البهائية: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
توسيع قسم "التاريخ والنشأة" بإضافة محتوى ومصادر
وسمان: تمت إضافة وسم nowiki تحرير مرئي
سطر 5:
| دين = البهائية
| زعيم =
| تاريخ ظهور = سنة [[18521863م]]
| مكان ظهور = [[شيراز]]، {{رمز علم|إيران|1964}} [[إيران]].
| مميزات =
| تفرعت =
| تفرع =
| منطقة = {{الهند}}-{{علم الولايات المتحدة}}-{{علم إيران}}-{{فيتنام}}-{{كينيا}}،... وفي معظم دول العالم بنسب متفاوتة.
| تعداد = حواليأكثر من 7 ملايين.<ref>[https://www.bible.ca/global-religion-statistics-world-christian-encyclopedia.htm الموسوعة المسيحية العالمية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171020054455/http://www.bible.ca/global-religion-statistics-world-christian-encyclopedia.htm |date=20 أكتوبر 2017}}</ref>
| مؤسس = [[حسين علي نوري|حسين علي النوري (بهاءالله)]].
| معالم = [[ضريح الباب]]، [[حيفا]]،ضريح [[فلسطينبهاء الله]]
| تقارب = [[بابية|البابية]]، [[بابية أزلية|الأزلية]]
| مجموعة = [[ديانات توحيدية]].
}}
سطر 21:
'''البهائية''' هي إحدى [[ديانات توحيدية|الديانات التوحيدية]] والتي تؤكد في مبدأها الأساسي على الوحدة الروحية [[إنسان|للجنس البشري]]{{sfn|Dictionary|2004}}، وترتكز الديانة البهائية على ثلاثة أعمدة تشكّل أساس تعاليم هذه الديانة: [[الله في البهائية|وحدانية الله]]؛ أن هناك إله واحد فقط وهو الله الذي هو مصدر كل الخلق، [[وحدة الدين في البهائية|وحدة الدين]]؛ أن جميع الديانات الكبرى لديها نفس المصدر الروحي، وتأتي من نفس الخالق، و[[وحدة الإنسانية في البهائية|وحدة الإنسانية]]؛ أن جميع البشر قد خلقوا متساوين، إلى جانب الوحدة في التنوع، حيث يتم النظر إلى التنوع العرقي والثقافي كونه جديرٌ بالتقدير والقبول.{{sfn|Hutter|2005|pp=737–740}}
وفقًا لتعاليم الدين البهائي، فإن الغرض من حياة الإنسان هو أن تتعلم كيفية معرفة ومحبة الله من خلال وسائل مثل [[الصلاة في البهائية|الصلاة]] وممارسة التأمل الباطني وخدمة الإنسانية.
تأسست العقيدة البهائية على يد [[حسين علي نوري|بهاء الله]] في [[القرن 19]] في [[إيران|بلاد فارس]]. وقد نفي [[حسين علي نوري|بهاء الله]] من بلاد فارس إلى [[الدولة العثمانية|الإمبراطورية العثمانية]]، وتوفي بينما كان لا يزال سجينًا بشكلٍ رسميٍ. بعد وفاة [[حسين علي نوري|بهاء الله]]، انتشر الدين البهائي تحت قيادة ابنه [[عبد البهاء عباس]]، وانطلق من جذوره الفارسية والعثمانية، واكتسب موطئ قدمٍ في [[أوروبا]] و[[الولايات المتحدة|أمريكا]]، وتوحد معتنقوها في [[إيران]]، حيث يعاني أتباعها هناك من [[اضطهاد البهائية|الاضطهاد الشديد]].{{sfn|Affolter|January 2005|pages=75–114}}
بعد وفاة [[عبد البهاء عباس]]، انتقلت مسؤولية إدارة وهداية الجامعة البهائية إلى شوقي أفندي، حفيد عبد البهاء، حسب وصية عبد البهاء في كتابه "[[ألواح الوصايا]]".<ref>Smith, Peter. An introduction to the Baha'i faith. Cambridge; New York: Cambridge University Press, 2008. 110. ISBN ‎9780521862516</ref> وبعد وفاة [[شوقي أفندي]]، دخلت إدارة الجامعة البهائية مرحلةً جديدةً، وتطورت من فردٍ واحدٍ إلى منظومةٍ إداريةٍ تحتوي على هيئاتٍ منتخبةٍ وأفرادٍ يتم تعيينهم.{{sfn|Smith|2008|p=56}} ويوجد اليوم أكثر من سبعة ملايين معتنقٍ للديانة البهائية في العالم، يتوزعون في أكثر من 200 بلدًا وإقليمًا بنسبٍ متفاوتةٍ.<ref name="eor">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hutter|2005|pp=737–740}}</ref>{{sfn|Hutter|2005|pp=737–40}}<ref group="note">See [[Bahá'í statistics#Worldwide figures|Bahá'í statistics]] for a breakdown of different estimates.</ref>
 
سطر 31:
== التاريخ والنشأة ==
تعود جذور البهائية إلى [[بابية|البابية]]، والتي نشأت في إيران، أثناء حكم السلطنة القاجارية الفارسية آنذاك، في منتصف [[القرن 19|القرن التاسع عشر]] (سنة [[1260 هـ|1260هـ]]/ [[1844|1844م]]). أما البهائية نفسها فأسسها [[حسين علي نوري|حسين علي النوري]] المعروف بلقب بهاء الله، وأعلن عن دعوته في حديقة النجيبية (المعروفة بحديقة الرضوان لدى البهائيين) بنواحي بغداد في أبريل 1863م، في النصف الثاني من [[القرن 19|القرن التاسع عشر]].
 
بعد ما يزيد عن عقدٍ من الزمان بعد إعدام الباب رميًا بالرصاص،أصبح أتباعه يؤمنون ببهاءالله الذي وعد الباب بقدومه في كتاباته بـ "من يُظهره الله". وضع بهاءالله نظامًا أساسيًا يُعرف باسم "العهد والميثاق"، لضمان وحدة الجامعة البهائية وحفظها من الانشقاق والانقسام بعد وفاته ومع مرور الوقت؛ فوضّح كيفية الاستمرار في عملية الهداية ومسألة الخلافة وجواز شرح وتفسير آثاره وكتاباته بتعليماتٍ مكتوبة واضحةٍ لا لبس فيها. وبهذه الطريقة تم تعيين عبد البهاء في "كتابُ عهدي" ليقوم بإدارة شؤون الجامعة البهائية، ثم عّين عبد البهاء في "ألواح الوصايا" حفيده شوقي أفندي من بعده، وأخيرًا تم انتخاب بيت العدل الأعظم الذي ذكره بهاءالله في "الكتاب الأقدس".<ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. ISBN 9780521862516</ref> وفقًا لعبد البهاء، فإن العهد والميثاق هو من أهم ما يميّز الدين البهائي، فمحور وحدة العالم البشري هو قوة العهد والميثاق. وقد حاول البعض خلال فتراتٍ مختلفةٍ إيجاد الانقسام في الجامعة البهائية وادعاء الخلافة، ولكن لم تجدِ جهودهم بنتيجةٍ، نظرًا لوجود وصيةٍ مكتوبةٍ ونصٍ صريحٍ لمن سيقوم بإدارة شؤون البهائيين في كل مرحلةٍ من تقدم الدين.
 
=== علاقة البابية بالبهائية ===
{{مفصلة|بابيةالبابية}}
{{مفصلة|علي محمد الشيرازي}}
{{مفصلة|بهاء الله}}
[[ملف:Bahá'í gardens by David Shankbone.jpg|تصغير|يمين|الحدائق البهائية على سفح جبل الكرمل في حيفا]]
 
السطر 41 ⟵ 42:
يربط البهائيون بداية تاريخهم بوقت إعلان الدعوة [[بابية|البابية]] في مدينة [[شيراز]]، [[إيران]] سنة [[1844]] (''[[1260 هـ]]''). كانت البابية قد تأسست على يد [[علي محمد رضا الشيرازي|علي-محمد بن محمد-رضا الشيرازي]] الذي أعلن أنه الباب "لمن يُظهره الله"، وأنه هو [[المهدي (توضيح)|المهدي المنتظر]]. وكان قد سبق ذلك فترةً قصيرةً نمت فيها حركاتٌ كانت تترقب مجيء الموعود الذي بشرت به الكتب السماوية وأحاديث الأنبياء. وكانت [[شيخية|المدرسة الشيخية]] التي أسسها [[أحمد بن زين الدين الأحسائي]] إحدى تلك المدراس الفكرية التي أكدت على وشك قدوم الموعود المنتظر، وجديرٌ بالذكر أن أول من آمن بالباب، وهو [[حسين بشروئي|الملا حسين بشروئي]]، قد درس عند [[أحمد بن زين الدين الأحسائي|أحمد الأحسائي]] ثم عند [[كاظم الرشتي]] اللذان يعدان من أبرز رموز [[شيخية|الشيخية]].
 
وقد آمن بالباب بعد إيمان الملا [[حسين بشروئي]] أشخاصٌ آخرون بلغ عددهم 17 شخصًا، من ضمنهم امرأةً واحدةً تُعرف بالطاهرة، أو [[قرة العين القزوينية|قرة العين]]. ومُنح هؤلاء الثمانية عشر شخصًا لقب "[[حروف الحي|حروف الحي"]]. ومن ضمن الذين أيدوا دعوة الباب وكان لهم تأثيرٌ بالغٌ في تطورها أخوين اسمهماهو [[حسين علي نوري|حسين علي النوري]] الذي عرف فيما بعد باسم [[حسين علي نوري|بهاء الله]]، وأخوه [[صبح أزل|ميرزا يحيى نوري]] الذي عرف فيما بعد باسم [[صبح أزل|صبح ازل]]، ونتيجةً لذلك فان هناك ارتباطٌ تاريخيٌ بين البهائية و[[بابية|البابية]].
 
وبعد أن شاع أمر البابية قامت السلطات الإيرانية، بإيعازٍ من رجال الدين، بتعذيب البابيين والقبض على "الباب" سنة [[1847|1847م]] وإيداعه السجن. وكانت [[إيران]] محكومةً انذاك من قبل [[القاجاريون|أسرة القاجار]] التركمانية. وظل أتباع الباب رغم حبسه يترددون عليه في السجن، وأخذوا يظهرونيُظهرون إيمانهم به وبرسالته على عامة الناس. وازداد عدد أتباع الباب رغم حبسه وذلك نتيجةً لجهود أتباعه وقياداتهم. وأدى ذلك إلى ازدياد وطأة تعذيب البابيين، الذي دوّن تفاصيله العديد من المؤرخين الشرقيين والغربيين. وفي نهاية المطاف أُعدم "الباب" سنة [[1850|1850م]] رميًا بالرصاص أمام العامة. اضغظ [http://reference.bahai.org/ar/t/se/GPB/gpb-69.html هنا] لاستعراض بعض تفاصيل هذة الأحداث.
[[ملف:Grove.jpg|تصغير|ضريح الباب في جبل الكرمل بـمدينة [[حيفا]]]]
واستمرت الحكومة الإيرانية آنذاك بعملية القمع ضد البابين وقياداتهم ومن ضمنهم بهاء الله وصبح أزل،الله، حيث حبست بهاء الله، وبعد ذلك نفته وأتباعه إلى العراق. وأقام بهاء الله في العراق عدة سنواتسنواتٍ قام خلالها بتدبير شؤون البابين ولمّ شملهم. وتشير المصادر البهائية أن بهاء الله أعلن دعوته للعديد من أتباعه في حديقة الرضوان في بغداد قبل نفيه منها. وبتحريضٍ من الحكومة الإيرانية، نفت [[الحكومة العثمانية]] بهاء الله إلى استانبول، ثم إلى أدرنة. وفي أدرنة حدث خلافٌ كبيرٌ بين [[حسين علي نوري|بهاء الله]] و[[صبح أزل]]، حيث أدّعى صبح أزل بأنه هو من عينه الباب زعيمًا للدين من بعده، وقد وصف بهاء الله في كتاب "الإيقان" في ذلك: "كان مقصودي من ذلك أن لا أكون علة اختلاف الاحباب، ولا مصدر انقلاب الأصحاب، وأن لا أكون سببًا في ضر أحدٍ، ولا علةً لحزن قلبٍ". وانتهى هذا الخلاف بالفصل الأكبر ودعوة بهاء الله العلنية في [[1866]] بأنه هو الذي بشر الباب بقدومه بكنية "من يُظهره الله"، وهو موعود الظهورات التي سبقته. وكان صبح أزل ضده دائمًا، وهذا دفع السلطات العثمانية إلى نفي صبح أزل إلى قبرص، ونفي بهاء الله إلى فلسطين (بتهمة تكوينهما الفتن في المجتمع)، ولإبعادهما عن الأراضي الإيرانية وقطع علاقته بأتباعه.
 
تثبت الوقائع التاريخية أنه تم حبسنقل "بهاء الله" وأتباعه فيإلى سجن قلعة عكا المشهورالمشهور، حيث تعرضوا إلى شتى الأنواع منأنواع العذاب والحرمان. واستمر حسين علي "بهاء الله" بالإعلان أنه الموعود المنتظر. بالإضافة إلى كتاباته العديدة في تلك الفترة ومن أهمها "[[الكتاب المقدس|كتاب الاقدس]]"،. أرسل "بهاء الله" العديد من الرسائل لملوك الأرض وحكامها يوصيهم فيها بالحكم بالعدل، ويدعوهم لاتباع الدين الجديد وأحكامه. وقد قام ابنه عباس الذي عُرف بلقب "[[عبد البهاء]]" على خدمته إلى حين وفاته في 29 مايو 1892م نتيجة موتٍ طبيعيٍ. وبقى ابنه عباس سجينًا هناك إلى سنة 1908م1908م، ورغم إطلاق سراحه بعد ثورة تركيا الفتاة وسقوط السلطان العثماني ولكنهاستمرّ لم يترك المنطقةفي وعاشالعيش في مدينة حيفا في فلسطين إلى حين وفاته في سنة 1921م.
 
استمرت هذه الاضطهادات التي يحركها رجال الدين وتدعمها الحكومات الإيرانية لتشمل مؤسس، وأعلام، وأتباع الدين البهائي. وفي العصر الحالي، لا يزال هذا الاضطهاد مستمرًا في العديدعددٍ من بلدان العالم الإسلامي وخصوصًا في إيرانإيران؛ حيث حكمحُكم على أكثر من 200 بهائي بالإعدام منذ بداية الثورة الإسلامية في عام 1979م1979م، وسجنوسُجن الكثير منهم في معتقلاتها بعد أن رفضوا إنكار عقيدتهم عندما أعطيوا الخيار بين ذلك وبين إطلاق سراحهم. كما تم الاستيلاءعلى العديد من المقابر البهائية وأماكن العبادة والأماكن المقدسة وتدميرهاوتدميرها، ولم يعد بإمكان البهائيين الاحتفاظ بمراكزهم ووظائفهم الحكوميةالحكومية، ولا يسمحيُسمح لهم بدخول الجامعاتالجامعات، وحتى أنه لا يعترف بشرعية زواجهم أو وثائق التسجيل والولادة وغيرها.
 
السطر 56 ⟵ 57:
[[ملف:BahaiRing2.jpg|تصغير|خاتم الاسم الأعظم و هو من الرموز البهائية المقدسة لدى البهائيين.]][[ملف:Ashkabad Temple Bahai.jpg|تصغير|أول مشرق أذكار "معبد بهائي" في العالم بني في [[عشق آباد]] سنة 1908م حين كانت تلك المدينة ضمن تركستان الروسية.
]]
 
=== الباب ===
{{مفصلة|علي محمد الشيرازي}}سيد علي محمد الشيرازي الملقب بـ الباب (1198-1229هـ، 1819-1850م)، نبيٌ إيرانيٌ وشارع الديانة البابية، والذي أحصى أتباعًا عديدةً خلال السنوات الست من رسالته – وهو في عمرٍ يناهز 25 إلى 31 عامًا - من مختلف الطبقات والأعراق ونقابات إيران.<ref>Amanat, Abbas. ''Iran: A Modern History''. Yale University Press, 2017. 240.ISBN ‎0300112548.</ref><ref>Amanat, Abbas. ''Resurrection and Renewal: The Making of the Babi Movement in Iran''. Ithaca: Cornell University Press, 1989. 332-368. ISBN ‎0-8014-2098-9.</ref> أطلق على نفسه اسم المهدي الموعود، النبي الجديد والمبشر لدينٍ عالميٍ سيظهر من بعده بواسطة "من يُظهره الله"، والذي ذكره مرارًا وتكرارًا في أعماله وكتاباته وأشار إلى ظهوره قريبًا.<ref>MacEoin, ‎D. M.. ''BAYĀN(English)''. . ''Encyclopedia of Iranica''. Retrieved on 2009-09-05.</ref><ref>BÁBISM, By Edward G. Browne.p338</ref> من أهم ما قام به الباب في دورته القصيرة هو الإعلان عن بداية دورٍ جديدٍ للبشرية وتكامل الظهور التدريجي للرسالة الإلهية واستمراريتها، والنهوض بدور المرأة، والاهتمام بالتربية والتعليم. بعد أن ذاع صيته وازداد عدد أتباعه، قامت حكومة القاجار بترحيل الباب إلى أبعد مناطق إيران في أذربيجان، وحرض رجال الدين على اضطهاد وتعذيب وقتل أتباع الباب في جميع أنحاء إيران، وأخيراً، بعد ست سنوات من بدء النهضة البابية، وفي سن 31، تم إعدام الباب رميًا بالرصاص مع أحد أتباعه في مدينة تبريز.<ref>Amanat, Abbas. ''Resurrection and Renewal: The Making of the Babi Movement in Iran''. Ithaca: Cornell University Press, 1989. 400-404. ISBN ‎0-8014-2098-9.</ref> بعد أكثر من عقدٍ بقليلٍ من إعدام الباب، وقتل العديد من البابيين في إيران، آمن الغالبية العظمى من أتباعه ببهاءالله كما وعد به الباب بأنه "من يُظهره الله" وأصبحوا بهائيين. بهاءالله هو رسول وشارع ومؤسس الدين البهائي.<ref>Hatcher, Martin (2002). The Bahá'í Faith: The Emerging Global Religion. Baha’i Publishing. P 45</ref>
 
=== بهاءالله ===
{{مفصلة|بهاء الله}}ميرزا ​​حسين علي النوري الملقب بـ بهاءالله (1196-1271هـ، 1817-1892م)، آمن بالباب وهو في السابعة والعشرين من عمره، بعد استلامه رسالةً من قِبل الباب وصلته عن طريق الملا حسين البشروئي (المؤمن الأول بالباب)، فآمن بدين الباب وروّج له منذ ذلك الحين. أعلن بابيون بارزون استقلال الدين الجديد عن الإسلام بعد أربع سنواتٍ من بداية الديانة البابية في تجمّع بدشت. حيث لعب ميرزا ​​حسين علي النوري دورًا محوريًا في هذا التجمع، ومنذ ذلك الحين عُرف باسم "بهاء الله" (أي مجد الله وإشراقه). بعد سنواتٍ قليلةٍ من هذا التجمع، أُعدم الباب، الذي كان مسجونًا في أذربيجان لعدة سنواتٍ، بالرصاص مع أحد أتباعه في تبريز. بعد ذلك، حرّضت الحكومة رجال الدين على اضطهاد وقتل البابيين أينما كانوا، مما أدى إلى قيام شابين بابيين باغتيال ناصر الدين شاه، حيث أصيب الشاه بجروحٍ سطحيةٍ فقط.<ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. ISBN 9780521862516</ref> وبأمرٍ من الشاه، تم تنفيذ مذبحةٍ ضخمةٍ للبابيين من جميع الطبقات والنقابات.<ref>Smith, Peter. ''A Concise Encyclopedia of the Bahá'í Faith''. Oxford, UK: Oneworld Publications, 1999. ISBN ‎1-85168-184-1.</ref><ref>حقایق الاخبار ناصری، محمد جعفر خورموجی نشر نی ۱۳۶۳، ص ۱۱۶</ref> نتيجةً لمحاولة اغتيال الشاه، نُقل بهاءالله إلى سجن سياه جال (الحفرة السوداء) في طهران وظل مقيدًا بالسلاسل لعدة أشهر.<ref>حقایق الاخبار ناصری، محمد جعفر خورموجی نشر نی ۱۳۶۳، ص ۱۱۹</ref> أُنزل عليه الوحي لأول مرةٍ وهو مسجونٌ في سياه جال، وأصبح على علمٍ برسالته.<ref>Smith, Peter. ''A Concise Encyclopedia of the Bahá'í Faith''. Oxford, UK: Oneworld Publications, 1999. ISBN ‎1-85168-184-1.</ref><ref>Stockman، Robert. ''The Baha'i Faith: A Guide For The Perplexed''. Bloomsbury، 2013.</ref> تعرّض منزله في تلك المرحلة للنهب والتدمير، وتدهورت أوضاع عائلته حيث انتقلوا إلى منطقةٍ نائيةٍ من العاصمة بعد أن كانوا يسكنون قصرًا.<ref>موقر بالیوزی، حسن. ''بهاءالله: شمس حقیقت''. George Ronald Oxford.</ref> كان بهاءالله مريضًا جدًا بعد إطلاق سراحه من السجن ولم تكن لديه القوة البدنية الكافية للسفر لمسافاتٍ طويلةٍ، ولكنه أُمر بترك الوطن، وتم إجلاءه من إيران مع عائلته. غادر بهاء الله إيران متوجهًا إلى العراق في 12 يناير 1853 مع أسرته، بمرافقة مأمورين من الحكومة الإيرانية آنذاك.<ref>موقر بالیوزی، حسن. ''بهاءالله: شمس حقیقت''. George Ronald Oxford.</ref>
 
في ذلك الوقت، كانت العراق تحت حكم العثمانيين. وصلوا إلى بغداد في أوائل أبريل 1853 بعد رحلةٍ صعبةٍ عبروا خلالها المناطق الجبلية في برد الشتاء مشيًا على الأقدام.<ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. ISBN 9780521862516</ref> في بغداد، أصبح بهاءالله معروفًا تدريجيًا بكونه زعيم البابيين، وأعاد إحياء المجتمع البابي المتشتت والمقموع بشدةٍ. نما عدد أتباعه بشكلٍ كبيرٍ، وفي غضون فترةٍ قصيرةٍ اعترف به البابيون وكذلك السلطات الإيرانية والعثمانية كزعيمٍ بابيٍ بارزٍ.<ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. ISBN 9780521862516</ref> وخارج المجتمع البابي، حصل أيضًا على دعم وموافقة سكان بغداد والمسافرين الذين قدموا إلى المدينة، بمن فيهم مسؤولون عثمانيون وشخصياتٍ إيرانيةٍ بارزةٍ، وحتى رجال الدين السنّة ممن اعترفوا به كشخصيةٍ دينيةٍ مهمةٍ.<ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. ISBN 9780521862516</ref> من أهم آثاره وكتاباته في فترة إقامته في بغداد هي "الـكلمات المكنونة" و"كتاب الإيقان"<ref>Smith, Peter. ''A Concise Encyclopedia of the Bahá'í Faith''. Oxford, UK: Oneworld Publications, 1999. ISBN ‎1-85168-184-1.</ref> و"الوديان السبعة".<ref>Stockman، Robert. ''The Baha'i Faith: A Guide For The Perplexed''. Bloomsbury، 2013.</ref>
 
أثار شهرة بهاءالله قلقًا لدى الحكومة الإيرانية، فضغطت على السلطات العثمانية لترحيل بهاءالله ورفاقه إلى مكانٍ بعيدٍ جدًا عن حدود إيران.<ref>«The Bahá'í Faith». Britannica Book of the Year. Encyclopædia Britannica. ۱۹۸۸.</ref> وفي عام 1863 تم ترحيله وأتباعه إلى اسطنبول. في21  نيسان 1863 وقبل مغادرتهم إلى اسطنبول، أقام بهاء الله وأتباعه لمدة اثني عشر يومًا في حديقة نجيب باشا في ضواحي بغداد. في هذه المرحلة أعلن بهاء الله للحاضرين بأنه رسول الله والموعود الذي وعد الباب بمجيئه. واليوم، تُعرف هذه الأيام الإثنى عشر لدى البهائيين بأيام عيد الرضوان،<ref>Manfred Hutter. ''Bahā'īs''. . ''Encyclopedia of Religion'' 2nd ed، ش. شابک‎۰-۰۲-۸۶۵۷۳۳-۰ (۲۰۰۵): ۷۳۷–۷۴۰.</ref> وتُحتفل به عالميًا إحياءً لذكرى إعلان بهاءالله دعوته.
 
بعد أربعة أشهرٍ من السفر البري، وصل بهاءالله وأتباعه إلى اسطنبول.<ref>Cole، ''BAHĀʾ-ALLĀH''، 422-429.</ref> بعد قضاء حوالي ثلاثة أشهر ونصفٍ في اسطنبول، أمرت السلطات العثمانية بترحيل بهاءالله وأتباعه إلى أدرنة، بتحريضٍ من السفير الإيراني.<ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. ISBN 9780521862516</ref> أقام بهاء الله في أدرنة لمدة أربع سنواتٍ ونصف.<ref>Smith, Peter. ''A Concise Encyclopedia of the Bahá'í Faith''. Oxford, UK: Oneworld Publications, 1999. ISBN ‎1-85168-184-1.</ref> وخلال إقامته في أدرنة أعلن علنًا عن رسالته. صُدر هذا الإعلان العام في شكل رسائل إلى بعض ملوك ورؤساء الدول آنذاك، تضمنت رسائل إلى نابليون الثالث ملك فرنسا، وبابا الكنيسة الكاثوليكية، وناصر الدين شاه ملك إيران، والسلطان عبد العزيز الخليفة العثماني،<ref>«The Bahá'í Faith». Britannica Book of the Year. Encyclopædia Britannica. ۱۹۸۸.</ref> أعلن لهم فيها عن مقامه ورسالته،<ref>Taherzadeh, Adib (1977). The Revelation of Bahá'u'lláh, Volume 2: Adrianople 1863-68. Oxford, UK: George Ronald. <nowiki>ISBN 0853980713</nowiki>.
 
</ref> ودعاهم إلى نبذ الخلافات وإلى العمل من أجل وحدة العالم ومن أجل السلام.<ref>Momen، Moojan. ''The Baha'i Faith: A Beginner's Guide''. One World Publication، 2012.</ref>
 
وأثناء وجود بهاء الله في مدينة أدرنة، زاد الخلاف بينه وبين أخيه غير الشقيق الملقب بــ [[صبح أزل]] الذي كان يصرّ على زعامته للحركة البابية، وانتهى هذا الخلاف بدعوة بهاء الله العلنية في [[1866]] بأنه هو الذي بشّر الباب بقدومه بكنية "من يُظهره الله"، وهو موعود الظهورات التي سبقته. بعد ذلك وبتحريضٍ من الحكومة الإيرانية، نُفي بهاء الله وأتباعه مرةً أخرى بأمرٍ من الحكومة العثمانية إلى سجن عكا التابعة لفلسطين آنذاك. دخل بهاءالله وأتباعه سجن مدينة عكا في 31 أغسطس 1868.<ref>Cole، ''BAHĀʾ-ALLĀH''، 422-429.</ref> كانت عكا في ذلك الوقت منفىً للسجناء السياسيين التابعين للحكومة العثمانية.<ref>Momen، Moojan. ''Baha'u'llah: A Short Biography''. OneWorld Publications، 2014.</ref> وكانت أولى سنتين من السجن في عكا من أصعب السنوات، ومرض عددٌ من أتباع بهاءالله وتوفوا خلالها.<ref>Cole، ''BAHĀʾ-ALLĀH''، 422-429.</ref><ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. ISBN 9780521862516</ref><ref>Momen، Moojan. ''Baha'u'llah: A Short Biography''. OneWorld Publications، 2014.</ref>. في تلك الفترة، تابع بهاءالله كتابة الألواح والرسائل لبقية ملوك الأرض، منهم الملكة فكتوريا ملكة بريطانيا وألكسندر الثاني ملك روسيا والمكلة ماريا ملكة رومانيا.<ref>Cole، ''BAHĀʾ-ALLĀH''، 422-429.</ref> في عام 1870 سُمِح لبهاءالله وأتباعه بمغادرة السجن، لكنهم كانوا لا يزالون يُعتبرون سجناء ولم يُسمح لهم بمغادرة عكا. عاش بهاء الله خلال سبع سنواتٍ في منازل مختلفةٍ في عكا، منها بيت عبود وبيت عبد الله باشا.<ref>Smith, Peter. ''A Concise Encyclopedia of the Bahá'í Faith''. Oxford, UK: Oneworld Publications, 1999. ISBN ‎1-85168-184-1.</ref>
 
في عام 1877 سُمح لبهاءالله بمغادرة عكا، رغم أنه كان لا يزال سجينًا. وبعد قضاء أربعين عامًا في السجون، عاش لأول مرةٍ لمدة عامين تقريبًا في قصرٍ في شمال عكا يُدعى "قصر المزرعة"،<ref>Smith, Peter. ''A Concise Encyclopedia of the Bahá'í Faith''. Oxford, UK: Oneworld Publications, 1999. ISBN ‎1-85168-184-1.</ref> ثم عاش في "قصر البهجة" من عام 1879 حتى وفاته عام 1892.<ref>Momen، Moojan. ''Baha'u'llah: A Short Biography''. OneWorld Publications، 2014.</ref> في آخر تسعة عشر عامًا من حياته، كتب بهاءالله أعمالًا مهمةً، بما في ذلك لوح الإشراقات، ولوح التجلیات، ولوح الطرازات، والتي شرح فيها المبادئ الأخلاقية والروحية للنظام العالمي، بما في ذلك سيادة القانون والطاعة للحكومة، وفصل الدين عن السياسة، واختيار مبدأ مشتركٍ للغةٍ وخطٍ عالميٍ، وتحريم الجهاد، وضرورة تعليم وتربية الأطفال، وتعزيز وحدة الجنس البشري، وتحقيق السلام العالمي.<ref>Stockman، Robert. ''The Baha'i Faith: A Guide For The Perplexed''. Bloomsbury، 2013.</ref>
 
توفي بهاءالله بحمىً خفيفةٍ في "قصر البهجة" في 29 مايو 1892 عن عمرٍ يناهز 75 عامًا، ودُفن في باحة قصر البهجة.<ref>Smith, Peter. ''A Concise Encyclopedia of the Bahá'í Faith''. Oxford, UK: Oneworld Publications, 1999. ISBN ‎1-85168-184-1.</ref> يُعتبر مكان دفن بهاءالله والمعروفة بـ "الروضة المباركة" من أقدس الأماكن للبهائيين في العالم.
 
كتب بهاء الله العديد من الكتب والرسائل (الألواح) والصلاة والأدعية طيلة حياته.<ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. ISBN 9780521862516</ref> تم التعرف على حوالي خمسة عشر ألف أثرٍ مكتوبٍ عن بهاءالله. ومن بين أعماله العظيمة والمهمة كتاب الإيقان، والكتاب الأقدس، والكلمات المكنونة، والوديان السبعة، والوديان الأربعة، وجواهر الأسرار، وألواح الملوك والسلاطين.<ref>گفتاری کوتاه در مورد آئین بهائی، موژان مؤمن</ref> تمت ترجمة أعماله إلى أكثر من 800 لغةٍ في العالم ونُشرت حتى اليوم في أكثر من 200 دولةٍ.<ref>«Birth Of Baha'u'llah 2014: 5 Facts To Know About The Baha'i Holiday».''Huffington Post''. 12/11/2014.</ref>
 
أكدت كتابات بهاء الله مرارًا أن رسالته موجهةٌ إلى جميع البشر، وأن الغرض من تعاليمه هو إعادة بناء العالم والنهوض بالإنسانية جمعاء. نادى بهاء الله صراحةً بمبدأ وحدة الجنس البشري، وحثّ رؤساء الدول على العمل معًا لحل النزاعات القائمة وتحقيق السلام، والحفاظ عليه من خلال خلق الأمن الجماعي. كما دعا إلى اعتماد لغةٍ وكتابةٍ دوليةٍ من أجل تحقيق مجتمعٍ عالميٍ موحدٍ، وتعزيز نظام التعليم العام والإلزامي، وإنشاء عملةٍ وقياسٍ واحدٍ. أكّد بهاء الله في تعالميه على نبذ التعصبات الدينية والعرقية وتجنب القومية المتطرفة. ذكر بهاء الله في كتاباته أن الرجل والمرأة متساويان عند الله ولا تفوّق لأحدهما على الآخر. دعى في تعاليمه بقوةٍ إلى تحرير المرأة، وحظر العديد من الممارسات التمييزية ضد المرأة؛ مثل الزواج المؤقت، أو الزواج القسري، وزواج الفتيات تحت سن الخامسة عشر، والطلقات الثلاث،  كما أن تركيزه على تعليم الفتيات هو مثالٌ آخرٌ على دعمه لتحسين وضع المرأة.
 
وجّه بهاءالله البهائيين إلى أن خير تعريفٍ لرسالته هو التزامهم بحياةٍ صالحةٍ وسلوكهم سبل الأخلاق الحميدة والفضائل الأخلاقية؛ كالصدق والنزاهة والثقة والصبر واللطف وكرم الضيافة والإخلاص والحلم والتسامح والعدل والإيمان والإنصاف. لقد شجع أتباعه على التعايش السلمي مع الديانات الأخرى بالألفة والمحبّة، كما حثّهم على أن يكونوا مواطنين مثاليين في بلدانهم، وأن يكونوا أمناء ومخلصين عاملين بما تمليه عليهم ضمائرهم تجاه حكوماتهم. كما حثّهم على عدم التسبب في العنف والفساد بأي شكلٍ من الأشكال، ونبذ التشدّد والتعصب والغطرسة والفتنة. كما شجّع على بذل الجهود لخدمة الإنسانية. حرّم بهاءالله جميع أشكال العنف الديني وخاصةً القتال باسم الدين، ووصف بالتفصيل دور الدين كرادعٍ للجريمة وكقوةٍ للحفاظ على النظام الاجتماعي. كما حرّم بهاء الله التنسك، والتسول، والرهبنة، وطلب الغفران من غير الله، وأكّد على ضرورة الانخراط في العمل والاشتغال بالحرف والمهن التي تعود بالنفع على المجتمع.
 
=== عبدالبهاء ===
{{مفصلة|عبد البهاء}}عباس أفندي (1223-1300هـ، 1844-1921م)، الابن الأكبر لبهاءالله، والمعروف باسم عبد البهاء، هو الشخصية المركزية الثالثة في الديانة البهائية. عيّنه والده خليفةً له بعد وفاته، وكذلك هو الشخص المخوّل لتفسير وتبيين آثار بهاءالله، كما ذكر في الكتاب الأقدس وفي وصيته "كتابُ عهدي".<ref>موقر بالیوزی، حسن. ''بهاءالله: شمس حقیقت''. George Ronald Oxford.</ref><ref>A. Bausani, D. MacEoin (1982). "ABD-AL-BAHĀ". Encyclopædia Iranica. Retrieved ۲۰۱۰-۰۸-۱۰.</ref> تولى إدارة الجامعة البهائية في السنوات ما بين 1892 و 1921.<ref>Smith, Peter. ''A Concise Encyclopedia of the Bahá'í Faith''. Oxford, UK: Oneworld Publications, 1999. ISBN ‎1-85168-184-1.</ref><ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. ISBN 9780521862516</ref> يعتبر البهائيون عبد البهاء هو المفسّر الرسمي لكتابات وآثار بهاءالله، وهو المثل الأعلى لتعاليم بهاءالله، ومهندس النظام الإداري البديع الذي وضعه بهاءالله.<ref>«حضرت عبدالبهاء-مثل اعلای امر بهائی». جامعهٔ جهانی بهائی. بازبینی‌شده در 4.7.2016.</ref> كان دائمًا يصرّ على أن يتّخذ لنفسه مقام العبودية والخدمة، وخلال فترة إدارته للجامعة البهائية، تبنّى لقب عبد البهاء، وظل الجميع ينادونه بذلك حتى اليوم.<ref>Smith, Peter. ''A Concise Encyclopedia of the Bahá'í Faith''. Oxford, UK: Oneworld Publications, 1999. ISBN ‎1-85168-184-1.</ref>
 
خلال فترة حياة بهاءالله، كان سكرتير والده وممثله في كثيرٍ من المجامع. قضى معظم حياته في السجن والنفي. تم نفيه إلى العراق مع والده عندما كان في التاسعة من عمره، وأخيراً في سن 64 (عام 1908) أُطلق سراحه من المنفى والسجن بعد أكثر من خمسة عقودٍ، مع إطلاق سراح جميع المعتقلين في الإمبراطورية العثمانية نتيجة ثورة تركيا الفتاة. بعد الإفراج عنه، سافر إلى مصر وأوروبا وأمريكا الشمالية لنشر وترويج تعاليم والده.<ref>Smith, Peter. ''A Concise Encyclopedia of the Bahá'í Faith''. Oxford, UK: Oneworld Publications, 1999. ISBN ‎1-85168-184-1.</ref> لعبت رحلاته إلى الغرب التي دامت ثلاث سنواتٍ دورًا مهمًا في تأسيس مجتمعاتٍ بهائيةٍ في العالم، ونشر التعاليم البهائية عالميًا. في أمريكا الشمالية، سافر إلى حوالي 45 مدينة في الولايات المتحدة وكندا.<ref>Mottahedeh، ''Abdu’l-Bahá's Journey West: The Course of Human Solidarity''</ref> خلال هذه الرحلة، ألقى حوالي 373 خطبةً، وألتقى بها مع ما مجموعه حوالي 93000 شخصًا.<ref>Mottahedeh، ''Abdu’l-Bahá's Journey West: The Course of Human Solidarity''</ref> عُرف عبدالبهاء في أوروبا والولايات المتحدة بـ "نبيّ السلام". وغالبًا ما كانت الصحافة تُشير إليه في ذلك الوقت باسم "النبي الإيراني".<ref>Momen، ''World Religions: Belief, Culture, and Controversy''.</ref> قابله في رحلته شخصياتٍ غربيةً بارزةً مثل ألكسندر جراهام بيل، مخترع الهاتف، والرئيس روزفلت، الرئيس السابق للولايات المتحدة، والأدميرال بيري، مكتشف القارة القطبية الجنوبية.<ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. ISBN 9780521862516</ref>
 
غالبًا ما شرح عبد البهاء في خطاباته في الغرب المعتقدات والمبادئ الأساسية للدين البهائي، بما في ذلك وجوب تحري الحقيقة بشكلٍ مستقلٍ وخالٍ من التحيز، وكيف أن الأديان جميعها مظاهر مختلفة لحقيقةٍ واحدةٍ، وضرورة انسجام الدين مع العلم والعقل، وأن الجنس البشري واحدٌ والجميع متساوون أمام الله،<ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. P52. ISBN 9780521862516</ref> والتعصبات الدينية والسياسية والتحيزات القومية المدمّرة جميعها تستند إلى الجهل، ووجوب القضاء على الفقر المدقع والثروة المفرطة، ويجب أن يكون الجميع متساوون أمام القانون بحيث تسود العدالة في المجتمع، ويجب أن يكون الرجال والنساء متساوون في الحقوق، ووجوب تربية وتعليم جميع الأطفال. كما تناول عبد البهاء قضية السلام بكرّاتٍ عديدةٍ في خطاباته، محذرًا من أن الاضطرابات في البلقان يمكن أن تتصاعد إلى حربٍ من شأنها أن تجتاح أوروبا. وأعطى في أمريكا أهميةً خاصةً لقضية اختلاف العرق وشجّع الناس من أعراقٍ مختلفةٍ على البحث عن أرضيةٍ مشتركةٍ معًا وإيجاد التعاون فيما بينها. وشدّد على قضية الفقر حيث التقى في أمريكا وأوروبا بالعديد من الفقراء ووصّى على الواجب الاجتماعي للأغنياء تجاه الفقراء.<ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. P53. ISBN 9780521862516</ref>
 
عاد عبد البهاء إلى حيفا عبر مصر في يونيو 1913 بعد رحلةٍ دامت ثلاث سنواتٍ إلى الغرب.<ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. P45. ISBN 9780521862516</ref> في أقل من عامٍ، اندلعت الحرب العالمية الأولى في أغسطس 1914، ولم يكن من الممكن السفر مرةً أخرى.<ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press.P46. ISBN 9780521862516</ref> كان الأمر خطيرًا عليه وعلى من حوله،<ref>A. Bausani, D. MacEoin (1982). "ABD-AL-BAHĀ". Encyclopædia Iranica. Retrieved ۲۰۱۰-۰۸-۱۰.</ref> حيث تعرّض عبد البهاء للتهديد من قِبل الحاكم الجديد لسوريا، جمال باشا.<ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press.P46. ISBN 9780521862516</ref> منع عبدالبهاء من وقوع كارثةٍ محليةٍ خلال الحرب العالمية الأولى عندما أمّن لأهالي الشام المؤؤنة الغذائية من المزارع البهائية الواقعة في الأردن. حصل من الحكم البريطاني في فلسطين على لقب "السير" في 27 أبريل 1920 ، تقديرًا لجهوده الإنسانية خلال الحرب العالمية الأولى.<ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press.P46. ISBN 9780521862516</ref><ref>بهائیانِ ایران و ارتباط با دولت‌های خارجی، بی‌بی‌سی فارسی</ref> اهتم عبدالبهاء بإدارة شؤون الجامعة البهائية في سنوات ما بعد الحرب العالمية الأولى.<ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press.P46. ISBN 9780521862516</ref> بالإضافة إلى كونه شخصيةً محليةً بارزةً في ذلك الوقت، عُرف أيضًا بقائدٍ لديانةٍ عالميةٍ.<ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press.P46. ISBN 9780521862516</ref>
 
تُوفي عبدالبهاء في 28 نوفمبر 1921 في حيفا عن عمرٍ يناهز 77 عامًا.<ref>موقر بالیوزی، حسن. ''بهاءالله: شمس حقیقت''. George Ronald Oxford.</ref>
 
=== شوقي أفندي ===
{{مفصلة|شوقي أفندي}}شوقي أفندي رباني (1276-1336هـ، 1897-1957م)، المعروف أيضًا باسم شوقي أفندي، قام بإدارة أمور الجامعة البهائية في العالم  لمدة 36 عامًا، طوّر خلالها النظام الإداري البهائي العالمي. هو حفيد عبدالبهاء، ووفقًا لوصية عبدالبهاء في ألواح الوصايا، تولّى إدارة شؤون البهائيين بعد وفاة عبدالبهاء منذ 28 نوفمبر 1921 حتى وفاته عام 1957، ولُقب منذ ذلك الحين بـ ولي أمر الله.<ref>جانسون، لووِل. ''ولی محبوب امرالله''. محفل روحانی بهائیان آفریقای جنوبی - ژوهانسبورگ، ۲۰۰۷.</ref>
 
تولّى ولي الأمر الشاب مسؤوليته في أعقاب الحرب العالمية الأولى في ظروفٍ مضطربةٍ.<ref>گلنفورد اِ میچل. [www.bahai.org «شوقی ربّانی، راهنمای هزاره جدید»]. بازبینی‌شده در ۲۴ بهمن ۱۳۹۴.</ref> من أهم إنجازاته تأسيس النظام الإداري البهائي بناءً على ألواح الوصايا لعبد البهاء، والتي وصفها عبد البهاء بنفسه بأنه "ميثاق النظام الإداري البهائي". وبعد دراسةٍ دقيقةٍ لكتابات بهاء الله وعبدالبهاء بخصوص تأسيس المؤسسات البهائية، أحدث طرقًا لإنشاء وتأسيس المؤسسات الإدارية البهائية.<ref>''قرن انوار''. مرکز جهانی بهائی، ۲۰۰۲.</ref>
 
في موازاة ذلك، قام شوقي أفندي بترجمة كتابات بهاءالله من الفارسية والعربية إلى اللغة الإنجليزية، ووضع نموذجًا للآخرين للترجمة مستقبلاً. قام أيضًا بتلخيص وترجمة كتاب "تاريخ النبيل" الذي يعتبر من الكتب التاريخية المهمة للبهائيين، حيث دوّن الكتاب نبيل الزرندي الذي كان مرافقًا لبهاءالله ومعاصرًا له، وهو كتابٌ مرتبطٌ بتاريخ السنوات الأولى للدين البهائي، سمّى شوقي أفندي تلخيصه لكتاب "تاريخ النبيل" بكتاب "مطالع الأنوار". كما قام أيضًا بشكلٍ مستقلٍ بتدوين تاريخ الدين البهائي بدقةٍ ومنهجيةٍ في أربعة مجلداتٍ تحت عنوان "God Passes By" والذي تُرجم إلى "القرن البديع".<ref>اشرف، فؤاد. ''شوقی ربّانی، حصن حصین شریعت الله''. هوفهایم، ۱۹۹۷.</ref>
 
نفذ شوقي أفندي برامج لنشر وترويج الدين البهائي في جميع أنحاء العالم، وأرسل شخصيًا العديد من الرسائل إلى البهائيين في العالم يدعوهم إلى أداء واجباتهم وتقديم خدماتهم بإخلاصٍ لمجتمعاتهم. كما قام بتخطيط نقاط الهجرة حول العالم وتشجيع المهاجرين لترك أوطانهم وتعمير البلدان. خلال هذه السنوات، زاد عدد الدول التي وصلت إليها رسالة بهاءالله من 35 إلى 219.<ref>''Shoghi Effendi''. . Oxford: Oneworld Publications.، 2000.</ref> قام أيضًا بتوسيع المركز البهائي العالمي في مدينة حيفا وشراء الأراضي والحدائق حول مقام الباب وتصميمها وتنفيذها. قام ببناء قبةٍ جميلةٍ على مرقد الباب، المعروف بـ "المقام الأعلى"، ورتّب أيضًا حدائق فريدةٍ حول مرقد بهاء الله خارج مدينة عكا، والمعروف باسم "الروضة المباركة". قام بتجهيز مبنى "دار الأثار" الذي يضم جميع آثار وكتابات الباب وبهاء الله الأصلية. وقد تم اتخاذ كل هذه الإجراءات لتوفير فضاءٍ روحانيٍ مناسبٍ للمركز الإداري والروحاني للجامعة البهائية العالمية.<ref>ربّانی، شوقی. ''The Dispensation of Bahá'u'lláh''.</ref> خلال هذه السنوات، ركز اهتمامه على بناء المؤسسات المحلية والمركزية وشرح مبادئ انتخابات المحافل الروحانية في المجتمعات البهائية في جميع أنحاء العالم. بالنسبة لمجتمعٍ لا يحتوي على كهنةٍ ورجال دينٍ، فإن هذه المؤسسات المنتخبة ديمقراطيًا تُعتبر أساس الوحدة والتقدم والاستدامة. سعى شوقي أفندي إلى تنمية المجتمعات البهائية الوليدة إلى المستوى الذي أصبحت فيه المؤسسات الإدارية قادرةً على تشكيل بيت العدل الأعظم مستقبلاً. بيت العدل الأعظم هو المؤسسة التي تولت إدارة شؤون الجامعة البهائية عالميًا منذ وفاة شوقي أفندي، وستستمر في إدارة وتنظيم شؤون البهائيين حول العالم.<ref>فتح اعظم، هوشمند. ''نظم جهانی بهائی''. ۱۹۵۵.
 
</ref> &nbsp;
 
=== بيت العدل الأعظم ===
{{مفصلة|بيت العدل الأعظم}}لا يوجد في الدين البهائي رجال دينٍ أو كهنةٍ أو قساوسة، وفي بنية المجتمع البهائي، تُناط إدارة وتنظيم شؤون البهائيين إلى المجالس المنتخبة والتي يرأسها بيت العدل الأعظم، وليس الأفراد.<ref>Momen، Wendi. ''Understanding the Bahaʼı́ Faith''. Dunedin Academic Pres، 2006.</ref> يتألف بيت العدل الأعظم من تسعة أعضاءٍ، يتم انتخابهم كل خمس سنواتٍ من قِبل أعضاء المحافل الروحانية المركزية حول العالم. أجريت أول انتخابات لبيت العدل الأعظم عام 1963م (1342هـ)، بعد وفاة شوقي أفندي.<ref>بررسی کتاب: ''سرکوب و کشتار دگراندیشان مذهبی در ایران''، بی‌بی‌سی فارسی</ref><ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. ISBN 9780521862516</ref> يقع مقرّ بيت العدل العظيم على سفح جبل الكرمل في ميناء حيفا، والذي تم اختياره لهذا الغرض من قبل بهاءالله عام 1890، حسب ما ورد في "لوح الكرمل".<ref>Shoghi Effendi, ''The World Order of Bahá’u’lláh''. Wilmette, Illinois, Bahá'í Publishing Trust</ref><ref>Momen, Moojan (1989). "Bayt-al-`Adl (House of Justice)". Encyclopædia Iranica.</ref> قام بيت العدل الأعظم في عام 1972 بوضع ميثاق الأمانة وهو النظام الأساسي الذي شرح فيه وظائفه ومسؤولياته ونطاق عمله.<ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. ISBN 9780521862516</ref> ويمكن تلخيص هذه الواجبات والمسؤوليات على النحو التالي: إدارة شؤون المجتمع البهائي عالميًا، وتوجيه وتنظيم وتنسيق الأنشطة البهائية في جميع أنحاء العالم، وحماية النصوص والآثار البهائية، وحماية الجامعة البهائية من الاضطهاد والقمع؛ ونشر تعاليم بهاءالله، وتوسيع وتقوية النظام الإداري البهائي؛ وتعزيز الصفات الروحية في المجتمع البهائي، وترويج السلام بين الأمم؛ وتنفيذ أو إلغاء أو تغيير تلك الأوامر والأحكام غير المنصوصة عليها صراحةً من قِبل بهاءالله، وضمان حقوق الأفراد وحرياتهم وإقداماتهم؛ وتطبيق أصول وأحكام الدين البهائي.<ref>Momen, Moojan (1989). "Bayt-al-`Adl (House of Justice)". Encyclopædia Iranica.</ref>
 
== العهد والميثاق البهائي ==
{{مفصلة|العهد والميثاق في البهائية}}
السطر 158 ⟵ 211:
 
تنصّ الكتابات البهائية أن هناك إنسانيةٌ واحدةٌ وأن الناس متساوون أمام الله. وتؤكد العقيدة البهائية على وحدة الإنسانية التي تتجاوز كل تقسيمات العرق والأمة والجنس والطائفية والطبقة الاجتماعية والدين وغيرها، مع الاحتفاء بتنوعها.<ref>&nbsp;Hutter, Manfred (2005). "Bahā'īs". In Ed. Lindsay Jones (ed.). Encyclopedia of Religion. 2 (2nd ed.). Detroit: Macmillan Reference USA. pp. 737-740. ISBN 0-02-865733-0.
 
</ref> يقول عبد البهاء أن توحيد البشر أصبح اليوم "القضية والمسألة الأساسية في الظروف الدينية والسياسية في العالم".<ref>&nbsp;Britannica (1988). "The Baháʼí Faith". Britannica Book of the Year. Chicago: Encyclopædia Britannica. ISBN 0-85229-486-7.
 
</ref> كما تؤكد الكتابات البهائية على الوحدة البيولوجية والروحية للبشر،<ref>Hatcher, William; Martin, Douglas (1985). The Baháʼí Faith. San Francisco: Harper & Row. pp. 78. ISBN 1931847061.
 
</ref> هذه الوحدة هي حقيقةٌ روحيّةٌ تؤكِّدها العلوم الإنسانيّة أيضًا؛ فعلم الإِنسان، وعلم وظائف الأعضاء، وعلم النّفس تعترف بانتماء الإنسان إلى أصلٍ واحد، رغم أَنَّ المظاهر الثّانويّة لحياته تختلف وتتنوَّع بصورةٍ لا حصر لها ولا عدّ.<ref>Universal House of Justice (1985). The Promise of World Peace [Online]. Available at: <nowiki>https://www.bic.org/statements/lswlmu-llmywu-wdun-hqwun</nowiki>. نسخة محفوظة2021-03-14 على موقع [[واي باك مشين]].
 
السطر 172 ⟵ 222:
 
يعتقد البهائيون بأن التحيزات وسوء الفهم التي تجعل مجموعةً من الناس تعتقد بأنها متفوقةٌ على الآخرين تسبب العديد من المشاكل. في اعتقادهم، لا توجد جماعةٌ عرقيةٌ أو ثقافيةٌ أو دينيةٌ أفضل من غيرها، فكل البشر خُلقوا شرفاء والجميع متساوون عند الله. وعليه فإن وحدة الجنس البشري هي إحدى أهم تعاليم بهاءالله وعليه تتمحور التعاليم الأخرى.<ref name="مولد تلقائيا4">Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. ISBN 9780521862516
</ref>
 
</ref> &nbsp;
 
إن مبدأ وحدة الجنس البشري في البهائية لا تعني فرض التوحيد والتماثل، فالكتابات البهائية تعزز مبدأ الوحدة في التنوع والتناغم في التعدد. فالتنوع العرقي والثقافي والفكري وغيرها من أشكال التنوع جميلٌ وهو موضع تقديرٍ. وقد شبّه عبد البهاء التنوع بين البشر بالحديقة المليئة بالأزهار المختلفة الألوان والأشكال، وهذا التنوع هو ما يجعلها أكثر جمالًا وحيويةً.<ref name="مولد تلقائيا19">بشروئي، مسعودي (2012). تراثنا الروحي من بدايات التاريخ إلى الأديان المعاصرة. دار الساقي، بيروت، لبنان. ص 561.</ref><ref name="مولد تلقائيا4" />
السطر 267 ⟵ 316:
 
في الاعتقادات البهائية، غالبًا ما يتم تقديم الوصايا ليس في شكل تعليماتٍ محددةٍ لمواقف مختلفةٍ وإنما في شكل مبادئ عامة، والتي تنطبق في كثيرٍ من الحالات على الفرد كما يراه مناسبًا في حياته وفي كل موقفٍ. ولا تعلّق الأحكام البهائية على جوانب كثيرةٍ من الحياة. &nbsp;وفي بعض الحالات، يُذكر صراحةً أن مسألةً معينةً هي مسألة اختيارٍ فرديٍ وليس حكمًا إلهيًا. هناك أيضًا تركيزٌ عامٌ قويٌ على وعي الفرد وفهمه وعقلانيته حول كيفية تطبيق بعض الأحكام الاجتماعية البهائية والتي تُطبق حاليًا.<ref>Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. P.159. ISBN 9780521862516
 
</ref> يصرّح بهاءالله في كتاباته بأن على الأفراد تطبيق الأحكام في غاية السرور، ويجب أن تكون نابعةً من حب الإنسان لخالقه.<ref>Momen M. (1997). Baha'i Faith: A Short Introduction. One World Publication.</ref> ولا أحدٌ مسئولٌ عن الإشراف على تنفيذ الأحكام من قِبل الآخرين، فوفقًا للتعاليم البهائية، إن الفرد مسؤولٌ أمام الله فقط، وكل شخصٍ مسؤولٌ عن تحسين وتأديب سلوكه وأفعاله.<ref name="مولد تلقائيا2">Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. P.159. ISBN 9780521862516</ref> ولا يوجد في البهائية رجال دينٍ أو علماء دينٍ يستطيعون إصدار أو تفسير الأحكام الإلهية. ومع ذلك، فإنه في بنية الجامعة البهائية، هناك المجالس المنتخبة، وليس الأفراد، التي تؤول إليها إدارة شئون البهائيين وتنظيمها، والتي يرأسها بيت العدل الأعظم.<ref name="مولد تلقائيا2" />
 
السطر 279 ⟵ 327:
* [[الأحكام البهائية|الدعاء والمناجاة وقراءة الآيات الإلهية]]
* [[الأحكام البهائية|الصيام]]
* [[الزواج في البهائية|الزواج]]&nbsp; &nbsp;
* الطلاق
* الدفن