تاريخ أرمينيا: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
أنشأ الصفحة ب' 1- '''الأرمينيون التورانيون''' : تذكر هذه البلاد لأول مرة في سفر التكوين (8 : 4) فعلي أحد جبالها " أرا...'
 
لا ملخص تعديل
سطر 1:
 
1- '''الأرمينيون التورانيون''' : تذكر هذه البلاد لأول مرة في سفر التكوين (8 : 4) فعلي أحد جبالها " أراراط " استقر فلك نوح، وثم ذكرها سرجون الأول ملك " أكد " حوالي 3800 ق.م. بين البلاد التي فتحها. وفي الأساطير البابلية القديمة تبدو أرمينية كبلاد بعيدة مجهولة في الشمال، تغطيها الجبال العالية والغابات الكثيفة، وفيها المدخل إلى العالم السفلي (كانت تسمى البلاد التي لا عودة منها)، وعلى حدودها يرتفع جبل " نيزير " الذي تقطنه الآلهة والذي عليــه استقرت سفينة " ست - نابستيم "، " وجبل العالم " هذا هو جبل " جودي " جنوبي بحيرة " فان ". ثم جاء العصر الفرعوني، وبعد أن انتصر تحتمس الثالث في السنة الثالثة والعشرين من ملكه (حوالي 1458 ق. م) على بلاد النهرين وليديا، قدم له رؤساء أرمينيون وغيرهم فروض الطاعة.
 
السطر 19 ⟵ 18:
 
2- '''الأرمينيون الأريون''' : إن أسلاف الأرمينيين الحاليين (الذين يسمون أنفسهم " الهايك " أو " السادة ") لعلهم استقروا في تلك البلاد في القرن الثامن قبل الميلاد، إذيذكر سرجون ملكاً على جزء من أرمينية كان له اسم آري : " بجاداتي " (ثيودور) وقد جاءوا من فريجية (كما يقول هيرودوت)، وكانوا يرتدون الملابس والأسلحة الفريجية، ويتحدثون باللغة الفريجية. ويطلق عليهم في الكتاب المقدس اسم : " بيت توجـرمة " (تك 10 : 3، 1 أخ 1 : 6، حز 27 : 14، 38 : 6) وأشكناز (تك 10 : 3، 1 أخ 1 : 6، إرميا 51 : 27 - وهم الأشكوزا في الأشورية) وهكذا يسميهم أيضاً مؤرخوهم في العصور المتأخرة. ويذكر زينوفون أن الميديين قد فتحوا أرمينية. كما يذكر استرابو أنهم يرتدون الثياب الميدية، ومع ذلك فإن فتيات أرمينية لم يستطيعوا فهم مترجم زينوفون الفارسي. وثلاثة من الأربعة الأرمينيين الذين ذكرهم داريوس لهم أسماء آرية. وقد انضم الأرمينيون إلى القائد الميدي " فرافارتش " في عصيانه ضد داريوــس الأول (519 ق. م). وقد استمرت الحرب في أرمينية حتى سلمت في النهاية (517 ق. م) وأصبحت تكوّن الولاية الثالثة عشرة في مملكة داريوس. ثم انقسمت بعد ذلك إلى ولايتين (هما أرمينية الكبرى وأرمينية الصغرى). وكان الحكم في أرمينية وراثياً في أسرة " ويدارنا " (أو هيدارنس) لمعاونتهم في القضاء على فرافارتش. وقد وصف زينوفون البلاد وسكانها وقسوة الشتاء فيها. ويروي هيرودوت أن الأرمينيين كانوا ينقلون الخمر وغيره في زقاق من الجلد على قوارب مصنوعة من الأغصان المجدولة، إلى بابــل. ويقول زينوفون إنهم والكلدانيين كانوا يتجرون مع الهند. كما يذكر استرابو قوافلهم التي كانت تخترق أواسط آسيا، وكان على والي فان (مرزبان أرمينية) أن يقدم سنوياً 20.000 من الخيول الصغيرة لملك فارس في العيد الكبير للإله ميثرا. كما خدم عدد كبير من الجنود الأرمينيين في جيش جزركسيس عند غزوه لبلاد اليونان، واشترك منهم 40.000 من المشاة، و 7.000 من الفرسان في معركة " أربــلا " (331 ق. م)، وقد أصبحت أرمينية جزءاً من إمبراطورية الإسكندر الأكبر، ثم جزءاً من دولة السلوقيين (301 ق. م) تحت حكم مرزبان أرميني اسمه " أرتواسدس "، ثم ثارت أرمينية بعد انهزام أنطيوكس في مغنيسيا (190 ق. م) وشجع الرومان الواليين على إعلان نفسيهما ملكين، وقد استخدم " أرتكسياس " ملك أرمينية الكبرى، ما قدمه له هانيبال من معونة في تحصين عاصمته أرتكستا (189 ق. م). ولكن انطيوكس أبيفانس خلع ارتكسياس في 165 ق. م، ولكنه أعاده للملك بعد أن أقسم يمين الولاء له، وقد أعقب ذلك اضطرابات مدنية، فقد استدعى النبلاء البارثيين في عهد الملك " ميثريديتس الأول " (150 ق. م) الذي صار سيداً لكل الإمبراطورية الفارسية، فعين أخاه " فالارسيس " ملكاً على أرمينية، وبذلك بدأ حكم الأسرة الأرساسية، الذي استمر حتى سقوط الامبراطورية البارثية (226 بعد الميلاد). وكان ملوك أرمينية يعتبرون الملوك البارثيين سادتهم. وأعظم ملوك أرمينية كان الملك " تجرانس الأول " (96 - 55 ق. م) فقد كان جندياً بارعاً استطاع أن يستعيد لأرمينية مكانتها السابقة في آسيا، وقــد أذل البارثيين، وانضم إلى ميثريديتس السادس في حربه ضد الرومان، وحكم سوريا لأكثر من أربع عشرة سنة، وبنى عاصمة له " تجرانوكرتا " بالقرب من ماردين، واتخذ له اللقب الأشوري الفارسي " ملك الملوك "، وقد هزم " لوكولوس " " تجرانس " في 69 ق. م. ودمر عاصمته " تجرانوكرتا "، وقد خضع تجرانس لبومبي بالقرب من أرتاكستا " 66 ق. م) ودفع 6.000 وزنة ليحتفظ بأرمينية فقط. وفي أيامه ازدهرت الفنون والآداب اليونانية في أرمينية، وأصبحت أرمينية - الخاضعة لروما - دويلة حاجزة بين الأمبراطوريتين الرومانية والبارثية. وقد انضم ابن تجرانس وخليفتــه " أرتواسدس " إلى البارثيين في غزوهم لســوريا بعد هزيمة كراسوس في سيناكا (53 ق. م)، وسبب بخيانته خسارة كبيرة لجيش أنطونيوس في 36 ق. م، فأخذه أنطونيوس مكبلاً بالأغلال إلى مصر حيث أمرت كليوبترا بقتله في 32 ق. م. وقد ظلت أرمينية طويلاً بعد ذلك خاضعة لروما، عندما لم تستطع أن تنضــم إلى البارثيين. وقد عانت كثيراً من الشد والجذب والمكايد بين القوتين. ولا يوجد دليل على القصة الأرمينية المتأخرة من أنها كانت خاضعة لأبجاروس ملك إدسا (الرها) في حياة الرب يسوع المسيح على الأرض، وأن تداوس الرسول قد كرز بالإنجيل هناك، وإن كان ليس ثمة ما يمنع من صحة الجزء الثاني من القصة. وفي 66 بعد الميلاد، هزم تريداتس الأخ الأكبر لملك بارثيا وولوجيزس الجيوش الرومانية بقيادة بوتوس، وذهب براً إلى روما حيث خلع عليه نيرون حلة ملكية، وهكذا حل السلام بين روما وبارثيا، وظلت أرمينية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً ببارثيا إلى أن جاءت حملة تراجان في 116 بعد الميلاد.
 
أرمينية - الديانة الأرمينية الأرية :
 
 
وهي تشبه الديانة الفارسية إلى حد بعيد، وإن كانت لم تعترف بزرادشت وديانته الثنائية، ومن هنا نستطيع أن ندرك مدى ارتباط " الأفستا " (كتاب الزرادشتيين المقدس) بإصلاح زرادشت. كان " أرامازد " (أهو رامازدا) خالق السماء والأرض هو أبو جميع الآلهة العظام، وكانت زوجته سباندارامت " (سبنتا أراميتي) آلهة الأرض، التي اعتقدوا - بعد ذلك - أنها تسود على العالم السفلي، وكان بين معاونيها الجنيان هاروت وماروت الإلهين الحارسين لجبل ماسيز (الذي يطلق عليه حالياً " أراراط ")، ويبدو أن عبادة أرامازد قد تضاءلت لتحل محلها عبادة آلهة أدني، وكانت من أهمهم ابنته " أباهيت " التي بنيت لها معابد في أماكن كثيرة، وكانت كثيراً ما تصنع تماثيلها من المعادن النفيسة، وكان يطلق عليها الكثير من الألقاب مثل " الأم الذهبية "، " آلهة التمثال الذهبي "، وكانت تقدم لها أبقار بيضاء وأغصان خضراء باعتبارها " آلهة الخصب والإثمار "، كما لم تخل عبادتها من الدعارة الدينية. وكانت تليها في الأهمية أختها " أستغيك " (أي النجمة الصغيرة) أو كوكب الزهرة آلهة الجمال، زوجة البطل المتأله " واهان " الذي قفز من السماء والأرض والبحر، وقضى على التنانين وغيرها من الكائنات الشريرة. وكانت " نانا " أختا أخرى لهما، وقد أصبح اسمها فيما بعد مرادفاً لاسم " أثينا " وكان رمز أخيها " مهر " أو (مثرا) الشمس في السماء، والنار المقدسة على الأرض، وكان كلاهما موضوعين للعبادة، وكانت النار توقد في معابده مرة كل سنة. وكان رسول أرمازد وكاتبه هو " تير " الذي يسجل أفعال الناس في كتاب الحياة، ويقود الناس بعد الموت إلى أرمازد للدينونة، كما أنه يكــتب " قدر " الناس على جباههم من قبل مولدهم. وموضع العقاب هو " دوزاخ ". وكانت الذبائح تقدم للشمس والقمر على قمم الجبال، كما كانت تقدس الأنهار والينابيع والكثير من الأشياء الطبيعية، وكانوا يصلون ووجوههم إلى الشرق. كما كانوا يستطلعون الغيب من حركات الأوراق في غابة "سونا " المقدسة. وكانت " أرماوير " هي العاصمة الدينية.
 
 
ومن بين الكائنات الروحية الأدنى، كان " أرلزخ " الذي كان يلحس جراح المقتولين في المعركة ليعيد لهم الحياة. وتتحدث الأساطير الأرمينية عن تنانين ضخمة تظهر أحياناً في شكل الناس، وأحيانا في شكل ديدان أو زحافات خرافية، وعفاريت وثيران بحرية، وأسود ضخمة … الخ. وكانوا يعتقدون - كما كان الأمر نفسه في فارس - أن الشياطين تصنع سهاماً من قلامات أظافر الإنسان لتؤذيه بها، لذلك كان يجب تخبئة هذه القلامات مع الأسنان وقصاصات الشعر في مكان مقدس.