مسلمة بن محمد: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
وسوم: تحرير من المحمول تعديل في تطبيق الأجهزة المحمولة تعديل بتطبيق أندرويد
وسوم: تحرير من المحمول تعديل في تطبيق الأجهزة المحمولة تعديل بتطبيق أندرويد
سطر 9:
 
=== الصراع على السلطة ===
فتم فك الحصار وبايع مسلمة والقائد العباس البخاري وجيشيهما الأمير اليزيد سلطانا على المغرب. فأصبح مسلمة خليفة على منطقة جبالة والهبط. وبايعت قبائل جهة تطوان وطنجة وأصيلا والعرائش السلطان اليزيد ولما دخل طنجة بايعه وفد فاس ولما زار ضريح الإمام إدريس الأول ب[[جبل زرهون]] وفد عليه أخوه [[سليمان بن محمد|الأمير مولاي سليمان]] ببيعة أهل [[سجلماسة]] وقبائل الصحراء، ولما حل بمكناس بايعته العرب يوم 18 شعبان عام 1204هـ، ولكن سرعان ما نقض عرب [[الحوز]] بيعتهم عندما لاحظو أن السلطان الجديد لم يستقبلهم كما يجب، فبايعوا أخاه المولى هشام، فنهض اليزيد لحربهم، ودخل مراكش، فاستباحها، وراسل الأمير المولى مسلمة سكان سبتة النصارى يخبرهم بانعقاد الصلح مع ملكهم برا وبحرا وطلب منهم أن لا يتعدوا حدهم. وقام المولى هشام بجمع قبائل دكالة وعبدة وقصد اليزيد بمراكش، فتقاتل جيش اليزيد مع جيش هشام، وأصيب اليزيد وقتل على إثرها.
=== السلطان مسلمة ===
بمجرد وصول خبر وفاة أخيه اليزيد بمراكش أعلن مسلمة نفسه سلطانا، وقد ورده في الرسائل الأولى خبر وفاة أخويه اليزيد وهشام معا في معركة زاكورة، فبعث مسلمة ابنيه رشيد وجعفر إلى المدن القريبة من جبل العلم، لأخذ البيعة له من أهلها، وأمر ولده المولى جعفر أن يصل إلى طنجة لإخبار ممثلي الدول الأجنبية بوفاة أخويه، ومبايعة المغاربة له، وطلب منهم الاعتراف به سلطانا على المغرب. وقد سبقه عامل طنجة الطاهر بن عبد الكريم فنيش إلى إخبارهم بكل ذلك، ولما وصل المولى جعفر إلى طنجة ذهب قناصل الدول الأجنبية إلى لقائه بالمحل الذي نزل فيه، فقدموا إليه هداياهم، وطلبوا منه أن يبلغ إلى والده تهنئتهم بتولية الملك، فأكد لهم هو من جهته أن أباه، يعترف بجميع المعاهدات والاتفاقيات التي عقدها جده السلطان سيدي محمد بن عبد الله مع دولهم، وأنه سيحافظ على ما بين المغرب وبينها من صداقة، وأنه يرخص للسفن التجارية الإسبانية أن ترسوا بالموانئ المغربية، والسماح لها بشحن ما تشاء من بضائع، وبعد أيام جاءتهم من المولى مسلمة دعوة لمقابلته، ولكنهم اعتذروا عن تلبيتها بصعوبة الطريق، وقرروا أن يتريثوا حتى تصلهم أخبار صحيحة عما جرى بمراكش، ويتضح الوضع بالمغرب.
 
فوصلت بعد أيام الأنباء الصحيحة إلى القناصل والتجار والجواسيس الأجانب بآسفي والصويرة وغيرهما، مؤكدة أن السلطان المولى اليزيد هو الذي توفي في المعركة وحده، وأن المولى هشام حي يرزق لم يمت، وأن أهل فاس بايعوا المولى سليمان لما بلغهم خبر موت اليزيد، فلم تشأ إسبانبا حينئذ أن توثق علاقاتها مع المولى مسلمة، لأنها كانت تعين المولى هشام بالمال والسلاح على حرب أخيه اليزيد، الذي لم تحبذه منذ حصاره لسبتة. وحاول المولى مسلمة أن يكسب بيعم أهل فاس وييزاحم أخاه المولى سليمان المبايع بها، فكتب رسالة تفويض منه للفقيه محمد بن الصادق ابن ريسون المؤرخة في [[21 رجب]] [[1206 هـ|1206هـ]]، بيدعوا أهل فاس ومكناس لمبايعته. وكانت طائفة من أهل الرباط قد بايعته فعلا، وأرسل سراياه إلى جهات عديدة وسط المغرب وغربه، ولكن قوات المولى سليمان أوقعت بها، وتم معاقبة القبائل التي بايعته، فسحبت عرب الخلط وقبائل جبالة بيعتها من مسلمة، فسار إلى جبل الزبيب (تيزيرين) بين شفشاون والحسيمة، وانتقل إلى الريف، فلم يقبله سكانها، ولما صعد إلى [[جبال بني يزناسن]] فطردوه أهلها، فسار إلى [[ندرومة]] فمنعه حاكمها من الوصل إلى الباي بالجزائر، فتوجه إلى [[تلمسان]] وأقام بها، واجتمع فيها بالمؤرخ [[أبو القاسم الزياني|أبي القاسم الزياني]] بضريح [[شعيب أبو مدين|أبي مدين شعيب]]، وكتب من هناك إلى حاكم الجزائر التركي يستأذنه في المرور بإيالته للحاق بالمشرق، فرفض طلبه، وأرسل من أخرجه من تلمسان، فرحل إلى [[سجلماسة]].
 
=== السفر للمشرق===
لما بلغ السلطان المولى سليمان خبر مجيئ مسلمة إلى سجلماسة أرسل إليه مالا وملابس، وعين له راتبا قارا يؤمن له عيشه وعيش أبنائه، وأعطاه قصبة يقيم فيها مع أهله، لكنه لم يطب له العيش بسجلماسة، فخرج متوجها إلى المشرق بقصد [[الحج في الإسلام|الحج]]. وخلال مروره بتونس سمع به [[حمودة باشا|الباي حمودة باشا]]، فأكرمه وأنزله في قصره ب[[منوبة (توضيح)|منوبة]]، وبقي يتردد على حمودة باشا إلى أن واصل سيره إلى المشرق. ويذكر أنه عند مروره ذات يوم بمدينة [[باردو]] وجنود المدفعية يطلقون القنابل، طلب منهم إطلاق القنبلة بطريقة وحساب معين فأصابت هدفها بدقة وتعجب الجنود من مهارته. ولما وصل إلى [[مصر]] اجتمع فيها بالجنرال [[نابليون بونابرت|نابليون]] قائد [[الحملة الفرنسية على مصر|الحملة الفرنسية]]. أقام بها مدة ودخل بعدها [[الحجاز]]، ونزل بمكة، ضيفا على أصهاره، حيث أقارب زوج أخته [[سرور بن مساعد]] و[[غالب بن مساعد|الشريف غالب بن مساعد]]. ومل الأمير الإقامة بمكة، فارتحل عنها وصار يرتحل ويجوب البلدان. وبعد أن طال ترحاله ساء حاله واشتد حنينه إلى وطنه المغرب الأقصى، فسافر بحرا إلى تونس سنة 1126هـ بعد اثنين وعشرين عاما من خروجه منها، فرح الباي حمودة باشا بمقدمه، وأكرمه ببيت يسكن فيه وعين له راتبا يتعيش منه. لكن الأمير مسلمة عبر له عن رغبته في العودة إلى المغرب، وطلب منه أن يكتب لأخيه السلطان [[سليمان بن محمد|مولاي سليمان]] رسالة شفاعة فيه، فاستجاب له الباي، فسار مسلمة إلى وهران، وطلب من حاكمها التركي أن يكتب له رسالة شفاعة أخرى، ولما وصلت الرسالتان إلى السلطان مولاي سليمان قبل شفاعتهما، وكتب لأخيه المولى مسلمة أن يسير إلى [[سجلماسة]] ليستقر بها، وعين لسكناه بها دار والده السلطان [[محمد الثالث بن عبد الله|سيدي محمد بن عبد الله]]، ووعده بمقاسمته نعمته. وكان اختيار مولاي سليمان سجلماسة لإقامته سياسة حكيمة قصد بها إبعاد أخيه عن مؤججي نيران الثورات. لكن الأمير مسلمة كان يطمح أن يقيم بمكان آخر يرضاه،،يرضاه، فرفض عرض أخيه، وعاد إلى تونس ليستقر فيها بقية حياته، وتزوج سيدة من بيت الشيخ القصري أنجب منها ولدا وتوفي صغيرا. وتوفي مسلمة بتونس يوم الأحد [[15 جمادى الآخرة|15 جمادى الثانية]] [[1250 هـ|1250هـ]] / [[19 أكتوبر]] [[1834|1834م]]، ودفن ب[[زاوية سيدي علي عزوز|زاوية سيدي عزوز]].
 
== مراجع ==