أفلاطون: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط استرجاع تعديلات 41.141.173.14 (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة Cyclone605
وسم: استرجاع
This contribution was added by Bayt al-hikma 2.0 translation project
سطر 21:
 
و في سن العشرين تعرف على [[سقراط]] وأعجب به، ولازمه لمدة ثماني سنوات، وكان لهذه السنوات تأثير حاسم على حياته، حيث صقلت معارفه، بالذات في علمي المنطق والأخلاق، عدا ذلك كان أفلاطون يتعرف على كل الاتجاهات السائدة في عصره مثل أفكار أرستيب وأنتيستينس وإقليدس. ثم كان لإعدام سقراط وتجرعه السم من أهم الأسباب التي دفعت به إلى ميغاري حيث زار [[إقليدس]] ومكث إلى جواره ثلاث سنوات، ثم اتجه إلى [[مصر]] وشاهد عظمة آثارها واجتمع بكهنة [[حي عين شمس|عين شمس]] فأعجب بعلومهم وخاصة [[علم الفلك|الفلك]] ثم اتجه من مصر إلى [[شحات|قورينا]] فالتقى بعالمها الرياضي المشهور [[تيودورس]]، واستمرت رحلات أفلاطون اثني عشر عاماً عاد بعدها إنسانا ناضجا تماما، ثم عاد إلى [[أثينا]] عندما نشبت الحرب بين [[أثينا]] و[[أسبرطة|اسبرطة]]، واستقر هناك حيث أسس مدرسة في أكاديموس وانقطع للكتابة والتعليم.<ref>منى عبد الرحمن المولد، محاضرات في الفلسفة اليونانية ابتداء من سقراط مطبعة السلام.ص39</ref>
 
=== أواخر حياته ووفاته ===
سافر أفلاطون إلى [[إيطاليا]] و<nowiki/>[[صقلية]] و<nowiki/>[[مصر]] و<nowiki/>[[القيروان]]. قال أفلاطون أنه زار إيطاليا وصقلية بعمر أربعين سنة، وشعر بالاشمئزاز من شهوانية الحياة هناك. يقال إن أفلاطون عاد إلى أثينا في سن الأربعين، وأسس إحدى أقدم المدارس المنظمة المعروفة في الحضارة الغربية عرفت باسم أكاديماس على قطعة أرض في أحد أبطال مدينة أثينا في الأساطير الإغريقية. في العصور اليونانية التاريخية، كانت المدرسة مزينة بالدلب المشرقي ومزارع الزيتون.<ref name="Large">{{cite web
| url = http://www.arasite.org/WLnew/Greeks/heraclitus.html
| title = Heraclitus
| website = Arasite
| archive-url = https://web.archive.org/web/20170306132037/http://www.arasite.org/WLnew/Greeks/heraclitus.html
| archive-date = 6 March 2017
| access-date = 3 March 2017
| first1 = William
| last1 = Large
| url-status = live
}}</ref>
 
كانت الأكاديمية الأفلاطونية عبارة عن مساحة كبيرة من الأرض تقدر بنحو 6 ستاديات (أي بين 1 كيلومتر ونصف الميل) خارج حدود أثينا. تذكر إحدى الروايات أن اسم الأكاديمية يعود للبطل التاريخي، أكاديماس؛ تروي قصة أخرى أن الاسم أتى من شخص يفترض أنه المالك السابق لقطعة الأرض، وهو مواطن أثيني يدعى أيضًا أكاديماس؛ في حين أ، رواية أخرى تقول إنه سمي على اسم فرد في جيش كاستور وبولوكس، وهو أركادي يدعى إكيديموس. ظلت الأكاديمية تؤدي عملها إلى أن دمرها لوسيوس كورنيليوس سولا في عام 84 قبل الميلاد. كان هناك العديد من المفكرين الذين درسوا في الأكاديمية، وأبرزهم أرسطو.<ref name="Palmer">{{cite book
| url = https://plato.stanford.edu/entries/parmenides
| title = Parmenides
| website = Stanford Encyclopedia of Philosophy
| author = John Palmer
| publisher = Metaphysics Research Lab, Stanford University
| year = 2019
| access-date = 18 October 2017
| archive-url = https://web.archive.org/web/20171020023553/https://plato.stanford.edu/entries/parmenides/
| archive-date = 20 October 2017
| url-status = live
}}</ref>
 
خلال فترة أواخر حياته، انخرط أفلاطون مع سياسة مدينة سرقوسة. بحسب ديوجينيس لايرتيوس، زار أفلاطون سرقوسة في البداية عندما كانت تحت حكم ديونيسيوس الأول حاكم [[سرقوسة]]. لال هذه الرحلة الاولى صار صهر ديونيسيوس، ديون السرقوسي، أحد تلامذة أفلاطون، لكن الطاغية نفسه انقلب على أفلاطون. كاد أفلاطون ان يواجه الموت، ولكنه بيع للعبودية. لاحقًا، اشترى أنيقارس، وهو فيلسوف قوريني، حرية أفلاطون مقابل عشرين مينا (عملة نقدية) وأرسله إلى البيت. وفقًا لرسالة أفلاطون السابعة، فإنه بعد وفاة ديونيسيوس، طلب ديون من أفلاطون العودة إلى سرقوسة ليتلمذ ديونيسيوس الثاني ويوجهه ليصبح ملكًا فيلسوفًا. بدا أن ديونيسيوس الثاني يقبل تعاليم أفلاطون، لكن الشك راوده حيال عمله ديون. طرد ديونيسيوس ديون وأبقى أفلاطون رغمًا عنه. في النهاية غادر أفلاطون سرقوسة. عاد ديون لاحقًا للإطاحة بديونيسيوس وحكم سرقوسة فترة قصيرة قبل اغتصاب السلطة على يد كاليبوس، أحد تلامذة أفلاطون.<ref>''Metaphysics'' 987b1–11</ref>
 
بحسب سينيكا، مات أفلاطون بعمر 81 سنة في اليوم نفسه الذي ولد فيه. تشير موسوعة سودا إلى أنه عاش 82 سنة، في حين يدعي نينثينز أنه توفي بعمر 84 سنة. قدمت مصادر متنوعة روايات عن موته. ثمة قصة مستندة على مخطوطة مشوهة، تقترح أن أفلاطون مات في سريره، فيما كانت فتاة تراقية شابة تعزف له الناي. تذكر رواية أخرى ان أفلاطون مات خلال حضوره وليمة حفل زفاف. استندت الرواية إلى إشارة قدمها ديوجانس اللايرتي ضمن رواية لهيرميبوس، وهو اسكندراني من القرن الثالث الميلادي. حسب ترتليان، مات أفلاطون أثناء نومه.<ref>{{Cite web
| url = https://www.worldhistory.org/article/32/the-eleusinian-mysteries-the-rites-of-demeter/
| title = The Eleusinian Mysteries: The Rites of Demeter
| website = World History Encyclopedia
| archive-url = https://web.archive.org/web/20190427103339/https://www.worldhistory.org/article/32/the-eleusinian-mysteries-the-rites-of-demeter/
| archive-date = 27 April 2019
| access-date = 27 April 2019
| url-status = live
}}</ref>
 
كان لدى أفلاطون ملكية في إفيستيادا، لكنه ترك هذا المكان بعد ذلك لشاب يدعى أديمانتوس، الذي يفترض أنه قريب أصغر له، إذ كان لدى أفلاطون اخ أو عم كبير بهذا الاسم.
 
== مؤلَّفاته ==
السطر 103 ⟵ 143:
* وقد أحس أفلاطون بصعوبة التفسير اللفظي عن هذا الوجود المتعالي الذي يجاوز نطاق التجربة الحسية ولهذا فقد لجأ إلى الأسطورة وإلى الصور الخيالية لكي يفسر بها حقيقة هذا العالم العقلي وأبعاده المثالية وكان يشعر في أعماق نفسه بأن العبارات الشاعرية الوصفية التي كان يسوقها لإيضاح حقيقة عالم المثل لن تحقق هذا الغرض على الوجه الأكمل. فقد كان أفلاطون إذاً شاعراً بصعوبة التعبير عن مضمون مذهبه لخصوبة الفكرة التي انتهت إليها تجربته الروحية، ولأن [[لغة|اللغة]]-وقد وضعت للإشارة إلى الموجودات الحسية- لايمكن أن تصبح للتعبير عن عالم مثالى مغاير لعالمنا الحسي في وجوده وطبيعته.
* وتم أمر هام كان له تأثيره الواضح على تجربة الأفلاطونية، فعلى الرغم مما كان يبدو من شدة تعطش أفلاطون لل[[معرفة]] والمثل العليا مما دفع به فب طريق التأمل والعزلة والتقشف وسيطرة النفس على البدن إلا أنه قد نشأ في بيئة [[أرستقراطية]] غرست في نفسه ميلاً إلى ممارسة [[سياسة|السياسة]] والمساهمة في شؤون الحكم، لهذا فقد ظهر لديه اتجاه واضح إلى إيجاد نوع من التوازن والانسجام بين النفس والجسد مما ييسر له سبل الاتصال بالحياة العامة ويحول بينه وبين الإغراق في حياة التأمل الخالص، ومع هذا فإن الفكر الأفلاطوني لم يستطع التخلص من هذا الاتجاه المزدوج إلى النظر وإلى العمل، أو بمعنى آخر الاتجاه إلى التأمل الفلسفي والعمل السياسي معاً، فإذا كانت غاية التأمل الفلسفي عنده هي خلاص النفس وتطهيرها عن طريق ممارسة الحكمة فإن غاية العمل السياسي في نظره إنما تكون في خلق الظروف الصالحة لتربية المواطن [[اليونان]]ي وذلك عن طريق إصلاحه نظم المدنية اليونانية حتى تكفل لها سلامة في الداخل والخارج.
 
=== السياسة ===
تناقش حوارات أفلاطون السياسة. توجد تعاليم أفلاطون الأكثر شهرة أعماله: الجمهورية، والقوانين، ورجل الدولة. نظرًا لكون أفلاطون لم يقل آراءه تلك على لسانه ولكونها تختلف بين الحوارات، لا يمكن الجزم بكونها تشكل وجهات نظره الخاصة.<ref>Tusc. Disput. 1.17.39.</ref>
 
يؤكد سقراط على أن المجتمعات لديها بنية طبقية ثلاثية تتوافق مع بنية شهية / روح / البصيرة الروح الفردية. تمثل تلك البنى الثلاث طبقات المجتمع.
 
منتج (عامل) - العمال والنجارون والسباكون والبناؤون والتجار والمزارعون ومزارعو الماشية، إلخ.. يتوافق أولئك مع بنية «الشهية» من الروح.
 
الحامي (المحاربون أو الحراس) - أي المغامرون والأقوياء والشجعان؛ في القوات المسلحة. وهم يتوافقون مع البنية الروحية للروح.
 
الحاكم (الحكام أو الفلاسفة الملوك) - أولئك الأذكياء، والعقلاء، الذين يتحكمون في ذاتهم، ويحبون الحكمة، ويكونون مناسبين لاتخاذ القرارات لمصلحة المجتمع. يتوافق أولئك مع بنية «المنطق» من الروح وهم قليلون جدًا.
 
طبقا لهذا النموذج، فإن مبادئ الديمقراطية الأثينية (التي كانت قائمة في أيام سقراط) مرفوضة نظرًا لقلة المناسبين للحكم. إذ بدلًا من البلاغة والإقناع، يرى سقراط أنه على البصيرة والحكمة أن يحكما. وعلى حد تعبير سقراط:<blockquote>«حتى يصبح الفلاسفة حكامًا، أو حتى يمارس الحكام والقادة الفلسفة بصدق وكما ينبغي، وأيضًا حتى يصير التلاقي بين السلطة السياسية والفسلفة، طالما أن الأطباع السائدة اليوم توالي إحداهما تحديدًا عن الآخر وتمنع المقابل من الظهور، لن تهنأ المدن من الشرور، ولا أرى أن البشر سيهنؤون كذلك».<ref name="McFarlane">{{cite web
| url = http://www.integralscience.org/platoparmenides.html
| title = Plato's Parmenides
| website = Integralscience
| archive-url = https://web.archive.org/web/20170222045722/http://www.integralscience.org/platoparmenides.html
| archive-date = 22 February 2017
| access-date = 12 February 2017
| first1 = Thomas J.
| last1 = McFarlane
| url-status = live
}}</ref></blockquote>يصف سقراط هؤلاء «الملوك الفلاسفة» بأنهم «أولئك الذين يحبون رؤية الحقيقة» ويدعم الفكرة بتشبيههم إلى قبطان وسفينته أو طبيب ومداواته. إذ يرى أن الإبحار والصحة ليسا من الأمور التي يمكن للجميع ممارستها بالطبيعة. يتناول جزء كبير من حوار الجمهورية لأفلاطون كيف ينبغي إعداد النظام التعليمي لإخراج هؤلاء الملوك الفلاسفة.
 
بالإضافة إلى ذلك، تستخدم المدينة الفاضلة كصورة تضيء حالة النفس، أو مشيئة المرء، وبصيرته ورغباته مجتمعة في الجسم البشري. يحاول سقراط رسم صورة لإنسان منظم تنظيمًا صحيحًا، ثم يمضي بعد ذلك في وصف الأنواع المختلفة من البشر التي يمكن ملاحظتها، من الطغاة إلى محبي المال في مختلف أنواع المدن. لا يروج للمدينة الفاضلة، لكنها تستخدم فقط كفكرة تسلط الضوء على مختلف انواع البشر الافراد وحالة أنفسهم. استعمل كثيرون بعد أفلاطون صورة الملك الفيلسوف لتبرير معتقداتهم السياسية الشخصية. يرى سقراط أن للنفس الفلسفية البصيرة والإرادة والرغبات متحدة سوية في انسجام متين. لدى الفيلسوف ميل للحكمة والشجاعة في التصرف وفق الحكمة. الحكمة هي معرفة الصلاح أو العلاقة الصحيحة بين كل ما هو موجود.<ref>{{cite web
| url = https://plato.stanford.edu/entries/numenius
| title = Numenius
| year = 2013
| website = Stanford Encyclopedia of Philosophy
| publisher = The Metaphysics Research Lab, Stanford University
| archive-url = https://web.archive.org/web/20171020023551/https://plato.stanford.edu/entries/numenius/
| archive-date = 2017-10-20
| access-date = 2017-10-17
| author = George Karamanolis
| url-status = live
}}</ref>
 
حين يتعلق الأمر بالدول والحكام، يسأل سقراط أيهما أفضل: ديمقراطية سيئة أو دولة يحكمها طاغية. يزعم أن الحكم من قبل طاغية شرير أفضل من الحكم بواسطة ديمقراطية (لأنه في الحالة الثانية يكون كل الشعب مسؤولًا عن الأفعال السيئة، بدلًا من قيام فرد واحد بارتكابها). يتوضح ذلك في حوار الجمهورية كما يصف سقراط حدث التمرد على متن سفينة. يرى سقراط أنه على طاقم السفينة أن يتوافق مع الحكم الديمقراطي الذي تبناه البقية والقبطان، رغم ما يعتري السفينة من اضطرابات يقودها الطاغية. يشابه وصف سقراط لهذا الحدث وصفه الديمقراطية داخل الدولة والمشاكل الكامنة التي تنشأ فيها.<ref>R.M. Hare, Plato in C.C.W. Taylor, R.M. Hare and Jonathan Barnes, Greek Philosophers, Socrates, Plato, and Aristotle, Oxford: Oxford University Press, 1999 (1982), 103–189, here 117–119.</ref><ref name=":1">{{Cite book
| title = History of Western Philosophy
| last = Russell
| first = Bertrand
| publisher = Routledge
| year = 1991
| isbn = 978-0-415-07854-2
| pages = 120–124
}}</ref>
 
تتألف الدولة حسب سقراط من أنواع مختلفة من الأنفس تنحدر في الإجمال من الأرستقراطية (حكم الأفضلية) إلى التيموقراطية (كم الشرفاء)، ثم إلى الأوليغارشية (حكم القلة)، ثم إلى الديمقراطية (حكم الشعب)، وأخيرًا إلى الطغيان (حكم فرد واحد طاغية). إن حكم الأرستقراطية في مفهوم الحكومة (السياسة) يحظى بتأييد جمهورية أفلاطون. يحكم هذا النظام ملك فيلسوف، وهو بالتالي يقوم على الحكمة والعقل.<ref>{{harvnb|Boyer|1991|p=86}}</ref>
 
== آراء أفلاطون الشفوية ==