رأس التين: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
AkhtaBot (نقاش | مساهمات)
ط تدقيق إملائي بالاعتماد على التعابير النمطية، يرجى الإبلاغ عن الأخطاء والاقتراحات
سطر 9:
كان من أوائل من عمر تلك المنطقة الوالي (محمد علي باشا) ذاته، حيث أدرك أهمية الإسكندرية ومينائها، وذلك في وقت مبكر من سنوات حكمه الممتدة، وفي ذلك يذكر كذلك (علي باشا مبارك):(وحيث كان غير خفي على ذكائه أهمية موقع الإسكندرية من الديار المصرية، وأنها بالنسبة للقطر جميعه كالرأس بالنسبة للإنسان، سيما وهى من أعظم ثغور الإسلام عليها المدار في تحصين القطر وسد عوراته، صرف إليها همته العلية، واحتفل بهااحتفالات سنية، وأجرى فيها من محاسن الترتيبات والتنظيمات ما أوجب لها العمارة وتزايد الخيرات، وكثر فيها الصادر والوارد فعاد إليها وسيم نضرتها و قديم شهرتها).
كان أول ما أنشأ (محمد علي) بالإسكندرية سراي (رأس التين)، حيث اختار ذلك الموقع بشبه جزيرة (الفنار)، ليشيد أعظم قصوره وأفخمها على الإطلاق، وليجعل منها قصراً صيفياً يدير منه شئون البلاد، حيث فرغ من تشييدها في 22 شعبان عام (1245هـ) (1830م)، وهو الأمر الذي توارثه خلفاءه من حكام مصر من ولاة وسلاطين وملوك من أبناء (الأسرة العلوية) وحتى قيام ثورة يوليو عام (1952م)، حيث اتخذ كل هؤلاء من ذلك القصر بالإسكندرية مقراً صيفياً لإدارة شئون البلاد.
وقد كان تشييد (محمد علي) لسراي (رأس التين) متزامناً مع شروعه في تعمير (الميناء الغربي)، حيث تطل عليه السراي؛ فقام بتوسيعه وتعميقه واستحضر لذلك الغرض الكراكات من (أوروبا)، كما أنشأ الأرصفة داخله لترسو السفن عليها، وملأ المسطحات المتخلفة مابين الأرصفة والشاطيء بالأحجار والأتربة ليتسع الشاطيء، ولينشىءولينشئ في ذلك الفضاء ما يحتاج إليه الميناء من مخازن، وأبنية الجمارك، ومساكن الموظفين وغيرها.
وقد عهد (محمد علي) بذلك العمل في إعداد الميناء إلى (شاكر أفندي) أحد المهندسين المصريين النابغين، والذي خلفه بعد ذلك (مظهر باشا) أحد خريجي البعثات العلمية الذي أرسلها (محمد علي) إلى أوروبا، حيث قام بإنشاء فنار شبه جزيرة (رأس التين) ليصبح الفنار الرئيسي للإسكندرية لإرشاد السفن القادمة إلى الميناء والخارجة منه.