إدارة علمية: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
AkhtaBot (نقاش | مساهمات)
ط تدقيق إملائي بالاعتماد على التعابير النمطية، يرجى الإبلاغ عن الأخطاء والاقتراحات
سطر 24:
===== Abdel Mutti Assaf, M.A., Ph.D
=====
إن المساهمات البحثية في مجال الظواهر الإنسانية بعامة، وفي مجال الظاهرة الإدارية بخاصة، قد ظلت عاجزة عن الوصول إلى الحقائق العلمية الكاملة* التي ينبغي إقامة حياة الناس وعلاقاتهم وتنظيماتهم بناء عليها، وأن معظم ما تم الإنتهاءالانتهاء إليه لا يعدو أن يكون مجرد تفسيرات إجتهاديةاجتهادية يغلب عليها الإجتهادالاجتهاد الشخصي، أو التحليل المنطقي، أكثر منها حقائق أو قواعد يقينية مؤكدة، الأمر الذي ظل يحكم حياة الناس بالإختلافاتبالاختلافات والخلافات والصراعات.
إن ذلك يعود بالدرجة الأساسية إلى محاولة الباحثين، على إختلافاختلاف مشاربهم تقريبا، إخضاع الظواهر الإنسانية لمنهج البحث الذي يطبق أثناء بحث الظواهر الطبيعية أو الكونية، وذلك ضمن جهل حقيقي بما يسمى ببديهية التوافق بين المنهج المستخدم وطبيعة الظاهرة التي يتم بحثها، ولا بد أن يكون المنهج من جنس الظاهرة.
 
فالظواهر الطبيعية تخضع للمنهج العقلي التجريبي الذي يمكّن من التعامل معها ثم التوصل إلى حقائقها العلمية، فالعقل البشري جزء من حقيقة الكون وهو القادر وحده على كشف قوانينها. أما الظواهر الإنسانية فإن العقل الإنساني يستطيع أن يتعامل معها إلا أنه لا يستطيع كشف قوانينها وحقائقها العلمية، لأن ظاهرة العقل تختلف عن هذه الظواهر، ويختلف في جنسه عنها. وهنا لا بد من استخدام ما يسمى بالمنهج العقيدي الذي يمثل المنهج الأساس والوحيد الذي قدّم تقنينا متكاملا حول الظواهر الإنسانية، وقد أكد المؤلف على أن توصله إلى ما أسماه "نظرية I" هو نتيجة للتعامل مع هذا المنهج وكشف حقيقته.
سطر 45:
ومن خلال عرض جميع الروافد الفكرية التي أثرت في الفكر الإداري الغربي والفكر الإداري في الدول الأخرى التابعة، سواء كانت الروافد الفكرية في مرحلة الفكر التقليدي، أو في مرحلة الفكر السلوكي (الحديث) كما تمت تسميته، وبعد تحليل وتقييم ذلك يمكن التأكيد على عجز أنصار الفكر التقليدي عن تقديم ما يبرر حديثهم عن علم الإدارة، وأنهم كما يقول أحد الكتاب الأمريكان لم يعملوا كثيرا من أجل توحيد الإدارة في نظرية واضحة ومحددة تصلح للتدريس بشكل متكامل ومتطور، وأن أكثر ما قدموه لا يعدو أن يكون مجرد مبادئ أو قواعد محدودة ومحددة يمكن تعليمها لعامل أو موظف بعينه لكي يعرف أفضل الطرق المتاحة لأداء مهمة محددة بعينها. ومن الواضح أن هؤلاء قد خلطوا خلطا غير دقيق بين عملية الإدارة وعملية الأداء، وتحدثوا بالتالي ضمن خلط مناظر بين هندسة الإدارة وهندسة الأداء، وهذا ما أدى بهم إلى النتيجة المشار إليها.
 
كما أن من المؤكد عجز أنصار مدرسة العلاقات الإنسانية والمدرسة السلوكية والمدرسة البيئية عن إثبات عدم علمية الإدارة، ومن خلال تحليل وتقييم أهم مساهماتهم يتبين أن إنكار علمية الإدارة بالإستنادبالاستناد إلى الحجج التي قدموها هو إنكار سطحي، ولا يرقى إلى الحقائق المنهجية التي ينبغي إدراكها عند بحث مثل هذا الموضوع.
ومن خلال استعراض المساهمات الأخيرة التي تمثلت مع نهاية سبعينيات القرن الماضي فيما أسمي بفكر إدارة الجودة الشاملة، ومن خلال تحليل وتقييم أبرز التطبيقات التي تمت لهذا الفكر في كبرى الشركات الأمريكية (53 شركة)، يمكن الوصول إلى عملية تقييمية تؤكد عجز رواد هذا الفكر عن تقديم نظريات واضحة ومتكاملة وقائمة على أسس منهجية، وكذلك عجز القائمين على تطبيق ذلك، الأمر الذي يؤكد عجز جميع هؤلاء عن التوصل إلى نظرية علمية، ونموذج علمي، يمكن الاعتداد به. ولعل الحكمة الكبرى من تقديم الكاتب لجميع هذه التحليلات والتقييمات تتمثل في تأكيده على عدم التوصل إلى نظرية إدارية حتى الآن وأنه سيبدأ مع بداية الفصل التالي ببنائها.
وفي الفصل الثالث الذي يحمل عنوان "مفاصل الفلسفة الإدارية" وفلسفة (I) للتفوق أو لإدارة الجودة الشاملة" ، يسعى في النتيجة الإجمالية لهذا الفصل إلى كشف ما هي القيمة الجوهرية العليا بالنسبة للظاهرة الإدارية أو النموذج الإداري الأعلى، باعتبارها الأساس الذي يبنى على ضوئها نموذج التفوق. وللوصول إلى هذا الهدف فإنه يقدم عرضا موفقا ومتكاملا ومؤصلا لجميع مراحل تطور الفكر الإداري والنماذج الإدارية، بدءا من مرحلة ما قبل الإدارة أو ما أسماها "مرحلة الإدارة بالفساد" (MBC) وهي التي كانت تسود ضمن ما أسمي في الولايات المتحدة الأمريكية بنظام الإسلاب أو الغنائم (Spoil System) وما تسود بصورة أو بأخرى في نظم العالم الثالث بعامة حتى الآن تقريبا.
سطر 68:
يبحث الفصل السابع والأخير, والذي حمل عنوان " التوافقات التنظيمية وفلسفة I للتفوق " هذه التوافقات ضمن نموذج I أو نموذج التفوق الذي تقدمه النظرية, وقد تم إبراز هذه التوافقات مع التأكيد على ما يلي:
1. إن النموذج العقيدي يحدد الثابت الرئيسي لديه، ويتمثل في القيمة الجوهرية، ومنظومة القيم، التي ينبغي أن تحتكم إليها جميع مفردات أو مقومات النموذج الأخرى.
2. إن النموذج العقيدي لا يتعامل مع الثوابت التنظيمية أو الإدارية ويرى أن الترتيبات التنظيمية أو الإدارية قد تختلف عبر الزمان أو المكان، ولكنه يؤكد على ضرورة أن تتوافق أي ترتيبات يمكن أن يتوصل إليها الناس أو المنظمون أو الإداريون وهم يعملون على بناء نموذج منظماتهم مع منظومة القيم العقيدية وذلك كأساس يضمن أن تختار التراتيب وفق عملية معيارية تحول دون أي إنفصاماتانفصامات تنظيمية أو إدارية، مما يحفظ للنموذج توحده وتكامله .
3. إن بحث التراتيب التنظيمية و الإدارية وفق الزوايا الثلاث التي تمت مناقشة التوافقات الفلسفية التنظيمية على أساسها في النماذج المختلفة، وتقديم تفاصيل حولها باعتبارها التراتيب التي يقوم عليها نموذج التفوق، هي تراتيب إجتهاديةاجتهادية قدمناها مع الإستعانةالاستعانة بأية اشارات ذات صلة في إطار النموذج العقيدي الذي لم يقدم مفردات النموذج وتراتيبها كما أشرنا سابقاً ولكنه، ولحكمة من عند الله سبحانه وتعالى، قدَّم ما يمكن الإستفادةالاستفادة منها في بناء النموذج.
وقد جاءت هذه الإشارات حول هذه المعايير في المواطن والمواقع التنظيمية التي تكون مفيدة رغم اختلافات الزمان والمكان، ولذلك فإننا نؤكد على إمكانية وجود تراتيب إدارية وتنظيمية قد تكون مختلفة عمّا تم تقديمه في مصطلحاتها أو في بعض مضامينها، وتكون تراتيب مقبولة، ويمكن أن تندرج ضمن مقومات النموذج " نموذج التفوق I " طالما أنها تتوخى التوافق مع منظومة القيم العقيدية التي ينبني على أساسها.
فالمعيار الرئيسي في العمل التنظيمي لإستكمال نموذج التفوق أو تعديله..... هو تحقيق الإنسجامالانسجام المتواصل مع معيار منظومة القيم العقيدية. وقد اشتملت التراتيب التي تم ذكرها وتحديدها جميع الزوايا الثلاث الأساسية التي يقوم عليها نموذج المنظمة. وقد انتهى هذا الفصل إلى تقديم عملية مقارنة بين النموذج الليبرالي والنموذج الياباني والنموذج العقيدي "نموذج I للتفوق".
وفي خاتمة مكثفة، تم التركيز فيها على ضرورة التمسك بالقيم الجوهرية التي تضمنها النموذج العقيدي (I)، وتأكيدها في صورة ترتيبات إدارية وتنظيمية تحكم الحياة على مستوى الجماعة على اختلاف تشكلاتها، وذلك كأساس يضمن تحقيق غايات الإنسان متمثلة في وحدة ثنائية " السعادة - الحضارة " والتأكيد على أن بناء هذا النموذج يفترض بناء ما أسماه بمثلث الإرادات:
[[ملف:]]
 
هذا , وقد استندنا إلى مجموعة غير كبيرة من المراجع ولكنها تبدو من المراجع الأساسية التي تتعلق بالموضوعات الرئيسية التي ناقشناها, ولم يكن همّ الكاتب هو التوسع في محتويات هذه المراجع أو غيرها قدر ماكان الحرص على بناء منهجية متكاملة لبناء نظريته , مع التركيز على تحديد أية مقارنات أو مقاربات بين النماذج المختلفة ونموذجه، والإنتهاءوالانتهاء إلى تكوين نظريته وبناء نموذجه وفق معطياتها، وقد حرصنا على القول أن ما قدم لا يعدو أن يكون مجرد كشف عن أساسيات المنهج العقيدي في بناء المعرفة العلمية وبناء النظرية التي نتحدث عنها , وقد كان القرآن الكريم المرجع الوحيد في ذلك.
و خلاصة القول , إن هذا النظرية تمثل نقلة نوعية مميزة في الفكر الاداري العربي بشكل خاص و في الفكر الاداري العالمي بشكل عام, حيث استطعنا بمعالجة منهجية عميقة , أن نكثــّف كل الفكر الاداري الذي عرفته الظاهرة الادارية في نماذج واضحة و محددة, وأن نحلل هذه النماذج , و نبرز مواطن عدم استطاعتها أن تكون نماذج عامة أو عالمية. كما استطعنا بطريقة منهجية وتحليلات الشمولية أن نبني النموذج الشامل والكامل ليكون بحق المنظّر المنهجي الأشمل, وعالم الادارة الذي يضع الفكر الإداري في إطاره الصحيح و في صورته العالمية .
<references/>