سباق تسلح: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
وسم: تكرار محارف
سطر 32:
[[uk:Гонка озброєнь]]
[[zh:军备竞赛]]
 
 
mohammed el harmaoui
 
المقدمة
سباق التسلح هو مصطلح يصف الصراع أو سباق بين دولتين متحاربتين غالبا دول متعادية، في سبيل التفوق العسكري، وذلك عن طريق الحصول على عدد أكبر من الأسلحة وقواة مسلحة أكبر والتمكن من تصنيع معدات ذات تقنية عسكرية أفضل ، وسباق التسلح النووي هو شغف التسابق للحصول على أكبر قدر من الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي ولاحقا عدة دول أخرى. بدأ بالأيام الأخيرة للحرب العالمية الثانية بعد إلقاء قنبلتي هيروشيما وناغازاكي وحتى انهيار الاتحاد السوفياتي وقيام روسيا الحديثة .
والسلاح النووي هو سلاح تدميري فتاك يستخدم عمليات التفاعل النووي، يعتمد في قوته التدميرية على عملية الانشطار النووي أو الاندماج النووي، ونتيجة لهذه العملية تكون قوة انفجار قنبلة نووية صغيرة أكبر بكثير من قوة انفجار أضخم القنابل التقليدية حيث أن بإمكان قنبلة نووية واحدة تدمير أو إلحاق أضرار فادحة بمدينة بكاملها لذا تعتبر الأسلحة النووية أسلحة دمار شامل ويخضع تصنيعها واستعمالها إلى ضوابط دولية حرجة ويمثل السعي نحو امتلاكها هدفا تسعى إليه كل الدول .
برجوعنا إلى الوراء نجد أن العلماء بحثوا في سبيل معرفة المادة وتركيبها، ففي 1808 اكتشف جون دالتون أن العناصر الكيميائية المختلفة تتكون من ذرات لها وزن ثابت وذرة مع أخرى تكون مركبات كيميائية. في سنة 1811 أعلن أفوجادرو الإيطالي أن الجزء أصغر جسم في المركب الكيميائي وأنه يتكون من ذرات وفي سنة 1895 أعلن رونتجن اكتشاف أشعة "c" "س" وفي 1896 اكتشف البرفسور الفرنسي بيكوريل أن ملح الأورانيوم يشع بأشعة تشبه أشعة "c" وفي سنة 1898 توصلت مدام كوري وزوجها إلى اكتشاف عنصر الراديوم، وبعدها توالت التجارب على الذرة، حتى اكتشف طومسون أن الذرة تتكون من أجزاء أصغر منها عليها شحنة كهربائية سالبة سماها إلكترون .
بعدها أجرى رذفورد تجاربه على الأشعة التي يشعها اليورانيوم ووجد أنها تتكون من ثلاثة أنواع سمها أشعة " أنفا" " وبيتا" " وجاما" وهي تشبه أشعة "c" "س" كما وجد أن الراديوم بعد أن يشع يتحول إلى عنصر آخر، وفي 1906 أعلن ردفورد أن الذرة تتكون من نواة بها شحنة موجبة وتحاط بعدد من الإلكترونات شحنتها سالبة. وبتطور البحوث تبين أنه يمكن إخراج دقائق من نويات الذرة أو إضافة دقائق إليها وهذه النويات تتكون من بروتونات ونيترونات.
في 1919 نجح رذفورد في تحطيم الذرة للمرة الأولى، وحول الأزوت إلى ذرات إيدروجين وفي 1929 تم بناء أول أجهزة لتحطيم الذرة. وفي عام 1932 نجح كوكروفت ود التون في تحقيق نظرية انشتاين نتيجة لاتحاد ليتيوم مع إيدروجين والحصول على طاقة من هذا الاتحاد. وفي نفس العام اكتشف شادويك النيوترون، ثم اكتشف أندرسون البوزترون في سنة 1933 وفي عام 1934 كلل فيرمي أعماله باكتشاف طريقة انقسام الذرة باستخدام النيوترونات في إجراء بعض التحليلات النووية وتسليطها على بعض الذرات، مما يؤدي إلى اختراقها وانقسامها إلى ذرات من عناصر أخف ( الانشطار النووي). وبذلك أمكن الحصول على الطاقة النووية من اتحاد ذرات عناصر خفيفة لتكون عنصرا ذرته أتقل ( الاندماج النووي).
في سنة 1935 اكتشف البرفسور ديمبسر اليورانيوم 235، وفي سنة 1939 أعلن الدكتور هان أمكان تقسيم ذراته إلى ذرات أخرى أخف، وقد حسبت الطاقة المتولدة من تحويل رطل من اليورانيوم 235 فوجد أنها تعادل الطاقة المتولدة من عشرين رطل من الفحم، وفي عام 1940 تمكن بيير من استخراج اليورانيوم 235 من يورانيوم الطبيعة.
لقد فجرت أول قنبلة نووية للاختبار في 16 يوليوز 1945 في منطقة تدعى صحراء ألاموغوردو ( ALAMOGORDO) الواقعة في ولاية نيومكسكو في أمريكا وسميت القنبلة بـ ( BOMB A) وقد توجت بنجاح جهود سنين من العمل فيما عرف بمشروع مانهاتن (MANHATTAN) التي كانت عبارة عن مؤسسة أمريكية تشكلت في عام 1942 في خضم الحرب العالمية الثانية، وضم المشروع أبرز علماء الفيزياء في الولايات المتحدة مثل أنريكوفيرمي ENRICO FERMI وروبرت أوبنهايمر ROBERT OPPENHEIMER والكيميائي هارولد أوري HAROLD UREY .
بعد الحرب العالمية الثانية قامت هيئة الطاقة النووية في الولايات المتحدة بإجراء أبحاث على القنابل الهيدروجينية وتدريجيا بدأ إنتاج قنابل أصغر حجما بكثير من القنابل النووية الأولية.
إن عمليات إنتاج وحيازة الأسلحة شكلت على الدوام موضوع مراقبة وتتبع ومدعاة للقلق فيما بين الدول وما يميز فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية هو تنامي القدرات العسكرية للدول، وخاصة الدول العظمى، حيث انفرد العالم المعاصر بخاصية امتلاك بعض الدول لقدرة تدميرية خارقة بإمكانها تدمير المعمور كله.
وعليه كيف دخلت القوات الكبرى مرحلة سباق التسلح النووي؟ وكيف طورت ترسانتها وأدوات ردعها لبعضها البعض؟
 
للإجابة عن هذه الأسئلة سيقسم صلب الموضوع إلى قسمين:
أولا: القنبلة النووية
ثانيا: نظام الصواريخ النووية والردع.
أولا: القنبلة النووية
لقد أسفرت نهاية الحرب العالمية الثانية عن ظهور علاقات حيث أصبحت العلاقات بين موسكو وواشنطن تشكل جوهر النظام الدولي، وبإنتاج الأسلحة الذرية والتغيير في طبيعة السلاح شكل اختلالا خطيرا في العلاقة ما بين الأهداف المعروفة للسياسة الخارجية للدول والنتائج المدمرة التي يمكن أن يفسر عنها استخدام القوة العسكرية النووية .
1- القنبلة الانشطارية : 1938-1949.
عندما توصل العلماء سنة 1938 إلى اكتشاف عملية الانشطار النووي وانطلاق الطاقة، بدأت المحاولات في ألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة لصناعة القنبلة الذرية. في ألمانيا خصص هتلر معهد القيصر ويلهلم ببرلين لإجراء أبحاث الذرة واستخراج الطاقة منها وفي انجلترا تألفت هيئة من العلماء الإنجليز أبريل 1930 لتنسيق الجهود لإنتاج القنبلة الذرية وفي أمريكا أصدر روزفلت قرارا في فبراير 1930 ببدئ العمل في مشروع إنتاج قنبلة ذرية.
ومنذ بدء الحرب العالمية الثانية حاول كل طرف من الأطراف تعطيل جهود الطرف الآخر بضربات عسكرية لمراكز الأبحاث الذرية، فقام الإنجليز بالإغارة على مصنع تورسك النوريجي ( الألماني)، كما قام الألمان بغارات جوية متواصلة على المصانع الإنجليزية مما اضطر الإنجليز إلى نقل نشاطاتهم خارج الجزيرة البريطانية، واتفق تشرشل مع روزفلت على أن يعمل علماء البلدين في الولايات المتحدة عام 1943 .
أزاح استسلام الألمان عام 1945 الخوف الذي كان وراء مشروع مانهاتن ومع ذلك فقد عارض بعض العلماء استمرار أبحاث تطوير القنبلة النووية، لكن في هذه الأثناء، كان المشروع واقفا على قدميه وبإشراف العالم أوبنهايمر في لوس ألاموس، نيومكسيكو، عرف العالم أول سلاح نووي فجر في 16 يليو 1945.
وفي 6 غشت ألقيت القنبلة النووية المصنوعة من اليورانيوم على مدينة هيروشما اليبانية، وبعد ثلاثة أيام ألقيت قنبلة نووية مصنوعة من البلوتنيوم على مدينة ناغازاكي، وعليه في الخامس عشر من غشت استسلمت الحكومة اليبانية ووضعت الحرب المجنونة أوزارها.
وقد أجرت الولايات الأمريكية بعد الحرب عدة تجارب منذ 1946لمعرفة تأثير الانفجار الذري على البحر ثم تأثيره على القوات البحرية ثم تاثيره تحت سطح الماء. كما أجرت تجارب أخرى لاختبار القنبلة الذرية على الأسلحة البرية اذا فجرت أو أسقطت بالوسائل المختلفة .
ولم يلبث أن فجر الاتحاد السوفياتي قنبلته الأولى في سبتمبر 1949 في سيبريا تم توالت تجاربه .
2- القنبلة الاندماجية: 1949-1955
إن صناعة الاتحاد السوفياتي للقنبلة النووية عام 1949، سيكون له ردة فعل من الجانب الأمريكي بحيث ستزداد حدة التنافس على التسلح النووي ، من أجل صنع القنبلة الهيدروجينية .
في عام 1950 نشبت الحرب الكورية وثار الجدال بين العلماء حول تطوير سلاح جديد وهو القنبلة النووية، فكان قائد المؤيدين Edward tiller فيزيائي ولاجئ أوروبي، في حين أصبح روبرت أوبنهايمر، الرئيس السابق لمخبر لوس ألاموس والذي طور القنبلة النووية، عضوا بارزا في الجماعة التي عارضت انتاج القنبلة الهيدرولوجية.
لكن جماعة تيللر استطاعت إقناع الرئيس الأمريكي ترومان بالبدء في المشروع عام 1950 .
لقد كان قرار البدء في مشروع قنبلة الاندماج أحد أهم القرارات في التاريخ الأمريكي لعام 1950، ومع ذلك أنجز المشروع دون العودة لعامة الشعب بسبب الخوف من أن يفتح النقاش الباب أمام الاتحاد السوفياتي لكشف أسرار الأسلحة النووية .
قامت الولايات المتحدة الأمريكية بأول تجربة للقنبلة الهيدروجينية في المحيط الهادي عام 1951 في جزيرة Eniwetok ودلت التقارير أن قوة هذه القنابل تعادل خمسة إلى سبعة ملايين من الأطنان وفي مارس ،أجرت تجربة أخرى تترواح قوتها بين اثنى عشر وأربعة عشر مليون طن. وقد كسر السوفيت طوق الاحتكار الأمريكي مرة ثانية بتفجيرهم للقنبلة الهيدروجينية بتاريخ 13-8-1953 ما دفع الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في استراتيجيتها المعتمدة( استراتيجية الاحتواء) . وفي عام 1953 اختبرت الولايات المتحدة أو قنبلة اندماجية فعلية في جزيرة Bikini، فالقدرة التي تنتج ضوء الشمس تحررت على الأرض .
في أغسطس عام 1953 أتبتت الشواهد أن الاتحاد السوفياتي أجرى تفجيرا لقنبلة هيدروجينية وفي نوفمبر 1955 أجريت تجربة أخرى بإسقاط قنبلة هيدروجينية من الطائرة انفجرت بالجو، كانت هذه القنبلة تعادل خمسة عشر ميجاطن وقدر المخزون لديها من الأسلحة النووية عام 1957 بما يعادل ألف سلاح نووي .
فيما يتعلق بقدر مخزون الأسلحة النووية في مرحلة ما بين 1953و 1958 نجد علماء الطاقة قدروا هذا المخزون تقديرا عاما طبقا للبرامج العلمية وقدرة الدول النووية على تنفيذها. في 1953 كتب المستر جوردون دين - وكان رئيسا لمؤسسة الطاقة الذرية الأمريكية عام 1950- يقول انه سوف يكون لدى أمريكا بعد تشغيل المشروعات والمحطات فائض كبير من مواد صناعة القنبلة الذرية" وفي عام 1955 قال لاب- وكان يعمل مستشارا للجنة الطاقة الذرية الأمريكية- أن مخزون الولايات المتحدة من القنابل الذرية " يعادل عدة أطنان من TNT لكل مواطن على الكرة الأرضية ." وقدر مخزون أمريكا عام 1957 بنحو يفوق ثلاث مرات مخزون الاتحاد السوفياتي من مواد صنع القنابل النووية .
في عام 1957 أكد الأدميرال بروكا رئيس العمليات البحرية للولايات المتحدة أنها هي والاتحاد السوفيات يملكان القوة النووية لتدمير بعضهما، وفي نفس العام قدر بان بريطانيا تملك مالا يقل عن ألف قنبلة .
 
ثانيا: نظام الصواريخ النووية والردع
لقد قامت الثورة النووية بموازاة مع ثورة مماثلة على المستوى البالستيكي Balistique أي على مستوى آليات شحن وقذف االقنابل أو الرؤوس النووية لضرء الأعداء.فمن الطائرات التي تقل سرعتها عن سرعة الصوتAvions subsoniques
إلى الطائرات التي تزيد سرعتها عن سرعة الصوت (avions supersoniques) انتقل العالم منذ سنة 1975 إلى عصر الصواريخ missiles)) التي ما فتئت تتطور باستمرار ويتم تصنيفها تبعا للمدى أو العمق الاستراتيجي والجغرافي والمجالي الذي تكون كفيلة بإيصال القنابل والرؤوس النووية إليه، كما يلي :
1- الصواريخ العابرة للقارات: 1955-1960
في منتصف عام 1950 ، طورت الولايات المتحدة ستة نماذج من الصواريخ الباليستيكية العابرة للقارات . وأربعة من نوع كروز، يدفع القذيفة الباليستية محرك صاروخي عدة أميال. وينطلق المحرك عندما تصل سرعة الصاروخ إلى 25000كلم في الساعة ويستغرق طيران الصاروخ عبر القارات 30 دقيقة فقط. ويتميز بدقة عالية، فصواريخ من نوع مينتومان3 (3 Minuteman) صواريخ أمريكية تطلق من قواعد برية، تصيب هدفها على بعد 12000 كيلو متر بخطأ لا يتجاوز المائتي متر .
أما صواريخ كروز هي شبيهة بطائرة نفاتة من دون طيار يجب تغديتها خلال الرحلة من القاعدة إلى الهدف، لذلك ليس من الضروري أن تصل سرعة الصاروخ البالستي وارتفاعه.
تقوم القوة الاستراتيجية للولايات المتحدة على ثلاث أنواع :
صاروخ بالستي عابر للقارات موجود في قواعد على اليابسة( ICBM) وأخرى(SLBMS) أو ( SEALAUNCHED BALLISTIC MISSILES) تنطلق من الغواصات، بالإضافة إلى قاذفات قنابل إستراتيجية.
إن الصواريخ البالستية تحملها غواصات يولاريس وبوسيدون المختبئة في البحار، ويمكن لقاذفات القنابل العملاقةB-52 الموجودة في أماكن مختلفة أن تصبح في الجو خلال دقائق .
 
2- نظام ABM و نظام MIRV: 1965-1975
لقد عرفت مرحلة الوفاق في الحرب الباردة ( 1962- 1975) تغيرات في أسلحة التدمير الشامل، خاصة مع اختراع الصواريخ المستقلة متعددة الرؤوسMIRV والصواريخ الدفاعية ABM .
حيث بدأ الاتحاد السوفياتي ينشر نظام الصواريخ البالستية المضادة
( ANTIBALLISTIC MISILES) أو(ABM) حول العاصمة موسكو في عام 1960.
إن نظام ABM هو صاروخ مصمم لإصابة صاروخ أخر، يتألف نظام ABM الذي طورته الولايات المتحدة فيما بعد من صاروخ بعيد المدى يحمل رأسا حربيا اندماجيا ضخما ومن صاروخ سريع قصير المدى يحمل رأسا حربيا اندماجيا عاديا ورادارا للتوجيه وملاحقة الصواريخ القادمة. وحاسوبا لإدارة المعركة، يتقاطع الصاروخ بعيد المدى مع الصواريخ المهاجمة التي لا تزال فوق الغلاف الجوي، بينما يتقاطع الصاروخ قصير المدى مع الصواريخ التي أصبحت ضمن الغلاف الجوي بعد أن أخطأها الصاروخ بعيد المدى .
كرد على نظام ABM قامت الولايات المتحدة بخلق برنامج جديد يسمى: عربة إطلاق الصواريخ المستقلة متعددة الأهداف MIRV أو Multiple Independently- targetable Reentry vehicle وقد صمم نظام التسليح MIRV أساسا كأكثر الطرق موثوقية في اختراق النظام السوفياتي ABM .
تتكون حمولة كل صاروخ من صواريخ مينوتمان الأمريكية(ICBM) من ثلاث رؤوس نووية محمولة يزن كل رأس منها 120 كيلو طن، بينما يحتوى كل صاروخ( SLBM) على عشرة رؤوس نووية مستقلة زنة الرأس الواحد منها 40 كيلو طن، ومنه اقتبس نظام مرف(MIRV) .
و MIRV يمكن التحكم فيها عن بعد وذلك بتفريغ كل رأس نووية في مكان يختلف عن أماكن تفريغ الرؤوس الأخرى المحمولة في نفس الصاروخ
(PLUSIEURS CHARGES NUCLEAIRES INDEPENDAMMENT GUIDES) .
إن وجود هذه الأسلحة هدد استقرار الإتحاد السوفياتي وأمريكا وقد عملت على الردع المتبادل في إطار توازن القوى ومن خلال إدراك هذا عمل الجانبين في مباحثات حول تحديد الأسلحة الاستراتيجية ما أدى إلى توقيع اتفاقية سالت1 في عام 1972 تتضمن النظام ABM ، وقد اعتبرت الاتفاقية الأهم في التاريخ لأنها تزيل خطر الدمار الشامل .
3- صواريخ كروز.. قنبلة النترون.. صواريخ :MX 1975-1972
صواريخ كروز، تسمى أيضا صواريخ بي جي أم 109 توماهوك BGM -109 Tomahawk ، هي صواريخ موجهة وتستعمل أداة إطلاق نفاثة تمكن الصاروخ من الطيران لمسافات تقدر بآلاف الكيلومترات، وتشمل هذه النوعية بدورها على نوع قادر على حمل رؤوس نووية، وآخر يحمل فقط رؤوس حربية تقليدية ، صواريخ كروز الجديدة مثل القديمة، وهي طائرة نفاثة من دون طيار تحمل قنبلة نووية، الفرق هو نظام التوجيه، إذ تجري برمجة خريطة مسار الطيران في حاسوب موجود ضمن الصاروخ. إن سبب مصادقة الرئيس كارتر سنة 1977 على إنتاجه هو أنه يتجاوز القاذفة( B-52) التي هرمت وهو أقل كلفة مما يرصد للقاذفة (1- B) والاشكال الدائر في سباق التسلح بصواريخ كروز هو صعوبة معرفة مخزونه عند الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة .
أما القنبلة النيترونية ، هي تصنيف مختلف عن الأسلحة الأخرى المذكورة، فهي سلاح نووي تكتيكي مصمم للمعارك المحلية. كمعارض للأسلحة النووية الاستراتيجية التي تعمل على مستوى القارات ومصمم لتدمير المدن بكاملها أو مواقع أنظمة الـ ICBM.
أما صاروخ MXفهو صاروخ أكثر تطورا من صاروخ مينوتمان ويمكنه أن يحتوي على 10 رؤوس نووية اندماجية مستقلة موجهة نحو أهداف مختلفة كل منها بقوة 200 كيلو طن. تقع ضمن 15 مترا، مقارنة مع دقة صواريخ مينوتمان التي تقع ضمن 200متر.
تعطي الخلفية التاريخية لهذه الصواريخ درسا في دينامكية سباق التسلح النووي، فنظام MX هو استجابة لقابلية العطب في نظام مينوتمان لكن قابلية العطب هي نتيجة تطور نظامMIRV وتحسن عمليات التوجيه MIRVفي المقابل هو نتيجة للشك والخوف المحيط بمنشآت ABM السوفيتية حول موسكو. وتطور التوجيه هو مثال تام على سيطرة التكنولجيا التي تسوق العلماء والتقنين لإنتاج أدوات تتفوق على ما سبقها . وحتى عام 1985 بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في برنامج موسع للتسلح يستند إلي استيعاب الثورة التكنولوجية من أجل الترقية الكبيرة للإتصالات الاستراتيجية لمراكز القيادة والتحكم في القوات وتحديث قوة قاذفات القنابل بتعزيزها بطائرات من طراز TB-1B وATB القادرة على إطلاق صواريخ كروز وتحديث طائرات B-52 وتزويدها بصاروخ كروز وتغير محركات الدبابةKO-135 وتحديث الصواريخ العابرة للقاراتICBM بإضافة 100 صاروخ على الأقل من طراز MX.
وتحديث قوة الصواريخ SLBMبأن يضاف لها صواريخ أكثر دقة من طراز
( 5-D) 11 TRIDENT وتكوين نظام مضاد للأقمار الصناعية.
ورغم أنه لا يوجد إحصائيات مماثلة عن الاتحاد السوفياتي وبرنامجه الاستراتيجي في تلك المرحلة فإننا يمكن أن نتصور أن هناك تطورات مماثلة وأن اختلفت في التركيز من قطاع لأخر بحيث يحافظ على التكافئ مع الولايات المتحدة .
الخلاصة
 
لقد أدى سباق التسلح في المرحلة ما بين ( 1939 و 1972) إلى تداخل ما هو استراتيجي بما هو تكتيكي في الأسلحة النووية، كما أصبح فكر التنافس على التوسع والهيمنة في التسليح القومي يشكل العامل الأساسي للحياة الدولية.
وفي إطار الردع العسكري المتبادل نجده شجع عدم اتخاذ كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي أعمال عسكري نووية متبادلة بل إن هذا السلاح أدى إلى توازن القوى وبالتالي إلى السلم النووي.
إن العامل النووي يمثل انتصارا للعلم في وجهيه السلبي والإجابي من جهة، ويقدم نموذجا فريدا لحرب كونية ما حقة لا تنذر، من جهة أخرى، الحرب والعلم هما شكلان من أشكال التفكير البشري، أن يكون فيه قرار الحرب بيد أقلية متربعة على قمة هرم السلطة لها دوافعها الاقتصادية والاجتماعية والدينية، في حين أن للعلم أنشطة متنوعة واسعة تنتشر أفقيا وعموديا، وتختلف علاقة التلازم بينهما من عصر لآخر، فقد يكون كل منهما محرضا للآخر، لكن في عصرنا الحالي، فإن الخوف من الحرب والخصم مهد لهذه الاختراعات المذهلة في مجال التسلح، بحيث يكون العلم قدم و لأول مرة أرضية صالحة لاستبعاد الحرب من التفكير البشري . وفي الأخير يجب تبني تشريعات ومعاهدات تعبر عن مصالح الإنسان ككل وتحكم الدول النووية، وزيادة المراقبة والتفتيش لهذه الأخيرة وتوقيع عقوبات صارمة عليها في حالة مخالفتها للأعراف والقوانين الدولية المعمول بها في مجال التسلح والقانون الدولي الإنساني والقانوني الدولي لحقوق الإنسان لأن استعمال الأسلحة النووية جريمة إنسانية جماعية بحق المعتدى عليهم وانتحار للمعتدي.
 
 
 
المقدمة 1
أولا: القنبلة النووية 5
1- القنبلة الانشطارية : 1938-1949. 5
2- القنبلة الاندماجية: 1949-1955 7
ثانيا: نظام الصواريخ النووية والردع 9
1- الصواريخ العابرة للقارات: 1955-1960 9
2- نظام ABM و نظام MIRV: 1965-1975 10
3- صواريخ كروز.. قنبلة النترون.. صواريخ :MX 1975-1972 12
خاتمة 15
المراجع 16
الفهرس 19