من غمارة وبني حميد وإلى [[مسطاسة]] و[[صنهاجة]] ومن ورائهم [[أوربة]] حزب فرحون وبني وليد و[[زناتة]] وبني يرنيان وبني واسن حزب قاسم صاحب صا والبحر جوفي نكور على خمسة أميال فأقام صالح هنالك لما اقتطع أرضها وكثر نسله واجتمع قبائل غمارة و[[صنهاجة]] مفتاح وأسلموا على يده وقاموا بأمره وملك [[تمسامان]] وانتشر الإسلام فيهم ثم ثقلت عليهم الشرائع والتكاليف وارتدوا وأخرجوا صالحاً وولوا عليهم رجلاً من [[نفزة]] يعرف بالرندي‏.‏ ثم تابوا وراجعوا الإسلام ورجعوا صالحاً فأقام فيهم إلى أن هلك بتمسامان سنة اثنتين وثلاثين ومائة‏.‏ وولي أمرهم من بعده ابنه [[المعتصم بن صالح]] وكان شهماً شريف النفس كثير العبادة‏.‏ وكان يلي الصلاة والخطبة لهم بنفسه‏.‏ ثم هلك لأيام يسيرة وولي من بعده أخوه إدريس فاختط [[مدينة نكور]] في عدوة الوادي ولم يكملها‏.‏ وهلك سنة ثلاث وأربعين وولي من بعده ابنه سعيد واستفحل أمره‏.‏ وكان ينزل مدينة تمسامان‏.‏ ثم اختط مدينة نكور لأول ولايته ونزلها وهي التي تسمى لهذا العهد [[المزمة]] بين نهرين أحدهما [[نكور]] ومخرجه من بلاد [[كزناية]] ومخرجه ومخرج [[وادي ورغة]] واحد والثاني [[غيس]] ومخرجه من بلاد [[بني ورياغل]] يجتمع النهران في [[أكدال‏]].‏ ثم يفترقان إلى البحر وتقابل [[نكور]] من عدوة [[الأندلس]] بزليانة‏.‏ وغزا المجوس نكور هذه في أساطيلهم سنة أربع وأربعين فتغلبوا عليها واستباحوها ثمانياً‏.‏ ثم اجتمع إلى سعيد [[البرانس]] وأخرجوهم عنها وانتقضت غمارة بعدها على سعيد فخلعوه وولوا عليهم رجلاً منهم اسمه سكن‏.‏ وتزاحفوا فأظهره الله عليهم وفرق جماعتهم وقتل مقدمهم واستوسق أمره إلى أن هلك سنة ثمان وثمانين لسبع وثلاثين من ملكه‏.‏ وقام بأمره ابنه صالح بن سعيد فتقبل مذاهب سلفه في الاستقامة والاقتداء وكانت له مع البربرالامازيغ حروب ووقائع إلى أن هلك سنة خمسين ومايتين لاثنين وستين سنة من ملكه‏.‏ وقام من بعده ابنه سعيد بن صالح وكان أصغر ولده فخرج عليه أخوه عبيد الله وعمه الرضي وظفر بهما بعد حروب كثيرة فغرب أخاه إلى المشرق ومات بمكة وأبقى على عمه الرضي لذمة صهر بينهما‏.‏ وقتل سائر من ظفر به من عمومته وقرابته وامتعض لهم [[سعادة الله بن هارون]] منهم ولحق ببني يصلتن أهل جبل أبي الحسين ودلهم على عورته وبيتوا معسكره واستولوا عليه وأخذوا آلته وقتلوا آلافاً من مواليه وحاصروا بنكور‏.‏ ثم كانت له الكرة عليهم وقتل منهم خلقاً ونجا سعادة الله إلى [[تمسامان]] وتقبض على أخيه ميمون فضرب عنقه‏.‏ ثم صار سعادة الله إلى طلب الصلح فأسعفه وأنزله معه [[مدينة نكور‏]].‏ ثم غزا سعيد بقومه وأهل إيالته من غمارة بلاد بطوية و[[مرنيصة]] وقلوع جارة وبني ورتندي وأصهر بأخته إلى أحمد بن إدريس بن محمد بن سليمان صاحب وأنزله مدينة نكور معه‏.‏ وتوطد الأمر لسعيد في تلك النواحي إلى أن خاطبه [[عبيد الله المهدي]] يدعوه إلى أمره وفي أسفل كتابه‏:‏ ''فإن تستقيموا أستقم لصلاحكم وإن تعدلوا عني أرى قتلكم عدلا وأعلو بسيفي قاهراً لسيوفكم وأدخلها عفواً وأملؤها قتلا''. فكتب إليه شاعره [[الأحمس الطليطلي]] بأمر يوسف بن صالح أخي الأمير سعيد‏:‏ ''كذبت وبيت الله ما تحسن العدلا ولا علم الرحمن من قولك الفصلا وما أنت إلا جاهل ومنافق تمثل للجهال في السنة المثلى وهمتنا العليا لدين محمد وقد جعل الرحمن همتك السفلى''. فكتب عبيد الله إلى [[مصالة بن حبوس]] صاحب تاهرت وأوعز إليه بغزوه فغزاه سنة أربع وثلاثمائة لأربع وخمسين من دولته فحاربه سعيد وقومه أياماً‏.‏ ثم غلبهم مصالة وقتلهم وبعث برؤوسهم إلى رقادة فطيف بها وركب بقيتهم البحر إلى مالقة فتوسع الناصر في إنزالهم وإجارتهم وبالغ في تكريمهم‏.‏ وأقام مصالة بمدينة نكور ستة أشهر ثم قفل إلى تاهرت وولى عليها دلول من كتامة فانقبض العسكر من حوله وبلغ الخبر إلى بني سعيد بن صالح وقومهم بمالقة وهم‏:‏ إدريس المعتصم وصالح فركبوا السفن إليها وسبق صالح منهم فاجتمع إليه البربرالامازيغ بمرسى تمسامان وبايعوه سنة خمس وثلاثمائة ولقبوه اليتيم لصغره وزحفوا إلى دلول فظفروا به وبمن معه وقتلوهم وكتب صالح بالفتح إلى الناصر وأقام دعوته بأعماله‏.‏ وبعث إليه الناصر بالهدايا والتحف والآلة ووصل إليه أخوته وسائر قومه وأتوا طاعته‏.‏ ولم يزل على هدى أوليه من اقتداء إلى أن هلك سنة خمس عشرة وثلاثمائة‏.‏ وولي بعده ابنه عبد البديع ولقب المؤيد وزحف إليه موسى بن أبي العافية القائم بدعوة العبيديين بالمغرب فحاصره وتغلب عليه فقتله واستباح المدينة وخرب بها سنة سبع عشرة‏.‏ ثم تراجع إليها فلهم وقام بأمرهم أبو أيوب إسماعيل بن عبد الملك بن عبد الرحمن بن سعيد بن إدريس بن صالح بن منصور وأعاد المدينة التي بناها صالح بن منصور وعمرها وسكنها ثلاثاً‏.‏ ثم أغزاه ميسور مولى أبي القاسم بن عبيد الله صندلاً مولاه عندما أناخ على فاس فبعث عسكراً مع صندل هذا فحاصر جراوة ثم عطف على نكور وتحصن منه إسماعيل بن عبد الملك بقلعة أكدى‏.‏ وبعث إليه صندل رسله من طريقه فقتلهم فأغذ إليه السير وقاتله ثمانية أيام‏.‏ ثم ظفر به فقتله واستباح القلعة وسباها واستخلف عليها من كتامة رجلاً اسمه مرمازوا ورحل صندل إلى فاس فتراجع أهل نكور وبايعوا لموسى بن المعتصم بن محمد بن قرة بن المعتصم بن صالح بن منصور‏.‏ وكان بجبل أبي الحسين عند بني يصلتن وكان يعرف بابن رومي‏.‏ وقال صاحب المقياس‏:‏ هو موسى بن رومي بن عبد السميع بن إدريس بن صالح بن إدريس بن صالح بن منصور فأخذ مرمازوا ومن معه وضرب أعناقهم وبعث برؤوسهم إلى الناصر‏.‏ ثم ثار عليه من أعياص بيته عبد السميع بن جرثم بن إدريس بن صالح بن منصور فخلعه وأخرجه عن نكور سنة تسع وعشرين ولحق موسى بالأندلس ومعه أهله وولده وأخوه هارون بن رومي وكثير من عمومته وأهل بيته‏.‏ فمنهم من نزل معه المرية ومنهم من نزل مالقة‏.‏ ثم انتقض أهل نكور على عبد السميع وقتلوه‏.‏ واستدعوا من مالقة جرثم بن أحمد بن زيادة الله بن سعيد بن إدريس بن صالح بن منصور فبادر إليهم وبايعوه سنة ست وثلاثين فاستقامت له الأمور وكان على مذهب سلفه في الاقتداء والعمل بمذهب مالك إلى أن مات آخر سنة ستين لخمس وعشرين سنة من ملكه‏.‏ واتصلت الولاية في بيته إلى أن غلب عليهم أزداجة المتغلبون على وهران وزحف أميرهم يعلى بن فتوح الأزداجي سنة ست وأربعمائة وقيل سنة عشر فغلبهم على نكور وخربها وانقرض ملكهم بعد ثلاثمائة سنة وأربع عشرة سنة من لدن ولاية صالح وبقيت في بني يعلى بن فتوح وأزداجة إلى أعوام ستين وأربعمائة والله مالك الأمور لا إله إلا هو‏.‏
 
* '''الخبر عن حاميم المتنبي من غمارة'''
سطر 16:
 
* '''دولة الأدارسة في غمارة'''
الخبر عن دولة الأدارسة في غمارة وتصاريف أحوالهم كان عمر بن إدريس عندما قسم محمد بن إدريس أعمال المغرب بين أخوته برأي جدته كنزة أم إدريس اختص منها بتيكيساس وترغة وبلاد صنهاجة وغمارة واختص القاسم بطنجة وسبتة والبصرة وما إلى ذلك من بلاد غمارة‏.‏ ثم غلب عمر عليها عندما تنكر له أخوه محمد واستضافها إلى عمله كما ذكرنا في أخبارهم‏.‏ ثم تراجع بنو محمد بن القاسم من بعد ذلك إلى عملهم الأول فملكوه واختط منهم محمد بن إبراهيم بن محمد بن القاسم قلعة حجر النسر الدانية من سبتة معقلاً لهم وثغراً لعملهم‏.‏ وبقت الإمارة بفاس وأعمال المغرب في ولد محمد بن إدريس‏.‏ ثم أدالوا منهم بولد عمر بن إدريس وكان آخرهم يحيى بن إدريس بن عمر وهو الذي بايع لعبيد الله الشيعي على يد مصالة بن حبوس قائده وعقد له على فاس‏.‏ ثم نكبه سنة تسع‏.‏ وخرج عليه سنة ثلاث عشرة من بني القاسم الحسن بن محمد بن القاسم بن إدريس ويلقب بالحجام لطعنه في المحاجم وكاق مقداماً شجاعاً‏.‏ وثار أهل فاس بريحان وملكوا الحسن وزحف إليه موسى ففله ومات‏.‏ واستولى ابن أبي العافية على فاس وأعمال المغرب وأجلى الأدارسة وأحجرهم بحصنهم حجر النسر وتحيزوا إلى جبال غمارة وبلاد الريف‏.‏ وكان لغمارة في التمسك بدعوتهم آثار ومقامات واستجدوا بتلك الناحية مكاً توزعوه قطعاً كان أعظمها لبني محمد هؤلاء ولبني عمر بتيكيساز ونكور وبلاد الريف‏.‏ ثم سما الناصر عبد الرحمن إلى ملك العدوة ومدافعة الشيعة فنزل له بنو محمد عن سبتة سنة تسع عشرة وتناولها من يد الرضي بن عصام رئيس مجكسة كان يقيم فيها دعوة الأدارسة فأفرجوا له عنها ودانوا بطاعته وأخذها من يده‏.‏ ولما أغزا أبو القاسم ميسوراً إلى المغرب لمحاربة ابن أبي العافية حين نقض طاعتهم ودعى للمروانية وجد بنو محمد السبيل إلى النيل منه بمظاهرة ميسور عليه ومالأهم على ذلك بنو عمر صاحب نكور‏.‏ ولما استقل ابن أبي العافية من نكبته ورجع من الصحراء سنة خمس وعشرين منصرف ميسور من المغرب نازل بني محمد وبني عمر وهلك بعد ذلك‏.‏ وأجاز الناصر وزيره القاسم بن محمد بن طملس سنة ثلاث وثلاثين لحربهم وكتب إلى ملوك مغراوة محمد بن خزر وابنه الخير بمظاهرة عساكره مع ابن أبي العافية عليهم فسارع أبو العيش بن إدريس بن عمر المعروف بابن مصالة إلى الطاعة وأوفد رسله إلى الناصر فعقد له الأمان وأوفد ابنه محمد بن أبي العيش مؤكداً للطاعة فاحتفل لقدومه وأكد له العقد وتقبل سائر الأدارسة من بني محمد مذهبهم‏.‏ وسألوا مثل سؤالهم فعقد لجميع بني محمد أيضاً‏.‏ وكان وفد منهم محمد بن عيسى بن أحمد بن محمد والحسن بن القاسم بن إبراهيم بن محمد وكان بنو إدريس يرجعون في رئاستهم إلى بني محمد هؤلاء منذ استبد بها أخوهم الحسن بن محمد الملقب بالحجام في ثورته على ابن أبي العافية فقدموا على أنفسهم القاسم بن محمد الملقب بكنون بعد فرار موسى بن أبي العافية وملك بلاد المغرب ما عدا فاس مقيماً لدعوة الشيعة إلى أن هلك بقلعة حجر النسر سنة سبع وثلاثين وقام بأمرهم من بعده أبو العيش أحمد بن القاسم كنون وكان فقيهاً عالماً بالأيام والأخبار شجاعاً كريماً ويعرف بأحمد الفاضل وكان منه ميل للمروانية فدعا للناصر وخطب له على منابر عمله ونقض طاعة الشيعة وبايعه أهل المغرب كافة إلى سجلماسة‏.‏ ولما بايعه أهل فاس استعمل عليهم محمد بن الحسن‏.‏ ووفد محمد بن أبي العيش بن إدريس بن عمر بن مصالة على الناصر عن أبيه سنة ثمان وثلاثين فاتصلت به وفاة أبيه وهو بالحضرة فعقد له الناصر على عمله وسرحه وهجم عيسى ابن عمه أبي العيش أحمد بن القاسم كنون على عمله بتيكيساس في غيبة محمد فملكها واحتوى على مال ابن مصالة‏.‏ ولما أقبل محمد من الحضرة زحف برابرة غمارة إلى عيسى المذكور ابن كنون ففظعوا به وأثخنوه جراحة وقتلوا أصحابه ببلد غمارة‏.‏ وأجاز الناصر قواده إلى المغرب‏.‏ وكان أول من أجاز إلى بني محمد هؤلاء سنة ثمان وثلاثين أحمد بن يعلى من طبقة القواد إليهم في العساكر ودعاهم إلى هدم تيطاوين فامتنعوا انقادوا وتنصلوا وأجابوا إلى هدمها‏.‏ ورجع عنهم فانتقضوا فسرح إليهم حميد بن يصل المكناسي في العساكر سنة تسع وثلاثين وزحفوا إليه بوادي لاو فأوقع بهم فأذعنوا من بعدها‏.‏ وتغلب الناصر على طنجة من يد أبي العيش أمير بني محمد وبقي يصل على بيعة الناصر‏.‏ ثم تخطت عساكر الناصر إلى بسائط المغرب فأذعن له أهله وأخذ بدعوته فيه أمراء زناتة من مغراوة وبني يفرن ومكناسة كما ذكرناه فضعف أمر بني محمد واستأذنه أميرهم أبو العيش في الجهاد فأذن له وأمر ببناء القصور له في كل مرحلة من الجزيرة إلى الثغر فكانت ثلاثين مرحلة فأجاز أبو العيش واستخلف على عمله أخاه الحسن بن كنون‏.‏ وتلقاه الناصر بالمبرة وأجرى له ألف دينار في كل يوم وهلك شهيداً في مواقف الجهاد سنة ثلاث وأربعين‏.‏ ولما أغزا معد قائده جوهراً الكاتب إلى المغرب واستنزل عماله وتحصن الحسن بن كنون منه بقلعة النسر معقلهم‏.‏ وبعث إليه بطاعته فلم يعرض له جوهر‏.‏ ولما قفل من المغرب راجع الحسن طاعة الناصر إلى أن هلك سنة خمسين فاستجد الحكم عزمه في سد ثغور المغرب وإحكام دعوتهم فيه‏.‏ وشحذ لها عزائم أوليائهم من ملوك زناتة فكان بينهم وبين زيري وبلكين ما ذكرناه‏.‏ ثم أغزا معد بلكين بن زيري المغرب سنة اثنتين وستين أولى غزواته فأثخن في زناتة وأوغل في ديار المغرب‏.‏ وقام الحسن بن كنون بدعوة الشيعة ونقض طاعة المروانية فلما انصرف بلكين أجاز الحكم عساكره إلى العدوة مع وزيره محمد بن قاسم بن طملس منه اثنتين وستين لقتال الحسن بن كنون وبني محمد فكان الظهور والفلاح للحسن على عسكر الحكم‏.‏ وقتل قائده محمد بن طملس وخلقاً كثيراً من عسكره وأوليائه‏.‏ ودخل فلهم إلى سبتة واستصرخوا الحكم فبعث غالباً مولاه البعيد الصيت المعروف الشهامة وأمده بكفاء ذلك من الأموال والجنود وأمره باستنزال الأدارسة وإجازتهم إليه وقال له‏:‏ سر يا غالب مسير من لا إذن له في الرجوع إلا حياً منصوراً أو ميتاً معذوراً‏.‏ واتصل خبره بالحسن بن كنون فأفرج عن مدينة البصرة واحتمل منها أمواله وحرمه وذخيرته إلى حجر النسر معقلهم القريب من سبتة ونازله غالب بقصر مصمودة فاتصلت الحرب بينهم أياماً‏.‏ ثم بث غالب المال في رؤساء البربرالامازيغ من غمارة ومن معه من الجنود ففروا وأسلموه وانحجز بقلعة حجر النسر ونازله غالب وأمده الحكم بعرب الدولة ورجال الثغور‏.‏ وأجازهم مع وزيره صاحب الثغر الأعلى يحيى بن محمد بن هاشم التجيبي فيمن معه من أهل بيته وحشمه سنة ثلاث وستين فاجتمع مع غالب على القلعة واشتد الحصار على الحسن وطلب من غالب الأمان فعقد له وتسلم الحصن‏.‏ من يلده‏.‏ ثم عطف على من بقي من الأدارسة ببلاد الريف فأزعجهم وصيرهم أسوة ابن عمهم واستنزل جميع الأدارسة من معاقلهم‏.‏ وسار إلى فاس فملكها واستعمل عليها محمد بن علي بن قشوش في عدوة القرويين وعبد الكريم بن ثعلبة الجذامي في عدوة الأندلس‏.‏ وانصرف غالب إلى قرطبة ومعه الحسن بن كنون وسائر ملوك الأدارسة وقد مهد المغرب وفرق عماله في جهاته وقطع دعوة الشيعة وذلك سنة أربع وستين‏.‏ وتلقاهم الحكم وأركب الناس للقائهم‏.‏ وكان يوم دخولهم إلى قرطبة أحفل أيام الدولة‏.‏ وعفا عن الحسن بن كنون ووفى له بالعهد وأجزل له ولرجاله العطاء والخلع والجعالات وأوسع عليهم الجراية وأسنى لهم الأرزاق ورتب من حاشيتهم في الديوان سبعمائة من أنجاد المغاربة‏.‏ وتجنى عليه بعد ثلاث سنين بسؤاله من الحسن قطعة عنبر عظيمة تأدت إليه من بعض سواحل عمله بالمغرب أيام ملكه فاتخذ منها أريكة يرتفقها ويتوسدها فسأله حملها إليه على أن يحكمه في رضاه فأبى عليه مع سعاية بني عمه فيه عند الخليفة وسوء خلق الحسن ولجاجه فنكبه واستصفى ما لديه من قطعة العنبر وسواها‏.‏ واستقام أمر المغرب للحكم وتظافر أمراؤه على مدافعة بلكين وعقد الوزير المصحفي لجعفر بن علي على المغرب واسترجع يحيى بن محمد بن هاشم‏.‏ وغرب الحسن بن كنون والأدارسة جميعاً إلى المشرق استثقالاً لنفقاتهم‏.‏ وشرط عليه ألا يعودوا فعبروا البحر من المرية سنة خمس وستين ونزلوا من جوار العزيز بن معد بالقاهرة خير نزل وبالغ في الكرامة ووعد بالنصرة والترة‏.‏ ثم بعث الحسن بن كنون إلى المغرب وكتب له إلى آل زيري بن مناد بالقيروان بالمظاهرة فلحق بالمغرب ودعا لنفسه‏.‏ وبعث المنصور بن أبي عامر العساكر لمدافعته فغلبوه وتقبضوا عليه وأشخصوه إلى الأندلس فقتل في طريقه سنة‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ كما ذكرناه في أخبارهم‏.‏ وانقرض ملك الأدارسة من المغرب أجمع إلى أن كان رجوع الأمر لبني حمود منهم ببلاد غمارة وسبتة وطنجة دولة بني حمود الخبر عن دولة بني حمود ومواليهم بسبتة وطنجة وتصاريف أحوالهم وأحوال غمارة من بعدهم كان الأدارسة لما أجلاهم الحكم المستنصر عن العدوة إلى الشرق ومحا أثرهم من سائر بلاد المغرب واستقامت غمارة على طاعة المروانية وأدعنوا لجند الأندلسيين ورجع الحسن بن كنون لطلب أمرهم فهلك على يد المنصور بن أبي عامر فانقرض أمرهم وافترق الأدارسة في القبائل وانتشروا في الأرض ولاذوا بالاختفاء إلى أن خلعوا شارة ذلك النسب واستحالت صبغتهم منه إلى البداوة‏.‏ ولحق بالأندلس في جملة البرابرة من ولد عمر بن إدريس رجلان منهم وهما‏:‏ علي والقاسم ابنا حمود بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن إدريس فطار لهم ذكر في الشجاعة والإقدام ولما كانت الفتنة البربريةالامازيغية بالأندلس بعد انقراض الدولة العامرية ونصب البرابرالامازيغ سليمان بن الحكم ولقبوه المستعين واختص به أبناء حمود هذان وأحسنوا الغناء في ولايته حتى إذا استولى على ملكه بقرطبة وعقد للمغاربة الولايات عقد لعلي بن حمود هذا على طنجة وأعمال غمارة فنزلها وراجع عهده معهم فيها‏.‏ ثم انتقض ودعا لنفسه وأجاز إلى الأندلس وولي الخلافة بقرطبة كما ذكرناه فعقد على عمله بطنجة لابنه يحيى‏.‏ ثم أجاز يحيى إلى الأندلس بعد مهلك أبيه علي منازعاً لعمه القاسم واستقل أخوه إدريس من بعده بولاية طنجة وسائر أعمال أبيه بالعدوة من مواطن غمارة‏.‏ ثم أجاز بعد مهلك أخيه يحيى بمالقة فاستدعى رجال دولتهم وعقد لحسن ابن أخيه يحيى على عملهم بسبتة وطنجة وأنفذ نجا الخادم معه ليكون تحت نظره واستبداده‏.‏ ولما هلك إدريس واعتزم ابن بقنة على الاستبداد بمالقة أجاز نجا الخادم بحسن بن يحيى من طنجة فملك مالقة وربت أمره في خلافته ورجع إلى سبتة‏.‏ وعقد له حسن على عملهم في مواطن غمارة حتى إذا هلك حسن أجاز نجا إلى الأندلس يروم الاستبداد‏.‏ واستخلف على العمل من وثق به من موالي الصقالبة فلم يزل إلى نطرهم واحدا بعد آخر إلى أن استقل بسبتة وطنجة من موالي بني حمود هؤلاء الحاجب سكوت البرغواطي وكان عبداً للشيخ حداد من مواليهم اشتراه من سبي برغواطة في بعض أيام جهادهم‏.‏ ثم صار إلى علي بن حمود فأخذت النجابة بضبعه إلى أن استقل بأمرهم واقتعد كرسي عملهم بسبتة وطنجة وأطاعته قبائل غمارة‏.‏ واتصلت أيامه إلى أن كانت دولة المرابطين وتغلب يوسف بن تاشفين على مغراوة بفاس‏.‏ ونجا فلهم إلى بلد الدمنة من آخر بسيط المغرب مما يلي بلاد غمارة‏.‏ ونازلهم يوسف بن تاشفين سنة إحدى وسبعين ودعا الحاجب سكوت إلى مظاهرته عليهم فهم بالانحياش ومظاهرته على عدوه‏.‏ ثم ثناه عن ذلك ابنه الفائل الرأي‏.‏ فلما فرغ يوسف بن تاشفين من أهل الذمة وأوقع بهم وافتتح حصن علودان من حصون غمارة من ورائه وانقاد المغرب لحكمه صرف وجهه إلى سكوت فجهز إليه العساكر وعقد عليها للقائد صالح بن عمران من رجالات لمتونة فتباشرت الرعايا بمقدمهم وانثالوا عليهم‏.‏ وبلغ الخبر إلى الحاجب سكوت فأقسم أن لا يسمع أحداً من رعيته هدير طبولهم ولحق هو بمدينة طنجة ثغر عمله‏.‏ وقد كان عليها من قبله ابنه ضياء الدولة المعز وبرز للقائهم فالتقى الجمعان بظاهر طنجة وانكشفت عساكر سكوت وطحنت رحى المرابطين وسالت نفسه على ظباهم ودخلوا طنجة واستولوا عليها‏.‏ ولحق ضياء الدولة بسبتة‏.‏ ولما تكالب الطاغية على بلاد الأندلس وبعث ابن عباد صريخه إلى أمير المسلمين يوسف بن تاشفين مستنجزاً وعده في جهاد الطاغية والذب عن المسلمين وكاتبه أهل الأندلس كافة اهتز إلى الجهاد وبعث ابنه المعز سنة ست وسبعين في عساكر المرابطين إلى سبتة فرضة المجاز فنازلها براً وأحاطت بها أساطيل ابن عباد بحراً واقتحموها عنوة‏.‏ وتقبض على ضياء الدولة واقتيد إلى المعز فطالبه بالمال فأساء إيجابه فقتله لوقته وعثر على ذخائره وفيها خاتم يحيى بن علي بن حمود‏.‏ وكتب إلى أبيه بالفتح وانقرضت دولة آل حمود وامحى أثر سلطانهم من بلاد غمارة وأقاموا في طاعة لمتونة سائر أيامهم‏.‏ ولما نجم المهدي بالمغرب واستفحل أمر الموحدين بعد مهلكه تنقل خليفته عبد المؤمن في بلادهم في غزاته الكبرى لفتح المغرب سنة سبع وثلاثين وما بعدها قبل استيلائه على مراكش كما نذكره في أخبارهم فوحدوا صفوفهم واتبعوا أمره ونازلوا سبتة في عساكره‏.‏ وامتنعت عليهم وتولى كبر امتناعها قاضيهم عياض الطائر الذكر رئيسهم لذلك العهد بدينه وأبوته وعلمه ومنصبه‏.‏ ثم افتتحت بعد فتح مراكش سنة إحدى وأربعين فكانت لغمارة هؤلاء السابقة التي رعيت لهم سائر أيام الدولة‏.‏ ولما فشل أمر بني عبد المؤمن وذهبت ريحهم وكثر الثوار بالقاصية ثار فيهم محمد بن محمد الكتامي سنة خمس وعشرين‏.‏ كان أبوه من قصر كتامة منقبضاً عن الناس وكان ينتحل السيميا ولقنه عنه ابنه محمد هذا‏.‏ وكان يلقب أبا الطواجن فارتحل إلى سبتة ونزل إلى بني سعيد وادعى صناعة الكيمياء فاتبعه الغوغاء‏.‏ ثم ادعى النبوة وشرع شرائع وأظهر أنواعاً من الشعوذة فكثر تابعه‏.‏ ثم اطلعوا على خبثه ونبذوا إليه عهده‏.‏ وزحفت عساكر سبتة إليه ففر عنها وقتله بعض البرابرة غيلة‏.‏ ثم غلب بنو مرين على بسائط المغرب وأمصاره سنة أربعين وستمائة واستولوا على كرسي الأمر بمراكش سنة ثمان وستين فامتنع قبائل غمارة من طاعتهم واستعصوا عليهم وأقاموا بمنجاة من الطاعة وعلى ثبج من الخلاف‏.‏ وامتنعت سبتة من ورائهم على ملوك بني مرين بسبب امتناعهم‏.‏ وصار أمرها إلى الشورى واستبد بها الفقيه أبو القاسم العزفي من مشيختهم‏.‏ كما نذكر ذلك كله إلى أن وقع بين قبائل غمارة ورؤسائهم فتن وحروب ونزعت إحدى الطائفتين إلى طاعة السلطان بالمغرب من بني مرين فأتوها طواعية‏.‏ ودخل الآخرون في الطاعة تلوهم طوعاً أو كرهاً‏.‏ فملك بنو مرين أمرهم واستعملوا عليهم وتخطوا إلى سبتة من ورائهم فملكوها من أيدي العزفيين سنة تسع وعشرين وسبعمائة على ما نذكره بعد عند ذكر دولتهم‏.‏ وهم الآن على أحسن أحوالهم من الاعتزاز والكثرة يؤتون طاعتهم وجبايتهم عند استقلال الدولة ويمرضون فيها عند التياثها بفشل أو شغل بخارج فيجهز البعوث إليهم من الحضرة حتى يستقيموا على الطاعة‏.‏ ولهم بوعورة جبالهم عز ومنعة وجوار لمن لحق بهم من أعياص الملك ومستأمني الخوارج إلى هذا العهد‏.‏ ولبني يكم من بينهم الحظ الوافر من ذلك لأشراف جبلهم على سائرها وسمو بقاعة إلى مجاري السحب دونها وتوعر مسالكه بهبوب الرياح فيها‏.‏ وهذا الجبل مطل على سبتة من غربيها ورئيسه منهم وصاحب أمره يوسف بن عمر وبنوه ولهم فيه عزة وثروة وقد اتخذوا له المصانع والغروس وفرض لهم السلطان بديوان سبتة العطاء‏.‏ وأقطعهم ببسيط طنجة الضياع والفدن استئلافاً بهم وحسماً لزبون سائر غمارة بإيناس طاعتهم ولله الخلق والأمر بيده ملك السموات والأرض‏.‏ أهل جبال درن الخبر عن أهل جبال درن بالمغرب الأقصى من بطون المصامدة وما كان لهم من الظهور والأحوال ومبادئ أمورهم وتصاريفها هذه الجبال بقاسية المغرب من أعظم جبال المعمور بنا أعرق في الثرى أصلها وذهبت في السماء فروعها وملأت الجو هياكلها ومثلت سياجاً على ريف المغرب سطورها تبتدئ من ساحل البحر المحيط عند أسفى وما إليها وتذهب في الشرق إلى غير نهاية‏.‏ ويقال إنها تنتهي إلى قبلة برنيق من أرض برقة وهي في الجانب مما يلي مراكش قد ركب بعضها بعضاً متتالية على نسق من الصحراء إلى التل‏.‏ يسير الراكب فيها معترضاً من تامسنا وسواحل مراكش إلى بلاد السوس ودرعة من القبلة ثماني مراحل وأزيد تفجرت فيها الأنهار وجلل الأرض خمر الشعراء وتكاثفت بينها ظلال الأدواح‏.‏ وزكت فيها مواد الزرع والضرع وانفسحت مسارح الحيوان ومراتع الصيد وطابت منابت الشجر ودرت أفاويق الجباية يعمرها من قبائل المصامدة أمم لا يحصيهم إلا خالقهم قد اتخذوا المعاقل والحصون وشيدوا المباني والقصور واستغنوا بقطرهم منها عن أقطار العالم فرحل إليهم التجار من الآفاق واختلفت إليهم أهل النواحي والأمصار ولم يزالوا منذ أول الإسلام وما قبله معتمرين بتلك الجبال قد أوطنوا منها أقطاراً بل أقاليم تعددت فيها الممالك والعمالات بتعدد شعوبهم وقبائلهم وافترقت أسماؤها بافتراق أحيائهم‏.‏ تنتهي ديارهم من هذه الجبال إلى ثنية المعدن المعروفة ببني فازاز حيث تبتدئ مواطن صناكة ويحفون بهم كذلك من ناحية القبلة إلى بلاد السوس‏.‏ وقبائل هؤلاء المصامدة بهذه المواطن كثير فمنهم‏:‏ هرغة وهنتاتة وتينملل وكدميوة وكنفيسة ووريكة وركراكة ومزميرة ودكالة وحاحة وأصادن وبنو وازكيت وبنو ماكر وإيلانة ويقال هيلانة بالهاء‏.‏ ويقال أيضاً إن إيلان هو ابن بر أصهر المصامدة فكانوا خلفاءهم‏.‏ ومن بطون أصادن مسفاوة وماغوس ومن مسفاوة دغاغة ويوطانان‏.‏ ولقال إن غمارة ورهون وأمول بن أصادن والله أعلم‏.‏ ويقال إن من بطون حاحة زكن وولخص الظواعن الآن بأرض السوس أحلافاً لذوي حسان المتغلبين عليها من عرب المعقل‏.‏ ومن بطون كنفيسة أيضاً قبيلة سكسيوة الموطنون بأمنع المعاقل من هذه الجبال يطل جبلهم على بسيط السوس من القبلة وعلى ساحل البحر المحيط من الغرب ولهم بمنعة معقلهم ذلك اعتزاز على أهل جلدتهم حسبما نذكره بعد‏.‏ وكان لهؤلاء المصامدة صدر الإسلام بهذه الجبال عدد وقوة وطاعة للدين ومخالفة لإخوانهم برغواطة في نحلة كفرهم‏.‏ وكان من مشاهيرهم كسير بن وسلاس بن شملال من أصادة وهو جد يحيى بن يحيى راوي الموطأ عن مالك‏.‏ ودخل الأندلس وشهد الفتح مع طارق في آخرين من مشاهيرهم استقروا بالأندلس وكان لأعقابهم بها ذكر في دولة الأموية‏.‏ وكذلك كان منهم قبل الإسلام ملوك وأمراء‏.‏ ولهم مع لمتونة ملوك المغرب حروب وفتن سائر أيامهم حتى كان اجتماعهم على المهدي وقيامهم بدعوته فكانت لهم دولة عظيمة أدالت من لمتونة بالعدوتين ومن صنهاجة لإفريقية حسبما هو مشهور ونأتي الآن بذكره إن شاء الله تعالى‏.‏
 
يقول [[ابن خلدون]] : (كتاب، تاريخ ابن خلدون ،الجزء الأول ،الفصل الثاني والخمسون في أمر الفاطمي وما يذهب إليه الناس في شأنه وكشف الغطاء عن ذلك
سطر 23:
عنوة وحرق أسواقها وارتحل إلى بلد المزمة فقتل بها غيلة ولم يتم أمره‏.‏
 
وبرغواطة وغمارة‏.‏ وآخر غمارة بطوية مما يلي غساسة ومعهم عوالم من صنهاجة ومطغرة وأوربة وغيرهم يحيط به البحر الكبير من غربيه والرومي من شماليه والجبال الصاعدة المتكاثفة مثل درن من جانب القبلة وجبال تازى من جهة الشرق‏.‏ لأن الجبال أكثر ما هي وأكثف قرب البحار بما اقتضاه التكوين من ممانعة البحار بها‏.‏ فكانت جبال المغرب لذلك أكثر وساكنها من المصامدة في الأغلب وقيل من صنهاجة‏.‏ وبقيت البسائط من الغرب مثل أزغاو وتامستا وتادلا ودكالة‏.‏ واعتمرها الظواى من البربرالامازيغ الطارئين عليه من جشم ورياح فغص المغرب بساكنه من أمم لا يحصيهم إ لا خالقهم وصار كأنه جزيرة وبلد واحد أحاطت به الجبال والبحار وقاعدته لهذا العهد فاس وهي دار ملكه‏.‏
 
تاريخ ابن خلدون الجزء الثالث الفصل الثاني مواطن البربرالامازيغ بافريقية والمغرب
 
وارتحل يوسف إلى فاس وتقرى منازلها وافتتح جميع الحصون المحيطة بها وأقام عليها أياماً قلائل وظفر بعاملها بكار بن إبراهيم فقتله‏.‏ ثم نهض إلى صفروي فافتتحها وقتل من كان بها من أولاد وانودين المغراوي ورجع إلى فاس فافتتحها صلحاً سنة خمس وخمسين ثم خرج إلى غمارة ونازلهم وفتح كثيراً من بلادهم‏.‏
سطر 40:
 
[[تصنيف:عرقيات المغرب]]
[[تصنيف:قبائل البربرالامازيغ]]
[[تصنيف:تاريخ المغرب]]
[[تصنيف:تاريخ الأمازيغ]]