حارة حريك: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
وسوم: تحرير من المحمول تعديل في تطبيق الأجهزة المحمولة تعديل بتطبيق أندرويد
وسوم: تحرير من المحمول تعديل في تطبيق الأجهزة المحمولة تعديل بتطبيق أندرويد
سطر 18:
حارة حريك في التاريخ
 
نقل عن الروايات الشعبية أن أول من بنى حارة حريك في المكان المسمى حارة حريك هو رجل بنىبني حارة يلقب ب "حريك" لحركته الدائمة التي لا تكل في تعاطيه مع أرضه فنسبت المحلة إليه. علما بأنه يوجد روايات أخرى منها تنسب الاسم إلى السريانية: ARAK أي أحرق واسم المفعول RIK، والاسم RIKUTA أي الاحتراق والالتهاب. في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كانت بلدة حارة حريك تؤلف مع بلدة الشياح وبرج البراجنة قومسيون بلدي برئاسة رفقت باشا وكان يتألف المجلس البلدي من أعيان ومشايخ المنطقة. كانت البلدة تعد 2500 مواطن موارنة وشيعة وكانت الحاصلات في منطقة حارة حريك من الشرانق خمسة وثلاثون ألف إقة ومن الزيت عشر قناطير وفيها معمل واحد للحرير خاصة الخواجات أولاد يوسف الدكاش وعدد دواليبه ستون واتصلت بها طريق العربات في عهد واصا باشا وعدد حيواناتها الداجنة ألف. توقف القومسيون البلدي في سنوات الحرب العالمية الأولى ثم شكل لها مجلس بلدي جديد مستقل لها سنة 1918 وتوالت المجالس انتخاباً حتى يومنا هذا.
 
بئر العبد
 
كان الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير متوجهاً من قصره في صيدا إلى بيروت لمقابلة قناصل الدول الأجنبية تواكبه الحاشية عندما وصل إلى مكان يسمى " شعبانة" في صحراء الشويفات فترجل وصحبه عن الجياد يستريحون من تعب الرحلة وسط مرج قرب نبع ماء وبعدما أكلوا ما في الزوادة وشربوا وتابعوا طريقهم، وما كادوا يقطعون مسافة قصيرة حتى لاحظ الأمير فخر لدين أن طاسة الشراب الفضية المطعمة بالذهب والمهداة إليه من أحد الولاة ليست في الخرج فالتفت إلى حارسه وهو عبد قامته كالرمح طالباً إليه الرجوع إلى المرج ليأتيه بالطاسة التي نسيها هناك. وقفل العبد راجعاً إلى المرج فيما الأمير وافرادوأفراد الحاشية أكملوا سيرهم ومروا في المريجة وكان فيها جنازة فترجلوا عن خيولهم احتراما للميت واجتازوا بين المشيعين على أقدامهم ثم اعتلوا جيادهم وقادوها على مهل بانتظار انضمام العبد اليهم وما إن بلغوا المحلة المعروفة بالرادوف حتى سمعوا طلقاً نارياً يدوي فصرخ على أثره الأمير فخر الدين: العبد قتل. ولما سئل ما الذي حدا بك يا مولاي إلى القول أن العبد قتل؟ أجاب من المؤكد أن العبد شق الجنازة على فرسه دون أن يترجل لجهله عادات البلاد فأطلق أحدهم النار عليه. وبالفعل فقد لمح الأمير ومن معه فرساً تعدو جافلة لاحقة بهم ولما اقتربت منهم تبينوا أن العبد فوقها محني الرأس على رقبتها وممسكاً بشعرها وهو ينزف وعلم فيما بعد أن أمرأة شاهدت من نافذة بيتها أن العبد يخترق الجنازة بين جمهور المشيعين على ظهر فرسه فلم تطق استخفافه بحرمة الموت فتناولت البندقية وسددت رصاصة منها إليه وحملوا العبد إلى بئر قريبة من بساتين حارة حريك يسقوه ويغسلوا عنه دماءهدمائه إلا أن إصابته في الرئة كانت قاتلة فلفظ أنفاسه الأخيرة على حافة البئر ومنذ ذلك الحين سميت هذه المحلة بئر العبد.
 
قرانوح (المحلة)