الطب اليوناني القديم: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط r2.7.1) (روبوت إضافة: en:Ancient Greek medicine
Raafat (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
سطر 39:
لقد رفع أبوقراط من شأن المهنة بتأكيده على الأخلاق في الطب، ذلك أنه لم يكن طبيبا فحسب بل كان طبيبا ومدرسا للطب في نفس الوقت، وربما كان القَسَم الشهير الذي يُعزى إليه قد وُضع لضمان ولاء طالب الطب لأستاذه، ويقال: إنّ القسم من وضع المدرسة الأبوقراطية لا من وضع أبوقراط نفسه، ونص القَسَم هو:
 
'''((أقسم بأبلو الطبيب، وبأسكابيوس، وبهيغيائيا HYGIAEA، وبباناسيا PANACEA، وبجميع الآلهة والإلهات، وأشهدها جميعا على أن أنفذ هذا القَسَم، وأوفي بهذا العهد بقدر ما تتسع له قدرتي وحكمتي، وأن أضع معلمي في هذا الفن في منزلة مساوية لأبوي، وأن أشركه في مالي الذي أعيش منه، فإذا احتاج إلى المال اقتسمت مالي معه، وأقسم أن أعد أسرته إخوة لي، وأن أعلمهم هذا الفن إذا رغبوا في تعلمه من غير أن أتقاضى منهم أجرا أو ألزمهم باتفاق، وأن ألقن الوصايا والتعاليم الشفوية وسائر التعاليم الأخرى لأبنائي، ولأبناء أستاذي، وللتلاميذ المتعاقدين الذين أقسموا يمين الطبيب، ولا ألقنها لأحد سواهم، وسوف أستخدم العلاج لمساعدة المرضى حسب مقدرتي وحكمتي، ولكن لا أستخدمه للأذى أو لفعل الشر، ولن أسقي أحدا السم إذا طلب إليَّ أن أفعل ذلك أو أشير بسلوك هذه السبيل، كذلك لن أعطي امرأة وصفة لإسقاط جنينها، ولكني سأحتفظ بحياتي وفني كليهما طاهرين مقدسين، ولن أستعمل المبضع ولو كنت محقا باستعماله لمن يشكو حصاة، بل أتخلى عن مكاني لمن يحذقون هذا الفن. وإذا دخلت بيت إنسان أيٍّ كان فسأدخله لمساعدة المرضى، وسأمتنع عن كل إساءة مقصودة أو أذى متعمَّد، وسأمتنع بوجه خاص عن تشويه جسم أيِّ رجل أو أية امرأة سواء كانا من الأحرار أو من الأرقاء، ومهما رأيت أو سمعت في أثناء قيامي بفروض مهنتي وفي خارج مهنتي في خلال حديثي مع الناس، إذا كان مما لا تجب إذاعته فلن أفشيه، وسأعد أمثال هذه الأشياء أسرارا مقدسة، فإذا ما ألزمت نفسي بإطاعة هذا القَسَم ولم أحنث فيه فإني أرجو أن أشتهر مدى الدهر بين الناس جميعا بحياتي وبفني، إما إذا نقضت العهد وحنثت بالقَسَم فليحلَّّ بي عكس هذا))'''.
 
ويضيف أبوقراط إلى هذا أنّ من واجب الطبيب أن يحتفظ بحسن مظهره الخارجي، وأن ينظف جسمه، ويتأنق في ملبسه، ويجب عليه أن يكون هادئا على الدوام، وأن يكون سلوكه بحيث يبعث الثقة والاطمئنان في نفس المريض، ويجب عليه أن يعتني بمراقبة نفسه، وأن لا يقول إلا ما هو ضروري، ثم يضيف: ((وإذا ما دخلت غرفة مريض فتذكر طريقة جلوسك، وكن متحفظا في كلامك، معتنيا بهندامك، صريحا حاسما في أقوالك، موجزا في حديثك، ولا تنس ما يجب أن تكون عليه أخلاقك وأنت إلى جانب فراش المريض، واضبط أعصابك، وازجر من يقلقك، وكن على استعداد لفعل ما يجب أن يُفعل، وأوصيك أن لا تقسو على أهل المريض، وأن تراعي بعناية أحوال مريضك المالية، وعليك أن تقدِّم خدماتك من غير أجر، وإذا لاحت لك فرصة لتؤدي خدمة لإنسان غريب ضاقت به الحال فقدِّم له معونتك كاملة، ذلك أنه حيث يوجد حب الناس يوجد حب الفن، وإذا أضاف الطبيب إلى هذا دراسة الفلسفة والعمل بها كان هو المثل الأعلى لأبناء مهنته، لأنّ الطبيب الذي يُحب الحكمة لا يقل عن الآلهة في شيء)) (قصة الحضارة). قلت: هذا النص في أخلاق الطبيب وآداب مهنة الطب هو من أقدس ما أنتجه الفكر البشري، وقسم أبوقراط ما يزال معمولا به في سائر المؤسسات الطبية في العالم، ولكن هناك إشكالان كبيران فيه وهما: (الأول) القسم بالآلهة هو من الشرك في الشريعة الإسلامية، ولذلك عمدت الدول الإسلامية إلى استبدال القسم بالآلهة بالقَسَم بالله العظيم. (الثاني) الحفاظ على أسرار المهنة الطبية يتعارض في بعض الأحيان مع القوانين المعمول بها في الدول كافة،وهذا الإشكال غالبا ما يحلّ لصالح القوانين وليس لصالح الحفاظ على سر المهنة وذلك لأنّ صاحب القانون هو الذي يملك السلطة والعقاب، وإني لأرجو أن يكون الحفاظ على سر المهنة مقدَّما على العمل بالقوانين التي توجب التبليغ عن حالات معينة، ومثال ذلك: إنّ بعض الأطباء تم سجنهم لمدد مختلفة بتهمة كتم معلومات حيث عالجوا فارِّين من السلطة ولم يُبلِّغوا عنهم.