إبراهيم المويلحي: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
وسم: إزالة نصوص
سطر 6:
 
==بقلم الدكتور [[علي شلش]]==
أما الرجل فهو إبراهيم المويلحي،وهو في الأصل من الصعيد وينتسبون لال البيت ، و كان والده يعمل حارسا لقلعة المويلح في الحجاز حيث كانت تتبع الحكومة المصرية عسكريا واداريا ، وكانت الحكومة المصرية تقوم بإرسال الجنود والموظضفينوالموضفين لقلعة المويلح لخدمة وحراسة الحجاج المصريين ، و أبو محمد المويلحي الذي اشتهر بكتاب "[[حديث عيسى بن هشام]]" وأخو [[عبد السلام المويلحي]] الذي كان نائباً في أول برلمان تأسس في مصر عام 1866م وهؤلاء المويلحيون الثلاثة قاموا بدور مرموق في تاريخ مصر وإذا كان هذا الدور في مجال الثقافة والسياسة فلهم دور مماثل في مجال الاقتصاد لأن عبد السلام كان يرعى مصنع الأسرة لإنتاج الحرير وكان أبوه عبد الخالق شيخ تجار القاهرة وأحد أعلام صناعة الحرير، بل كان جدة الأكبر أحمد من أعمدة صناعة الحرير وتجارته في عهد الوالي محمد علي وبأحمد هذا يبدأ تاريخ الأسرة في مصر ولما مات أبوهما كان إبراهيم في سن العشرين، وكان من المفروض أن يتولى أمر الوكالة التجارية المزدهرة التي خلفها أبوه وأعده لإدارتها لكن حرفة الأب كانت قد أدركته، فعطلت لموحة التجاري، فتخلى عن الإدارة لأخيه عبد السلام، ومضى في طريق الأدب والكتابة والصحافة، وكان أبوه يريده تاجراً مثله، ولذلك اكتفى بتعليمة في البيت على يد مدرسين خصوصيين، في حين الحق أخاه عبد السلام بالأزهر وبدأ إبراهيم منذ صباه التردد على الوكالات التجارية ومساعدة أبيه، ولكن حب الشعر والأدب دفعة إلى التعلق بعطار مجاور كان يختلس التردد عليه وكان العطار يهوى الشعر والأدب ويحتفظ بما طبع وقتها من ثمارهما وعن طريق هذا العطار طلق إبراهيم التجارة والحرير إلى الأبد، مع أن الخديو إسماعيل عينه – بعد وفاة الأب – عضو بمجلس تجارة القاهرة، وأمده بالمال كي يعوض خسارة في المضاربات وأنعم عليه مع أخيه برتبة البكوية، ثم عينه عضوا بمجلس الاستئناف وجعل حريم قصره يرتدين منسوجات المويلحي ثم اوكل إليه التزامه "تمغة" المشغولات والمنسوجات وكان إسماعيل " إذ أعطى أعنى " كما يقول جرجي زيدان في السيرة الموجزة التي كتبها لإبراهيم ومع هذا كله ظل الأدب ينافس المال في أعماق ذلك الشاب المملؤه بالحيوية والقلق معاً.
 
كانت أول مغامرة له في المجال الثقافي عام 1868م ففي ذلك العام انشأ مع زميل له مطبعة وجمعية باسم "المعارف" وقام بنشر عدد من الكتب التراثية في التاريخ واللغة والفقه وفي العام التالي اسس مع الأديب محمد عثمان جلال جريدة اسبوعية باسم "نزاهة الأفكار" ولكن الخديو إسماعيل امره بإيقافها بعد عددها الثاني لما بلغه أنها تتعرض لنقد الجيش، وعندما جاء جمال الدين الأفغاني إلى مصر عام 1871م وأقام بها صار إبراهيم وأخوه عبد السلام من رواد مجلسه وكان إبراهيم تلك الفترة من المقربين لدى الخديو وفي عام 1879م عزل الخديو نفسه وتنازل عن الحكم لأبنه توفيق، ورحل إلى إيطاليا، فتبعه إبراهيم وعمل سكرتير له ولكن الخديو لم يرحل عن مصر ليسكت وإنما خرج امل العودة لذلك استخدم إبراهيم ومواهبه الأدبية في الضغط على السلطان العثماني (عبد الحميد) والتأثير عليه، وأسس له بضع صحف قصيرة العمر لهذا الغرض، فلما فشل في تحقيق هدفه أنقلب عليه المويلحي وتودد إلى السلطان حتى دعاه الأخيرة إلى العاصمة العثمانية عام 1885م وهناك لقي حفاوة وتكريم، وعين عضوا بمجلس المعارف وظل مقيماً بالآستانة (إسطنبول) نحو عشر سنوات وبعددها عاد إلى مصر ساخطاً على الأوضاع العثمانية.