اتفاقية كوتاهيه: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
CipherBot (نقاش | مساهمات)
ط تدقيق إملائي وتنسيق
ط SharafBot: تدقيق إملائي لـ «528 كلمة» مستهدفة
سطر 10:
غير أن الذي جعل محمد علي يقدم على هذه الخطوة هو أنه كان يرى أن سوريا جزء متمّم لمصر، ولا يتحقق الأمن بمصر ويأمن غائلة العدو إلا إذا كانت سوريا تحت سيطرته وسلطانه، وأن حدود مصر الطبيعية في جهة الشرق هي [[جبال طوروس]]، وليست صحراء العرب، ومن ثم كان يتحين الفرصة لتحقيق هدفه، حتى إذا ما لاحت انتهزها، وجرّد حملته إلى الشام.
 
==تدخل دول اوروباأوروبا وتوقيع الاتفاقية==
فزع السلطان [[محمود الثاني]] من الانتصارات التي حققها [[ابراهيمإبراهيم باشا]] على الجيوش العثمانية بالرغم من القيادة الألمانية للجيوش العثمانية. فوجود أشهر قائد ألماني في القرن التاسع عشر [[فون مولتكه]] على رأس الجيش العثماني ومعه نحو ألف من الجنود الألمان لم يفلح في صد الجيش المصري.
 
فلجأ السلطان محمود الثاني إلى الدول الأوروبية الأخرى لمساعدته والوقوف إلى جانبه، لكنها لم تُجبه؛ورأت في النزاع القائم مسألة داخلية يحلها السلطان وواليه، عند ذلك لجأ السلطان إلى [[روسيا]] –العدو اللدود للدولة العثمانية- لتسانده وتساعده، فاستجاب [[نيكولاس الأول، قيصر روسيا]] على الفور، ولم يتلكأ، ووجد في محنة الدولة فرصة لزيادة نفوذ روسيا في منطقة المضايق، فأرسل قوة بحرية رست في [[البسفور]]، وهو ما أقلق [[فرنسا]] و[[إنجلترا]]، وتوجستا من تدخل روسيا وانفرادها بالعمل، والتظاهر بحماية الدولة العثمانية، وكانت الدولتان تتمسكان بالمحافظة على كيان رجل اوروباأوروبا المريض، الدولة العثمانية؛ خشية من روسيا التي لم تكن تُخفي أطماعها في جارتها المسلمة.
 
تحركت الدولتان لفض النزاع وإعادة الأمن بين الخليفة وواليه الطموح، ولم يكن أمام السلطان العثماني سوى الرضوخ لشروط محمد علي في الصلح، فلا فائدة من حرب نتائجها غير مضمونة لصالحه، في الوقت الذي يسيطر فيه إبراهيم باشا على الشام، ويلقى ترحيباً وتأييدًا من أهله.
 
بذلت [[فرنسا]] جهدها لحسم الخلاف بين محمد علي وتركيا، وجددت مسعاها بين الفريقين. وكان ابراهيمإبراهيم باشا يهدد تركيا بالزحف على [[الأستانة]] إذا لم تجب مطالبه. فاضطر الباب العالي إلى الإذعان، وأرسل إلى كوتاهية، حيث كان ابراهيمإبراهيم باشا يقيم بها، مندوباً عنه هو [[مصطفى رشيد باشا|رشيد بك]]<ref>رشيد بك هو الذي أصبح فيما بعد [[الصدر الأعظم]] [[مصطفى رشيد باشا]] صاحب الإصلاحات الشهيرة في عهد [[السلطان عبد المجيد]].</ref> يصحبه البارون دي فارين، سرتير السفارة الفرنسية ليقوم بالوساطة بين الطرفين. وبعد مفازضة دامت أربعة أيام تم الاتفاق على الصلح في [[8 أبريل]] [[1833]]، وهو المعروف ب[[اتفاق كوتاهية]].
 
عُقد الصلح في [[كوتاهية]] في (18 من ذي القعدة 1249هـ= [[8 أبريل]] [[1833]])،
سطر 24:
يقضي اتفاق كوتاهية بأن يتخلى السلطان لمحمد علي عن [[سوريا]] وإقليم [[أضنة]] مع تثبيته على [[مصر]] وجزيرة [[كريت]] و[[الحجاز]]، في مقابل جلاء الجيش المصري عن باقي بلاد [[الأناضول]].<ref>منشورة صورتها الفوتوغرافية ياللغة التركية في كتاب "خلاصة الوثائق التركية في مصر" للمسيو [[جان دني|جان دني Deny]]، لوحة نمرة 23.</ref> بفحوى هذه التوجيهات، وفيها إسناد ولاية سورية إليه وإلحاقها بولاية مصر وكريت.
 
ولكن هذه التوجيهات كان ينقصها إقليم [[أضنة]]، فبان من ذلك أن الباب العالي أراد الرجوع عن اتفاق كوتاهية بالنسبة لهذا الإقليم، وقد بقيت المسألة موضع خلاف بين الطرفين وأوقف ابراهيمإبراهيم باشا جلاء الجيش حتى ينفذ الباب العالي ما تم الاتفاق عليه. فلم يسع السلطان إلا أن يسلم بالتنازل عن أضنة، وأصدر فرماناً في [[6 مايو]] [[1833]] بمضمون الاتفاق بتمامه، أعلن فيه تثبيت محمد عليى على مصر وكريت وإسناد ولايات سورية إليه، وتجديد ولاية [[ابراهيمإبراهيم باشا]] على جدة مع مشيخة [[الحرم المكي]]، أي إسناد إدارة الحجاز إلى عهدته، وتخويله إدارة إقليم أضنة.<ref>في الفرمان أنه خول تحصيل أموال الجباية فيها، ومعنى هذا إدارة الولاية فعلاً كما يستفاد من المخابرات الدولية التي تبودلت في هذا الصدد، فقد أورد البارون دي تستا في كتابه ("مجموعة معاهدات الباب العالي" ج 2 ص 377) رسالة المستر ماندفيل سفير إنگلترة في الأستانة إلى اللورد پالمرستون وزير خارجيتها بتاريخ 4 مايو سنة 1833 ينبئه فيها "بأن السلطان خول ابراهيمإبراهيم باشا ادارةإدارة ولاية أضنة بإسناد "تحصيل أموال الجباية فيها إلى عهدته"، وكذلك رسالة ابراهيمإبراهيم باشا إلى السلطان يشكره فيها على إسناد حكومة أضنة إليه، ولذلك كان الحكم المصري في إقليم أضنة لا يختلف في حدوده ومظاهره عن مثيله في الأقاليم السورية."</ref>
 
وبمقتضى [[اتفاق كوتاهية]] صارت حدود مصر الشمالية تنتهي عند [[مضيق كولك]] ب[[جبال طوروس]]، ويسمى بالتركية [[بوغاز كولك]] (انظر الخريطة).