البلياتشو (فيلم): الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط تدقيق إملائي عام + تغيير القالب
حذف فقرات غير موسوعية
سطر 17:
 
تنحسر أحداث الفيلم بين شخصيتين رئيسيتين هما علي راضي الصغير وماهر غنام، وبإشارة سريعة ومهمة تتكون صورة أولية عن ميول الشخصيتين من خلال تلصص ماهر عبر شق الخيمة لمشاهدة زميلته في العمل وهي تغير ملابسها، ويلاحظه صديقه علي ويؤنبه على هذا التصرف. تمر مشاهد السيرك سريعة وينتقل المخرج لمشهد سرقة ليلية بطلها الأساسي ماهر غنام، وبطريقة الأفلام الكلاسيكية يستخدم المخرج عبارة «بعد مرور خمس سنوات» كانتقالة زمنية، حيث يزور علي مكتب رجل الأعمال ماهر غنام الذي يفاجأ به، يعرض عليه قلة حيلته في تأمين حقن الدواء لأبيه المريض. بدهائه يستثمر ماهر شخصية علي وإمكانيته في سرقة مستندات مهمة من رجل أعمال كبير ومنافس لماهر مقابل منحه مبلغ كبير من المال. يتردد علي ولكنه يقبل إرضاء لصديقه وحلا لتأمين الدواء لأبيه. وأثناء تنفيذ العملية، يقع ما لم يكن في الحسبان حيث يتم قتل رجل الأعمال من طرف ثالث، وهو أيضا رجل أعمال يدعى صفوت، أمام عيني علي الذي اختبأ في البلكون. فتتعقد الأمور وتبدأ ملاحقة علي وهروبه المستمر من العدالة وكذلك من رجال ماهر الذي يبعثهم للتخلص منه، وهو ينام في عوامته التي سهرا فيها سويا. وقبل وصولهم بقليل تبلغه بذلك فاتن سكرتيرة ماهر التي تقع في حبه، وفي نفس الوقت تنتقم من ماهر. وبعد هروبه من العوامة سباحة وبعد مطاردة مثيرة تستمر في الشوارع، يطلقون عليه النار من كاتم صوت فيلجأ لقسم الشرطة متوخيا الحماية، لكنه يفاجأ بتهمة قتل رجل الأعمال المنسوبة إليه مما يضطره أيضا للهروب لينتقم من ماهر وكذلك لإثبات براءته، ويزور أبيه الذي ينهره ويوبخه ويحرم على نفسه الفلوس التي منحها إياه، فيذهب إلى فاتن فتأويه في شقتها، ثم يبدأ بالتخطيط للوصول إلى ماهر. وفي حفلة تنكرية يقيمها ماهر، يتسلل علي ويتمكن من مجابهة ماهر، لكن اللقاء ينتهي بعراك شديد وموت ماهر، ليستمر البطل في مسلسل هروبه وتخفيه فينتقل إلى أحد الأحياء الفقيرة المعدمة حيث يقطن العم سالم (أحد العاملين في السيرك)، ويعرف من خلاله بأن صفوت، رجل الأعمال الذي يلعب دوره الفنان عزت أبو عوف، هو الذي طلب من ماهر التخلص من علي. وتتسارع الأحداث حين يخطف صفوت والد علي، فيشتاط الأخير غضبا ويقرر خطف أخت صفوت ويتفق معه بالمساومة. لكن علي لا يكتفي بذلك، فيندس في زي دب مع فرقة للأطفال في حفل خيري يقيمه صفوت تضامنا مع أطفال فلسطين. وفي مكتب صفوت بالطابق العلوي يتقابل الطرفان بحضور فاتن، ويحدث حوار حاد بينهما، ثم ينفعل صفوت ويشتم علي فينطلق علي بسرعة كبيرة باتجاه صفوت الذي يقف عند النافذة المطلة على الخارج، فيقفز عليه ويسقط الاثنان عبر زجاج النافذة إلى الأرض، فيموت صفوت ويصاب علي الذي يظهر فيما بعد مع أبيه وفاتن وأعضاء السيرك وهم يتناولون الغذاء. أجواء المرح تسود المكان الذي شهد بداية الفيلم وانتهى به.
إن نجاح ذلك العمل مرهون بعدة أسباب ومعطيات منها أن القصة التي قدمها الفيلم ربما لم تكن جديدة، لكن المعالجة التي جاءت في السيناريو تميزت عن العديد من الأعمال التي قدمت حيث تعرضت للواقع الاجتماعي والاقتصادي وحتى السياسي بطريقة نقدية فضحت حالة الفساد المستشري في المجتمع المصري بدءاً من الوضع المعيشي الصعب الذي يضطر فيه الإنسان أن يكابر على حساب صحته وعمره ويعمل مهرجا لإضحاك الآخرين وهو يعاني من المرض وتقدم السن، وهنا تكمن المفارقة في شخصية العم راضي الذي يكاد يقدم عرضا مضحكا دون تلك الحركات الرشيقة والنشيطة المفروض توفرها في شخصية «البلياتشو». ونجح السيناريست والمخرج معا في إسقاط الأزمنة الضعيفة في العمل مما أضفى عليه طابع التشويق والشد فلم يسترسل في تقديم فقرات من عروض السيرك أو يسهب في مشاهد الحب والجنس رغم أنه كان بحاجة للاقتراب أكثر من الشخصيات الرئيسية. ومع ذلك فهو نجح في مشهد علي في حواره مع أبيه بعد هروبه، يقابله أداء كبير للنجم أحمد راتب حيث استخدمت اللقطات القريبة جدا من وجه الأب والابن وردود الفعل لكليهما، فكان مشهدا عاطفيا مؤثرا. كذلك نجح الكاتب في خلق الإحساس لدى المشاهد بالفساد الإداري من خلال شخصية ماهر الذي نجح في وقت قياسي أن ينتقل من شاب معدم إلى رجل أعمال ومستثمر، لكنه أشار بشكل ذكي إلى حالة أجهزة الدولة، ومثال على ذلك حينما يلجأ علي لمركز الشرطة من مطارديه فيظهر ضابط القسم وقد وضع قدميه على طاولة المكتب. وكذلك تمكن علي من الإفلات من الشرطة ومشاركة سكن فاتن دون أي مضايقات أواستفسارات من الشرطة. بالإضافة إلى عملية تنكر علي بزي ضابط شرطة.. كل ذلك يشير إلى هشاشة الأمن والأدق لا مبالاة الشرطة.
ومن المشاهد المحملة بالرموز نوم علي واختباؤه بين حظيرتين للأسود. ووفق المخرج كثيرا في استعارة زئير الأسد والتركيز عليها مع لقطة قريبة لوجه علي، مما يوحي بأن الأسود البشرية هي تزأر لالتهام ذلك الوديع الذي يحاول إثبات براءته.. وكذلك مشهد المكان المطل على المقبرة بين علي والعم سالم، وحوار الأخير عن الأحياء والأموات، والفاصل الوحيد بينهما عبارة عن سور هش يمكن انتقال الأحياء عبره في أي لحظة، وقد تشكل تلك اللحظة الحالة الأبدية والمريحة للمتعبين والمسحوقين.
 
 
== ضيوف الشرف ==