دورة المياه (توضيح): الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
Omar86 (نقاش | مساهمات)
طلا ملخص تعديل
سطر 3:
=== '''ماذا قال ابن سينا عن الظاهرة؟'''===
قال [[ابن سينا]] في نجاته( أي كتاب النجاة لابن سينا ، وهوكتاب في الفلسفة ): هذه الأبخرة المحتبسة في الأرض إذا انبعثت عيوناً أمدَّت البحار بصب الأنهار إليها ، ثم ارتفع من البحار ، والبطائح ، وبطون الجبال خاصة أبخرة أخرى ، ثم قطرت ثانياً إليها فقامت بدل ما يتحلل منها على الدور دائماً "
 
اعتقد أن النص واضح في دلالته ، فكما يقول ابن سينا: إن المياه الجوفية (المحتبسة في الأرض) وهذا هو المشار إليه في الرسم بـ ( GROUND WATER ) ، ولعل وصفها بالأبخرة فيها دلالة واضحة على حرارة جوف الأرض الذي بخر هذه المياه و فيه دلالة أيضاً على شدة الضغط الذي تولد من تبخر الماء حتى (انبعثت عيوناً) و هذا ما يمثله الرسم التوضوحي بـ
) GROUND WATER DISCHARGE) ، وهذه العيون (في الرسم springs ) تمد البحار بطريق غير مباشر إذ تصب في الأنهار ، ثم الأنهار بدورها تصب في البحار ، وهذا ما عبر عنه الرسم التوضيحي الحديث بـ
(STREAMFLOW / SURFACE RUNOFF ) أي المياه الجارية فوق سطح الأرض/ و جريان الأنهار ، و مصب المياه السطحية في البحار موضح بالأسهم في الرسم ، و عمل البحار كخزانات للمياه معبر عنه في الرسم بـ
(WATER STORAGE IN OCEANS) و" OCEANS" المقصود بها المحيطات ، ولا أعلم إن كان العرب في زمان ابن سينا يفرقون بين المحيطات و البحار ـ وهذا يحتاج إلى مزيد من البحث في كتب تلك الحقبة ـ .
ثم يتبخر الماء و (يرتفع من البحار) وصف في الرسم بـ (EVAPORATION) ، و من البطائح ( و جاء في القاموس المحيط: البَطيحَةُ والبَطْحاءُ والأَبْطَحُ : مَسِيلٌ واسِعٌ فيه دُقاقُ الحَصى ، جمع : أباطِحُ وبِطاحٌ وبَطائِحُ ، وتَبَطـَّحَ السَّيْلُ : اتـَّسَعَ في البَطْحاءِ . و جاء في الزاهر : والبطحاء من مسايل السيول المكان السهل الذى لا حصى فيه ولا حجاره وكذلك الأبطح وكل موضع من مسايل الأودية يسويه الماء ويدمثه فهو الابطح والبطحاء والبطيح) فيتضح أن البطائح هي أرض منبسطة واسعة كان بها ماء ، و نجد في الرسم أن هناك سهماً منبثقاً من بركة مائية
(FRESHWATER STORAGE ) أي مستودع للمياه العذبة ، ومكتوب فوقه نفس الكلمة التي كتبت فوق المحيط(EVAPORATION) أي عملية التبخر ، ثم يقول ابن سينا (وبطون الجبال خاصة) وهذه العبارة تحتاج إلى فحص خبير عارف بالجيولوجيا ، ثم ينتقل ابن سينا إلى المرحلة التالية فيقول: (ثم قطرت ثانياً إليها) (PRECIPITATION) ، و ينهي كلامه عن هذه الدورة بقوله: ( فقامت بدل ما يتحلل منها على الدور دائماً ) و بهذا يكون قد أثبت الجزء الأهم من هذه الدورة وهو ثـَبَاتُ منسوب المياه على الأرض .
أما بالنسبة للعناصر المفقودة في هذه الدورة:
 
(ATMOSPHERIC STORAGE) (CONDENSATION) (INFILTRATION) ، فإنك تجدها عندما تعود إلى كتاب ابن سينا الذي أخِذ َ منه هذا النص ( النجاة ص130 المقالة الخامسة: في المركبات الناقصة والمعادن) ، و الحق أن الكلام فيه معقد يحتاج إلى جهابذة اللغة ، و علماء هذا الفن (الجيولوجي) كي يخلصوا إلى حكم بالصحة أو البطلان بعد عرضه على ما لدينا من حقائق و معلومات حول هذه الظاهرة .
و أخيراً نقول إنَّ هذه الأجزاء المفقودة ، و التي لم يعرض لها هذا النص ـ إن سلمنا بذلك بعد دراسة النص الأساسي من مصدره الأصلي ـ لا يبرر أبداً ما نحن عليه اليوم ، و لنتكلم أولاً عن موقفنا كعرب و مسلمين في مناهجنا و في كتبنا الحديثة ، ثم نعرض إلى الموقف الدولي و الغربي تحديداً :
 
السطر 23 ⟵ 24:
ثالثاً : أثناء بحثي في الانترنت وجدت مقالاً بعنوان " أبو العلاء و دورة المياه في الطبيعة " يقصد أبا العلاء المعري الشاعر المعروف ، و كاتب المقال ذيله باسمه (د/عدنان عاكف) ، و قد توصل الدكتور الفاضل إلى أن هذه الدورة موصوفة في أبيات متفرقة لأبي العلاء ، و لقد اقتبست هذا البيت من المقال ، لأصل إلى نتيجة تؤكد ما سلف و ذكرته في البداية ، يقول أبو العلاء :
وقد يُجْــتدى فضل الغـمام وإنما من البحر فيما يزعم الناس يَجْـتدي
و كما قال كاتب المقال ، هذا البيت فيه دلالة واضحة على أن دورة الماء كانت معروفة بين عامة الناس و خاصتهم ( يزعم الناس) ، فيبدو أن هذه الحقيقة العلمية قد ذاعت و انتشرت بين الناس ، و إذا ما نظرنا إلى الحقبة التي عاش فيها أبو العلاء المعري نجدها تمتد من (363 – 449 هـ ) و هي نفس الحقبة التي عاش فيها عالمنا الفذ "ابن سينا" ( 370 ـ 428 هـ )
و الآن للننظر إلى ما يقوله الغرب :
أولاً : يبدو أن المواقع الغربية قد حذت حذو المصادر العربية ، أو عذراً العكس هو الأصح ، فمنذ قرون و نحن نتبع إثرهم و نحذو حذوهم ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ ، فالموسوعات الغربية ، كـ( Encyclopedia 2000 ) و هي النسخة التي أقتنيها ، و ( Wikipedia ) وهي موسوعة علمية متاحة في الانترنت ، و غيرها من النتائج التي تظهر في مواقع البحث ، جميع هذه المصادر أهملت مكتشف الظاهرة و اكتفت بتفاصيلها ، ثم أراد الله سبحانه وتعالى أن أهتدي لأحد المواقع تابع "لليونسكو"( UNESCO) أنشئ من أجل موضوع المياه ، فاهتم بكل ماله صلة به ، وهذا هو رابطه :