أعشى قيس: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
شعر
وسم: تعديل مصدر 2017
وسم: تعديل مصدر 2017
سطر 95:
وقد عدها البعض من المعلقات والأعشى من كبار شعراء الجاهلية: جعله ابن سلاّم أحد الأربعة الأوائل، في عداد امرئ القيس والنّابغة وزهير فهو "بين أعلام" الجاهلية، وفحول شعرائها، وهو متقدّم كتقدّم من ذكرنا دونما إجماع عليه أو عليهم، ومع ذلك فليس هذا بالقليل:
أو ألم يُسأل حسّان بن ثابت... عن أشعر الناس كقبيلة لا كشاعر بعينه فقال: "الزّرق من بني قيس بن ثعلبة" ولا غرو أنّه عنى في المقام الأول الأعشى أبا بصير، وهو ما أكده الكلبي عن مروان بن أبي حفصة حين أشاد بالأعشى وأحلّه مرتبة الشاعر الشاعر لقوله:
{{بداية قصيدة}}
{|style="text-align:center border-collapse:collapse;" border="0" class=wikitable
{{بيت|كلا أبَويْكم كان فرعَ دِعامةٍ||ولكنّهم زادوا وأصبحت ناقصًا}}
{{نهاية قصيدة}}
|}
وحدّث الرياشي نقلًا عن الشعبيّ ففضّل الأعشى في ثلاثة أبيات واعتبره من خلالها أغزل النّاس وأخنثهم وأشجعهم، وهي على التوالي:
{{بداية قصيدة}}
{|style="text-align:center border-collapse:collapse;" border="0" class=wikitable
{{بيت|غرّاء فرعاءُ مصقولُ عوارضُها||تمشي الهُوَيْنى كما يمْشي الوَجى الوَحِلُ}}
{{بيت|قالتْ هريرةُ لمّا جِئتُ زائرَها||ويلي عليكَ وويلي منك يا رجلُ}}
|-
{{بيت|قالوا الطّرادُ فقلْنا تلكَ عادتُنا||أو تنزِلونَ فإنّا معْشرٌ نُزُلُ}}
|قالتْ هريرةُ لمّا جِئتُ زائرَها||ويلي عليكَ وويلي منك يا رجلُ
{{نهاية قصيدة}}
|-
|قالوا الطّرادُ فقلْنا تلكَ عادتُنا||أو تنزِلونَ فإنّا معْشرٌ نُزُلُ
|}
كان الأعشى يعتبر الشرّ في الطبيعة البشرية قدرًا ليس يدفع فهل غذّى فيه هذا الاعتقاد الكفاح في سبيل متع الوجود وجعله يرتضي بالتالي مصيره، وهو مصير الورى جميعًا أي حتمية الزوال.
وأوجز ما يقال في الأعشى شاعرًا، أّنه صورة الرجل فيه: فقد كان جريئًا في غزله وخمرته وكانت جرأته واضحة المعالم في صدق مقالته حين يمدح أو يفتخر أو يهجو وهكذا اكتسب شعره سيرورة ونزل من القلوب منزلة رفيعة فكان أقدر الشعراء على وضع الرفيع، ورفع الوضيع، ويكفي برهانًا على الطرف الآخر خبره من المحلَّق الكلابي وهو الخبر الذي تناقلته كتب الأدب وجعلت منه مثالًا، لا لتأثير الشعر في نفوس العرب وحسب، بل ولسموّ الشاعر في صنيعه وهو ما أتاح له أن ينتزع إعجاب الأدباء والشرّاح من ناحية، وأن يتبوّأ بالتالي منزلة رفيعة في تاريخ الشعر الجاهلي، إن لم نقل في تاريخ العربي على مرّ العصور.