عبد الحميد العبادي: الفرق بين النسختين

عالم بالتاريخ الإسلامي، من كبار المؤرخين والباحثين المصريين، عضو في المجمع العلمي العربي بدمشق، أستاذ جامعي، وكان عميداً لكُلية الآداب في
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
أنشأ الصفحة ب' '''عبد الحميد بن عبد العزيز بن منصور العبّادي''' (1309ـ 1376هـ/1892ـ 1956م) عالم بالتاريخ الإسلامي، من كب...'
(لا فرق)

نسخة 15:29، 23 ديسمبر 2010


عبد الحميد بن عبد العزيز بن منصور العبّادي (1309ـ 1376هـ/1892ـ 1956م) عالم بالتاريخ الإسلامي، من كبار المؤرخين والباحثين المصريين، عضو في المجمع العلمي العربي بدمشق، أستاذ جامعي، وكان عميداً لكلية الآداب في جامعة الاسكندرية من 1942ـ1952.

يعدّ من جيل الأوائل الذين أسسوا الجامعة المصرية وأسهموا في الحياة الجامعية على أسس قوية متينة.

ولد عبد الحميد العبّادي في الاسكندرية، درس المرحلتين الابتدائية والثانوية في مدارسها، ثم التحق بمدرسة المعلمين العليا في القاهرة وتخرج فيها عام 1914، عين بعد ذلك أستاذاً للتاريخ في مدرسة للقضاء الشرعي بالقاهرة، وتتلمذ على يديه نخبة من مثقفي مصر من أمثال: عبد الوهاب عزام وأمين الخولي. عندما افتتحت الجامعة المصرية سنة 1925 اختير العبّادي ليكون أستاذاً للتاريخ في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وانتدب لإلقاء محاضرات في دار المعلمين ببغداد، كما ألقى محاضرات في جامعة عين شمس في تاريخ المغرب والأندلس وكان عضواً في الجمعية المصرية للدراسات التاريخية.

كان عبد الحميد العبادي منذ مطلع شبابه ذواقاً للأدب العربي يحفظ كثيراً من الشعر العربي القديم، وكانت منتديات الاسكندرية الأدبية تجمع بينه وبين أصدقائه من أدباء وشعراء من أمثال: عبد الرحمن شكري، وإبراهيم مصطفى وعبد اللطيف النشار، والشاعر حسن فهمي. أسس العبّادي لجنة لوضع كتب علمية حديثة سنة 1914، سميِّت (لجنة التأليف والترجمة والنشر)، وأخرج عدداً من الكتب من مطبوعات هذه اللجنة، وأسهم مع طه حسين في نشر كتاب النثر المنسوب لقدامة وقدَّم له وعلق عليه، وأما دراساته التاريخية وكتبه فقد حوَّل العبّادي التاريخ من رواية أو قصة تُحكى إلى مرتبة العلم بالنقد والمقارنة والدراسة الدقيقة على أسس ومناهج علمية ثابتة.

نشر أبحاثه التاريخية في مجلتي «الرسالة» و»الثقافة» ثم في مجلات الجامعات العلمية، وجُمِعَتْ في مجلدين بعنوان «صور من التاريخ الإسلامي».

له العديد من الكتب التاريخية أهمها: «الدولة الإسلامية تاريخها» و«المجمل في تاريخ الأندلس» وفي هذا الكتاب وضع العبادي خبرته النظرية والعملية وذلك أنه سافر إلى الأندلس ودرس مواقع المعارك والمدن والمراكز ورسم الخرائط، وأكد أهمية دراسة تاريخ المغرب والأندلس، لأن مراكز الاتصال بين العالم الشرقي وما فيه من حضارة ونظم والعالم الغربي كانت في هذه المنطقة، كما شرح في كتابه المذكور عملية الفتح العربي لشبه الجزيرة الإسبانية، والأسباب التي دعت العرب إلى ذلك، واستعرض قيام دولة بني أمية بالأندلس منذ عهد عبد الرحمن الداخل (صقر قريش) مروراً بعصور ملوك الطوائف، ومن ثم تمزق وحدة الأندلس، وأفرد فصلاً لموقعة الزَّلاَّقة وحكم المرابطين في الأندلس، وتحدث في هذا الكتاب مفصلاً حروب الاسترداد لغرناطة وكيفية سقوطها في آخر أيام دولة بني الأحمر 1233ـ1492م، وزود كتابه هذا بالخرائط عن المغرب والأندلس، وعرّب أسماء المدن والمواقع التي عاينها شخصياً، كما ألَّف العبادي في عصر الدولة العباسية، وترجم كتاب «علم التاريخ» لهرنشو عن الإنكليزية، وأضاف إليه فصلاً من التاريخ عند العرب، انتخب عضواً بالمجمع اللغوي بالقاهرة، والمجمع العلمي العربي بدمشق، وسافر إلى اصطنبول مع صديقه أحمد أمين لدراسة المخطوطات العربية بمكتباتها، وقد زار العباّدي إسبانية غير مرة لدراسة الآثار الإسلامية الأندلسية، ورسم الخرائط لها، ووضع خبراته في خدمة تدريس تاريخ المغرب والأندلس في الجامعات المصرية.

أُحيل عبد الحميد العبّادي على التقاعد سنة 1952، ولم ينقطع عن الكتابة والتأليف حتى وفاته بالاسكندرية.

بعد وفاته نشرت العديد من مؤلفاته، وأنشئت جائزة مالية باسم (جائزة الأستاذ عبد الحميد العبّادي في التاريخ الإسلامي) تُمنح كل عام لأحسن طالب في فروع التاريخ الإسلامي بجامعات عين شمس والقاهرة والاسكندرية.