الدولة السعودية الأولى: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V5
سطر 105:
{{مفصلة|شبه الجزيرة العربية}}[[ملف:الوضع السياسي في الجزيرة العربية قبل قيام الدولة السعودية الأولى.jpg|تصغير|يمين|240بك|خريطة تبين جزءا من الوضع السياسي في [[الجزيرة العربية]] قبل قيام الدولة السعودية الأولى.]]
[[ملف:1811 Cary Map of Arabia, Egypt ^ Abyssinia - Geographicus - Arabia-cary-1811.jpg|تصغير|يسار|280بك|خريطة لرسام الخرائط الإنجليزي جون كيري في عام [[1811]] وتظهر [[الدرعية]] متوسطة في الخريطة.]]
تتكون [[شبه الجزيرة العربية]] من عدة أقاليم؛ أهمها: [[الحجاز]]، و[[عسير]] و[[تهامة]]، و[[اليمن]]، [[إقليم عمان|وعُمان]]، و[[الأحساء]]، و[[البحرين]]، و[[نجد]]. يمتد إقليم الحجاز من [[العقبة]] شمالًا، إلى [[تهامة عسير]] جنوبًا، شرق [[البحر الأحمر]]، ويتبع هذا الإقليم مدن وقرى كثيرة؛ منها [[مكة]]، و[[جدة]]، و[[المدينة المنورة|المدينة]]، و[[الطائف]]، و[[القنفذة]]، و[[الليث]]، و[[رابغ]]، و[[ينبع]]، وغيرها. وكان نفوذ أشراف الحجاز ممتدًا من [[معان]]، على أطراف [[الشام]] شمالًا، إلى [[القنفذة]]، على ساحل [[البحر الأحمر]] جنوبًا. وكان الحج موردًا من موارد الرزق، لكثير من أهالي مكة والمدينة، الذين عملوا في خدمة الحجيج، وتبادل التجارة معهم، وكانت القبائل في الحجاز تفرض الإتاوات على القوافل، لكي تمر بسلام عبر منازلها. ولوجود الحرمَين الشريفَين كان أثر في الحياة العلمية في [[الحجاز]]؛ فقد كان يفد بعض العلماء، من مختلف بقاع العالم الإسلامي، للمجاورة في مكة والمدينة، ويقومون بالتدريس والتأليف. وانتشرت المدارس والمكتبات، التي أنشأتها [[الدولة العثمانية]]، أو الموسرون من أهالي [[الحجاز]]. وأسست [[وقف (إسلام)|الأوقاف]]، للإنفاق عليها، فازدهر النشاط العلمي. وكان الحجاز، مثل بقية بقاع العالم الإسلامي، في [[العهد العثماني]]، تنتشر فيه [[الطرق الصوفية]]، ويعمل أتباعها على نشر معتقداتهم، من خلال [[زاوية (مدرسة)|الزوايا]] و<nowiki/ref>[[تكية|التكايا]] والمدارس. وكان الجهل بالدين سمة أهل البادية، في الحجاز وغيره من مناطق شبه الجزيرة العربية. ولم تكن هناك مساجد في البادية، يجتمع فيها الناس للصلاة ولتلقي الوعظ والإرشاد، فانتشر بينهم{{استشهاد الجهل.بكتاب
|الأخير1 =
|الأول1 =
|مؤلف1 = [[أمين سعيد]]
|عنوان = تاريخ الدولة السعودية
|طبعة = الأولى
|صفحة = 33
|مسار = https://www.dopdfwn.com/cacnretra/scgdfnya/pdf-books-org-ZZKG6.pdf
|سنة = [[1964]]
|ناشر = دار الكاتب العربي
|مكان = بيروت
|لغة =
|تنسيق =
|isbn =
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210909185801/https://www.dopdfwn.com/cacnretra/scgdfnya/pdf-books-org-ZZKG6.pdf | تاريخ أرشيف = 9 سبتمبر 2021}}</ref> وكان الحج موردًا من موارد الرزق، لكثير من أهالي مكة والمدينة، الذين عملوا في خدمة الحجيج، وتبادل التجارة معهم، وكانت القبائل في الحجاز تفرض الإتاوات على القوافل، لكي تمر بسلام عبر منازلها. ولوجود الحرمَين الشريفَين كان أثر في الحياة العلمية في [[الحجاز]]؛ فقد كان يفد بعض العلماء، من مختلف بقاع العالم الإسلامي، للمجاورة في مكة والمدينة، ويقومون بالتدريس والتأليف. وانتشرت المدارس والمكتبات، التي أنشأتها [[الدولة العثمانية]]، أو الموسرون من أهالي [[الحجاز]]. وأسست [[وقف (إسلام)|الأوقاف]]، للإنفاق عليها، فازدهر النشاط العلمي. وكان الحجاز، مثل بقية بقاع العالم الإسلامي، في [[العهد العثماني]]، تنتشر فيه [[الطرق الصوفية]]، ويعمل أتباعها على نشر معتقداتهم، من خلال [[زاوية (مدرسة)|الزوايا]] و<nowiki/>[[تكية|التكايا]] والمدارس. وكان الجهل بالدين سمة أهل البادية، في الحجاز وغيره من مناطق شبه الجزيرة العربية. ولم تكن هناك مساجد في البادية، يجتمع فيها الناس للصلاة ولتلقي الوعظ والإرشاد، فانتشر بينهم الجهل.<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = http://www.moqatil.com/openshare/Behoth/Atrikia51/Saudia1/sec02.doc_cvt.htm
| عنوان = شبه الجزيرة العربية وأحوالها، في منتصف القرن الثاني عشر الهجري
| موقع =
| لغة = ar
|=|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210728014602/http://www.moqatil.com/openshare/Behoth/Atrikia51/Saudia1/sec02.doc_cvt.htm|تاريخ أرشيف=2021-07-28}}</ref>
 
وأما إقليم [[عسير]] و[[المخلاف السليماني]] و[[نجران]] فكان يضم عددًا من القبائل الكبيرة. ويعمل أهالي عسير في [[الزراعة]] والرعي، وأهل السواحل يعملون في الصيد. وكان نفوذ أشراف مكة ممتدًّا إلى القنفذة، على البحر الأحمر. وكان الزعماء المحليون، من شيوخ القبائل، هم أصحاب الكلمة في هذا الإقليم. وعلى الرغم من حياة الاستقرار، التي غلبت على أهل عسير، لم تكن الحياة العلمية مزدهرة ازدهارها في الحجاز، ولم تتهيأ الظروف لظهور علماء بارزين في المنطقة. أما في المخلاف السليماني، فكان يتولى قيادتها زعامات من الأشراف، الذين يدينون بالولاء لحكام [[صنعاء]]. وظل الوضع السياسي للمخلاف على هذا الحال، حتى نجح الشريف أحمد بن محمد بن خيرات، في كسب ولاء الزعماء المحليين، ثم استطاع ابنه محمد توحيد البلاد تحت قيادته. ويعتمد سكان المخلاف السليماني، في حياتهم، على الثروة السمكية والحيوانية، والزراعة. كما كانت التجارة نشطة عبر موانئ [[جازان]] مع البلاد المجاورة، وكان بعض من سكان الإقليم يتبعون [[المذهب الزيدي]]، المنتشر في شمال [[اليمن]]، وبعض منهم على [[المذهب السني|المذهب السُّني]]. وفي [[نجران]] كان السكان من قبائل [[يام]]، ومنهم المكارمة، الذين يتبعون [[المذهب الإسماعيلي]]. واشتهرت قبائل يام بالنشاط العسكري؛ فحاربت في صفوف زعماء المخلاف السليماني، ومع خصوم الدولة السعودية، ولم تكن الحياة الدينية عندهم مختلفة عن بقية القبائل الأخرى.<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = http://www.moqatil.com/openshare/Behoth/Atrikia51/Saudia1/sec02.doc_cvt.htm
| عنوان = شبه الجزيرة العربية وأحوالها، في منتصف القرن الثاني عشر الهجري
| موقع =
| لغة = ar
|=|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210728014602/http://www.moqatil.com/openshare/Behoth/Atrikia51/Saudia1/sec02.doc_cvt.htm|تاريخ أرشيف=2021-07-28}}</ref>
 
أما إقليم [[الأحساء]] فكان يشمل الأحساء و[[القطيف]]، و[[الهفوف]] و[[سيهات]] وغيرها، وتسكنه قبائل عدة. ويعتمد سكان الأحساء والقطيف على الزراعة؛ فالمنطقة عبارة عن واحات تشتهر بغزارة المياه، التي تنبع من عيون الأحساء، فتكثر فيها بساتين [[النخيل]]، ومزارع الأرز. ويعمل السكان، أيضاً، في صيد الأسماك، والغوص بحثاً عن [[اللؤلؤ]]. وكانت موانئها تستفيد من التجارة الداخلية، مع منطقة [[نجد]]، ولهذا، تهيأت الظروف لهذا الإقليم، لأن يفرض سلطته على منطقة نجد، في بعض الفترات. وكانت قبيلة [[بني خالد]]، تزداد قوة في منطقة الأحساء و[[الخليج العربي]]، واضطرت الدولة العثمانية إلى استرضاء زعمائها، بالمال أو بالمناصب والرتب. ولكن زعيم بني خالد، [[براك بن غرير آل حميد]]، تمكن من الاستيلاء على الأمور في الأحساء، فقضى على نفوذ العثمانيين فيها، حتى دخلت تحت حكم الدولة السعودية الأولى. وينتشر [[المذهب الشيعي]] في المنطقة إلى جانب المذهب السُّني. وحققت الحياة، العلمية والدينية، تقدمًا ملحوظًا؛ فظهر، في الأحساء علماء، من السُّنة والشيعة، اشتهروا بنشاطهم، العلمي والديني. ووفد إليها طلاب العلم من المناطق الأخرى، وكان من بينهم الشيخ [[محمد بن عبد الوهاب]]، الذي عرج على الأحساء، في طريق عودته من [[البصرة]]، فأخذ العلم عن بعض علمائها. وأما القبائل في البادية، فلم تكن تختلف عن غيرها، من انتشار الجهل الديني فيها، وقطع طرق الحجاج، القادمين من البصرة و[[إيران]].<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = http://www.moqatil.com/openshare/Behoth/Atrikia51/Saudia1/sec02.doc_cvt.htm
| عنوان = شبه الجزيرة العربية وأحوالها، في منتصف القرن الثاني عشر الهجري
| موقع =
| لغة = ar
|=|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210728014602/http://www.moqatil.com/openshare/Behoth/Atrikia51/Saudia1/sec02.doc_cvt.htm|تاريخ أرشيف=2021-07-28}}</ref>
 
أما إقليم [[نجد]] فكان ينقسم إلى عدة أقاليم؛ أهمها [[وادي الدواسر]]، و[[حوطة بني تميم]]، و[[الأفلاج]]، و[[الخرج]] و[[العارض]]، و[[سدير]]، و[[منطقة الوشم|الوشم]]، و[[القصيم]]، و[[جبل شمر]]. ويمتهن أغلب أهلها الزراعة في الواحات، ويمارس بعضهم التجارة. وتخرج قوافلهم إلى بلاد [[الشام]] و[[العراق]] و[[مصر]] و[[البحرين]]، إضافةً إلى [[الهند]]. وأما البدو فعماد حياتهم الإبل والأغنام. وقبيل قيام الدولة السعودية الأولى، كانت نجد مقسمة بين زعامات محلية متنازعة، وكانت الحروب الداخلية قائمة بين بلدان نجد، بسبب السيطرة والنفوذ، والصراع بين القبائل، والثأر، والنزاع في موارد الماء والكلأ. وقد تعرضت نجد لغزوات من جهات عدة؛ من الأشراف في [[الحجاز]]، في الغرب، ومن قبل زعماء بني خالد، حكام الأحساء، في الشرق. وذلك إما لتأديب بعض القبائل، التي كانت تعترض طريق قوافل الحجاج، أو لفرض النفوذ أو الإتاوات. ولم يكن للدولة العثمانية وجود قوي في نجد، خاصة بعد أن تركت الأحساء، أمام ثورات بني خالد. وفي منطقة [[العارض]] من نجد، حيث ظهرت الدولة السعودية في [[الدرعية]]، وضمت بلدات [[العيينة]]، و[[حريملاء]]، وغيرها، ويربطها [[وادي حنيفة]]. ولم يكن التعليم منتشرًا في مناطق نجد، خاصة بين أهل البادية. وكان مقتصرًا، في المدن، على حفظ [[القرآن الكريم]]، ومبادئ القراءة والكتابة، وشيء من [[الفقه الحنبلي]]. وعلى الرغم من وجود عدد من العلماء في نجد، الذين تفقهوا في أمور الدين، وتولوا مناصب القضاء، وقاموا بالتدريس، لم يكن عددهم كافياً لإحداث نهضة علمية مؤثرة. لقد كان الجهل سائدًا في البادية والحاضرة، بصفة عامة، نظرًا لعدم وجود دولة ترعى العلم؛ فالدولة العثمانية لم يكن يعنيها منطقة نجد، بل ركزت أعمالها في الحجاز. ولم تكن الحال المادية للسكان تسمح لهم بإنشاء دُور العلم، أو تأسيس الأوقاف، للإنفاق على طلاب العلم.<ref>{{استشهاد ويب