صدر الدين القونوي: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
وسم: لفظ تباهي
AkhtaBot (نقاش | مساهمات)
ط تدقيق إملائي بالاعتماد على التعابير النمطية، يرجى الإبلاغ عن الأخطاء والاقتراحات
سطر 28:
 
==وصاياه لاصحابه==
أوصى أصحابه ألا يخوضوا بعده في مشكلات المعارضة الذوقية.. ولا يقبلوا كلاما من ذوق أحد، اللهم إلا من أدرك منهم الإمام محمد المهدي فليبلغه سلامي وليأخذ عنه ما يخبره به من المعارف لا غير.. والا يشتغلوا بشىءبشئ من العلوم النظرية وغيرها، بل يقتصروا على الذكر وتلاوة القرآن والمثابرة على الأوراد الموظفة ومطالعة ماسبقت الإشارة من الصريح الجلى من الأذواق المذكورة، ومن كان متجرداً فليقصد المهاجرة إلى الشام فإنه سيحدث في هذه البلاد من فتن مظلمة تغير سلامة الأكثرين منها " فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد وأن الله حسب من تقى وسلك سبيل هداه.
 
==بعض كشوفاته من كتاب الفكوك==
سطر 35:
وقال في فك اليعقوبي: والسر الآخر في ذلك هو أن القلوب التي شاء الحق منها أن يتجلى له ليصيره مستواه ومنصة تجليه، لا يرضى أن يشارك فيها، فلما أخذ يوسف من قلب أبيه مكانا لبقية مناسبة ثابتة بين يعقوب وبين ما سوى الحق، أخذ الحق يوسف عنه بيد الغيرة وصقل بالحزن وآلم الفرق قلبه، فلما آيس وانفرد للحق وتطهر من حكم السوى، رد الله إليه أولاده على أحسن حال وهو الجزاء بما يلائم، وهذه معالجة ربانية وطب إلهي قل من يعرف سره، وهذا مقام شريف في طريق الله جربت له بركات لا تحصى وشاهدت صحة هذا الحكم والمجازاة في نفسي وفي جماعة من أهل الله، والحمد لله.
 
وقال في فك اليوسفي: قد ورد في الحديث: أن الأمر الإلهي يبقى في الجو بعد مفارقته سماء الدنيا ثلاث سنين حتى يصل إلى الأرض ويتصل بالمحل المختص به، وهذا من المكاشفات المجربة والمتفق عليها، وقال في سرعة ظهور حكم الرؤيا وما عبرت به دليل على ضعف نفس الرائي، وهذا حال أهل البداية من السالكين، وقد جربنا ذلك كثيراً في أصحابناو غيرنا من الشيوخ، وكذلك في أنفسنا زمان البداية. ورأيت من الشيخ الإمام العارف المحقق سعد الملة والدين المؤيد الحموية قدس الله نفسه الذكية، إنه كان يرى الكوائن في عالم المثال المطلق ويعلم حالتئذ أن المرئي صورة معلومة لذلك الشىءالشئ المتعين في علم الحق أزلاً مثلت له وأنه لابد من ظهور ذلك الشىءالشئ في الحس بصورة ما رآه هناك " دون تغيير ولا تبديل " ورأيت غير واحد ممن له هذه الرؤية، غير أن أكثرهم لم يكن له علم بأن الذي رآه عبارة عن عين ثابتة من جملة المعلومات المتعينة في علم الحق أزلا وأبدا على وتيرة واحدة مثلت له صورتها في عالم المثال المطلق وأنه سيدخل هذا العالم الحسي بتلك الصورة..
 
و اما ما شاهدته وذقته وجربته من ذوق شيخنا رضى الله عنه وارضاه فأعظم وأعلى من أن يتسلق الفهوم إليه أو يستشرف العقول عليه، فإنه كان يستجلى المعلومات الإلهية في حضرة العلم ويخبر عن كيفية تبعية العلم للمعلوم وكون العلم لا أثر له في المعلوم، بل المعلوم يعين تعلق على العالم به ويعطيه ذلك من ذاته...... شاهدت ذلك منه في غير واحد وفي غير قضية من الأمور الإلهية والكونية، واطلعت بعد فضل الله وببركته على سر القدر ومحتد الحكم الإلهي على الأشياء، وبشرني بالأصالة في الحكم بعد ذلك فيما أحكم به بسبب هذا الاطلاع ونيل ما تتعلق الإرادة بوقوعه بموجب هذا الكشف الأعلى فلم ينخرم الأمر علي ولم ينفسخ والحمد لله المنعم المفضال.