الهروب من الحرية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:صيانة
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:تعريب علامات التنصيص اللاتينية (تجريبي)
سطر 36:
== المفاهيم الأساسية ==
=== مفهوم فروم عن الحرية ===
فرّق فروم بين "«التحرر من"» (الحرية السلبية) و"«الحرية لأجل"» ([[حرية إيجابية|الحرية الإيجابية]]) الأول يشير إلى التحرر من القيود مثل المناسبات الاجتماعية المفروضة على الفرد من قبل أفراد أخرين أو منشآت مختلفة. هذا النوع من الحرية يتمثل في [[الوجودية]] التي تحدث عنها [[جان بول سارتر|سارتر]] وخضعت للجدل تاريخيا لكن بالنسبة لفروم، هذا النوع من الحرية قد يكون عامل هدم إلا إذا دمج بعنصر إبداعي، بمعنى الحرية في استخدام الحرية لتفعيل الشخصية المتكاملة الشاملة تلقائيا في الأعمال الخلاّقة. ويزعم فروم بأن ذلك حتما يشير إلى ترابط حقيقي مع الآخرين يذهب إلى ماهو أبعد من الرابط السطحي في العلاقات الاجتماعية: "«في الوعي البديهي بالذات، الرجل يوطّد نفسه مرة أخرى مع العالم.."»
خلال عملية التحرر من هيمنة السلطة والسائد من القيم، فروم يزعم بأننا غالبا بعد ذلك نشعر بالفراغ والحصار (يقارن هنا بين عملية التحرر ومرحلة فطام الرضّع في الطفولة (وهذا الإحساس لن ينحسر حتى نستخدم جانب الحرية الإيجابي ونعمل على تطوير نظام بديل للنظام القديم غير أن البديل الشائع لممارسة الحرية الإيجابية "«الحرية لأجل"» أو الموثوقية يتم عن طريق نظام [[تسلط (سياسة)|مستبد]] يستبدل النظام القديم بآخر مختلف في الشكل الخارجي لكن متطابق داخليا مع القديم عن طريق إلغاء الريبة والتشكك برسم حدود مقيدة للتفكير والتصرفات. يصف فروم هذه العملية على أنها عملية [[جدلية]] تاريخية يسمى من خلالها الوضع الأصلي بالفرضية والتحرر منه بالنقيض. هذا التركيب يحصل فقط عندما يتم استبدال النظام الأصلي ومنح الناس مستوى جديد من الأمن. فروم مع ذلك لم يشر إلى أن النظام الجديد قد يكون بالضرورة تطويري وإنمائي.
 
=== الحرية في التاريخ ===
سطر 45:
 
=== الهروب من الحرية ===
يعتقد فروم بأن "«التحرر من"» ليست تجربة يمكن الإستمتاع بها بحد ذاتها ويقترح بأن علينا بدلا عن الإستنفاع بهذه الحرية التركيز على تقليل الآثار السلبية عن طريق تحسين الأفكار والتصرفات والتي تشكل أحد وجوه الأمن. وذلك كالتالي:
# '''التسلّط:''' يصف فروم الشخصية المتسلطة بأنها تتكون من عنصر سادي وآخر ماسوشي. المتسلط يتمنى بأن يتمكن من السيطرة على البشر في خدعة ما لفرض نوع من النظام الخاص. ويتمنى أيضا أن تتكون لديه قوة جبارة في شكل شخص معين أو فكرة مجردة.
# '''العبثية:''' على الرغم من أن هذه الصفة تبدو مشابهة للسادية إلا أن فروم يعتقد بأن السادي يتمنى بأن يسيطر على شيء معين. بينما الشخصية العابثة تتمنى بأن تدمر الشيء الذي لا تستطيع السيطرة عليه.
سطر 52:
=== الحرية في القرن العشرين ===
يحلل فروم صفات الفكر النازي ويعتقد بأن الظروف السيكولوجية في ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى غذّت الرغبة في إنشاء نظام جديد لاستعادة كبرياء الأمة الألمانية. وقد تمثلت هذه الرغبة في الاشتراكية القومية التي يعتقد فروم بأنها جاءت من عمق شخصية هتلر المستبدة والتي لم تجعله يطمع فقط في حكم ألمانيا بإسم العرق السامي ولكن جعلت منه عنصر جذب للطبقة العاملة المضطهدة والتي وجدت فيه مصدر للكبرياء والثقة. يشير فروم إلى وجود ميل نحو الخضوع للأنظمة المستبدة عندما تجرب الشعوب الحرية السلبية ولكنه أيضا قدم ملاحظة إيجابية عندما ذكر بأن التقدم الثقافي الراهن لا يمكن تجاهله وأن النازية لم تقدم اتحاد صادق مع العالم الخارجي.
فروم في هذا الكتاب تفحّص الديمقراطية والحرية وأشاد بالديمقراطية الحديثة والأمة المنتجة كنماذج مثالية لكنه شدد على أن هذا الشكل الخارجي للحرية في هذه المجتمعات لا يمكن الاستفادة منه كليا مالم تدعمه حرية داخلية مساوية لها في المقدار. ويعتقد فروم على الرغم من ذلك بأننا متحررين من الاستبداد المباشر وأننا لا نزال خاضعين في أفكارنا وتصرفاتنا للمنطق الشائع، نصائح الخبراء وتأثير الإعلانات التجارية. الطريقة الوحيدة ليصبح الفرد حرا هو أن يكون عفويا في تعابيره الشخصية وتصرفاته وأن يملك القدرة على التجاوب بأمانة وصدق مع مشاعره الأصلية. تتبلور فكرة فروم هذه في جملته الوجودية الشهيرة " «هناك فقط معنى وحيد للحياة: تصرّف وكأنك تعيشها"» -there is only one meaning of life: the act of living itself- معارضي فروم يعتقدون بأن هذا الرأي قد يؤدي إلى فوضى اجتماعية مؤمنين بأن ما يلامس طبيعتنا الإنسانية كأفراد يجب أن يلامس احتياجات الآخرين الذين نتشارك معهم هذا العالم. هذا هو المعنى الحقيقي للديمقراطية الاجتماعية والإدراك الإيجابي لـ"«الحرية لأجل"» والذي يبرز عندما يفلت البشر من التأثير الشرير للأنظمة السياسية المستبدة.
 
== انظر أيضا ==